ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة آن فارنيه (Ann Varney)؛ وتُحدِّثنا فيه عن كيفية التغلب على مخاوفنا.
ما هو الخوف؟
قد يعاني الأشخاص الخائفون من غشاوة في الرؤية وصعوبة في التنفس أو صعوبة في المشي؛ لأنَّ أدمغتهم قد أوعزت لأجسادهم بإعطاء ردود الفعل هذه كي يكونوا متأهبين للكر أو الفر؛ فإنَّ الخوف هو أحد الوسائل الدفاعية لاستمرار حياتنا تتمثل في تجنب الأشياء التي تخيفنا.
فقد تتساءل لماذا يوجد أشخاص ناجحون أكثر من غيرهم؟ والجواب في الغالب هو أنَّ نجاحهم ينبع من شجاعتهم في مواجهة تحديات الحياة، لكن جميعنا نشعر بالخوف؛ فالخوف هو جزء طبيعي من كوننا بشر، لكن عندما يزداد الخوف ويؤثر في حكمنا على الأشياء، يجب علينا معالجته ومعرفة كيف نتعامل معه، فمن الشائع العيش بالخوف طوال حياتنا دون الانتباه لذلك.
كيف تتوقف عن الشعور بالخوف؟
لمساعدتك على التغلب على مخاوفك، عليك أولاً معرفة مصدر هذه المخاوف، وكيف تؤثر في حياتك، وكيف تبدأ بالتغلب عليها؛ إذ يقول الكاتب ليو إف بوسكوغليا (Leo F. Buscuglia): "أحب نفسك، وتقبَّل نفسك، وسامح نفسك، وكن جيداً تجاه نفسك؛ لأنَّنا دونك سنخسر مصدراً لكثيرٍ من الأشياء الرائعة".
إليك بعض النصائح التي تساعدك على التغلب على مخاوفك:
- عرِّف الخوف.
- حدِّد مسبب الخوف.
- واجه هذا الخوف، وكن مستعداً لإمكانية أن يغير هذا الخوف صورته.
- ضع خطة ذات خطوات يمكنك القيام بها للتقليل من هذا الخوف مع مرور الوقت.
- جدْ وسائل تبعدك عن الانغماس في مخاوفك؛ وذلك عن طريق القيام بالأمور التي تسعدك، أو من خلال التركيز في أمور مختلفة تماماً.
- ابنِ الثقة بقدرتك على مواجهة المخاوف التي لديك، كلُّ واحدٍ على حدة، فإن كانت مخاوفك كبيرةً جداً؛ يمكن لمعالج نفسي مساعدتك على تجاوزها بسهولة.
إن كنت تعاني من الشعور بالخوف والمشاعر السلبية؛ قد يكون السبب هو عدم توازنك الروحي؛ إذ إنَّ أسلوب حياتنا يؤثر في مشاعرنا؛ إذ يرزح الناس تحت ضغط اجتماعي هائل للشعور بالسعادة والحبور على الدوام، فنحن نضع توقعات غير منطقية لأنفسنا؛ وعندما لا نستطيع تلبية هذه التوقعات نشعر بالكآبة والقلق؛ لذا علينا تعلُّم تلبية احتياجاتنا الروحية بقدر ما نقوم بتلبية احتياجاتنا الجسدية، مثل تناول الطعام الصحي، والنوم الكافي، والقيام بالتمرينات الرياضية بصورة منتظمة.
شاهد: كيف تتخلص من الخوف وتصبح شجاعاً؟
كيف يمكن لشخص أن يكون غير سعيد رغم اهتمامه بجانبه الروحي؟
الإجابة بسيطة؛ إذ إنَّنا نعيش في عالم مليء بالعراقيل والقيود، وهذان العاملان يساهمان في تعاستنا؛ وبهذا من المتوقع أن نشعر بهذه المشاعر خلال عملية التخلص منها.
للجميع تجاربه الخاصة مع الأحداث نفسها؛ فقد يضحك أحدهم وقد يبكي آخر عند التعرض للموقف نفسه، وهذا لا يعني أنَّ الشخص الذي ضحك هو متوازنٌ روحياً أكثر؛ بل إنَّ الأشخاص يبدون ردود فعل مختلفة بناءً على آلياتهم الدفاعية المختلفة.
لماذا نستمر بالشعور بالخوف؟
لقد شاهدت عدداً من الأشخاص الذين استمروا في عيش دور الضحية الذي يولِّد كثيراً من الخوف، ولأنَّ أغلب الأشخاص يخافون من المجهول؛ فقد يستمرون في عيش دور الضحية لمدة 30 - 40 وحتى أكثر من 50 عاماً؛ إذاً، لماذا يستمر الأشخاص في الشعور بالخوف؟
أعتقد أنَّ السبب هو اعتقادهم بأنَّ هذه هي سُنة الحياة، وأنَّ الأشخاص المحظوظين هم فقط الذين يعيشون حياة جيدة؛ لذا استيقظوا من هذه المفاهيم الخاطئة؛ إذ يمكن لأي شخص عيش الحياة التي يحلم بها.
على سبيل المثال، لقد كانت تنشئتي صعبة، وكانت إساءة المعاملة والصدمات النفسية جزءاً من الحياة اليومية للعديد من الأشخاص؛ فقد كانت هذه هي الحالة الطبيعية لمعظم مَن هم في عمري، وبصرف النظر عن مدى سوء الأمر؛ تجاوز معظمنا الخوف والعادات السيئة التي ورثناها عن آبائنا؛ فإنَّ الحياة علَّمتنا دروساً قاسية لن ننساها، ولكنَّها زادت من مقاومتنا وشجاعتنا لمواجهة الحياة.
أضف تعليقاً