ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن 3 أشياء يمكنك الكتابة عنها في دفتر يومياتك.
افتح أي موقع ينشر مقالات عن النمو الشخصي، وستجد مقالاً واحداً على الأقل يتحدث عن أثر تدوين اليوميات في تغيير حياتك؛ إذ إنَّ تدوين اليوميات من أفضل أدوات تحسين الذات الموجودة، فعندما أتحدث مع أصدقائي، أو عندما أدرِّب الناس، أسأل دائماً عمَّا إذا كانوا يملكون دفتر يوميات، وربما لن يفاجئك هذا، لكنَّ الإجابة دائماً هي "لا".
الشيء الغريب هو أنَّ الجميع يعلم أنَّه يجب عليهم امتلاك دفتر يوميات، وثمَّة كثير من الأشياء التي يجب علينا القيام بها، لكنَّنا لا نقوم بها، لماذا؟ لأنَّنا ليس لدينا أي فكرة عن كيفية القيام بها، كما كان الحال في أيام الدراسة، هل تتذكَّر كل تلك المرات التي كان لديك فيها سؤال ولكنَّك لم تسأله؟ ربما قلت لنفسك: "سيظنُّ المعلم أنَّني غبي"، هذا بالضبط ما يحصل؛ إذ نظنُّ جميعاً أنَّ تدوين اليوميات أمر سهل؛ لذلك لا نتحمَّل عناء السؤال عن كيفية القيام بذلك، ولكنَّه ليس بالأمر السهل، بيد أنَّه ليس مستحيلاً أيضاً؛ إذ يبالغ معظم الناس في تعقيد عملية التدوين، وكما قال الكاتب "إرنست همنغواي" (Ernest Hemingway): "هدفي هو أن أكتب ما أراه وما أشعر به بأفضل وأبسط طريقة"، لكن كيف تفعل ذلك؟
حدِّد السبب الذي دفعك إلى تدوين يومياتك:
يوجد سبب واحد لتدوين اليوميات بالنسبة إليَّ؛ وهو إدارة نفسي، وهذا هو السبب العملي الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه، وإلَّا لماذا تقوم بتدوين اليوميات؟ ليس الأمر أنَّ حياتي هامَّة لدرجة أنَّني أستطيع بيعها كمذكرات، فأنا لست الكاتب "جون كراكوير" (John Krakauer)، أو الشاعرة "مايا أنجيلو" (Maya Angelou)، بل أرى اليوميات أداة لتحسين الذات.
ما يزال معظمنا يرى التدوين على أنَّه هواية أو شيء نقوم به من أجل المتعة أو الاسترخاء، فقد تكون هذه الأسباب صحيحة بالنسبة إلى بعض منَّا، لكن بالنسبة إلى معظم الناس، ثمَّة سبب واحد فقط؛ إنَّه تحسين الذات، فكيف تتوقع تحسين نفسك إذا كنت لا تعرف نفسك؟ يمكنك التعرف إلى جودة أفكارك عند كتابتها.
- هل تظن أنَّك مفكر جيد؟
- هل قراراتك منطقية؟
- كيف تتخذ قراراتك؟
- لماذا تفعل ما تفعله؟
- متى تكون منتجاً؟
- متى تكون غير منتج؟
يمكنك الإجابة عن كل هذه الأسئلة من خلال قراءة دفتر يومياتك، وإليك 3 أفكار للكتابة عنها في دفتر يومياتك:
1. التدوين عن أنشطتك:
اكتب ما فعلته خلال يومك، ويمكنك القيام بذلك إمَّا في الصباح أو في المساء، لا يهم متى تفعل ذلك، فقط حاول الكتابة عمَّا فعلته خلال الـ 24 ساعة الماضية، فعندما أكتب في يومياتي عن أنشطتي، أُسجِّل وقت ذهابي للنوم، ووقت استيقاظي، وما فعلته، ومن تحدثت إليه، وما هو الكتاب الذي قرأته، وما إلى ذلك.
عندما أفتقر إلى الإلهام أو الدافع، أراجع دفتر يومياتي وأرى متى كنت متحمساً للعمل، أو شعرت بالحيوية، أو التحفيز، وبعدها أكرِّر تلك الأحداث في تلك الأوقات، وفيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك الإجابة عنها في دفتر يومياتك للبدء:
- متى استيقظت اليوم؟
- ما هو أول شيء فعلته؟
- ماذا تناولت على الإفطار؟
- كيف شعرت في الصباح؟
- ماذا فعلت اليوم؟ وكيف سار الأمر؟
- ما هو الكتاب الذي قرأته؟ وما رأيك به؟
هذه كلها أسئلة مباشرة يمكننا جميعاً طرحها على أنفسنا، فالكتابة عن هذه الأنشطة ستجعلك تبدأ، وهذا من أهم الأشياء في كتابة اليوميات.
"لا تثق بذاكرتك، وعندما تسمع أي شيء ذي قيمة، اكتبه، وعندما تصادف شيئاً هامَّاً، اكتبه". - رجل الأعمال "جيم رون" (Jim Rohn).
شاهد بالفديو: 5 طرق تجعل من تدوين اليوميات عادة مكتسبة
2. التدوين عمَّا يخيفك:
لا توجد طريقة أفضل لمعالجة مخاوفك من الكتابة عنها، فإذا كنت قلقاً بشأن شيء ما، فإنَّه يبدو أسوأ بكثير في رأسك، وعندما تبدأ في تدوين ما أنت قلق بشأنه، يمكنك البدء في التفكير في كيفية حل المشكلة التي تسبِّب لك التوتر في المقام الأول، لقد كتبت في يومياتي عن مخاوفي فترةً طويلة، وقد كان ذلك مفيداً حقاً، وإليك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك:
- ما هو الشيء الذي تفكر فيه طوال الوقت؟
- لماذا هذا الشيء يجعلك تشعر بعدم الارتياح؟
- ما الذي يقلقك اليوم؟
- ماذا يمكنك أن تفعل لمعالجة همومك؟
الهدف من كتابة اليوميات المتعلقة بما يخيفك هو نقل أفكارك إلى الورق؛ إذ نشعر في كثير من الأحيان بالقلق بشأن الأشياء التي ليس لدينا سيطرة عليها، وعندما نفكِّر في الأمر فقط، لا ندرك أنَّنا نضيِّع وقتنا، لكن عندما نكتب عمَّا يقلقنا، يصبح الأمر واضحاً جداً، ففي النهاية، يجب وضع خطة لمعالجة مخاوفنا، لنفترض أنَّك قلق بشأن وضعك المالي، فكِّر في كل الطرائق التي يمكنك من خلالها تحقيق دخل إضافي، وسجِّل كل أفكارك على الورق، ثمَّ ابدأ بتطبيقها.
"الكتابة هي اكتشاف ما تؤمن به". - الكاتب المسرحي "ديفيد هير" (David Hare).
3. التدوين عن قراراتك:
استخدم دفتر يومياتك بوصفه طريقة للحصول على التغذية الراجعة من نفسك، والتفكير ملياً في قرارتك؛ لأنَّ اتخاذ القرارات صعب، اطرح على نفسك هذه الأسئلة مثلاً:
- "هل يجب أن أترك وظيفتي؟".
- "هل يجب عليَّ قبول هذه الوظيفة؟".
- "هل يجب أن أنهي علاقتي؟".
هذه أمثلة عن القرارات الكبيرة، لكن يمكنك أيضاً استخدام دفتر يومياتك لجميع القرارات الصغيرة في الحياة.
- "هل يجب أن أخرج الليلة، أم يجب أن أعمل؟".
- "هل تصميمي لهذا الجدول مناسب، أم لا؟".
إذ نعرف في أعماقنا الإجابات نوعاً ما، لكن نحن لا ننظر بعمق كافٍ، فاطرح على نفسك سؤالاً وحاول أن تجيب عنه من خلال التفكير المنطقي من جوانب متعددة، مثل: ما هي الإيجابيات؟ وما هي السلبيات؟ وما هي النتائج؟ الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك لا حصر لها.
في الختام:
إنَّ تدوين اليوميات ليس أمراً معقداً، فاليوميات هي أداة متعددة الاستخدامات، تساعدك على إدراك ذاتك، كما تساعدك على تحسين نفسك، وإذا كنت جاداً بشأن تحسينها، فإنَّ كتابة اليوميات أمر لا بد منه، وكل ما عليك فعله هو فتح صفحة جديدة في دفتر يومياتك، أو مستند في دفتر يومياتك الرقمي، وكتابة: "اليوم هو أول يوم لعادتي الجديدة اليومية في كتابة المذكرات"، والغريب هو أنَّك عندما تدوِّن أفكارك، فإنَّها تتحوَّل إلى واقع، فابدأ بكتابة يومياتك وجرِّبها بنفسك.
أضف تعليقاً