10 نصائح لإحراز النجاح وتحقيق مزيد من الإنجازات في الحياة

نحن موقنون في أعماقنا أنَّ علينا تحقيق مزيدٍ من الإنجازات في الحياة وبلوغ النجاح، ولكن عندما ننظر لأنفسنا نجد أنَّنا عاجزون عن التحرك أو تحقيق التقدم؛ لذا سنطرح في هذا المقال نصائح عظيمة لتجعلك ناجحاً في الحياة.



يُعدُّ تأسيس مشروع تجاري أمراً صعباً نظراً لاحتدام المنافسة وتدنِّي فرص النجاح، وخسارة الوزن مثلاً ليست بالأمر السهل لأنَّها تتطلب مجهوداً متواصلاً، وقد نصاب بالإحباط إن لم نلحظ انخفاضاً في الوزن.

بغضِّ النظر عن الإنجاز الذي تريد إحرازه في الحياة، سواء كان تأسيس مشروع تجاري ناجح، أم تحقيق الحرية المالية، أم خسارة الوزن، أم الحفاظ على لياقتك البدنية، أم السفر حول العالم دون عراقيل، فثِق أنَّ في إمكانك ذلك.

يمكِنك أن تُحوِّل جميع أحلامك إلى حقيقة، لكنَّك تحتاج إلى بعض الإرشادات، فأنت بحاجة إلى بوصلةٍ تدلُّك على الاتجاه الصحيح عندما تضل طريقك، وبحاجة إلى مشورة مفيدة عندما تواجه صعوباتٍ في عملك، وبحاجة إلى أن تبحث عن الإلهام كلما شعرتَ أنَّك أقل شأناً من الآخرين.

فيما يلي أهم 10 نصائح يمكِن أن تساعدك على إحراز مزيد من النجاحات وتحقيق أيَّة أهداف تطمح إليها في الحياة:

1. حدِّد النجاح الذي تبتغيه:

لكي تعيش حياةً ناجحة، يجب أن تُحدِّد النجاح الذي تريده؛ وإلا ستكون كمن ينطلق في رحلة دون معرفة الوجهة، ولا أحد يستطيع أبداً الوصول إلى وجهته إن لم يعرف أين يريد الذهاب.

من أشهر الأسباب التي تجعل الناس يقنعون بعيش حياة عادية أنَّهم أخفقوا في اكتشاف الأهداف التي يريدون إحرازها في حياتهم.

ربما لاحظتَ كيف يمضي الكثير من الأشخاص أياماً وحتى أسابيع في التخطيط لرحلاتهم في العطلة، لكنَّهم لا يقضون حتى بضع ساعات للتفكير حقاً في حياتهم، وإن لم تكن قد وضعتَ خطة حياتك، فعليك التوقف عن القيام بأي شيء بعد قراءة هذا المقال وقضاء بعض الوقت في التفكير حقاً فيما تريده من حياتك، ويكمن السر في أن تعيش حياةً مدروسة، وألا تُقدِم على مجازفة غير محسوبة كيلا يَحدث ما لم يكن بالحسبان وتندم عندما لا يفيدك الندم وتُفوِّت عليك فرصة التغيير.

لا تتذرع بالانشغال أو عدم وجود وقت للتخطيط لحياتك، فهذه هي حياتك في النهاية، وإن لم تُخطِّط لها، فسيحدث ما يخبرنا به الكاتب "جيم رون" (Jim Rohn):

"إذا لم تضع خطةً لما تريد، فمن المحتمل أن تعتمد خطة شخص آخر وتكتشف لاحقاً أنَّ هذا لم يكن الاتجاه الذي تريد أن تسلكه، فيجب أن تكون أنت من يرسم خريطة حياته".

بمعنى آخر: عندما لا يكون لديك خطة، ستلجأ إلى خطة شخص آخر، وستفشل فيها، لكن لتَحُول دون حدوث ذلك، خصِّص وقتاً للتخطيط، وإذا كنتَ مشغولاً، فضع جداول وكرِّس بعض الوقت لمعرفة ما تريده حقاً في حياتك.

إن أردتَ معرفة نوع الحياة التي تريد عيشها، فإليك ثلاثة أسئلة لتطرحها على نفسك علَّها ترشدك في تحديد نجاحك:

  • إذا كان كلُّ شيء على ما يرام، وسارت الأمور مثلما خُطِّط لها، فكيف ستكون حياتي في السنوات العشر القادمة؟
  • لماذا أنا حيٌّ وما هي الأشياء التي أتطلع إليها؟
  • إن لم أمتلك المال، فهل كنتُ سأفعل الأشياء نفسها التي أفعلها دائماً؟

إنَّ معرفة نفسك هي من أهم العوامل التي تساعدك على عيش حياة أفضل؛ لذا حدِّد النجاح الذي تريد تحقيقه، وما الأشياء التي يجب أن تفعلها كي تشعر أنَّك شخص ناجح.

إقرأ أيضاً: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

2. ضع أهدافاً وخططاً:

الآن، عليك تحديد الأهداف ووضع الخطط لتحقيق الأشياء التي تصبو إليها في الحياة.

لا تظننَّ أنَّ النجاح يأتي عن طريق الحظ والصدفة؛ بل يحتاج إلى التخطيط، فإن أردتَ شيئاً ما، فيجب عليك أن تقرر إحرازه، ثمَّ ضع خططاً لتحويله إلى حقيقة ملموسة.

هذا هو بالضبط ما حدَث لمعظم الأشخاص الاستثنائيين. أولاً، كانت لديهم رغبة عارمة في شيء، ثمَّ حوَّلوا هذه الرغبة إلى قرار، ووضعوا الخطط، واتَّخذوا قراراتٍ مدروسة للوصول إلى مبتغاهم.

أمعِن النظر في قول الكاتب والمتحدث التحفيزي "لاري وينجيت" (Larry Winget): "لم يُدوِّن أحد على الإطلاق خطةً للإفلاس، أو اكتساب الوزن، أو التكاسل، أو الغباء؛ بل تَحدُث هذه الأشياء عندما لا يكون لديك خطة".

صحيح أنَّ التخطيط لا ينجح في جميع الحالات؛ لكنَّ وجود خطة أفضل من عدم وجودها على الإطلاق، وعندما يكون لديك هدف واضح وخطة مدروسة للحصول على النتائج التي تريدها، ستستطيع السيطرة أكثر على حياتك، وستعرف بالضبط ما عليك القيام به لتحقيق النجاح الذي تطمح إليه.

ينجح الناس لأنَّهم يعون أنَّ النجاح يحتاج إلى وعي، ولا يتَّكلون على الحظ، فكلما خطَّطتَ، كنتَ أكثر جاهزيةً، وكلما جهَّزتَ نفسك، زادت فرصك في النجاح.

3. ركِّز على تقدُّمك:

لا يكفي وجود هدف وخطة، فعليك إحراز تقدُّم، والأهم من ذلك، عليك التركيز على تقدُّمك، فلا تفكر فقط في أهدافك وأحلامك؛ لأنَّك إذا فعلتَ ذلك ولم تحصل على النتائج التي تريدها، فستشعر بالاكتئاب.

لهذا السبب عليك التركيز على تقدُّمك، ويكمن السر في التفكير فيما يمكِنك فِعله في الوقت الحاضر واتخاذ الخطوات واحدةً تلو الأخرى كي تحقق مكاسب صغيرة، أما إن ركَّزتَ على أهدافك الكبيرة في المستقبل البعيد ولم تحصل على النتيجة التي تريدها، فستشعر أنَّك شخص فاشل.

على سبيل المثال: إذا سعيتَ إلى ضم 10000 مشترك إلى قناتك على اليوتيوب (YouTube) بحلول نهاية العام، وأُعجِبَ شخص واحد أو شخصان فقط في المحتوى المعروض في البداية، فستشعر أنَّ أهدافك بعيدة المنال، وقد يسيطر عليك الإحباط وتشعر بأنَّك أقل شأناً من الآخرين وتعتقد أنَّك فشلتَ.

اعلم أنَّ مشوار ألف ميل يبدأ بخطوة، وهذا ينطبق على النجاح؛ لهذا السبب عليك التركيز على إحراز تقدُّم، وفكِّر بما يجب عليك فِعله للحصول على 10000 مشترك، فربما تساعدك المواظبة على نشرِ محتوى غني على قناتك والترويج لها.

وعندما تركِّز على التقدم كأن تؤلف محتوىً يومياً وتروج لقناتك، فستكسب مزيداً من المتابعين وتبدأ قناتك بالانتشار، ومن خلال إحراز التقدم خطوةً تلو أخرى ستصل إلى هدفك في نهاية المطاف، وهنا تكمن أهمية وضع الأهداف، فلا تنسَ مراقبة تقدُّمك اليومي، ولا تحِد عن خططك.

لن يُقدَّم النجاح إليك على طبق من ذهب؛ بل يحتاج بذل الوقت والجهد والسعي الدؤوب، فتذكَّر هذا الاقتباس من الفيلسوف الصيني "كونفوشيوس": "إن أردتَ تحريك الجبال، فابدأ بنقل الحصى"، ثمَّ ركِّز على تقدُّمك.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

4. استمتِع بعملك وكن شغوفاً به:

هذه نصيحة معروفة أخرى من نصائح النجاح في الحياة، فإن رغبتَ في أن يكون النجاح حليفك في كلِّ ما تفعله، فاجعل المتعة والشغف جزءاً منه.

راقِب أكثر الأشخاص نجاحاً في العالم في وقتنا الحاضر، وستلاحظ أنَّهم يذهبون إلى مكاتبهم ويعملون مِثل الجميع، صحيح أنَّ بمقدورهم التقاعد والاستمتاع بحياة رغيدة؛ لكنَّهم لم يفعلوا ذلك، ويرجع السبب في ذلك إلى أنَّ الأشخاص الناجحين لا يعملون من أجل المال؛ بل لأنَّهم يستمتعون بعملهم وشغوفون به.

طريق النجاح ليس مفروشاً بالزهور؛ بل مليء بالعراقيل، ولأنَّ فيه مشقة، فمن المنطقي أن نستسلم؛ لكن فقط الشغوفون سيتابعون المسير بما يفعلون دون كللٍ أياً كانت الصعوبات التي تعترض طريقهم؛ لهذا السبب يواصل الأشخاص الاستثنائيون العمل حتى ولو كانوا من الأغنياء، ليس حباً بالمال؛ بل حباً بالعمل.

يقول "ريتشارد برانسون" (Richard Branson) الملياردير صاحب مجموعة "فيرجن" (Virgin Group): "أفضل نصيحة يمكِنني تقديمها لأيِّ شخص هي قضاء وقته في كل ما يثير شغفه في الحياة".

إن لم يكن لديك شغف بعملك، فستستسلم حالما تفشل، وشغفك هو ما يجعلك تستمر عندما تصعب الأمور.

إقرأ أيضاً: كيف أُحدِّد شغفي؟

5. التزِم بالمواظبة على تطوير نفسك دون كلل أو ملل:

لن تستطيع بلوغ النجاح في الحياة ما لم تُطوِّر نفسك باستمرار، فإن أردتَ تحقيق إنجازٍ ما، فعليك تحسين نفسك وتبنِّي صفات الشخص الناجح، وسيكون النصر العظيم من نصيب من يستحقه؛ لذا اعمل بجد لتطوير نفسك باستمرار كي تغدو الشخص الذي يستحق نيل ما يتمناه، فعلى سبيل المثال: إن أردتَ أن تصبح مثقفاً فالتزِم بالقراءة يومياً، وإذا أنهيتَ كتاباً في الشهر، فستكون قد قرأتَ في السنة 12 كتاباً، وفي غضون 5 سنوات تكون قد قرأتَ 60 كتاباً على الأقل.

وأيضاً إذا رغبتَ في إنشاء مدوَّنة ناجحة، فابحث عن المراجع التي تتعلق بالتسويق الرقمي، والتسويق عبر الإنترنت، وتطوير المدوَّنات، والأعمال التجارية، وما إلى ذلك.

وستكون لديك أفضل مدوَّنة، بغضون سنوات؛ حيث تجعلك القراءة تتفوق على الآخرين، لأنَّ معظم الناس لا يقرؤون ولا يسعون إلى التعلم والتطور؛ فالعلم سلاح يجعلك الأفضل، وليس عليك أن تبدأ بدايةً عظيمة؛ فما عليك سوى أن تبدأ العمل كي تتفوق.

لذلك التزِم بالتطوير المستمر دون انقطاع، صحيح أنَّك لن تغدو ناجحاً بين عشية وضحاها عندما تجعل التعلم والتطوير جزءاً من روتينك اليومي، لكنَّ هذا الأمر سيؤثر تأثيراً كبيراً في حياتك بعد مرور سنوات عدَّة، حيث يكون الاختلاف طفيفاً عندما تشرع في العمل، ولكن بعد بضع سنوات، سيكون الأثر في حياتك عظيماً.

6. ارفع سقف معاييرك والتزِم بتحقيق النجاح:

إن أردتَ حقاً عيش حياة أفضل وأكثر نجاحاً، فهذا ما عليك القيام به، ولن يكتشف الأشخاص الذين لا يرفعون سقف معاييرهم ولا يبذلون أقصى طاقاتهم أبداً أيَّ شيء جديد في الحياة، وسيبقون عالقين في أماكنهم ويكررون الأشياء نفسها التي يفعلونها دوماً.

أنت لا تريد أن يَحدث هذا، أليس كذلك؟ لذا عليك تحدي نفسك باستمرار من خلال تحديد أهداف قصيرة الأجل تدفعك نحو مستوىً جديد، فكم مرة عاهدتَ نفسك أنَّك ستنقص وزنك، وتعمل بجدية أكبر، وتُوفِّر المزيد من المال، وتكون أكثر شغفاً وأكثر التزاماً بأهدافك؟ وكم مرة فشلتَ؟

تكمن المشكلة الرئيسة لدى معظم الناس في أنَّ لديهم حلماً ويوقنون برغبتهم في أن يكونوا ناجحين في الحياة، لكنَّهم لا يلتزمون فعليَّاً بتحقيقه، ولا يسعون إلى ذلك، ويعلمون أنَّ تناول الوجبات السريعة سيضر بصحتهم، لكنَّهم يواصلون تناول الطعام الضار لأنَّهم لا يرفعون سقف معاييرهم.

إذا كنتَ ترغب في إنشاء مدوَّنة ناجحة، فعليك إنشاء محتوىً جذاب باستمرار من أجل الترويج لمدوَّنتك، لكن يغفل معظم الناس ذلك لأنَّهم غير جادين وليسوا ملتزمين التزاماً كليَّاً، وطالما أنَّك لا ترفع سقف معاييرك ولا تلتزم بالعمل الجاد فلن تنجح أبداً.

يتجلى هذا في قول الكاتب والمتحدث التحفيزي "توني روبينز" (Tony Robbins): "إذا كنتَ تريد تغييراً حقيقياً، فعليك أن تكون على استعداد للقيام بدورك، ويبدأ هذا بالتعرف بصدقٍ إلى نفسك".

إذا أمعنَ الناس النظر في حياتهم الحالية، فسيجدون أنَّ هويَّتهم تستند إلى مجموعة من المعايير والمعتقدات التي أرسوها قبل 10 أو 20 أو 30 عاماً أو أكثر من حياتهم، وفي الواقع، اتَّخذَ الكثير منا قرارات تتعلق بمعتقداتنا وقدراتنا وهوياتنا حينما كنا أطفالاً، وبقينا عالقين في عنق الزجاجة، لكن هل أنت الشخص نفسه الذي كان في ذلك الوقت؟ وهل أنت الشخص نفسه الذي كان قبل عامٍ حتى؟

لذا كفَّ عن قبول أقل مما تستحقه، فقد حان الوقت للالتزام الجاد، واتخاذ قرار حقيقي، ورفع سقف معاييرك، وبذل أقصى ما في وسعك، وإذا لم تفعل ذلك، فستبقى على حالك طالما أنَّك لا تلتزم التزاماً حقيقيَّاً، فلن تتغير الأشياء أبداً.

7. كن مثابراً وتحلَّ بالصبر:

أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لفشل الناس في نيل ما يريدون في الحياة هو تقاعسهم وافتقارهم للصبر؛ فهُم يريدون نجاحاً سريعاً وآنيَّاً، ولا يطيقون انتظار النجاح وقتاً طويلاً؛ ولهذا يفشلون، عندما تنظر إلى الحياة نظرةً قصيرة الأمد عوضاً عن النظر إليها نظرةً بعيدة الأمد، فلن تُحقِّق نتائج باهرة أبداً.

يستغرق النجاح وقتاً، وما لم تكن لديك الوسائل، فلن تتمكن من تحقيق نجاح باهر في وقت قياسي؛ فأنت بحاجة إلى وقت لتطوير صفاتك المناسبة، وبناء العادات الصحيحة، والتفكير تفكيراً سليماً، وعندها يمكِنك الحصول على ما تبتغيه.

معظم الناس قليلو الصبر ولا يتحلون بالإصرار على الالتزام بخططهم؛ لهذا السبب يجب أن تتخذ شجرة الخيزران قدوةً في المثابرة والصبر؛ فعندما تزرع الخيزران، فلن تلاحظ أبداً أيَّ نمو كبير في السنوات الخمس الأولى؛ حتى لو اعتنيتَ بها ووضعتَ لها السماد، وسقيتَها، وحافظتَ على سلامتها من الأمراض، فهي لن تنمو قبل سنوات عدَّة، وفي السنة الخامسة، يمكِن أن يصل طول شجرة الخيزران التي زرعتَها إلى أكثر من 20 متراً في غضون 6 أسابيع فقط.

تتشعب جذور الخيزران في عمق التربة، في السنوات الأولى من زراعتها؛ فهي تحتاج إلى بناء أساس قوي كي تنمو، وفي السنوات الأولى، تنمو جذور الخيزران؛ لكنَّك لا تراها لأنَّ هذه العملية تَحدث في عمق التربة، فتظن أنَّه لا ينمو.

ينطبق الشيء نفسه على الحياة: عندما تعمل وتتعلم وتحرز تقدُّماً، ستعتقد أنَّك لا تُحقِّق أيَّة نتيجة عظيمة؛ لكنَّك في الحقيقة تبني لنفسك أساساً متيناً، وتُجهِّز نفسك لتصبح الشخص المناسب الذي يستحق النجاح.

8. اخرج من منطقة الراحة:

لن تتمكَّن من إجراء تغيير ما لم تكن على استعداد لفعل شيء مختلف والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، وإلا لن تكون قادراً على النمو، وإذا واصلتَ فِعل ما كنتَ تفعله دائماً، فستحصل على النتيجة نفسها؛ أما إذا أردتَ شيئاً مختلفاً، فعليك أن تسعى إليه بطريقة مختلفة.

عندما تُغيِّر ما تفعله يومياً، ستحصل في نهاية المطاف على نتيجة مختلفة، حيث يعتاد معظم الناس على حياتهم العادية، ويواظبون على تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكاتهم نفسها، وبالنتيجة يحصلون على النتائج المعهودة نفسها؛ لكنَّك ما لم تتغير وتُغامِر بالخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، فلن يتغير شيء في حياتك.

تَشعر في منطقة الراحة الخاصة بك بالأمان واليقين والألفة؛ ولكنَّك ستُقدِم على مجازفة عندما تتجاوزها، وربما تشعر بالتوتر والقلق.

يمكِن أن ينتج عن البقاء في منطقة الراحة الخاصة بك أداء متَّسق وثابت، ولكن يمكِن أن يُحقِّق لك الخروج من منطقة الراحة وتجربة أمر جديد وصعب الظروف المناسبة لتحقيق الأداء الأمثل.

ولكن لكي تنمو حقاً، عليك الخروج والقيام بشيء تتحدى فيه نفسك، وإن أردتَ بناء شخصية أقوى، فعليك تخطِّي صعوبات أكبر وأقوى؛ أما إن واصلتَ مجابهة الصعوبات الهينة، فستنمو شخصيتك ببطء، وينطبق الشيء نفسه على الحياة؛ فإن أردتَ الارتقاء في حياتك، فيتعين عليك رفعُ مستواك؛ وذلك بأن تتحدى نفسك وتخرج من منطقة راحتك.

يشبه الأمر أن تضطر إلى السفر إلى بلد لم تزره من قبل؛ فقد ينتابك الخوف في البداية، ولكن بمجرد القيام بذلك، ستكتسب الخبرة، وفي المرة القادمة سيمسي الأمر عادياً.

ينطبق الأمر نفسه على النجاح؛ فيجب أن تستمر في تحدِّي نفسك، وتتحلى بالجرأة لتجربة أشياء جديدة لأنَّ هذا هو طريق النمو.

شاهد بالفيديو: 20 طريقة بسيطة للخروج من منطقة راحتك

9. لا تخشَ الفشل:

لا تهتم إن خرجتَ من منطقة راحتك وفشلتَ، وتقبَّل الأمر بروح رياضية، لأنَّك إن لم تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، فستفشل أيضاً فيما اعتدتَ القيام به.

الفشل أمر لا مفر منه، تقول "ج. ك. رولينغ" (J.K. Rowling)، مؤلفة سلسلة الكتب الأكثر شهرةً "هاري بوتر" (Harry Potter): "لا تُحاول الهرب من الفشل لأنَّه أمر محتوم، إلا إن أردتَ أن تعيش حياتك حذِراً في كلِّ شيء كما لو أنَّك لا تعيش أساساً، وفي هذه الحالة، ستفشل حتماً".

يخشى الكثيرون الفشل اعتقاداً منهم أنَّه أمر سيء، ويظنُّون أنَّه نقيض النجاح، وهذا خاطئ كلِّيَّاً؛ فالفشل والنجاح وجهان لعملة واحدة، طالما أنَّك لن تقبل بالاستسلام فلن تفشل أبداً، وعليك أن ترى الفشل كتجربة تتعلم منها النجاح في المستقبل، كما عليك تحويل الفشل إلى نقطة انطلاق تقودك إلى النجاح.

ربما يخشى الناس الفشل لأنَّهم يتعاملون مع المسألة تعاملاً شخصيَّاً، وأيقِن أنَّك عندما تُجرِّب شيئاً ما وتفشل، فهذا لا يعني أنَّك فاشل؛ بل يعني أنَّ طريقتك لم تكن مُجدِية؛ لذا عليك تغيير نهجك أو تحسينه، فالفشل حدثٌ عادي وليس مسألةً شخصية، ولن يكون كذلك إلَّا إذا أقنعتَ نفسك بذلك.

تخيَّل الأمر كطفل يتعلم المشي؛ فسوف يسقط مرات عدَّة، لكن هل يُعقَل أن تقول عنه إنَّه فاشل! طبعاً لا، عليك أن تتعامل مع سقوطه كحدث مستقل عنه وتُشجِّعه على تعلُّم المشي بالطريقة الصحيحة.

الفشل حدثٌ -سواء فشلتَ مرة أم كان يسيطر على حياتك- لذا عليك تكرار الأمر مرة أخرى أو تحسين طريقتك، ولا تخشَ الفشل، فأنت لن تعرف حلاوة النجاح ما لم تَذُق مرارة الفشل.

10. كن إيجابياً:

هذه أهم نصيحة تتعلمها وأكثر مهارة يُعَدُّ اكتسابها هامَّاً؛ فالإيجابية هي ما يُمهِّد طريق النجاح، فتصوَّر جدلاً أنَّك تريد تأسيس مشروع تجاري ولكنَّك متوجس من نجاحه في سوق العمل، فهل سيفيد هذا التشاؤم عملك مستقبلاً؟ طبعاً لا.

فحتى لو كانت لديك أفكار خلاقة، فلن تستطيع تحقيقها على أرض الواقع إن سمحتَ للتشاؤم بالسيطرة عليك، وستختلق الأعذار مثل: ركود الاقتصاد، وضعف السوق، والمنافسة الشديدة، وغيرها.

تَحُول السلبية بينك وبين إنجازاتك العظيمة؛ فهي تُولِّد فيك الشكوك، وتمنعك من اتخاذ خطوات جريئة، وإن اعتقدتَ أنَّ سوق الأسهم سوف ينهار، فلن تجرؤ على استثمار الأموال التي كسبتَها بشقِّ الأنفس في المشروع.

ينطبق الأمر نفسه على تحقيق نجاح باهر في الحياة؛ فإن كنتَ متشائماً بشأن نفسك وأحلامك ومستقبلك، فستتراجع بدلاً من أن تتقدَّم ولن تُحقِّق شيئاً؛ لذا ابدأ بالتفكير بإيجابية، وحاوِل الإبقاء على هذه العقلية بغضِّ النظر عن كمِّ الأشياء التي تُعكِّر صفو مسيرتك.

تذكَّر القول المأثور: "يبحث الشخص السلبي عن الصعوبات في كل فرصة، أما الإيجابي فيجد فرصةً في كل صعوبة". صحيح أنَّ التفكير الإيجابي لا يضمن لك النجاح، لكنَّك بدونه لن تُحقِّق ما تصبو إليه أبداً؛ وبعبارة أخرى، التفكير الإيجابي هو الخطوة الأولى في الطريق وهو ما يمنحك الأمل ويُشرع لك أبواب الاحتمالات.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب ما وراء التفكير الإيجابي للمؤلف روبرت أنتوني

المفتاح الذهبي للنجاح "اتِّخاذ خطوات عملاقة وثابتة":

هذه نصيحة إضافية لمساعدتك على تحقيق النجاح، فإذا رغبتَ في تحقيق الإنجازات العظيمة والنجاح الباهر في حياتك، فعليك أولاً أن تبذل مجهوداً كبيراً، فالحياة بالنسبة إليك كالأرض للفلاح الذي لن ينعم بما تغدقه من خيرات ما لم يجتهد في زرعِها، لكن هناك الكثيرون مِمَّن لا يحبون أن يجهدوا أنفسهم؛ ولهذا السبب لا يعيشون الحياة التي يريدون.

اتِّخاذ خطوات جريئة ومتسقة هو المفتاح الذهبي للنجاح؛ فالحياة تعطيك على قدر ما تمنحها، ولن تُحقِّق أحلامك ما لم تبذل الجهد في تحقيقها، فلا تتكاسل وأقدِم على خطوة جريئة، ولا تكن مثل هؤلاء الذين يقبعون في مكانهم في انتظار معجزة تُغيِّر حياتهم، فأنت بحوزتك جميع الإمكانات، فقط كن مبادراً وتصرَّف، وإن لم تعمل بهذه النصيحة، فلن تفيدك أيٌّ من النصائح التي ذكرناها في مقالنا.

الخلاصة:

إنَّ بلوغ النجاح ليس بالأمر السهل، ولو كان سهلاً لرأيتَ الجميع ناجحين، كما يرتكز النجاح على تصوراتك عنه، فأنت قائد هذه الرحلة، وأنت من يجعلها مثمرةً، وأنت من يحكم عليها بالفشل.

لا يكون النجاح حليف الجميع، وهذا لمصلحتك؛ فكلُّ ما عليك فعله هو الالتزام بالنصائح أعلاه كي تتفوق على الآخرين، وتُحقِّق النجاح الذي تبتغيه، وكن مجتهداً أكثر من الآخرين، وفكِّر بإيجابية أكثر من الآخرين، وكن أكثر إصراراً من الآخرين.

يخشى معظم الناس الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم لأنَّهم يجهلون الأثر العظيم لفعل ذلك، فاستغل تكاسل الآخرين عن العمل لمصلحتك، وتميَّز عنهم بالاجتهاد والمثابرة لبلوغ النجاح، وستكون محط إعجاب الجميع.

نأمل أن تكون النصائح التي ذكرناها مفيدة لك، فاختر من بينها ما يناسبك، أو طبِّقها جميعها، أو كن مبدعاً واجعل تجربتك تتحدَّث عن نجاحك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة