السيرة الذاتية لـ "جيم رون":
وُلِد إيمانويل جيمس ("جيم رون" Jim Rohn) يومَ 17 سبتمبر 1930 في واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، وتربى وترعرع في إحدى مزارع ولاية أيداهو لعائلة متواضعة، ولم يحصل على ما حصل عليه أقرانه في العائلات الغنية، فقد أرسله والداه "كلير" و"إيمانويل" ليتلقى تعليمه في مدرسة محلية، وبقي رون طوال فترة دراسته مصراً على أنَّه لم يكن يتعلم ما أراد أن يتعلمه؛ وهو الحياة.
دخل رون الجامعة، لكنَّه تركها بعد عام واحد، وعمل موظفاً في شركة، في البداية كانت أموره ميسورة، لكن بعد فترة أصبح مرتبه لا يكفي، فعانى رون الإفلاس، وتورط في ديون كثيرة مع أنَّه لم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
كان رون في هذه الفترة العصيبة متزوجاً وأباً لابنتين، ولم يكن يعرف ماذا يفعل في هذا المأزق، وحدثت له قصة في هذه الفترة كان قد كررها كثيراً في محاضراته، ويقول عنها أنَّها غيرت حياته، والقصة هي: دقت باب بيته في أحد الأيام؛ طفلة صغيرة تبيع الكعك، وكان سعره رخيصاً - فقط دولارين، وبعد أن عرضت الفتاة كل الأنواع التي تبيعها، سألته بكل أدب: "هل ستشتري الكعك، يا سيدي؟"، كان رون في نفسه يتمنى شراء الكعك، إلا أنَّه لا يملك ثمنه، فاضطر أن يكذب على الفتاة، وقال لها:" شكراً لك، أنا أحب جداً هذا الكعك، لكنَّنا قد اشترينا ما يكفينا منه، وعندنا كذلك مخزون منه في البيت"، شعر رون عندما غادرت الفتاة بالهوان والضعف الشديدَين، وقرر أنَّه يكفي إلى هنا، فهو لا يريد العيش بقية حياته هكذا، وصمم على تغيير حياته.
دُعي رون بعد هذه الحادثة إلى محاضرة لرجل الأعمال الشهير "إيرل شاوف" الذي يمتلك العديد من الشركات، وكانت هذه المحاضرة هي نقطة التحول في حياة رون؛ إذ بدأت رحلته منذ تلك اللحظة في اكتشاف ذاته، والتي امتدت خمس سنوات؛ حيث قام رجل الأعمال "إيرل شاوف" بتوظيف رون في إحدى شركاته، وبدأ يُدربه بنفسه، مُركِِّزاً على تعليمه مبادئ مثل تقديم النمو الشخصي على الوظيفة المجردة، والعمل على تغيير الذات، ورسَّخ فيه فكرة أنَّه يستطيع تحقيق أي شيء يريده إذا ما طبق أصول اللعبة بحذافيرها، ومن هنا بدأ رون اتباع أسلوب حياة جديد، محوره تنمية الذات.
كانت بدايات رون مجرد كاتب في أحد المخازن، ولكنَّه كان يؤمن في قرارة نفسه أنَّ القليل خير من اللاشيء، وأنَّ الحصول على الكثير من الأرباح أفضل من الحصول على دخل ثابت.
توفي شواف بعد خمس سنوات من لقائه رون، وكان رون عند وفاة شواف قد حقق الحلم الذي كان يحلم به شواف، وهو جعل رون مليونيراً، وهذه السنوات الخمس كانت بداية نجاحات رون.
في الستينيات من القرن الماضي؛ انتقل رون للعيش في بيفرلي هيلز في كاليفورنيا، وروى رون قصة نجاحه في أحد نوادي الروتاري المحلية، والتي كانت بعنوان "شاب من إحدى مزارع أيداهو يشق طريقه إلى بيفرلي هيلز"، وبيفرلي هيلز هي مدينة الأثرياء في الولايات المتحدة الأمريكية، ولِمهارته في رواية القصص، لفت انتباه كل من استمع إليه، وذاع صيته، وأصبح يتلقى الدعوات للتحدث في المدارس والجامعات والنوادي، حتى عرضت عليه إحدى الشركات أن يقوم بمشاركة قصته لعمال الشركة لقاء مبلغ من المال.
انطلق رون من بعدها في التدريب وإلقاء المحاضرات على مدار 39 عاماً.
توفي جيم رون متأثراً بإصابته بالتليف الرئوي في 5 ديسمبر عام 2009، ودُفن في حديقة فوريست لون في غلينديل في كاليفورنيا.
شاهد بالفيديو: تغلب على خوفك من التحدث أمام الجمهور - مترجم
إنجازات خبير التنمية البشرية جيم رون:
- في عام 1963؛ بدأ رون بالتحدث دورياً، إلى أن أصبح متحدثاً دولياً معترفاً به، وشخصية مشهورة في مجال التنمية البشرية في جميع أنحاء العالم.
- نال جيم رون عام 1985؛ جائزة مجلس النبلاء لأفضل متحدث من جمعية المتحدثين الوطنية.
- أثر رون على ما يقارب 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، حضروا 6000 محاضرة له، ركز فيها رون على تغيير تفكير الإنسان الذي يؤثر في أدائه على المستويين الشخصي والعملي؛ فكانت محاضراته ودوراته حول تغيير فلسفة وعادات الإنسان ليصبح أفضل وأنجح، ويحقق الثروة.
- كتب أكثر من 25 كتاب، وله الكثير من التسجيلات الصوتية والمصورة من أهمها "Challenge to Succeed".
- كان له برنامج صوتي شهير اسمه: "فن الحياة الاستثنائية" (The Art of Exceptional Living)، كشف فيه عن نصائح رائعة، تلخص فلسفته في الحياة والتنمية الذاتية.
- أثَّر جيم رون في الكثيرين، واعترفوا بذلك في محاضراتهم؛ من أمثال: الخبيرين "مارك فيكتور هانسن" و"جاك كانفليد"، وأيضاً المحاضرين العالميين "بريان تريسي" و"تي هارفي إيكر"، وتأثر بأفكاره في العالم العربي كلٌّ من "د. صلاح الراشد"، وكذلك "د. إبراهيم الفقي" الذي ذكر الكثير من أقواله في محاضراته.
أشهر أقوال جيم رون التحفيزية:
لـ "جيم رون" الكثير من الأقوال الرائعة والمُلهمة، نذكر منها:
- "إنَّ السعادة ليست شيئاً نؤجله للمستقبل؛ إنَّما هي شيء نؤسسه في الحاضر".
- "عندما تبدأ عملية التغيير، افعل شيئاً مختلفاً لم تفعله خلال الـ 90 يوماً الماضية".
- "إن لم يعجبك مكانك غيِّره، فأنت لست شجرة".
- "إذا كنت حقاً تريد فعل شيء ما، فإنَّك ستجد وسيلة، وإذا لم تُرِد فستجد عذراً".
- "عندما تعمل فاعمل بجدٍّ، وعندما تمرح فافعل ذلك بجدٍّ أيضاً، ولا تخلط بين الأمرين".
- "لتجتذب الرائعين يجب أن تكون رائعاً، ولتجتذب الأقوياء يجب أن تكون قوياً، ولتجتذب المخلصين يجب أن تكون مخلصاً؛ فبدلاً من العمل على تحويل الناس إلى ما ليسوا عليه، اعمل على ذاتك، فإذا أصبحت كما تريد اجتذبت إليك ما تريد".
- "إذا لم تكن لديك الرغبة في المخاطرة في بعض الأحيان، فعليك أن ترضى بأن تكون شخصاً عادياً".
- "إذا لم تصمم طريقتك الخاصة للحياة، ستكون ضحية العيش بطريقة وتخطيط شخص آخر، هل تظن أنَّهم سيكترثون لك؟ أنا لا أظن ذلك"
- "الأشخاص الناجحون يفعلون ما يرفض غير الناجحين فعله، هذا أمر غير سهل إطلاقاً".
- "البحث عن الحكمة هو أحد الخطط للوصول إلى السعادة".
- "لم يعد بوسعنا الآن إهدار الكثير من الوقت لفعل الأشياء البسيطة؛ بل أصبح علينا أن نقضي القليل من الوقت لفعل الأشياء العظيمة".
- "بإمكانك أن تنسى وجبة اليوم، لكن لا تنسى أبداً قراءة كتاب".
- "لتحصل على أكثر مما تريد في الحياة، عليك أن تصبح أكثر قيمة في الحياة والعمل".
- "المفتاح الرئيس لمستقبل أفضل هو أنت، فرسِّخ هذا الأمر جيداً في ذهنك".
- "إذا بذلت مجهوداً أكبر في عملك فسوف تحقق معيشة حسنة، وأما إذا بذلت مجهوداً أكبر على تطويرك الذاتي فسوف تحقق ثروة".
- "الأمر ليس سهلاً، لكنَّه ممكناً، قال أحدهم ذات مرة: إنَّ النجاح هو إلهام بنسبة 10 في المئة و90 في المئة منه هو بذل الجهد، لذا يجب عليك قراءة الكتب وتعلُّم المهارات واتباع الخطوات والقيام بالعديد من التمارين الذهنية".
- يقول رون: "في أحد الأيام قال لي مُرشدي، السيد إيرل شواف: "يا جيم، إذا كنت تريد أن تكون ثرياً وسعيداً، فتعلم هذا الدرس جيداً: تعلَّم أن تعمل بجدٍّ على نفسك، أكثر مما تعمل في عملك". يجب أن أعترف أنَّ هذا كان المهمة الأكثر تحدياً للجميع، فالتطوير الشخصي يدوم مدى الحياة".
- "الشخصية ليست شيئاً وُلدت به، ولا يمكن تغييره، مثل بصمة الأصابع؛ الشخصية هي شيء لم تولد به، وتتحمَّل المسؤولية كاملة لتشكيلها كما تريد".
- يقول رون: "عندما سألت صديقي: كيف تحصل على دخل يفوق المتوسط؟ أجاب: ببساطة، عليك أن تصبح شخصاً أعلى من المتوسط، طوِّر نفسك، طوِّر مصافحتك باليد، اجعلها فوق المتوسط. الكثير من الناس يريدون أن يصبحوا ناجحين، ولا يعملون على تحسين مصافحتهم، طوِّر ابتسامة فوق المتوسط، طوِّر حماساً فوق المتوسط، طور تفانٍ فوق المتوسط، طور اهتماماً بالآخرين أعلى من المتوسط، ولتحصل على أكثر كن أنت أكثر".
شاهد بالفيديو: اقتباسات مُلهمة من رائد التنمية البشرية جيم رون
يسألك جيم رون "لماذا لا تكون هذه الحياة لك؟":
كتب "جيم رون" مجموعة من النصائح، اختتمها بسؤال استفزازي للقارئ وتحفيزي في نفس الوقت، وهي:
"توقف عن النظر إلى حياة الآخرين الذين يعيشون حياة جيدة، ووتوقف عن تمني أن تكون مثلهم، وبدلاً من ذلك ابدأ التزامك بتطوير ذاتك، وطور خطتك وابدأ العمل عليها.
الناس يفكرون في الثراء كل يوم، حتى عندما لا يحصل على هذا المال إلا نسبة قليلة منهم، أحدهم سيبدأ مشروعه التجاري، وآخر في طريقه لاستثمار كبير، لماذا لا تكون هذه الحياة لك؟
أحدهم قرر التعلم المستمر والاستثمار في ذاته، عن طريق قراءة الكتب أو الاستماع لمدونة صوتية، أو حتى حضور دورة تدريبية. أحدهم سيعود إلى مقاعد الدراسة، وآخر وضع هدفاً لقراءة كتاب كل أسبوع، لماذا لا تكون هذه الحياة لك؟
أحدهم قرر الاهتمام بصحته وبنوعية طعامه الذي يأكله، والمشي 30 دقيقة كل يوم، أحدهم سيشارك في أول ماراثون للجري، وآخر سينضم إلى نادي رياضي، لماذا لا تكون هذه الحياة لك؟
ويختتم رون أسئلته تلك بالقول: "لقد فهمت الفكرة، في كل يوم الناس يُطورون حياتهم، إنَّها ببساطة تتعلق بالقرارات التي يجب عليك اتخاذها، وبالخطوة الصغيرة التي عليك أن تخطوها، وبالأحلام الجديدة التي عليك أن تضمها إلى قائمتك الجديدة".
في الختام، العبرة من قصة نجاح جيم رون:
تُعد قصة نجاح "جيم رون" نموذجاً يُحتذى به، إذ إنَّ حياته لم تكن مفروشة بالورود، فهو لم يُكمل تعليمه الجامعي، وعانى من الإفلاس، وبدأ من الصفر، ولكنه بنى ثروة وأصبح مليونيراً.
إذن نستخلص من قصة رون؛ أنَّ بدايتنا في الحياة ليست هي مَن تُحدد نهايتنا؛ فنحن نستطيع تغيير مسارنا في الحياة في أية لحظة نريد، شرط أن نمتلك الإرادة للتغيير والإيمان بذواتنا.
أضف تعليقاً