10 نصائح تساعد القادة على تحفيز الموظفين

بإمكانك أن تقود الموظفين إما إلى النجاح أو الفشل. وحتى لو قرر الموظفون أنَّهم يحبون أعمالهم، تظلُّ أنت عاملاً حاسماً في تحفيزهم ورفع روحهم المعنوية. وبصفتك مديراً أو مشرفاً، لديك تأثيرٌ كبير في تحفيز الموظفين؛ فمن خلال كلماتك، ولغة جسدك، وتعابير وجهك، تُرسِل رسالةً إلى موظفيك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة سوزان هيث فيلد (Susan Heathfield) والذي تُحدثنا فيه عن أهمية تحفيز الموظفين في مكان العمل من خلال 10 نصائح عملية.

إنَّ شعور الموظفون بالتقدير من قِبل مشرفيهم في مكان العمل هو مفتاح تحفيزهم ورفع معنوياتهم؛ حيث يزداد إحساس الناس بالتقدير حينما يُحبون أعمالهم، ويتقاضون رواتب جيدة، ويحصلون على فرصٍ للتدريب والتطور، ويُحِسُّون بأنَّهم مُطَّلعون على آخر المستجدات.

ينطوي تحفيز الموظفين ورفع روحهم المعنوية على عديدٍ من التحديات، ولكنَّه بسيط للغاية في الوقت نفسه؛ إذ يتطلب الأمر الاهتمام يوميَّاً بالجوانب المُهمة فعلاً والمؤثِّرة في العمل. إليك 10 نصائح لتحفيز الموظفين:

1. ابدأ يومك بنشاط وحيوية:

تصوَّر ذلك المدير المتوتر والغاضب الذي يصل إلى مكان العمل عاقد الحاجبين، وكل إشارة من إشارات جسده توحي بالإرهاق والحزن، كما أنَّه يتحرك ببطء ويعامل أول شخص يتحدث إليه بجفاء. لن يستغرق الأمر سوى بضع دقائق حتى يتردد على لسان الموظفين: "إن كنت تريد أن يمر اليوم بسلام؛ فابتعد عن المدير".

إنَّ وصولك إلى مكان العمل واللحظات الأولى التي تقضيها مع الموظفين كل يوم يؤثِّر تأثيراً كبيراً في تحفيز الموظفين ورفع معنوياتهم؛ فابدأ يومك بابتسامة، وامشِ بشموخ وثقة، وتجوَّل في مكان العمل وألقِ التحية على الجميع، وتحدَّث إليهم عن الأهداف والتوقعات لهذا اليوم، واترك لديهم انطباعاً أنَّ اليوم سيكون يوماً رائعاً.

2. استخدِم كلمات بسيطة وفعَّالة:

لقد أجريتُ مؤخراً مقابلة مع مشرفة متمرسة تقدَّمَت لمنصبٍ شاغر في شركة أحد العملاء. أشارت إلى أنَّها كانت تحظى بشعبية واسعة بين الموظفين في شركتها السابقة بدليل رغبة الموظفين في العمل في أثناء نوبة عملها.

ورداً على سؤالي، قالت إنَّ جزءاً من نجاحها يعود إلى حبها للموظفين وتقديرها لهم. لقد أرسلَت الرسالة الصحيحة باستخدام كلمات بسيطة وقوية وتحفيزية لإظهار تقديرها لهم مثل: "من فضلك"، و"شكراً لك"، و"أداؤك رائع". كم مرة استخدمتَ مثل هذه الكلمات البسيطة والفعَّالة في تفاعلك مع الموظفين؟

3. أطلع الموظفين على توقعاتك:

قرأتُ في كتاب للمؤلف فيرديناند فورنيس (Ferdinand Fournies) "لماذا لا يفعل الموظفون ما يُفترض بهم أن يفعلوه وكيف تُحَلُّ هذه المشكلة" (Why Employees Don't Do What They're Supposed to Do and What to Do about It) أنَّ عدم وضع توقُّعات واضحة غالباً ما يكون السبب الأول لفشل المشرف؛ إذ يعتقد المشرفون أنَّهم حدَّدوا بوضوح أهداف العمل والأرقام المطلوبة، وأخبروا الموظفين بالمواعيد النهائية والمتطلبات، لكنَّ الموظفين تلقوا رسالة مختلفة؛ أو قد تتغير المتطلبات في منتصف اليوم أو العمل أو المشروع، وبينما يخبرون الموظفين بالتوقعات الجديدة -عادة بشكلٍ سيئ- نادراً ما يُناقش سبب التغيير أو ظروفه، مما يجعل الموظفين يعتقدون أنَّ قادة الشركة لا يعرفون ماذا يفعلون، ويُضعف ثقتهم ومعنوياتهم.

هذه رسالة سيئة لتحفيز الموظفين ورفع معنوياتهم؛ لذا تأكَّد من حصولك على تغذية راجعة من الموظفين حتى تعرف أنَّهم يفهمون ما تريده بالضبط، واشرح لهم الأهداف والأسباب وراء المَهمة أو المشروع الذي ينجزونه. لا تركِّز على الأرقام فقط إذا كنتَ تريد تصنيع منتج عالي الجودة بسرعة، وإن كان لا بدَّ من إجراء تغيير في منتصف المَهمة أو المشروع، فأخبر الموظفين عن سبب الحاجة إلى التغيير؛ أخبرهم بكل ما تعرفه حتى تقودهم إلى النجاح في المهام الموكَلة إليهم.

إقرأ أيضاً: 7 حيل عقلية تعزز ثقتك بنفسك

4. قدِّم تغذية راجعة بانتظام:

يقول المشرفون الذين استُطلعت آراؤهم إنَّ المقياس الذي يستخدمونه أولاً لقياس مدى تحفيزهم ومعنوياتهم هو معرفة كيفية أدائهم في العمل، لذلك يحتاج أعضاء فريق العمل إلى المعلومات نفسها أيضاً؛ فهم يريدون أن يعرفوا مدى نجاح المشروع الذي أنجزوه وما إذا كنتَ تشعر بخيبة أمل تجاه نتائجهم في أقرب وقت ممكن بعد انتهاء المشروع.

إنَّهم بحاجة إلى العمل معك لضمان تحقيق نتيجة إيجابية في المرة القادمة؛ لذا، ضع قائمة بالمهام اليومية أو الأسبوعية، وتأكَّد من تقديم تغذية راجعة على وجه السرعة، وستذهلك فاعلية هذه الأداة في تعزيز تحفيز الموظفين وروحهم المعنوية.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

5. شجِّع الموظفين على تحقيق نتائج إيجابية:

إلى جانب التغذية الراجعة المنتظمة، يحتاج الموظفون إلى المكافآت والتقدير عرفاناً بمساهماتهم الإيجابية. بدأ أحد عملائي حملة "شكراً لك" حيث يُعبِّر المشرفون عن تقديرهم للموظفين من خلال بطاقات شكر مكتوبة شخصياً ويُقدِّمون لهم هديةً صغيرة مقابل العمل الذي يتجاوز التوقعات.

يحتاج الموظفون إلى نظام تأديبي عادل ومتقدِّم عندما يفشلون في الأداء بفاعلية. يهدِّد الخطر دائماً حماسة الموظفين الذين يقدِّمون أفضل الإسهامات وروحهم المعنوية؛ إذ لا شيء يؤذي الدافع الإيجابي والمعنويات أسرع من المشكلات العالقة، أو التي لا تُعالج باستمرار.

ربما تسأل نفسك، وماذا عن سلطة المشرفين؟ أنا شخصياً أدعم ممارسة المشرفين سلطاتهم في اتخاذ القرارات وغيرها من الصلاحيات، ولكن فقط عندما يكون ذلك مناسباً. يحتاج الموظفون إلى معرفة ما يمكن أن يتوقعوه منك؛ ففي علاقات الموظفين، العبارة المناسبة هي: "لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين".

شاهد بالفديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

6. علِّم الموظفين الانضباط:

يسأل المشرفون كثيراً: "كيف يمكنني تحفيز الموظفين؟"، وهو السؤال الأكثر شيوعاً الذي غالباً ما يُطلب مني الإجابة عنه؛ ولكنَّ طريقة طرح السؤال خاطئة، والطريقة الصحيحة هي: "كيف يمكنني إنشاء بيئة عمل يختار فيها كل موظف أن يكون متحمساً لأهداف العمل ونشاطاته؟".

الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال هي أنَّك -بشكل عام- تعرف ما يجب عليك فعله؛ فأنت تعرف ما الذي يحفزك، غير أنَّك لا تلتزم بما تعرفه عن تحفيز الموظفين باستمرار وبطريقة منضبطة.

تُعدُّ هذه النصائح العشر مفاتيح النجاح الذي يعتمد على الإشراف في تحفيز الموظفين ورفع معنوياتهم، ولكن يكمن التحدي في دمجها في مجموعة مهاراتك والمواظبة على ممارستها كل يوم. أشار المؤلف جيم كولينز (Jim Collins) إلى أنَّ الأشخاص المنضبطين الذين يقومون بأشياء منضبطة كل يوم هم السبب في نجاح الشركات نجاحاً استثنائياً، وإلا فلماذا تحقق بعض الشركات قفزة نوعية بينما تتعثر شركات أخرى.

7. استمِر في التعلُّم وتجريب أفكار جديدة:

استفِد من كل فرصة من فرص التعليم والتدريب؛ فقد يكون لديك مدرب داخلي أو يمكنك طلب دروس من مستشار خارجي، أو شركة تدريب، أو كليَّة، أو جامعة، وإذا كانت شركتك تقدِّم خطة مساعدة تعليمية، فاغتنمها.

إذا لم يكن الأمر كذلك، فابدأ في التحدث مع متخصصي الموارد البشرية حول وضع خطة تعليمية؛ فالقدرة على التعلم المستمر هي ما يجعلك تتقدم في حياتك المهنية ويساعدك على التعامل مع جميع التغييرات التي أتوقع أن نراها في العقد المقبل. على أقل تقدير، يجب أن تعرف أدوار المشرفين والمديرين ومسؤولياتهم وكيفية:

  • تقديم تغذية راجعة.
  • تقديم عبارات الثناء والتقدير.
  • توفير الانضباط المناسب.
  • إصدار التعليمات.
  • إجراء المقابلات، وتوظيف موظفين متفوقين.
  • تفويض المهام والمشاريع.
  • الإصغاء الفعَّال.
  • الأرشفة، وكتابة الرسائل، وحفظ الملفات، وإجراء عمليات تقييم الأداء.
  • توفير عروض تقديمية.
  • إدارة الوقت.
  • تخطيط المشاريع وتنفيذها.
  • حل المشكلات ومتابعتها للتحسين المستمر.
  • اتخاذ القرارات.
  • إدارة الاجتماعات.
  • بناء فرق وأفراد فاعلين في بيئة عمل جماعية.

قد تسأل ما علاقة كل هذا بتحفيز الموظفين؟ والجواب أنَّ له كلَّ العلاقة؛ فكلما شعرتَ بارتياح وثقة أكبر بشأن كفاءات العمل هذه، ازداد الوقت والطاقة والقدرة التي يجب عليك تكريسها لقضاء الوقت مع الموظفين وخلق بيئة عمل مُحفِّزة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح للخروج بأفكار إبداعية جديدة

8. خصِّص وقتاً للموظفين:

اقضِ بعض الوقت يومياً مع كل شخص تُشرف عليه. قد يحاول المديرون قضاء ساعة في الأسبوع مع كل موظف من موظفيهم المباشرين؛ حيث تشير عديدٌ من الدراسات إلى أنَّ عامل التحفيز الأساسي للموظفين في مكان العمل هو تخصيص وقت للتفاعل الإيجابي مع المشرفين.

قم بعقد اجتماعات لتطوير الأداء كل ثلاثة أشهر، وأعلِم الموظفين مسبقاً بمواعيدها حتى يتمكنوا من معرفة متى من المُتوقَّع أن يقضوا بعض الوقت معك وأن يحظوا باهتمامك، مما يُثير الحماس في نفوسهم على مدار العام.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

9. ركِّز على تنمية الموظفين:

يرغب معظم الناس في التعلم وتنمية مهاراتهم في العمل. سواء كان سبب ذلك الحصول على ترقية أم عمل مختلف أم منصب جديد أم دور قيادي، فإنَّ الموظفين يُقدِّرون مساعدتك. تحدَّث عن التغييرات التي يريدون إحداثها في وظائفهم لخدمة عملائهم بشكلٍ أفضل.

شجِّع على التجريب والإقدام على مجازفاتٍ محسوبة لتنمية مهارات الموظفين، وتعرَّف عليهم شخصياً، واسأل عما يحفزهم وعن أهدافهم المهنية التي يرغبون في تحقيقها، وضع خطةً لتطوير الأداء مع كل شخص، وساعدهم في تنفيذها. إنَّ اجتماع تطوير الأداء ربع السنوي هو فرصتك لإضفاء الطابع الرسمي على الخطط من أجل موظفيك. وبذلك، تتمكن من تطوير حياتهم المهنية.

10. شارِك الأهداف والظروف مع الموظفين:

يتوقع الناس الاطلاع على الأهداف وأن تُحدِّثهم عن التوجُّه الذي تتخذه؛ فكلما تمكَّنتَ من إخبارهم عن سبب حدوث شيء ما، كان ذلك أفضل.

جهِّز الموظفين مسبقاً في حال قدوم زائرين أو عملاء إلى مكان عملك، واعقد اجتماعات منتظمة لمشاركة المعلومات واكتساب أفكار للتحسين والتدرُّب على السياسات الجديدة، واستخدم مجموعات التركيز لجمع الأفكار قبل تنفيذ السياسات التي تؤثِّر في الموظفين، وعزِّز فرق حل المشكلات وتحسين العمليات، ولكن أهم من كل شيء، لكي تقود مجموعة عمل أو قسماً أو وحدة بفاعلية، يجب أن تتحمل مسؤولية أفعالك وتصرفات الموظفين الذين تقودهم وتحقيق الأهداف.

إن لم تكن راضياً عن مستوى الأفراد الذين توظفهم، فمن المسؤول عن ذلك؟ وإن لم تكن راضياً عن التدريب الذي يتلقاه الموظفون في مجموعة عملك، فمن المسؤول عن ذلك؟ إذا سئمتَ من تغيير قسمي المبيعات والمحاسبة لأهدافك وبرنامجك وتوجهك، فمن المسؤول عن ذلك؟

إذا تابعت حتى النهاية، فسوف يحترمك الموظفون ويقتدون بك؛ فأنت تخلق بيئة عمل يختار فيها الموظفون التحفيز. يتوقف الأمر عليك؛ إذ يمكنك أن تحدِّد شكل تجربتهم كلها مع شركتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة