10 أسباب تجعل السهر في الليل عادة لا بأس فيها

"الشخص الذي يستيقظ باكراً ينجز جميع أعماله". لعلَّك سمعتَ هذا القول مليون مرة، وهناك بعض الحقيقة في ذلك، فلطالما اعتقدنا أنَّه إذا استيقظ شخص ما في وقت متأخر، فسوف يكون أكسل شخص في العالم؛ لكن إذا ما قبلنا بوجود اختلافات بين البشر، فقد لا يكون هذا الأمر صحيحاً دائماً.



يقال إنَّ الأشخاص الذين يستيقظون باكراً أكثر استباقاً لتأدية المهام، والتزاماً بتنفيذها، ولا يتسرعون بالقيام بأي شيء، علاوة على ذلك، إنَّ الاستيقاظ باكراً يُعَدُّ وقتاً جيداً لممارسة التمرينات الرياضية والعثور على مصدر إلهامك، ولأنَّ هناك أشخاصاً لا زالوا نائمين، فأنت تُعَدُّ أكثر إنتاجية.

لا عجب في أنَّ الأفراد الناجحين مثل "بن فرانكلين" (Ben Franklin)، و"تيم كوك" (Tim Cook)، و"ميشيل أوباما" (Michelle Obama)، يستيقظون باكراً قبل بزوغ الشمس، وعلى هذا النحو، هناك اعتقاد بأنَّه إذا كنت ترغب في التقدم، فيجب عليك اتباع خطاهم، لكن ها هي المشكلة: لا يستيقظ الجميع باكراً؛ والسبب في ذلك بعض الأمور المتعلقة بعلم الوراثة.

يقول "روبرت ماتشوك" (Robert Matchock)، الأستاذ المساعد في علم النفس في شركة "فاست كومباني" (Fast Company): "توجد اختلافات بيولوجية بين الأشخاص الذين يستيقظون باكراً والأشخاص الذين يطيلون السهر في الليل؛ حيث إنَّ هرمون الميلاتونين الذي يقلل من التركيز عندما تزداد نسبته، ينخفض إفرازه في وقت متأخر من فترة الصباح في جسد الأشخاص الذين يطيلون السهر في الليل".

وأضاف أنَّ هؤلاء الأشخاص أيضاً "يتعرضون لارتفاع في درجة حرارة الجسم الطبيعية في فترة ما بعد الظهر، وهو ما يمكن أن يكون علامة على زيادة الطاقة لديهم في ذلك الوقت"؛ لذلك، بدلاً من لوم نفسك، اعترف بأنَّك شخص يفضل السهر في الليل، وعندما تعترف بذلك، قد تكتشف أنَّ إنتاجيتك ستتحسن.

1. ليس عليك الاعتماد على المنبه:

يقول البروفيسور "راسل فوستر" (Russell Foster)، مدير معهد علم الأعصاب النومي والجراحي في "جامعة أكسفورد" (Oxford University): "إذا كنتَ تعتمد على جهاز المنبه كي تنهض من فراشك، فهذا يعني أنَّك لا تنال قسطاً كافياً من النوم".

ويضيف الخبير في شؤون النوم المستقل الدكتور "نيل ستانلي" (Neil Stanley): "في عالم مثالي، لا يستخدم أي أحد ساعة المنبه؛ بل سنستيقظ جميعاً استيقاظاً طبيعياً بعد أن حصلنا على قدر كافٍ من ساعات النوم التي نحتاجها"، ويقول الدكتور "ستانلي": "إنَّ استخدام المنبه يعني أنَّه من المحتمل أنَّك ستستيقظ في أثناء فترة لم تكن معتاداً على الاستيقاظ فيها".

يوضح الدكتور "فوستر" أنَّه بالإضافة إلى أنَّك سوف تستيقظ متعباً، فأنت أساساً تتسبب في حدوث اضطراب لساعتك البيولوجية؛ نتيجة لذلك "سيثير الجسم استجابة لهذا الإجهاد لإيقاظك؛ مما يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم"، وهذا بالتأكيد ليس أمراً جيداً لصحتك.

وإذا كنت تستخدم هاتفك الذكي كمنبه لإيقاظك، فمن المحتمل أن تنشغل أكثر باستخدامه؛ وهذا يعني أنَّه حالما تستيقظ، ستتصفَّح مواقع التواصل الاجتماعي، أو ترد على رسائل البريد الإلكتروني، وهذه ليست طريقة لبدء اليوم.

عندما تتبع نظامك اليومي، فلن تحتاج إلى الاعتماد على استخدام منبه، والسبب في ذلك هو أنَّك ملتزم بالفترات المخصصة لميعاد نومك واستيقاظك.

2. أنت عامل مجتهد:

هناك فكرة خاطئة مفادها أنَّ الأشخاص الذين يطيلون السهر في الليل لا ينجزون الكثير من العمل مثل الذي يقوم به نظراؤهم الذين يستيقظون في الصباح الباكر، فعندما لا تزال أنت نائماً، يوجد بعض الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر ولديهم يوم طويل، ومع ذلك، فإنَّ الباحثين من "جامعة لييج" (University of Liege) في "بلجيكا" يختلفون مع هذا الاعتقاد.

توضِّح "شارون بيغلي" (Sharon Begley) في مجلة "نيوزويك" (Newsweek)، أنَّ العلماء بقيادة "كريستينا شميدت" (Christina Schmidt) و"فيليب بيغنوكس" (Philipe Piegneux) أجروا دراسة على عدد من الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر ويطيلون السهر في الليل، ومفادها أنَّ "15 شخصاً من أولئك الذين يطيلون السهر في الليل و16 شخصاً ممن يستيقظون في الصباح الباكر أمضوا ليلتين في مختبر مخصص للتجارب المتعلقة بالنوم، فُصِلَت المجموعتان بمدة زمنية قدرها أربع ساعات فيما يخص ميعاد نومهم".

لذلك، "إذا كان الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر يشعرون بالسعادة بسبب استيقاظهم في الساعة السابعة صباحاً، فإنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل ينامون حتى الساعة 11 صباحاً، مع العلم أنَّ الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر كان في إمكانهم النوم حتى الساعة 11 صباحاً، أمَّا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يسهرون في الليل فلم يواجهوا أيَّة مشكلة في البقاء مستيقظين حتى الساعة 3 صباحاً.

تقول "بيغلي": "بعد ساعة ونصف من استيقاظ جميع الأشخاص، ومرة أخرى بعد مرور 10.5 ساعات من استيقاظهم، قِيسَ نشاط دماغهم بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي بينما قاموا بإجراء اختبار بسيط يختبر رد الفعل لقدراتهم على الحفاظ على انتباههم"؛ حيث كان كل من الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر والأشخاص الذين يسهرون في الليل ينامون ويستيقظون متى شاؤوا بدلاً من اتباع جدول زمني مصطنع".

ماذا يعني ذلك؟ أظهرت نتائج التجربة أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل يبقون أكثر انتباهاً لفترات أطول من الوقت بعد الاستيقاظ.

3. لديك مصادر وكميات فريدة من الطاقة:

إذا كنت من مُحبي الاستيقاظ في الصباح الباكر، فمن الطبيعي أن تستهلك طاقتك طوال اليوم؛ لذلك، إذا كنت في ذروة نشاطك في فترة قبل الظهر، فستكون مرهقاً في نهاية اليوم، وهذا ليس الحال مع الأشخاص الذين يسهرون في الليل؛ فوفقاً لإحدى الدراسات، فإنَّ الملل الذي يصيب الأشخاص في الليل يبدأ في الواقع في المساء، هذا شيء مثير للاهتمام، ويحدث طبيعياً؛ وهذا يعني أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل يحصلون على مصدر ثانٍ للطاقة، ولأنَّ طاقتهم يُعاد شحنها، فهم مستعدون للتواصل.

شاهد بالفديو: 8 أضرار صحيّة يسببها السهر

4. تمتلك معدل ذكاء أعلى:

أظهرت دراسة أُجرِيَت في "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية" (London School of Economics) أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل أكثر ذكاءً من نظرائهم الذين يستيقظون في الصباح الباكر، و"أنَّ الأطفال الأكثر ذكاءً هم أكثر عرضة لتفضيل السهر في الليل والخلود إلى النوم في وقت متأخر، والاستيقاظ في وقت متأخر في أيام الأسبوع وفي نهاية الأسبوع عندما يكبرون ويصبحون أشخاصاً بالغين".

ووجدت دراسة منفصلة أجرتها "جامعة مدريد" (University of Madrid) أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل "يميلون إلى تحقيق درجات أعلى من الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر فيما يخص الاستدلال الاستقرائي"، وغالباً "ما يكون هذا تقديراً للذكاء العام ومؤشراً قوياً للأداء الأكاديمي الذي يتميزون به عن نظرائهم".

5. تكون أكثر إبداعاً:

وجد باحثون من "الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس" (Catholic University of the Sacred Heart) في مدينة "ميلانو" (Milan) أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل هم أشخاص مفكرون وأكثر إبداعاً، وافترضت "مارينا جيامبيترو" (Marina Giampietro) القائمة الرئيسة على الدراسة أنَّه "غالباً ما يواجه أنواع البشر الذين يسهرون في الليل هذه الحالة؛ حيث يكونون قادرين على إيجاد حلول بديلة ومبتكرة"، وأحياناً يكون الإبداع هو أفضل أداة لحل المشكلات.

إقرأ أيضاً: مهارات حل المشكلات: ما هي؟ وكيف نطورها؟

6. تكون أكثر نجاحاً:

بالعودة إلى سبعينيات القرن الماضي، وجدت دراسة أُجريت في بريطانيا العظمى أنَّه بالمقارنة مع الأشخاص الذين يستيقظون باكراً، فإنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل "كان لهم متوسط دخل كبير جداً، وكان من الأرجح أن يتمكنوا من شراء سيارة"، لكن هل ما زال هذا الأمر ممكناً؟

هناك الكثير من الأشخاص الذين يسهرون في الليل والذين ازدهرت أحوالهم، ومن بين هؤلاء السياسي "ونستون تشرشل" (Winston Churchill)، والرئيس الأمريكي "باراك أوباما" (Barack Obama)، ومن الأمثلة الناجحة الأخرى "أليكسيس أوهانيان" (Alex Ohanian) مؤسس موقع "رديت" (Reddit)، والرؤساء التنفيذيين مثل "آرون ليفي" (Aaron Levie) مؤسس شركة "بوكس" (Box) و"جون بيرتي" (Jonah Peretti) مؤسس شركة "بوزفيد" (Buzzfeed).

تلاحظ قناة "بي بي سي" (BBC) "أنَّه على الرغم من أنَّ الأشخاص الذين يقومون بالنشاطات الصباحية قد يحققون نتائج أكاديمية أفضل، إلا أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل يميلون إلى الأداء بشكل أفضل فيما يتعلق بمقاييس الذاكرة، وسرعة المعالجة، والقدرة الإدراكية حتى عندما يتعين عليهم أداء تلك المهام في الصباح، كما أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل أيضاً أكثر انفتاحاً على التجارب الجديدة ويبحثون عنها أكثر".

7. التعرُّض لعدد أقل من المقاطعات:

تماماً مثل الأشخاص الذين يستيقظون باكراً، فلا داعي لأن يقلق الأشخاص الذين يسهرون في الليل بشأن الضوضاء ومصادر التشتت، على سبيل المثال: إذا كانت ساعات الإنتاج القصوى لديك بين الساعة 5 عصراً والساعة 8 مساءً، فمن المحتمل أن يكون جميع الموظفين قد أنهوا عملهم لهذا اليوم وغادروا المكتب.

ماذا لو كنت تعمل عن بُعد؟ نظراً لأنَّ هذه الأوقات التي تعمل بها هي خارج ساعات العمل الفعلية، فلا داعي للقلق بشأن عقد الاجتماعات أو رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل، فقد انتهى يوم العمل المعتاد بالنسبة إلى معظم الناس؛ مما يعني أنَّ عدداً قليلاً من العقبات قد تعوق تقدمك.

8. أنت مؤهَّل أكثر لريادة الأعمال:

هل تعلم أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل أكثر عرضة للقيام بالمجازفة؟ إذ إنَّ خوض المجازفات المخطط لها هو علامة مألوفة على أنَّك قد تكون رائد أعمال.

إقرأ أيضاً: 10 مواقع رائعة تقدم دروساً مجانية في مهارات ريادة الأعمال

9. تكون أكثر قدرة على بناء شبكة علاقات حقيقية:

لدي صديق في العائلة يعمل باحثاً عن العملاء المميزين، ومسؤوليته الرئيسة هي تناول العشاء مع العملاء البارزين؛ والسبب في أنَّه مثالي لهذه المهمة هو أنَّه شخص يعمل في الليل، ولديه الطاقة والقدرة على التحمل لحجز موعد عشاء في وقت متأخر، ومن ثم التجول في المدينة بعد ذلك، في الواقع، هذه سمة مشتركة لهؤلاء الأشخاص الذين يسهرون في الليل.

في حين أنَّ الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر ينامون بسرعة، يكون لدى الأشخاص الذين يسهرون في الليل المزيد من الفرص للتواصل الاجتماعي بعد العمل، ولا يزال لديهم الوقت الكافي لاتباع روتين مسائي قبل النوم لأنَّهم يستيقظون في وقت متأخر.

10. تكون أكثر مرونة:

أنت شخصٌ حر، فكِّر في الأمر، فأنت لست مقيداً بالاجتماعات التي تجري في منتصف النهار أو بالالتزام بجدول عمل تقليدي لثمان ساعات، ولكن ماذا لو كنت بحاجة إلى تغيير جدولك الزمني؟ اتضح أنَّ الأشخاص الذين يسهرون في الليل قد يكونون أكثر قدرة على التكيف مع أي تغيير؛ والسبب في ذلك هو أنَّهم لا يحتاجون إلى الكثير من ساعات النوم مثل نظرائهم الذين يستيقظون في الصباح الباكر.

المصدر




مقالات مرتبطة