عند نشوء أدنى خلاف بين اثنين من الموظفين، يعاني الفريق بأكمله، ويتعين عليهم التعايش مع تراجع النجاح التنظيمي الذي كابدوا لتحقيقه.
إنَّه لمن الطبيعي أن يتمتع كل موظف بحق التعبير عن رأيه، وأن يرغب في تحقيق أهدافه الشخصية عندما تتوافق مع أهداف شركته؛ وبناء عليه، فإنَّه لمن الضروري أن تكون علاقات العمل بين جميع الموظفين ودية ولطيفة كي ينجحوا في تحقيق العمل الجماعي الفعال، ويتحولوا بالمحصلة النهائية إلى قوة عاملة قادرة على تحصيل مكاسب النجاح التنظيمي.
دعونا نلقي نظرة على بعض السبل لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة لمساعدة الموظفين على العمل معاً كفريق واحد:
1. احترم وقت زملائك:
بغض النظر عن المجال الذي تعمل فيه أو الذي تختص فيه مؤسستك، فإنَّه يستلزم منك أداء مختلفاً عن باقي الموظفين في وظائف أخرى؛ فضلاً عن وجود مجموعة من الوظائف "التراكمية" التي يجب أداؤها بوتيرة محددة، وضمن مدة زمنية محددة.
قد يكون هناك أيضاً تسلسل معين لتنفيذ الإجراءات والعمليات في بعض الأحيان، ممَّا يسمح بأداء العمل بالترتيب؛ كما تعتمد بعض الإجراءات على أداء عملية من قِبَلِ فرد محدد في الفريق، بحيث يمكن للأعضاء الآخرين تنفيذ الخطوات اللاحقة بتسلسل معين.
يتمثل الهدف النهائي من هذا التخطيط بوجوب إتمام العمل في الوقت المحدد، وتلافي حدوث أي تأخير في التسليم في المواعيد النهائية التي حُدِّدت لهذا الغرض. إذاً، عندما توضع في دور تؤثر فيه في الآخرين من خلال أفعالك أو أدائك، فمن الضروري أن تحترم وقتهم وجهدهم، وإلَّا ستبدو وكأنَّك تحتجز الكرة في ملعبك وتعيقهم عن أداء مهامهم؛ وتذكر أيضاً أنَّ عليك أن تكون متاحاً للآخرين في حال احتاجوا إلى مساعدتك، واحرص أن يرتكز هدفك على ضمان الاستمرار بالعمل وإنجازه على أكمل وجه.
2. توخَّ الحذر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
مع التطور المستمر في الفضاء الرقمي، فإنَّه لمن الطبيعي أن تشعر بالحاجة والرغبة في التواصل مع أقرانك وزملائك على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ورغم أنَّ مخاطر هذه العادة ليست بالشيء الذي يستحق الذكر هنا، إلَّا أنَّه من الضروري توخي الحذر عند القيام بهذه الاتصالات.
يكمن السبب وراء ذلك في أنَّ قيامك بخطوة واحدة خاطئة يمكن أن يؤثر سلباً في سمعتك، أو يتسبب بتكوين انطباع خاطئ عنك؛ لذلك من المنطقي التأكد من سياسة مؤسستك فيما يخص وسائل التواصل الاجتماعي قبل سلوك هذا الطريق؛ فإذا كانت سياستها تقيد تفاعلك مع زملائك الموظفين، فيجب عليك احترامها والالتزام بها.
3. حافظ على شفافية التواصل:
يعدُّ التواصل أحد أهم الأمور التي تؤثر في علاقاتك بأقرانك والموظفين الآخرين، ولا يمكن -مهما فعلنا- أن نعطي التواصل الفعال أهميته الحقيقية؛ فهو أمر جوهري لتحقيق أهداف العمل في المؤسسة، وأداء الوظائف التي تضمن تحقيق النجاح.
لكن يفرض التواصل إشكالاً كبيراً؛ فنحن نفترض فوراً أنَّ الشخص الذي أمامنا يفهم أفكارنا، وذلك رغم عدم صحة هذه الفرضية دائماً؛ لذا تعدُّ التغذية الراجعة أمراً جوهرياً، كونها تساعدك على معرفة ما إذا فُهِمت رسالتك كما قصدتها؛ وفي حال لم تصل الرسالة إلى الطرف الآخر كما أردت، يمكن استدراك الأمر مباشرة.
يسبب الافتقار إلى مهارات التواصل مشكلات تتمثل في زيادة التوتر وانعدام الثقة بين زملاء العمل، ويمكن في بعض الأحيان أن يسبب خللاً في وصول الرسائل واضطراب التنظيم؛ ممَّا يفتح الباب أمام سلسلة من اللوم قد لا تنتهي.
لتجنب الارتباك وسوء الفهم، تواصل من خلال سلسلة أوامر رسمية، واتبع طريقة الاتصال الرسمية؛ وبناء عليه، يكون التواصل عبر البريد الإلكتروني أو أي قناة اتصال رسمية أخرى الطريقة الأنسب من أجل توثيق كل شيء، ممَّا يساعد في الإشارة إلى هذه الاتصالات لاحقاً في حال نشوء أي نزاع.
شاهد بالفيديو: 9 طرق لتحسين مهارات التواصل
4. قدِّم تغذية راجعة بنَّاءة:
رغم أهمية تلقي التغذية الراجعة من الآخرين، فمن الهام أن تقدِّمها أيضاً؛ فلست وحدك من يحتاج إلى التغذية الراجعة، بل يحتاجها زملاؤك أيضاً بغية معرفة مدى جودة أدائهم.
تساعد التغذية الراجعة الآخرين على التقدم في عملهم بقدر ما تساعدك على التقدم في عملك الخاص؛ كما يساعد تقديم تغذية راجعة بنَّاءة لزملائك في الوقت المناسب والحالة المناسبة على التقدم، ويؤدي في المحصلة إلى نجاح المؤسسة بأكملها؛ وسيقدِّر بذلك زملاؤك آراءك، ويأخذون موقفاً إيجابياً منك.
5. واظب على تقديم المجاملات الروتينية:
قد تظن أنَّ الترحيب بزميل في العمل أمر عادي لا يستحق الذكر؛ ومع ذلك، طالما أنَّنا نتحدث عن طرائق لخلق بيئة عمل إيجابية، فلا يجب تجاهل هذه النصيحة أبداً.
ليس من الغريب أن تثني على زملائك وتعبِّر عن إعجابك بهم من حين إلى آخر، حتى لو لم تتلقَّ شيئاً في المقابل؛ علاوة على ذلك، يجب أن تحافظ على التواصل البصري مع زملائك في حال رغبت في كسب ثقتهم، ممَّا يوفر البنية التحتية اللازمة لبناء فريق يتمتع بالقدرة.
6. عوِّد نفسك على المساعدة الذاتية:
لن تحظى في العمل بالدلال الذي تحصل عليه في المنزل، وهذه حقيقة لا يجب أن تغفلها؛ لذا لا تتوقع أن يبادر زملاؤك إلى خدمتك وتحمل طلباتك؛ ومع ذلك، قد تصادف مواقف تتطلب منك أن تطلب المساعدة أو النصيحة.
في هذه الحالة، ابحث قبل أن تسأل، واقرأ الكتيبات التي تتلقاها عند الانضمام أو ابحث في صفحات الانترنت، وجهِّز نفسك ببعض المعلومات المتوفرة حول السؤال الذي قد تطرحه على شخص آخر؛ فعندما تلجأ إلى أحد ما وأنت مزود بالمعلومات رغم شكوكك، سيقدِّر جهدك الذي بذلته لمعرفة الإجابة؛ كما ستُشعِره الإجابة عن أسئلتك بأهميته كونه قد زودك بالمساعدة التي تحتاجها بحق لتحقيق أهدافك أو مهامك.
7. عامل الجميع بمساواة:
ليس من اختصاصك كعضو في الفريق أن تشير إلى الفرد الأفضل أو الأسوأ، حيث يمكن للسياسة التنظيمية أن تكون لعبة خطرة؛ وإن لم تكن لاعباً محترفاً، ستخاطر في وضع نفسك في موقف يشوه صورتك.
كما عليك أن تبتعد عن النميمة وتتجنب نشر الشائعات نهائياً، وأن تلتزم الحياد ما أمكن؛ وحتى إذا حاول شخص ما جرَّك إلى محادثة، تجنَّبها بطريقة محترمة، وافعل كل ما بوسعك لإخراج نفسك من هذا الموقف؛ إذ قد تكون النميمة مغرية في البداية، لكنَّها تنقلب عليك في المستقبل بالتأكيد.
من الحكمة أيضاً تذكُّر أنَّك ستتقاعد في النهاية، حيث يتبدل الأشخاص مع تبدل المناصب؛ لذا من الأفضل أن تحتفظ بآرائك الشخصية حول أي شخص كان؛ وطالما أنَّك تؤمن أنَّ الجميع سواسية، ستجد نفسك وسط بيئة عمل إيجابية طوال الوقت.
8. اعترف بأخطائك:
"كل ابن آدم خطَّاء"، هذه حقيقة يجب ألَّا نتجاهلها؛ كما أنَّ الاعتراف بالخطأ فضيلة، إذ لن يؤدي إلقاء اللوم على الآخرين إلى تشويه سمعتهم فحسب، بل إلى تشويه سمعتك أيضاً؛ ومن الأفضل دوماً تجنب الدخول في مشاجرة مع الآخرين.
اعترف بأخطائك، وفكِّر في حلول لإصلاحها. للحصول على علاقات عمل إيجابية مع أقرانك، يلزمك اتباع هذه النصيحة دوماً.
9. تعلَّم كيف تتحمل المسؤولية:
قد تحتاج أن تطلب مساعدة الآخرين في عملك عندما تكون مثقلاً بالكثير من المهام؛ ومع ذلك، عندما تُكلَّف بوظيفة ما، يجب أن تقبلها على أنَّها مسؤوليتك، ولا تلقي بها على شخص آخر.
سيؤدي تأجيل العمل الدائم إلى خلق حواجز بينك وبين أقرانك، وقد يلجؤون إلى تجنب التواصل معك على الإطلاق؛ لذا من واجبك كفرد في الفريق أن تتعاون وتبني علاقة عمل إيجابية مع زملائك.
10. تتبَّع أداءك:
يجب عليك كجزء من الفريق إظهار أنَّك تهتم بأفراده، وأنَّك على استعداد لتحقيق الأهداف التي حددها؛ لذا لا تتردد في سؤال زملائك عن أدائك في العمل كلَّما سنحت لك الفرصة، واسأل ما إذا كانوا يعتقدون بوجود خطب يجب تغييره، وكن مستعداً لقبول التغيير والتحسين؛ حيث يمنحك هذا فرصة عظمية لإظهار نفسك كموظف مسؤول وراغب في التعلم.
الخلاصة:
ليست هذه إلَّا غيض من فيض طرائق تسمح لأعضاء الفريق ببناء علاقات عمل إيجابية فيما بينهم، والعمل على الارتقاء بالمنظمة إلى آفاق جديدة؛ كما أنَّها الأفضل لتحقيق النجاح الشامل للمؤسسة، وخلق بيئة من الثقة والصدق بين الموظفين.
أضف تعليقاً