ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "ميليسا بالمين" (Melissa Balmain)، والذي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في اتِّباع طريقة "كونماري" (KonMari) في الترتيب.
تقول ماري كوندو (Marie Kondo)، الكاتبة اليابانية التي حوَّل كتابها "سحر الترتيب" (The Life-Changing Magic of Tidying Up) المساعدة الذاتية المنزلية إلى ما يشبه نصوصاً مُقدَّسة:
"بمجرد أن تجرِّب أن يكون منزلك مرتَّباً حقاً، ستشعر أنَّ عالمك كله ساطع، ولن تعود إلى الفوضى مرة أخرى"؛ فهي تقول أنَّ ترتيب منزلك سيؤدي إلى تحسينات في كل مجال آخر من مجالات حياتك، سواء على صعيد الصحة، أم الحياة المهنية، أم العلاقات؛ ولم يكن بوسعها ضبط توقيت رسالتها بصورة أفضل ممَّا فعلت، إذ إنَّها تزامنت مع صعود الحركة التقليلية وتركيز الاهتمام على اختزال مساحات المنازل واختصار جداول الأعمال.
لقد بيع أكثر من 4 ملايين نسخة من كتاب "سحر الترتيب" (The Life-Changing Magic of Tidying Up) في جميع أنحاء العالم، وينشر الأشخاص الذين اتَّبعوا نهج "ماري كوندو" (Marie Kondo) صوراً عبر الإنترنت لخزائنهم المميَّزة ودروج ملابسهم؛ ولكن هل يمكن لهذا النهج أن يقدِّم الفوائد التي وعد بها من إشراق العالم وتغيير الحياة؟
عندما عرفت أنَّ طريقة "ماري كوندو" (Marie Kondo) هامَّة من أجل الوصول إلى النجاح، كنت مُتشكِّكة في بداية الأمر؛ فأنا متزوجة وعندي طفلين، ممَّا يعني أنَّ الفوضى هي الوضع الطبيعي لمنزلنا؛ مع العلم أنَّني أحب أن أعيش في مكان مُنظَّم، ولكنِّي لم أتمكن من الحفاظ على هذا التنظيم لأكثر من بضعة أيام؛ ومع ذلك، قررت منح "كونماري" (KonMari) فرصة واتِّباع نهجها.
لم يكن في إمكاني أيضاً الاقتناع بحسن نية "ماري"؛ فهي اشتُهِرت بهوسها بالترتيب منذ أن شاركت لأول مرة في مجلات المنزل ومجلات أساليب الحياة في سن الخامسة، وبدأت تطوير طريقة "كونماري" (KonMari) منذ كانت في المدرسة الثانوية؛ وهي تدير شركة تقدم استشارات في مجال الترتيب في "طوكيو" (Tokyo)، حيث يُضطر العملاء -نظراً إلى كثرة الطلب- إلى الانتظار ثلاثة أشهر على قوائم الانتظار قبل تلقي الاستشارة.
فيما يأتي نصائح تساعدك في ترتيب حياتك والتخلص من الفوضى:
1. يجب أن تتخلَّص ممَّا لا تحبه:
وفقاً لـ"ماري"، يتلخَّص سر نجاح الترتيب في القيام به بأسرع ما يمكن، والبدء بالتخلُّص من الأشياء التي لا تحتاج إليها؛ وقبل أن تتعمق في ذلك، يجب أن تحفِّز نفسك على الاستمرار؛ إذ تقول "ماري": "فكِّر بصورة واقعية حتى تتمكَّن من تخيُّل الحياة في مكان خالٍ من الفوضى".
بالنسبة إلي، كان هذا يعني تخيُّل نفسي أكتب في مكتب دون أغراض متناثرة على الأرضية، وممارسة التمرينات في غرفة مشمسة لا تحتوي على الصناديق العشوائية، والطهو في مطبخ لا تتساقط فيه حاويات التخزين من رفوفها المزدحمة فوق رأسي؛ وقد كان هذا محفزاً فعلاً، وشعرت أنَّني على استعداد للخوض في عملية الترتيب الكبير.
أمَّا بالنسبة إلى نصيحة "ماري" الشهيرة: "خُذ كل ممتلكاتك بين يديك في أثناء اتِّخاذ قرار بشأن ما يجب الاحتفاظ به وتساءل: "هل يثير هذا البهجة؟"؛ فإذا كانت الإجابة "لا" وكان هذا الشيء لا يبهج قلبك، فتخلَّص منه؛ إذ إنَّ العثور على الأشياء المفيدة أمر مثير للبهجة.
تقول "ماري": "اذهب إلى كل فئة على حدة لاختبار البهجة، بدءاً من الملابس والكتب والأوراق، وصولاً إلى الأشياء المتنوعة التي تحرك العواطف؛ وابدأ الترتيب، ولا تتوقف حتى تقرِّر الاحتفاظ بأي شيء من ممتلكاتك أو التخلص منه؛ وأصرَّ على أنَّ زخم الحملة الشاملة أمر حاسم لمنع التراجع، ويجب أن تنتهي منه في غضون ستة أشهر".
وهكذا وجدت نفسي على الأرض محاطة بالأحذية، لكن لماذا الأحذية؟ تنصح "ماري" بالبدء بالأشياء التي ترتديها باستمرار؛ ذلك لأنَّه من السهل نسبياً اتِّخاذ القرار بشأنها؛ وفيما بعد، عندما تفرز العناصر الأكثر تعقيداً مثل الخطابات والصور العائلية، ستكون أخذت فكرة عن الأشياء التي تثير بهجتك.
في الواقع، عندما أمسكت بزوجيّ أحذية وتساءلت: "هل يبعث هذا البهجة؟"، استغرق الرد قليلاً من الوقت؛ لكنِّي أجبت في النهاية عن هذا السؤال بسهولة.
ربما يكون اتِّباع طريقة "كونماري" (KonMari) في النهاية أمراً في منتهى السهولة.
حصيلة الأسبوع الأول:
- عدد أكياس الأحذية المُخصَّصة للتبرع: اثنان.
- عدد أكياس وصناديق إعادة التدوير التي تحتوي أشياء أخرى من الخزانات نفسها: أربعة أو يزيد.
- عدد دقائق الشعور بمزيد من الهدوء والإيجابية: أكثر من أن تُعَدَّ.
2. يجب أن تفكر وتتعب:
جاء بعد ذلك دور الملابس والإكسسوارات، وجاءت معه أسئلة أشد صعوبة من سابقتها، مثل: هل يمكن أن أتحمل وضع حزامين غير ملبوسين، ولكن لا أرغب في ارتدائهما في حقيبة التبرُّع؛ بحيث أعترف أنَّني قد أهدرت المال عليهما؟ وماذا لو احتجت إليهما فيما بعد؟
ماذا عن ثلاثة قمصان كنت أرتديهم قبل أن أنجب أنا وزوجي أطفالنا، ولم أعُد أرتديهم الآن، لكنَّهم يعيدوني إلى ذكريات جميلة؟ وماذا عن الأوشحة التي أهدتني إيَّاها عمتي؛ فلطالما كانت قصيرة للغاية، ولكن ألن يكون الاحتفاظ بها إخلاصاً لها؟
لقد جعلتني هذه اللحظات أحاول التحدث مع "ماري" حول أنَّ الترتيب لا يثير البهجة فحسب، بل يثير القلق أيضاً؛ وللأسف، رغم أنَّها قد تكون بارعة في إدارة فوضى المنزل، إلَّا أنَّ أقرب موعد يمكن حجزه لإجراء مقابلة معها يبعد ستة أسابيع؛ ولكنَّني وجدت حلاً جيداً، وهو التحدُّث إلى "سو راسموسن" (Sue Rasmussen)، مدربة الحياة في مينيابوليس (Minneapolis)، والتي عملت مع أكثر من 6000 عميل فرديَّاً وفي مجموعات؛ ورغم أنَّ آراءها لا تتوافق دائماً مع آراء "ماري"، إلَّا أنَّها تقول أنَّها أحبت كتابها ورسالتها.
تقول "سو": "الترتيب هو محادثة شخصية حميمة للغاية تجريها مع نفسك وتتحدث فيها عمَّن تكون، وماذا تحب، وما يهمك"؛ وللأسف، عوَّدنا المجتمع على التفكير في مشاعرنا بصورة أقل، والتفكير بعقلانية أكثر بما ندين به للآخرين، وما قيل لنا أنَّنا ينبغي أن نحبه.
نحن لا نصغي إلى قلوبنا وحدسنا الداخلي، والترتيب هو إعادة الاتصال بهذا الجزء من نفسك الذي يعرف أنَّك تحب الأحذية الحمراء الفاخرة، أو أنَّك تكره الأحزمة المزدوجة".
بفضل نصيحة "ماري" السليمة بشأن الشعور بالذنب والحنين إلى الماضي والخوف من الندرة، تمكَّنت من اتِّخاذ قراراتي؛ فقلت لنفسي أنَّ الأحزمة قد قامت بدورها بالفعل، فقط من خلال شعوري بالإثارة عندما اشتريتها وتخيَّلت أنَّها ستجعلني أكثر أناقة؛ ولحسن الحظ، بإمكاني شراء أحزمة مختلفة فيما بعد؛ لذا تبرعت بملابسي القديمة، إذ لم تعتمد ذكرياتي على قطع من القماش تملأ خزانة ملابسي.
كما فعلت الشيء نفسه مع الأوشحة، فقد حقَّقت هدفها الحقيقي، وهو قبولها من عمتي وتذكيري بحبي لها، فهي لم تكن تريد مني التشبُّث بها بدافع الشعور بالذنب.
حصيلة الأسبوع الثاني:
- عدد أكياس وصناديق إعادة التدوير: خمسة.
- الشعور بالارتياح لأنَّني لم أعد مضطرة إلى إلقاء نظرة على تلك الأحزمة في الخزانة والشعور بالضيق لعدم ارتدائها: شعورٌ محسوس.
3. لا تضايق عائلتك:
تقول "ماري": "يجب علينا إظهار اهتمامنا بالآخرين من خلال مساعدتهم على تجنُّب عبء امتلاك أكثر ممَّا يحتاجون إليه أو ما يمكنهم الاستمتاع به".
وأنا لم أحث عائلتي على الترتيب معي، ليس لأنَّني لست مُلِّحة، ولكن لأنَّ هذا لا ينجح أبداً؛ لذا بدلاً من ذلك، قرَّرت أن أتَّبع إحدى قواعد "ماري كوندو" (Mary Kondo) وأحاول أن أكون قدوة لهم.
رغم أنَّ بعض النقاد اتهموها بتغذية الفكرة المتحيزة جنسياً بأنَّ الترتيب مخصَّص للنساء فحسب، تُحذِّر "ماري" القُرَّاء من عدم تجميل مساحات الآخرين قائلة: "في الواقع، العمل بهدوء على التخلُّص من ممتلكاتك الزائدة هو أفضل طريقة للتعامل مع أُسرة غير مرتِّبة، كما لو أنَّ انجذابهم إلى ما تفعله سيجعلهم يبدؤون التخلص من ممتلكاتهم غير الضرورية وترتيبها دون الاضطرار إلى التذمُّر بشكوى واحدة"؛ لذلك دعوت "ليلي" البالغة من العمر 10 أعوام لمشاهدتي وأنا أرتِّب خزانات الملابس.
لا تخبرك "ماري" هنا بكيفية الترتيب فحسب، بل تخبرك بكيفية الطي أيضاً؛ وبدلاً من تكديس العناصر فوق بعضها بعضاً، يمكنك تحويلها إلى حِزَم تشبه الأوريغامي، ثم صِفَّها أفقياً ليكون كل عنصر مرئياً؛ بحيث لا تضطر إلى التفتيش كثيراً عن القميص الذي تريده، ولا تتجعَّد الملابس نظراً إلى التكدُّس الذي فوقها.
بدت "ليلي" مُعجبة بهذا التكتيك، ولكن ليس بقدر دهشتي بعد ساعات قليلة عندما رأيت أنَّها لم ترتِّب أدراجها فحسب، بل رتَّبت جزءاً كبيراً من غرفتها؛ وفي الوقت نفسه تقريباً، نظَّف "دافي" البالغ من العمر 16 عاماً غرفته أيضاً، دون أن يرى دروجي حتى؛ لكن هل يمكن أن يفعل زوجي ذلك في الخطوة التالية؟
بينما كنت أرتِّب يوماً بعد يوم، بقيت كومة الملابس والكُتب والأوراق بجوار فراش"بيل" زوجي؛ ولعلَّ الأمر الأكثر سوءاً هو أنَّني عثرت في زاوية خزانة واحدة على الجبيرة التي استخدمها منذ أن كسر قدمه قبل ثلاث سنوات، فطلبت منه الإذن للتخلُّص منها، لكنَّه قال: "من الأفضل أن نحتفظ بها لمرَّة قادمة قد تنكسر فيها قدم أحدنا"، وكان يتكلَّم بجديَّة.
لم أتخلَّ عن الأمل؛ وعلى عكس بعض الرجال، يساعد "بيل" كثيراً في الأعمال المنزلية؛ وفي إحدى الأيام، ألقيت نظرة على كومة الملابس المُلقاة بجانب فراشه، وسألته: "ألا تزعجك هذه الفوضى أبداً؟"، فقال "بيل": "ليس كثيراً"؛ ولكن بعد يومين، لاحظت أنَّ هذه الفوضى بدأت تتقلص.
حصيلة الأسبوع الثالث:
- عدد الحقائب والصناديق المُجمَّعة للتبرُّع: ثلاثة.
- عدد المرات التي فتحت فيها خزانة ملابسي وابتسمتُ حينما رأيتُ ستراتي الجميلة كما لو كانت صناديق من المثلجات: أشعر بالإحراج من قول العدد.
4. تعرَّف على فن العيش بصورة أفضل:
بعد مرور شهر على اتِّباع طريقة "ماري كوندو" (Mary Kondo)، كان لا يزال أمامي طريق طويل لأقطعه؛ فقد كان مكتبي أنيقاً ولكنَّه ليس نظيفاً للغاية، وكانت الغرفة الزجاجية لا تزال تحتوي على بعض الصناديق؛ ولكن يحتوي المنزل الآن على العديد من الأماكن المُرتَّبة، مثل الخزانات، و17 درجاً، ومكتبي، وأعلى الحوض في الحمام الرئيس، ورفوف المطبخ التي كانت سيئة سابقاً، والتي أزلت منها عُلَب طعام بلاستيكية تكفي مطعماً لأيام.
وجدت بفضل هذه الأماكن المُرتَّبة أنَّني أفضل كثيراً وضع الأغراض بعيداً أو إلقائها؛ وكما تقول "ماري": "بمجرد أن تتعلَّم اختيار متعلقاتك بصورة صحيحة، لن تترك سوى الكمية التي تتناسب تماماً مع المساحة التي تمتلكها بالفعل".
ما يثير دهشتي أنَّه رغم عدم انتهائي من الترتيب بَعد، فقد بدأت تغيير حياتي على نحو أكبر كما وعدَت "ماري"، فقد كنت أكتب مزيداً من القصائد وأقضي وقتاً أقل على "فيسبوك" (Facebook)، وكنت أمارس مزيداً من التمرينات الرياضية وأشاهد التلفاز بصورة أقل؛ وبدلاً من الاعتماد كل ليلة تقريباً على الأطعمة الجاهزة، أعددت اللحم المشوي وحساء العدس؛ بالإضافة إلى مقاومتي لشراء ملابس جديدة في موسم التخفيضات؛ إذ شعرت بأنَّ ملابسي القديمة التي أصبحت مرئية وتحظى بالتقدير بفضل طريقة طَي "كونماري" (KonMari) واختبار البهجة كانت كافية.
تقول "سو راسموسن" (Sue Rasmussen): "عندما تقرِّر ما الذي تحيط نفسك به في منزلك، تصبح أكثر مهارة في اختيار ما تحتفظ به، أو تتخلَّى عنه، أو تسعى إليه في حياتك المهنية وعلاقاتك؛ إذ يتيح لك الترتيب إعادة التفكير في جميع معتقداتك الأساسية وما تعيش حياتك على أساسه. تخيل أنَّك متعلق بكل شيء تملكه، بكل ورقة ومشبك ورق وخيط صغير؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الأغراض التي تستفيد منها والتي تجلب إليك السعادة هي التي تمنحك دفعة من الطاقة، بينما تمتص الأغراض التي تجعلك تشعر بالذنب والسمنة وما إلى ذلك طاقتك".
لذا، عندما تتخلَّص من الأشياء غير المحبوبة، تعود الطاقة إليك.
تدعم البحوث فكرة أنَّ وجود الفوضى أو غيابها قد يكون له تأثير جسدي وعاطفي حقيقي؛ فقد وجد علماء النفس بجامعة كاليفورنيا (University of California) ولوس أنجلوس (University of Los Angeles) في دراسة أُجرِيت عام 2009 أنَّ النساء اللواتي يشعرن أنَّ بيوتهن فوضوية عادة ما يكنَّ أقل سعادة بزواجهن، ويعشن بأساليب غير صحية نتيجة لإفراز هرمون الإجهاد "الكورتيزول" (Cortisol)، ويشعرن بالاكتئاب على نحو متزايد طوال اليوم؛ فمن المنطقي إذاً أن يكون الترتيب -على الأقل عند النساء- مفيداً للجسم والعقل.
الحقيقة أنَّ الأزواج في تلك الدراسة لم يتأثروا نسبياً بالفوضى؛ ومع ذلك، لن أستبعد الرجال، فقد فرح "بيل" في الليلة التي رتَّبت فيها رفوف المطبخ، وقال أنَّ هذا رائع، إذ لم يَعُد يخشى سقوط العُلَب على رأسه في أثناء تفريغه غسالة الصحون؛ ولقد دامَ مزاجه الجيد بقية الليل.
حصيلة الأسبوع الرابع:
- عدد حقائب التبرُّع: أربع حقائب.
- مقدار الأمل الذي انتابني لرؤية منزلي مرتَّباً في النهاية بفضل الزخم المُستَلهم من "ماري": مرتفع.
شاهد بالفيديو: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح
5. تغلَّب على نفسك:
منذ أن بدأ مشروع الترتيب، انتهكت تعليمات "ماري" بعدة طرائق؛ وهذه اعترافاتي:
5. 1. لم أرتب حسب الفئة:
إنَّ "ماري" صارمة في هذا الأمر، فهي دائماً ما تؤكد على ترتيب نوع العنصر المُدرَج على قائمتك في اليوم وترك كل شيء آخر لوقت لاحق؛ لكنَّني عرفت على الفور أنَّ هذا سيدفعني إلى الجنون؛ فمن أجل العثور على كل الأحذية التي ينبغي ترتيبها، كان عليَّ إفراغ خزانتين؛ فهل كان من المنطقي ترتيب الأحذية، ثم إعادة الأغراض الأخرى إلى الخزانة دون مسِّها؟
لذا، رتَّبت جميع الأغراض، بدءاً من بقايا فرش السجاد وحتى سرير القط القديم، إلى أن انتهى بي الأمر بخزانتين مرتَّبتين.
5. 2. لقد ألقيت نظرة خاطفة على محتويات الكتب والمجلات بينما كنت أقرِّر ما يجب عليَّ الاحتفاظ به:
رغم نصيحة "ماري" بعدم القيام بذلك خشية أن "يؤثر ذلك في حُكمك"؛ ولكن كيف يمكنك الحكم ما إذا كان الكتاب يثير البهجة إذا كنت لا تعرف محتواه؟
5. 3. نادراً ما أوزِّع الأشياء على الأرض لأرتِّبها:
على عكس "ماري"، لا أنظِّف جميع أسطح منزلي يومياً أو حتى أسبوعياً؛ لذا لم أتَّبِع فكرة وضع الأغراض والعُلَب على الأرض من أجل ترتيبها، وكنت أضعها على طاولة أو سرير بدلاً من ذلك.
5. 4. لقد رتَّبت الفئات بلا حكمة:
لماذا أقضي الوقت في ترتيب الأوشحة على سبيل المثال، بينما أترك أدوات المطبخ في غاية الفوضى؟
5. 5. لقد تخطيت مُهلة الستة أشهر:
لقد كان لديَّ مسؤوليات تجاه العائلة والأصدقاء والعمل، وقد منحتهم الأسبقية، وسأواصل القيام بذلك؛ وبعد أن اعترفت إلى "سو" بكل ما سبق، شعرت بالارتياح لأنَّها لا تزال تعتقد أنَّني أبلي حسناً.
ورغم قرار "ماري" "لا تغيِّر الطريقة لتتناسب مع شخصيتك"، يرتِّب الكثير من عملاء "سو" جيداً بطرائق أخرى، وكذلك "سو"؛ فبدلاً من طي ملابسها على طريقة "ماري"، تختار تعليقها على سبيل المثال؛ وبدلاً من الترتيب في مدَّة محدَّدة وكأنَّه سباق، ترى أنَّه ممارسة تدوم مدى الحياة؛ ومع ذلك، تعيش في منزل خالٍ من الفوضى مثل منزل "ماري" تماماً.
تقول "سو": "تبحث أدمغتنا دائماً عن إجابة يقدمها شخص آخر لنا، وهو أمر مغرٍ للغاية؛ ولكن بإمكاننا أخذ أجزاء من الأشياء التي نحبها وتغييرها قليلاً لتتناسب مع شخصياتنا حتى تجعلنا سعيدين حقاً".
يبدو هذا مثل طريقة "كونماري" (KonMari)؛ فبدلاً من أن يكون لدينا أغراض خاضعة لاختبار إثارة البهجة، لدينا تقنيات خاضعة لاختبار إثارة البهجة؛ وكما تقول "سو": "أنا أشجع الناس دائماً على استخدام المعايير نفسها التي يستخدمونها في تقديم النصائح والإرشادات والقواعد؛ فتخلَّص ممَّا لا تحب، واحتفظ بما يروق لك".
أضف تعليقاً