إنَّ التفكير العاطفي هو القدرة على فهم مشاعرك وأحاسيسك والتعبير عنها تلبية لاحتياجاتك المعيشية اليومية وعلاقتك مع الآخرين، فمن الهام أن تستعمل تفكيرك الوجداني؛ وذلك لأنَّه سيساعدك على:
- أن تكون مرناًتجاه الأوضاع المتغيرة.
- أن تمد يد العون والمساعدة للآخرين.
- أن تتجاوب بلطف وهدوء مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم.
- أن تبقى متفائلاًوذا نظرة إيجابية للمستقبل.
- أن تتعلم باستمرار كيف تعمل على تحسين ذاتك والعمل الذي تقوم به.
خمس مهارات للتفكير الوجداني:
مهارات التفكير الوجداني الخمس هي عبارة عن توافق بين أعمال مجموعة من الباحثين عن التفكير العاطفي، وفيما يلي ملخَّص لهذه المهارات الخمس:
1. مهارات الإدراك الذاتي:
يدرك الناس الأذكياء وجدانياً كيف يحسون ويشعرون، وماذا يدفعهم ويحفزهم، وما الذي يبعث الإحباط في نفوسهم وكيف يؤثرون في نفوس غيرهم.
2. المهارات الاجتماعية:
يعرف الناس الأذكياء وجدانياً كيف يتصلون بالآخرين وكيف يقيمون علاقات وروابط معهم؛ إنَّهم يحسنون الانتباه والإصغاء، ويكيفون اتصالاتهم بالناس حسبما يتلاءم مع احتياجات هؤلاء الناس.
3. التفاؤل:
يتبنَّى الناس الأذكياء وجدانياً مواقف إيجابية في الحياة وينظرون إلى المستقبل بتفاؤل؛ حيث إنَّ مواقفهم العقلية تشحنهم بالطاقات للعمل بثبات لتحقيق أهدافهم رغم كل العقبات والصعاب.
شاهد بالفديو: كيف تزرع التفاؤل في حياتك؟
4. التحكم العاطفي:
يتعامل الناس الأذكياء وجدانياً مع الإرهاق والقلق بهدوء؛ حيث إنَّهم يستوعبون حالات الإجهاد العصبي والقلق مثل التغيير والخلافات الشخصية مع الآخرين.
5. مهارات المرونة:
يتكيف الناس الأذكياء وجدانياً مع المتغيرات، وهم يستعملون مهاراتهم في حل المشكلات لوضع وإيجاد خيارات أخرى.
الاستراتيجية الأولى، مهارات الإدراك الذاتي:
يقول دانييل جولمان عن الإدراك الذاتي: إنَّه القدرة على معرفة المشاعر والأحاسيس فور حصولها إنَّه الحجر الأساس للتفكير العاطفي، فهو شفاف فيما يتعلق بالمشاعر والأفكار ومع هذا الإدراك تتوفر لك المقدرة على اتخاذ اختيارات أفضل.
الخطوة الأولى لمهارة الإدراك الذاتي، "افهم عقليتك":
حيث يتكوَّن عقلك من ثلاثة أجزاء تعمل معاً كفريق من المستشارين، وهذه الأجزاء هي: الغريزة، والعاطفة، والمنطق، وهدفها جميعاً المحافظة على سلامتك وتقديم النصح لك، وكل مستشار له مجموعة مختلفة من المهارات.
فأحياناً يعطونك نصيحة متضاربة، وأحياناً يصمتون فمهمَّتك أن تتعلَّم كيف تستمع للمستشارين الثلاثة معاً لكي تتخذ أفضل الاختيارات بناء على المعلومات التي يزوِّدونك بها؛ تعال معي ننظر إليهم وهم يعملون في وضع حقيقي:
مثلاً: حاول أن تركِّز معي وتتصور هذه الحادثة لقد عاد أحد الأشخاص في وقت متأخر من الليل إلى بيته، وعندما أوقف سيارته وتوجَّه ليدخل البيت خرج عليه رجل مقنَّع من بين الشجر وصوَّب مسدسه إلى وجهه طالباً منه أن يعطيه محفظته، فكيف له أن يتصرف، وكيف يستعمل مستشاريه الثلاثة ليقرر ما الذي يجب عليه فعله لكي يتخلص من هذه الورطة.
عمل المستشارين الثلاثة:
- مستشار الغريزة:
- المهارات: يحدد لك المخاطر ويقدم لك النصيحة بأن تقاتل أو أن تنجو هرباً.
- نقاط القوة: يجعلك تتصرف بسرعة وبدون تفكير.
- نقاط الضعف: قد يجعلك تتصرف بسرعة وبدون تفكير.
- مستشار العواطف:
- المهارات: يستعمل ذاكرتك لتستعيد ما تعلَّمته من دروس سابقاً.
- نقاط القوة: يساعدك على اتخاذ قرارات سريعة مبنية على مشاعرك تجاه تجاربك السابقة والدروس التي تعلمتها.
- نقاط الضعف: قد يعطيك استنتاجات خاطئة حول الوضع الراهن.
- مستشار المنطق:
- المهارات: يحلل المشكلات تحليلاً كاملاً ثم يقدم لك الخيارات.
- نقاط القوة: يساعدك على الأخذ بكل عناية بالخيارات المنطقية كما يساعدك على الاستعداد للمستقبل.
- نقاط الضعف: قد يحتاج إلى فترة من الوقت ومعلومات صحيحة حتى تتمكن من الأخذ بالحسبان كافة الخيارات المتاحة.
تذكر أنَّه إذا قدَّم أحد المستشارين الثلاثة توجيهاً معيناً فقد يُبطَل من قِبل المستشارَين الآخرَين، خاصة إذا ما وحَّدا قوَّتهما ضد المستشار الثالث، فمثلاً إذا اتَّحد كلٌّ من مستشار الغريزة ومستشار العاطفة لتوجيهك لفعل أمر معين، فمن المستحيل عليك أن تسمع لنداء مستشار المنطق؛ إنَّ التفكير بذكاء يتطلب منك أن تكون مدركاً وواعياً ومستمعاً للمستشارين الثلاثة معاً بعناية وانتباه، وإنَّ أحسن طريقة للانتفاع بأفضل نصيحة يقدمها لك هؤلاء المستشارين هي التخطيط والاستعداد.
الخطوة الثانية لمهارة الإدراك الذاتي، "استمع لنفسك وهي تفكر":
كيف تتصرف عندما تواجهك أزمة؟
عند حدوث أزمة يكون من الصعب على وجه الخصوص أن تستمع إلى (مستشار المنطق)، فمعظم الناس يستجيبون بصورة عفوية لمشاعرهم الداخلية والتي هي عبارة عن توافق واتحاد بين كلٍّ من نصيحة مستشارك الغرائزي ومستشارك العاطفي، وإذا لم يكن هنالك تناغم بين هؤلاء الثلاثة فقد تتعرَّض للمخاطرة باتخاذ قرارات أقل فعالية، وإذا ما رجعنا إلى المثال الذي ذكرناه سابقاً عن المقنَّع وتهديده، فقد يكون ذاك الشخص بحالة ذهنية تجعله يكرر ما فعله في حالات متنوعة أخرى، وقد يكون عقله المنطقي وفَّر له استعداداً لحماية نفسه أولاً، ثم ممتلكاته ثانياً.
وعلى الرغم من أنَّ غالبية الناس لا يتعرضون لحالات تهديد لأرواحهم، فإنَّ الجدول اليومي المزدحم بأشغال وهموم الحياة والتعامل مع أناس يتهيجون ويُستثارون بسرعة والمشكلات الحياتية اليومية تتطلب أن يكون تفكيرنا هادئاً وواضحاً، وكل إنسان يمر بأزمات تجعل من الصعب؛ بل من المستحيل عليه أن يبقى هادئاً صافي الذهن والتفكير، ويعتمد تكرار حدوث الأزمات على طبيعة العمل الذي يمارسه الشخص في حياته بالإضافة إلى الظروف الشخصية الأخرى.
الخطوة الثالثة لمهارة الإدراك الذاتي، "توقف عن الاستجابة الآتية":
يجدر بك أن تبدأ بالتحكم في طريقة تصرفك وطريقة تفكيرك، وذلك بالاستماع لعواطفك وأحاسيسك وأفكارك لكي تعرف لماذا تتصرف هكذا في مواجهتك للأزمات والإجهاد العصبي أو القلق؛ تعلَّم واعرف المزيد عن نفسك وكن مستعداً ذهنياً لتحسين طريقة تفكيرك واستجابتك لما ستواجهه في المستقبل؛ إليك أربع طرائق تساعدك على تعلُّم المزيد عن نفسك:
- الاسترخاء.
- مراقبتك لنفسك وأنت تفكر.
- البحث عن المسببات.
- التعرف إلى ماهية حوافزك.
أضف تعليقاً