هل تعلمين أنّ هذا الإجراء البسيط قادر على إنقاذ حياة المئات؟
يمكن لمعرفة المرأة أن تكون خط الدفاع الأول عن صحتها إن أجرت الفحص الذاتي للثدي باستمرار، ولكن ما هي الأوقات المناسبة لذلك، وكيف يتم؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا، فتابعي القراءة.
الفحص الذاتي للثدي وأهميته
هو إجراء تجريه المرأة بنفسها بانتظام، للتأكد من عدم وجود تغيرات مفاجئة، ولا يُعد الفحص الذاتي للثدي بديلاً عن الفحص الطبي الدوري؛ لا غنى عن إجراء بعض الفحوصات، مثل الماموجرام وفقاً لتعليمات الطبيب المختص.
أهمية الفحص الذاتي للثدي
تكمن أهمية الفحص الذاتي للثدي في ما يلي:
1. التعرُّف على شكل الثديين الطبيعي
من خلال الفحص الذاتي المستمر يمكن للمرأة معرفة الشكل والملمس الطبيعي للثدي وحفظه، مما يمكّنها من التعرّف على أي تغيير فور حصوله.
2. الشعور بالاطمئنان
نلاحظ دائماً وجود دعايات ودعوات للقيام بالفحوص الطبية الدورية للثدي، ولكن نخاف من اكتشاف أي مرض، بينما يشعر إجراء الفحص الذاتي المستمر المرأة بالاطمئنان على صحة الثديين، فلا تترددي بإجراء الفحص الطبي الدوري.
3. الكشف المبكر عن الكتل
يمكن الكشف عن الكتل في بداية تشكلها من خلال الفحص الذاتي ؛ إذ تسهل معالجتها في هذه المرحلة قبل أن تكبر وتتقدم، فيصعب العلاج.
4. ملاحظة التغيرات في الجلد
قد تلاحظ المرأة وجود تغيُّرات في جلد الثدي، مثل الاحمرار، أو التقشر، أو ظهور التجاعيد. مثلاً، قد يصبح الجلد مشابهاً لقشُّر البرتقال، و يمكن علاج تلك الحالات جميعها بسهولة في المراحل الأولى.
5. كشف وجود إفرازات غير طبيعية
يحدث أحياناً خروج إفرازات غير طبيعية من الحلمة وهي دليل على وجود مرض معين وتكتشف المرأة ذلك إن فحصت الثديين باستمرار.
كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي
يمكن للمرأة فحص الثديين لديها ذاتياً، من خلال اتباع إحدى الطرائق التالية:
1. الوقوف أمام المرآة
يمكنكِ – من خلال النظر بتمعُّن إلى المرآة – فحص الثديين بالعين المجردة؛ كي تلاحظين الحجم، والشكل، واللون؛ وتتمكنين من التعرّف إلى أي تغيرات في الجلد، مثل ظهور طفح جلدي أو تقرّحات في مكان معين.
في تلك الأثناء، تكون الذراعان مسترخيتان إلى جانبي الجسم، وبعد النظر الجيد، يجب رفع الذراعين على حدة للأعلى فوق الرأس، ومن ثمّ رفعهما في الوقت ذاته والانتباه لوجود أي تغيير، ويمكن أيضاً وضع اليدين على الوركين، والضغط للأسفل، والنظر في المرآة إلى الثديين عامةً، والحلمات خاصةً؛ للانتباه إلى وجود أيّة مشكلة.
2. الاستلقاء
في البداية، عليكِ الاستلقاء على ظهرك مع وضع وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن، ومن ثم استخدام الأصابع في اليد اليسرى لفحص الثدي الأيمن (يفضل استخدام باطن الأصابع الوسطى الثلاثة وليس أطرافهم)، وذلك بحركات دائرية صغيرة ويجب البدء من الحلمة، ثم الانتقال إلى محيط الثدي.
يمكن الضغط بعمق في أعماق الثدي للتأكد من عدم وجود أيّة كتلة، وبعدها يجب نقل الوسادة إلى تحت الكتف الأيسر واستخدام أصابع اليد اليمنى لفحص الثدي الأيسر.
في حال لم تتمكني من الاستشعار بواسطة الأصابع يمكن استخدام راحة اليد. في ما بعد، يمكن فحص منطقة تحت الإبط في الجهتين؛ إذ يتسبب سرطان الثدي بانتشار الغدد اللمفاوية في منطقة الإبطين.
الفحص خلال الاستحمام: يمكنكِ – بمساعدة الصابون والماء – اكتشاف التغيُّرات في الثديين؛ إذ تساعد اليدين على الانزلاق والتأكد من وجود سماكة أو كتل في منطقة تحت الإبطين، ويجري ذلك بوضع اليد اليسرى على الثدي الأيمن، وحاولي التحقُّق من وجود كتل بدءاً من الخط أسفل الصدر وصولاً إلى عظم الترقوة دائرياً ليُفحص الثدي كاملاً.
شاهد بالفديو: 10 أسباب تقف وراء الإصابة سرطان الثدي
ما هي العلامات التي تدل على وجود مشكلة محتملة في الفحص الذاتي للثدي؟
في ما يلي، بعض العلامات التي يمكن اكتشافها من خلال الفحص الذاتي للثدي، التي تدل على احتمال وجود مشكلة صحية:
- ظهور كتلة: قد تكون الكتلة ظاهرةً للخارج وتبدو كحبّة صغيرة، وربما كتغيُّر في الحجم؛ فيبدو حجم الثدي أكبر، أو قد تكون الكتلة داخليةً صلبةً أو طريةً، وقد تكون مؤلمةً عند اللمس أو غير مؤلمة.
- تورم: قد يكون التورم في كامل الثدي أو في جهة واحدة منه ويسهل ملاحظته بالمرآة.
- تغير الجلد: كما ذكرنا سابقاً؛ قد يقتصر التغيُّر على الجلد وملمسه خارجاً، ولكنّه دليل على مشكلة لا يمكن التغاضي عنها.
- انقلاب الحلمة: إنّ التغيُّر في شكل الحلمة وانقلابها أيضاً دليل على الإصابة؛ إذ قد تنكمش أو تبدو منحرفة عن الوضع الطبيعي.
- الإفرازات: أي نوع من الإفرازات سواءٌ الدموية، أو الشفافة، أو صفراء اللون، تُعد دليلاً على مشكلة صحية، وخاصةً إن كانت مصحوبةً برائحة كريهة أو ألم.
- ألم في الثديين: قد تكون التغيرات عبارة عن ألم فقط في الثديين عند اللمس دون وجود أي كتلة أو تغيُّر معيّن.
ما هو أفضل وقت لإجراء الفحص الذاتي للثدي؟
تُنصح النساء دائماً بإجراء الفحص الذاتي للثدي بعد الانتهاء من فترة الطمث بما يُقارب الأسبوع تقريباً، وذلك للأسباب التالية:
1. التقلُّبات الهرمونية
خلال فترة الطمث، تكون التغيُّرات الهرمونية كثيرة؛ إذ ترتبط هذه الفترة بحدوث تورم في الثديين وتغيُّر في القوام العام وهذه الأعراض طبيعية. أما بعد الانتهاء من الطمث، يعود الثدييان إلى الحجم والشكل الطبيعيين.
بالتالي، يُفضّل عدم إجراء الفحص الذاتي خلال الطمث؛ لصعوبة اكتشاف الكتل صغيرة الحجم.
2. الاستقرار النفسي
تلك التقلبات الهرمونية تجعل المرأة بحالة نفسية سيئة نوعاً ما فتقلق وتتوهم بوجود تغيرات وكتل غير طبيعية بينما الحالة المستقرة تجعلها أكثر تركيزاً وانتباهاً لملمس، الثدي وشكله، فتُلاحظ التغيرات جميعها بعيداً عن الوهم.
ما الوقت المناسب للفحص الذاتي للثدي بالنسبة للنساء في سن اليأس؟
بعد انقطاع الطمث، يمكن للنساء اختيار أي يوم من الشهر وإجراء الفحص الذاتي للثدي ومن ثم اختيار اليوم ذاته في الشهر المقبل لتكون المقارنة صحيحة لذلك يفضل تسجيل الموعد في المذكرة الخاصة للابتعاد عن أي خطأ.
شاهد بالفديو: 7 أنواع من الأطعمة تكافح مرض السرطان
من هن النساء المعرضات بكثرة للإصابة بسرطان الثدي؟
إنّ النساء جميعهنّ معرضات للإصابة بسرطان الثدي؛ فلا توجد قاعدة عامة، ولكن يوجد بعض منهنّ معرضات بنسبة أكبر للإصابة به، وهنّ:
- النساء ممن لديهنّ إصابة سابقة بسرطان الثدي، معرضات لظهور كتل باستمرار.
- النساء الكبيرات بالسن؛ إذ إنّ العمر له دور في تحديد احتمالية الإصابة؛ فكلما تقدمت النساء بالعمر، أصبحن أكثر عُرضةً للإصابة. لذا، أصبحت الحاجة إلى إجراء الفحص الذاتي والدوري مُلحّةً أكثر.
- النساء اللواتي لديهنّ قريبات من الدرجة الأولى أُصبن بسرطان الثدي، مثل الأم، أو الأخت، أو البنت.
- النساء اللواتي حملن أو ولدن عند تقدمهنّ بالعمر لأول مرة، مثل الحمل بعد عمر 35 عام، وأحياناً تزداد احتمالية الإصابة عند عدم إنجاب الأطفال.
- الطمث في عمرٍ مبكر، قبل أن تصبح الفتاة بعمر 12 عام أو البدء بسن اليأس في عمر مبكر، مثلاً بعمر 50 عام.
- النساء ممن لديهنّ وزن زائد، ويعتمدن على نظام غذائي غير صحي. لكن حتى الوقت الحالي، لا يوجد دراسات كافية تحدد دور الغذاء غير الصحي، وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- اللواتي يتعرّضن للإشعاع باستمرار.
- اللواتي يشربن الكحوليات باستمرار.
- اللواتي يتعاطين العلاج بالهرمونات عند الإصابة بمشكلة صحية معينة.
نصائح للحفاظ على صحة الثديين من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي
إلى جانب الفحص الذاتي، يمكنكِ الحفاظ على صحة الثديين من خلال اتباع النصائح التالية:
- حافظي على الوزن الصحي، من خلال اتباع نظام غذائي صحي يؤمن للجسم كافة العناصر والمعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم، ويفضل تقليل تناول الكربوهيدرات؛ إذ تعزز زيادة الأنسولين والاستروجين حدوث الالتهابات. كما يفضل تناول مصادر حمض الفوليك؛ لأنّ قلته في الجسم تتسبب بتلف الحمض النووي، وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
- تجنّبي التدخين قدر الإمكان وابتعدي عن الكحوليات.
- تجنّبي استخدام مستحضرات جلدية غير آمنة؛ فمن الأفضل استخدام مستحضرات طبيعية بعيداً عن المواد الكيميائية.
- قللي من الاعتماد على العلاج التعويضي بالهرمونات.
- احرصي على إرضاع الأطفال طبيعياً مدةً لا تقل عن ستة أشهر.
- تجنبي ارتداء الملابس الضيقة، وخاصةً حمالات الصدر الضيقة وغير المريحة.
- مارسي الرياضة وحافظي على النشاط البدني؛ إذ تساعد الرياضة على التخلص من الخلايا الدهنية التي تؤدي لإنتاج نسبة عالية من هرمونات الإستروجين.
- احصلي على النوم لمدة كافية؛ لأنّ السهر يفقد الجسم طاقته وصحته.
- اعتني بالثديين؛ فهما كأيّة منطقة أخرى من الجسم تحتاج تدليك لتنشيط الدورة الدموية.
إقرأ أيضاً: 8 أسباب وراء الإصابة بسرطان الثدي
في الختام
يمكن – من خلال الفحص الذاتي للثدي – مراقبة الثديين والتأكد من صحتهما كما ذكرنا في مقالنا؛ إذ نكتشف عن طريقه وجود كتلة أو ورم أو تغيُّر في ملمس الجلد. كما تحدثنا عن طريقة الفحص الذاتي للثديين، من خلال الاعتماد على المرآة والنظر إليها، أو عند الاستلقاء واستخدام اليد المعاكسة لفحص الثدي، أو بفحصهما أثناء الاستحمام بالاستعانة بالماء والصابون لتسهيل الحركة.
أضف تعليقاً