الصداقة المزيفة:
تكون الصداقة مزيفة عندما تكون العلاقة بين شخصين يتخللها الكذب والخداع والغش هدفها المصلحة وتحقيق الأهداف الخاصة، فالصديق المخادع والمزيف لا يحمل سوى مشاعر الحقد والكره، ويتسبب بالمشكلات لأصدقائه، ويتخلى عنهم وقت حاجتهم إليه ولا يقدِّم أيَّة مساعدة؛ بل أكثر من ذلك يزيد من تلك المشكلات عليهم.
والأصدقاء المزيفون هم الأشخاص الذين يتظاهرون بالاهتمام بك ولكن في الواقع لا يضعون مصلحتك في الاعتبار، ويميل الأصدقاء المزيفون أيضاً إلى التصرف كأصدقاء فقط عندما يفيدهم ذلك.
لا بد للإنسان قبل اختيار أصدقائه أن يختارهم بعناية ويرى إن كانوا صادقين أم لا وإن كان بإمكانه الاعتماد عليهم وقت الشدة أم لا يستطيع، ويجب أن يكون الإنسان ذا بصيرة في اختيار الأصدقاء فلا ينخدع بالمظاهر وبحلاوة اللسان والكلمات البراقة التي تُظهِر المحبة.
علامات الصداقة المزيفة:
الصداقة هي علاقة عميقة وحميمة بين شخصين، تقوم على الثقة والاحترام المتبادل. لكن في بعض الأحيان، قد نواجه ما يبدو كصداقة ولكنها في الحقيقة مزيفة. ومعرفة العلامات التي تميز الصداقة المزيفة قد يساعدنا في تمييز الصداقة الحقيقية من المزيفة، والحفاظ على علاقات صحية وموثوقة.
وهناك بعض العلامات التي قد تساعدنا في التعرف على الصداقة المزيفة:
1. الاهتمام السطحي:
في الصداقة المزيفة، يكون الاهتمام بالآخر سطحيًا وقليلاً. قد يتظاهر الشخص باهتمامه بك ولكن في الحقيقة لا يبذل أي جهد حقيقي لفهمك أو دعمك.
2. الاستغلال:
الشخص في الصداقة المزيفة قد يسعى للحصول على مكاسب شخصية منك، سواء كانت مادية أو اجتماعية، دون أن يكون لديه أي اهتمام حقيقي بك كشخص.
3. نقص الولاء:
في الصداقة الحقيقية، يكون هناك شعور بالولاء والتضامن بين الأصدقاء. أما في الصداقة المزيفة، فقد يظهر الشخص عدم الولاء أو حتى الخيانة عند الضغوط أو الحاجة.
4. عدم الاهتمام بالمشاعر:
في الصداقة الحقيقية، يكون هناك اهتمام حقيقي بمشاعر الآخر وكيفية التعامل معها. أما في الصداقة المزيفة، فقد يتجاهل الشخص مشاعرك أو يتعامل معها بطريقة سطحية.
5. نقص الشفافية:
الصداقة الحقيقية تقوم على الشفافية والصراحة. أما الصداقة المزيفة، فقد تكون هناك أسرار أو جوانب مخفية عنك.
علامات تدل على أنَّ صديقك مخادع ومزيف:
1. صديق المصلحة:
هو الشخص الذي لا يقترب منك أو يسأل عنك إلا عندما يحتاج إلى شيء ما منك، وإذا ما احتجته أنت فلا تجده بجانبك فهو إنسان تقوده مصلحته الشخصية فقط.
2. الصديق المنافس لك:
يشاع أحياناً أنَّ الأصدقاء يتنافسون فيما بينهم لتحفيز بعضهم بعضاً للوصول إلى النجاح، لكن هذا ليس صحيحاً فالمنافسة تنبع من الغيرة والحسد، وهما صفتان لا يمكن أن توجدا في الصديق الحقيقي، فالصديق المزيف يحاول ما في استطاعته أن يظهر بشكل أفضل منك.
3. الصديق غير المهتم بأمورك:
فلا يسأل عن همومك وكيف حللت مشكلاتك أو عن الأشياء التي تسعدك ولا يقدم لك الدعم العاطفي عندما تحتاج.
4. الصديق المخادع الذي يعمل على تحطيمك من الداخل واستنزافك:
فيقوم بالتقليل من قيمة أي شيء تفعله أو من أهمية أي نجاح حققته، كما يستنزف طاقتك من خلال الطاقة السلبية التي ينشرها ويحيطك بها حتى يشعرك بالتعب وبالضغط النفسي الذي يؤثر في صحتك النفسية.
5. الصديق المخادع الذي لا يحترم أسرارك الخاصة ويتحدث عنك خفيةً:
فهناك من مدعي الصداقة يقومون بإفشاء الأسرار التي قمت بائتمانهم عليها والتحدث بها أمام الناس دون أدنى اكتراث لمشاعرك، كما ينشر الشائعات حولك مستغلاً قربه منك في دفع الناس باتجاه تصديق ما يقول.
6. الصديق المزيف:
يطلق الأحكام عليك وعلى الآخرين ليستطيع تمييز نفسه وتعزيز ثقته بنفسه من خلال التقليل من قيمتك ومن قيمة الآخرين.
7. الصديق المزيف يتكلم في أعراض الناس:
فالإنسان الذي يستطيع الطعن بأعراض الناس ويحاول أذيتها لن تستطيع أن تثق به؛ لذا إن قام صديقك بذلك فابتعد عنه واحمِ نفسك من شره.
شاهد بالفيديو: صفات الصديق الحقيقي
كيف تتعامل مع الصداقة المزيفة؟
لكي تحدد فيما إذا كان صديقك حقيقياً أم مزيفاً ومخادعاً، يجب أن تعيد تقييم صداقتكما من خلال طرح الأسئلة على نفسك والإجابة عنها حتى تتمكن من اكتشاف نواياه، ومن هذه الأسئلة:
- هل سبق أن قام صديقك بإفشاء أحد أسرارك أم يكتم سرك بكل أمانة؟
- هل أنت مرتاح في هذه الصداقة؛ أي تستطيع التعبير عما يجول بخاطرك وتفكر به بكل شفافية وصدق؟
- هل يمضي معك وقتاً طويلاً وتقيمان المشاريع المشتركة معاً ولا يدعك تشعر بالوحدة؟
- هل تجده بجانبك في الأوقات الصعبة ويقدم لك المساعدة التي تحتاجها؟
- هل يحاول أن يرفع من شأنك ويقدر ما تقوم به من أعمال ويحفزك لتقديم الأفضل؟ أم يقوم بالتقليل من قيمتك ولا سيما أمام الآخرين؟
- هل يشعرك صديقك بالطاقة السلبية خلال حديثه معك؟
- هل يستخدم أساليب عنيفة كالضرب والقتل في التعامل مع غيره من الناس؟
وغير ذلك من الأسئلة التي تحصل في نهايتها على جواب حقيقي لنوع ذلك الصديق في حياتك، فإذا وجدت ذلك الصديق مخادعاً، عليك العمل على إيجاد الطريقة المناسبة للابتعاد عنه وقطع هذه العلاقة الزائفة والخادعة التي سوف تستنزف طاقتك إن استمرت وتقف عائقاً أمام كل تتطور تريده لنفسك في الحياة.
وربما تجعلك تكره الأشخاص وتفقد ثقتك بكل إنسان تصادفه؛ لذا يجب أن تتخلص من هذه العلاقة المجهدة بحقك وتبتعد عن ذلك الشخص دون أن تشعر بأي أسف أو ندم على خسارته.
ففي الحقيقة خسارة إنسان لا يتمنى لك الخير ويشعر بالغيرة منك ويجرِّح بك أمام الناس ليست بخسارة.
أقوال وعبارات في الصداقة المزيفة:
1. محمود سامي البارودي:
لِأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ وَأَكْثَرُ مَنْ لاقَيْتُ حبٌّ مُنَافِقُ
فتبَّاً لَهُم مِن مَعشَرٍ ليسَ فيهم رَشِيدٌ، وَلاَ مِنْهُمْ خَلِيلٌ مُصَادِقُ
ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْراً، فَأُبْتُ بِحَسْرَ لَها شجنٌ بينَ الجوانِحِ لاصِقُ
ويَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ ولم أرَ ما آلت إليهِ الوثائقُ
2 . علي إبراهيم الموسوي:
هل أخبرك من هو أسوأ صديق، ذلك الذي يتقن دوره حتى النهاية وتظنه متمسكاً بك حين يتساقط الآخرون، وفجأة يكون آخر الراحلين عنك.
3. أندريه مورا:
لا يوجد عدو أعنف من صديق سابق.
4. عادل علي بن علي:
احذر مما تخبر به الناس، فصديق اليوم يمكن أن يصبح عدو الغد.
5. جيم غاريسون:
نحن لا نخسر الأصدقاء؛ بل نتعلم من هو الصديق الحقيقي.
شاهد بالفيديو: أقوال الحكماء والفلاسفة عن الصداقة
6. مي زيادة:
بين ثانية وثانية يموت أمل ويحيا يأس، تبتسم شفة وتدمع عين، يخون صديق ويخلص عدو بين الثانية والثانية.
7. فريدريك نيتشه:
إذا أساء إليك صديق فقل له إنَّني أغفر لك جنايتك عليَّ، لكن هل يسعني أن أغفر لك ما جنيته على نفسك بما فعلت؟ هكذا يتكلم عظيم الحب لأنَّه يتعالى حتى عن المغفرة والإشفاق.
8. فريدريك نيتشه:
عداوة صريحة أجدى من صداقة مصطنعة.
9. ويليام شكسبير:
عدو ظاهر خير من صديق زائف.
10. بوذا:
الصديق غير الصادق والشرير يخشى منه أكثر من الوحش الوحشي الذي قد يجرح جسدك، ولكنَّ الصديق الشرير سيجرح عقلك.
11. كيمي نولا:
كن حذراً جداً بشأن من تشارك مشكلتك معه، وتذكر أنَّه ليس كل صديق يبتسم لك هو أفضل صديق.
12. رشيدة رو:
تخلَّص من الأصدقاء المزيفين الذين يبدون حقيقيين عندما يكون لديك شيء ويختفون عندما لا يكون لديك شيء.
- الأصدقاء المزيفون أولئك الذين يحفرون فقط تحت القارب الخاص بك للحصول على تسرب، وهم أولئك الذين يشوهون طموحاتك وأولئك الذين يدَّعون أنَّهم يحبونك، لكن وراء ظهورهم يعرفون أنَّهم يدمرونك.
- بعض الأصدقاء حقيقيون وبعضهم جيدون، وبعض الأصدقاء مزيفون وبعضهم جيدون في أن يكونوا مزيفين.
في الختام:
لا توجد علاقة صداقة خالية من الاختلافات أو المشكلات البسيطة، فلا يُعَدُّ ذلك شيئاً غريباً أو يثير القلق؛ بل الشيء الغريب هو الاعتقاد بوجود علاقة مثالية 100% خالية من المشكلات والنزاعات البسيطة.
ولكن ما يجب أن يشغل بالنا هو كيف نميز الصديق الحقيقي الذي يجب أن نقربه منا أكثر ليصبح بمنزلة الأخ لنا وبين الصديق المخادع.
فالصديق المخادع لا يقدم نفسه كذلك في بداية الصداقة؛ بل يقدم نفسه على أنَّه الصديق المخلص المقرب وكاتم أسرارك وحامي سمعتك وحليفك في المواقف حتى يتمكن من جذبك إليه والدخول إلى خصوصياتك ومعرفة نقاط ضعفك لاستغلالها لمصلحته.
ويرى الصديق المخادع كيف يمكن تسييرك حسب مصلحته الخاصة والاستفادة منك قدر المستطاع، فيجب ألا نمنح هؤلاء فرصة النيل منا والتخلص منهم واجب علينا، فالحياة قصيرة وثمينة لا يمكن هدرها في مرافقة المخادعين.
أضف تعليقاً