معنى السادية والسادية الجنسية:
أكد علماء النفس عبر دراساتهم بأنّ السادية تشمل مجموعةً من الأعمال اليوميّة الشرسة التي يقوم بها الشخص السادي كالقتل، والسرقة، كما وأكدّ علماء النفس أيضاً بأنّ السادية هي عبارة عن مجموعةٍ من الاضطرابات النفسيّة التي تصيب الفرد والمجتمع بشكلٍ عام. في حين يعتقد أغلبية الأشخاص بأنّ السادية تقتصر فقط على الأفعال والاعتداءات الجنسيّة.
تُعد السادية الجنسية من أشهر أنواع السادية وأكثرها شيوعاً، وهي اضطراب من الاضطرابات الجنسية النفسية الانحرافية، فهي شذوذاً جنسياً، قائماً على العلاقات الجنسية الغير سوية، بسبب ارتباط الإثارة والمتعة الجنسية لدى أحد طرفيها، بإلحاق الأذى النفسي والجسدى بالطرف الآخر.
ويتمثل الأذى النفسي بإلقاء السباب والشتائم والكلام البذيء، ويتمثل الأذى الجسدي ممارسة أعمال عنيفة؛ مثل: ربط الشريك بالحبال وتقييده بسلاسل وأصفاد، أو سجنه ضمن قفص، أو جلده بالسوط، وضربه وعضه وجرحه بآلات حادة وتعذيبه بشتى أنواع التعذيب.
أنواع السادية:
تتفاوت السادية في أشكالها وسياقاتها، إليك بعض الأنواع الرئيسية:
1. السادية الخفيفة:
هي من أكثر أنواع السادية المنتشرة في العالم، والتي يستطيع الإنسان من خلالها أن يتحكّم بمدى العنف الذي في داخلهِ.
2. السادية المقبولة:
هي السادية التي يقتصر فيها سلوك الشخص على العنف اللفظي فقط، دون أن يستخدم أي نوع من العنف الجسدي.
3. السادية الإجراميّة:
هي من أخطر أنواع السادية على الإطلاق، حيث يقوم هنا الشخص السادي بالعديد من الأعمال الوحشيّة كالسرقة، القتل، وارتكاب الجريمة.
شاهد بالفيديو: صفات الشخصية العدوانية وكيفية التعامل معها
ما هي الشخصية السادية؟
تعد الشخصية السادية اضطراب من اضطرابات الشخصية، وهي الشخصية التي تتلذذ بتعذيب الآخرين وإذلالهم، وتستمتع بألمهم.
مبدأ هذه الشخصية في الحياة " الغاية تبرر الوسيلة"، كما أنَّها تستمتع بمشاهد العنف في الواقع أو التلفزيون، ولا تشعر بالتعاطف مع الضحايا نهائياً، وترى في معاناتهم تسلية ومتعة.
تتعامل الشخصية السادية بفوقية ونرجسية، وتهين الآخر وتنتقص من قدره، وتسعى دائماً إلى إحراجه وتجريحه وجعله مكسوراً ومسنضعفاً، وتفعل كل هذا الأعمال السيئة دون أدنى شعور منها بالندم أو الأسف، كما أنَّها غالباً ما تكون مهووسة بأساليب التعذيب والأسلحة.
صفات الشخصية السادية:
هناك مجموعة صفات تتميز بها الشخصية السادية، وهي:
1. الغضب:
يعد الغضب من أكثر صفات الشخصية السادية وضوحاً، حيث تغضب هذه الشخصية لأتفه الأسباب، وتفقد السيطرة على أعصابها، وتكون دائمة القلق والتوتر.
2. لا تثق بالآخرين:
غالباً ما تكون الشخصية السادية فاقدة للثقة بالآخرين، لذا فهي تتبنى سلوك عدواني معهم.
3. الوسوسة:
غالباً ما تصاب الشخصية السادية بأحد أنواع الوسوسة والتدقيق على صغائر الأمور، وهو سلوك لا إرادي، ولا يمكنها السيطرة عليه، كوسواس النظافة مثلاً.
4. العزلة:
لا تشعر الشخصية السادية بالانتماء إلى محيطها، وتعاني من صعوبة الاندماج فيه، لذا غالباً ما نجدها تعيش في عزلة اجتماعية.
5. حب السيطرة:
من أهم صفات الشخصية السادية حب السيطرة على الآخرين والهيمنة والتحكم بهم.
الرجل السادي:
الرجل السادي هو الشخص الذي يحكم سلوكه مع الآخرين حب السيطرة والتحكم بهم وإذلالهم، ويجد متعته بجعل الآخر يتألم نفسياً وجسدياً، وتبدأ ميوله السادية من طفولته؛ فنجده يقوم بفرض سيطرته على أقرانه، وإلحاق الأذى بهم وبالحيوانات الأليفة مثلاً.
وعندما يكبر الرجل السادي تظهر هذه الميول بشكل أوضح، فنجده يتلذذ بإذلال وتعذيب المحيطين به وبتوسلهم إليه وترجيه، سواء من أفراد عائلته، أو إصدقائه، أو من هو مسؤول عنهم في العمل،
وقد تصل سادية الرجل السادي إلى علاقته الحميمة مع شريكه، فيمارس معه سلوكيات التعنيف الجسدي والنفسي، وحصر المتعة الجنسية لديه بمعاناة شريكه وألمه وربما بكائه.
المرأة السادية:
يعد اضطراب السادية أكثر انتشاراً لدى الرجال من النساء، فوجود امرأة سادية أمراً نادر الحدوث، وذلك بسبب تكوينها الجسمي والنفسي العاطفي المختلف كلياً عن صلابة وقساوة الرجل.
ولكن فيما يخص المرأة السادية فهي المرأة القوية التي يكون لا وجود للعاطفة في حياتها، فنجدها تتحكم بالمحيطين بها وتفرض سيطرتها عليهم، وتتلذذ بإحراجهم والانتقاص منهم والاستهزاء بهم، وحتى في العلاقة الحميمة مع الشريك نجدها تمارس السادية بأن تكون هي الطرف المسيطر والمتحكم، وتستمتع بفرض الأوامر عليه وضربه وإيلامه وإذلاله.
وتُعد المرأة السادية من أبشع الصور التي قد تظهر فيها الأنثى، لأنَّها مخلوق يفترض أن يتصف بالرقة والحنان والعاطفة.
أسباب مرض اضطراب الشخصية السادية:
يعزو علماء النفس اضطراب الشخصية السادية إلى عدة أسباب، وهي:
- خوض الشخص لتجارب حياتية قاسية، كالاعتداء أو التحرش أو التعنيف والإهانة في الطفولة، مما يخلق لديه ردة فعل تحوله إلى شخص سادي.
- يدفع الفشل بأنواعه المختلفة (المهني، الاجتماعي، الجنسي)؛ لخلق ميل لدى الشخص إلى السادية كتعويض لشعوره بالفشل.
- قد تكون السادية نتيجة لنقص وضعف في الشخصية، يحاول الشخص إخفاءه بإظهار القوة والعنف.
- قد تؤدي أمراض نفسية كانفصام الشخصية، أو اضطراب الهوية الانشقاقي، إلى ظهور السادية لدى المصابين بهذه الأمراض.
- من أسباب لجوء الشخص إلى السادية الجنسية؛ نظرته للعلاقة الجنسية على أنَّها خطيئة أو ذنب، فيُحاول تخفيف هذا الشعور بسلوكيات سادية.
- تعد الأفلام الإباحية سبب رئيس لظهور الميول المنحرفة والشاذة عن الفطرة السليمة.
- تنتقل السادية بالوراثة، أن يكون أحد الأبوين شخصاً سادياً، فتتخزن السلوكيات السادية في العقل الباطن للأبناء، وتظهر ميولاً سادية لديهم عند الكبر.
- قد يحدث تغير في كيمياء الدماغ، نتيجة إصابات أو أمراض معينة، مما يُسبب الشذوذ واضطراب الشداية.
شاهد بالفيديو: أسباب الوسواس القهري وأعراضه وعلاجه
خصائص اضطراب الشخصية السادية:
- الاستمتتاع أثناء مشاهدة الآخرين بتعذبون ويتألمون.
- لا يؤمن بمبدأ المُسامحة، ولا يُسامح كل من يُخطأ بحقهِ على الإطلاق.
- لا يشعر بأي ذنبٍ أو تأنيب الضمير عندما يقوم بإلحاق الضرر بالآخرين.
- شدّة التدقيق والإصابة بما يُسمى بـ الوسواس القهري حتّى على أتفه الأسباب.
- يعشق حب السيطرة والهيمنة على الآخرين دون الاكتراث بمشاعرهم أو الاهتمام بها.
- لا يستطيع أن يثق بالآخرين ويعتبر بأنّ كل الأشخاص خونة وغير جديرين بالثقة.
- يعتبر بأنّ كل من يُخالفه الرأي يجب أن يُعاقب عقاباً وخيماً.
- الشعور بالاستمتاع الكبير عندما يقوم بضرب الحيوانات وحرقها.
- إجبار الناس للقيام بالأفعال التي يُريدها عن طريق تخويفهم وإهانتهم.
- استخدام أسلوب الكذب والنفاق فقط من أجل إلحاق الضرر بالآخرين.
- الاستمتاع بصراخ الأنثى أثناء العلاقة الجنسيّة وضربها أو ربطها.
السادية والمازوخية (عكس السادية):
تعد كل من السادية والمازوخية اضطراب من الاضطرابات النفسية، فإن كانت السادية هي التلذذ بتعذيب الآخر وإيلامه، وإلحاق الأذى المعنوي والجسدي به، فالمازوخية هي الحالة المعاكسة أو المقابلة للسادية.
حيث أن الشخصية المازوخية تلذذ الشخص بالشعور بالألم والأذى، والذل الذي يُلحقه به الطرف الآخر، سواء في العلاقة الجنسية أو في العلاقات الحياتية عموماً، ولا يشعر الشخص المازوخي بأي قيمة أو اعتبار لنفسه، فهو مستعد للتضحية والتنازل لأبعد درجة.
إقرأ أيضاً: العلاج المعرفي السلوكي للاضطرابات الجنسية
العلاقات السادية المازوخية:
يوجد ثلاثة أشكال لهذه العلاقات وهي:
1. العلاقات السادية:
وهي العلاقات التي يكون أحد أطرافها شخصاً سادياً، يمارس ساديته على الطرف الآخر.
2. العلاقة المازوخية:
وهي العلاقات التي يكون أطرافها شخصاً مازوخياً، يخضع للظرف الآخر ويلغي ذاته تماماً أمامه.
3. العلاقة السادومازوخية:
تشمل العلاقات السادومازوخية السادية والمازوخية في وقت واحد، بمعنى آخر يكون أحد طرفيها شخصاً سادياً يتلذذ بتعذيب الآخر، والطرف الآخر مازوخياً يتلذذ بتعذيب نفسه من قبل الشخص السادي، وتتم بالاتفاق والتراضي بينهما.
انعكاسات السادية على العائلة والمجتمع:
تنعكس السادية بشكلٍ سلبي على حياة العائلة والمجتمع الذي ينتمي إليهِ الشخص السادي، حيث يتسبب بإصابة أفراد عائلته بضعف الشخصيّة، وقلة الثقة بالنفس، بالإضافة لشعورهم الدائم بالخوف، وهذا ما يؤدي في نهاية الأمر إلى إصابتهم ببعض الأمراض النفسيّة الخطيرة كالاكتئاب، والانفصام بالشخصية، كما وتتسبب السادية بإصابة المجتمع بالعديد من الأمراض الخطيرة، والجرائم التي تسبب الذعر وعدم الأمان بالنسبة للمواطنين.
علاج السادية:
يتم علاج الشخصية السادية على مرحلتين:
1. المرحلة الأولى من علاج السادية:
تتمثل المرحلة الأولى في مقاومة الشخص السادي وإحراجه أمام الآخرين، مما يجعله يُصاب بالدهشة، والجمود، وينشل تفكيره، لأنَّه يعتقد أنَّ الكل يهابه ويخاف منه، ويبدأ بمراجعة نفسه وسلوكه.
2. المرحلة الثانية من علاج السادية:
تتضمن المرحلة الثانية علاج المريض سلوكياً؛ إضافة إلى العلاج الدوائي الذي ما يزال غير مضمون النتائج، من خلال انضمامه إلى الأعمال والنشاطات التطوعية، مما يجعله يشعر بسعادة مساعدة الغير، ومقارنة ذلك بإيذائهم وألمهم.
في الحالات المتقدمة يتم اللجوء إلى الأخصائي النفسي لإعادة تأهيل المريض بشكل كامل.
بالنسبة للسادية الجنسية؛ يوجد مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها من قبل الشريك مع الشخص السادي لعلاجه وتخليصه من هذا الاضطراب، وهي:
- يتطلب الأمر إدراك أنَّ الشخص السادي يُعاني من اضطراب نفسي، وبالتالي يجب احتوائه والتعاون معه بفهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، ومساعدته للتخلص من اضطرابه.
- أن يمتنع الشريك عن الانصياع لأوامر وطلبات الشخص السادي، وعدم الخضوع له، الأمر الذي قد يثير غضب واستياء الشخص السادي في البداية، ولكنَّه مع مرور الوقت يتقبل رفض شريكه ويتراجع عن ساديته.
- تشجيع الشريك لشريكه السادي على زيارة الطبيب النفسي، والخضوع للعلاج النفسي.
- يحتاج الشخص السادي إلى وقت طويل وكافي للتعافي، لأنَّه يرى الأمر غير خطير، ويجد له المبررات، ولا يقتنع بسهولة أنَّه اضطراب نفسي وبحاجة لعلاج، لذا يتطلب الأمر الصبر والتفهم والمراعاة.
- ممارسة الرياضة واليوغا، لدورهما في تفريغ طاقات الشخص المكبوتة.
ما هي الممارسات السادية؟
تتضمن السادية مجموعة متنوعة من الممارسات التي يمكن أن تكون جسدية أو نفسية. هنا بعض الأمثلة على الممارسات السادية التي يمكن وصفها بالتفصيل:
السادية الجسدية:
-
الضرب: يتضمن استخدام الأدوات أو اليدين لإلحاق الألم الجسدي بالشخص الآخر. يمكن أن يشمل ذلك الجلد، الصفع، أو استخدام أدوات مثل السوط.
-
التعذيب: يشمل إلحاق الألم الجسدي الشديد بطرق مختلفة، مثل الحرق، القطع، أو استخدام الكهرباء.
-
التقييد: يتضمن تقييد حركة الشخص باستخدام الحبال أو الأصفاد، مما يسبب له الشعور بالعجز وعدم القدرة على الحركة.
السادية النفسية:
-
الإهانة: تتضمن استخدام الكلمات أو الأفعال لإذلال الشخص الآخر وجعله يشعر بالدونية. يمكن أن تشمل السخرية، التحقير، أو الإهانة العلنية.
-
التحكم: يشمل السيطرة الكاملة على حياة الشخص الآخر، مثل التحكم في تصرفاته، قراراته، وحتى أفكاره.
-
التلاعب: يتضمن استخدام الحيل النفسية لجعل الشخص الآخر يشعر بالذنب أو الخوف، مما يؤدي إلى السيطرة عليه.
السادية الجنسية:
-
الإذلال الجنسي: يتضمن إهانة الشخص الآخر في سياق جنسي، مثل استخدام الألفاظ المهينة أو إجباره على القيام بأفعال مهينة.
-
الألم الجنسي: يشمل إلحاق الألم الجسدي بالشريك الجنسي كجزء من العلاقة الجنسية، مثل العض، القرص، أو استخدام الأدوات الحادة.
-
التقييد الجنسي: يتضمن تقييد حركة الشريك الجنسي أثناء العلاقة الجنسية، مما يسبب له الشعور بالعجز وعدم القدرة على الحركة.
السادية الاجتماعية:
-
السخرية العلنية: تتضمن إذلال الشخص الآخر أمام مجموعة من الناس، مثل السخرية منه أو التحقير العلني.
-
التنمر: يشمل استخدام القوة أو التهديد لإلحاق الأذى النفسي أو الجسدي بالشخص الآخر، مثل التنمر في المدرسة أو مكان العمل.
-
العزل الاجتماعي: يتضمن عزل الشخص الآخر عن محيطه الاجتماعي، مثل منعه من التواصل مع أصدقائه أو عائلته.
في الختام:
السادية هي اضطراب نفسي يتطلب فهماً عميقاً وتدخلًا متخصصًا. لذا، من المهم التوعية حول هذا الموضوع لتجنب الإساءة ولتعزيز العلاقات الصحية المبنية على الاحترام والتفاهم.
أضف تعليقاً