إنَّه لمن الهام للغاية حماية نفسك من التلاعب العاطفي، لذا إليك بعض الحقائق الهامة للتعامل مع المتلاعبين بالعواطف وطريقة تجنبهم:
1. لا فائدة من التعامل بصدق مع المتلاعب العاطفي:
قد تتحدث في أمر معين مع متلاعب عاطفي وتتفاجأ برد فعله تجاه ذاك الأمر؛ فمثلاً قد تقول له: "أنا مستاءٌ حقاً لأنَّك نسيت عيد ميلادي"، وسيأتيك الرد مباشرة على ذلك بقوله: "إنَّني أشعر بالحزن لأنَّك تعتقد أنَّني قد أنسى عيد ميلادك، فقد كان عليَّ أن أخبرك بالضغوطات الشخصية الكبيرة التي أواجهها في الوقت الحالي، ولكنَّني لم أرِد أن أزعجك. أنت محق، كان يجب أن أضع كل مشكلاتي جانباً وأركز على تاريخ ميلادك؛ وأنا حقاً أعتذر".
مع أنَّك يجب أن تشعر بصدق تلك الكلمات بعد سماعك لها، إلَّا أنَّك ستستشعر زيفها وبُعدها عن الأسف الحقيقي، ولكنَّك لا تستطيع قول أي شيء آخر بعد ما يقوله، وقد تجد نفسك فجأة تهتم لقلقه؛ لكن في جميع الأحوال، إن شعرت بأنَّ الأشخاص من حولك يتلاعبون بمشاعرك بهذه الطريقة، فلا تستسلم وتقبل اعتذارهم الذي يبدو وكأنَّه هراء، لأنَّه كذلك على الأرجح.
لذا، فالقاعدة الأولى هنا هي أنَّه ينبغي لك أن تثق بحدسك وإحساسك إن كنت تتعامل مع متلاعب عاطفي؛ فبمجرد أن يجد موقفاً مناسباً ونقطة ضعف، لن يتوانى عن التلاعب بمشاعرك من خلالها، وستُضاف إلى قائمة الأمور السيئة التي قد يستخدمها لإزعاجك إلى ما لا نهاية.
2. لا يهتم المتلاعب العاطفي بمساعدتك، فهذا محض أوهام ليس إلَّا:
إذا طلبت من أحدهم القيام بأمر معين، فسيلبيك على الفور، أو ربَّما يتطوع للقيام به دون أن تطلب منه ذلك؛ وعندما تشكره على ذلك، تُفاجَأ بردة فعله التي تخبرك بأنَّه لا يريد القيام بهذا الأمر فعلاً؛ ولكن إن أخبرته بأنَّك فهمت عدم رغبته في مساعدتك، فسيحاول إقناعك بأنَّه يريد ذلك، وأنَّ ما فهمته أنت خاطئ وجنوني؛ وهذا ما يتميز به المتلاعبون العاطفيون ويتقنوه.
تقول القاعدة الثانية أنَّه إذا أجاب المتلاعب العاطفي بـ (نعم)، فاجعله مسؤولاً عمَّا قال، ولا تكترث لردة فعله كالتنهدات مثلاً، أو دَعه يجيب بـ (لا) إذا لم يرد المساعدة حقاً، أو تجاهله تماماً.
3. يختلق المتلاعب العاطفي الأكاذيب، فيقول شيئاً ثم يتراجع عنه:
إذا وجدت نفسك في علاقة يتوجب عليك فيها أن تحتفظ بسجل لكل ما يُقال لأنَّك وصلت إلى درجة التشكيك بسلامتك العقلية، فاعلم أنَّك تتعرض إلى التلاعب العاطفي؛ إذ يجيد المتلاعب العاطفي الكذب لدرجة تجعلك تقتنع بخلاف الحقيقة، ويمتلك قدرة على الإقناع لدرجة التشكيك بحواسك وأفكارك، وقد يتفاقم الأمر ليؤدي إلى تغيير شعورك بالواقع من حولك.
عندما تحاول تدوين حديثك معه، أخبره أنَّك تسجل الحديث لأنَّك تنسى كثيراً في الآونة الأخيرة؛ وأخطر أمر هنا هو أنَّ اضطرارك إلى فعل شيء كهذا هو مثال واضح على أهمية إبعاد نفسك عن مثل هؤلاء الأشخاص.
4. يُشعِرك المتلاعب العاطفي بالذنب دون سبب:
قد يجعلك المتلاعب العاطفي تشعر بالذنب إن تحدثت أو لم تتحدث معه، أو إن قدمت له الاهتمام أو لم تقدمه؛ فجميع الصفات والمواقف والأمور وسائل يستخدمها ليُشعِرك بالذنب.
نادراً ما يعبِّر المتلاعبون العاطفيون عن احتياجاتهم ورغباتهم علانية؛ فهم يحصلون على ما يريدون من خلال التلاعب العاطفي، ويعدُّ الشعور بالذنب من أقوى الطرائق لتحقيق ذلك؛ فقد يفعل معظمنا كل ما هو ضروري لتقليل شعوره بالذنب تجاه شخص ما.
من المشاعر القوية الأخرى التي قد يستخدمها المتلاعبون العاطفيون هي التعاطف، كأن يوهمك المتلاعب العاطفي بأنَّه ضحية، ممَّا يخلق إحساساً عميقاً لديك بمدى حاجته إلى الدعم والرعاية، فتقع في وهم حاجته إلى الاهتمام وتعمل على تقديم الرعاية له دون أن يطلب ذلك مباشرة منك.
نادراً ما يخوض المتلاعبون العاطفيون معاركهم بأنفسهم، بل يجعلونك تفعل ذلك طواعية من أجلهم، مع أنَّهم يقولون أنَّهم لا يريدون أو يتوقعون منك أن تفعل أي شيء حيال ذلك؛ لذا احرص على عدم خوض معارك الآخرين أو القيام بعملهم نيابة عنهم، وقُل لهم: "أنا على ثقة تامة بقدرتك على حل هذه المشكلة بنفسك"، وتحقق من ردهم، ولاحظ تلاعبهم مرة أخرى.
5. يُخلِف المتلاعب العاطفي بوعوده:
لا يتعامل المتلاعبون العاطفيون مع الأمور على نحو مباشر، بل قد يتحدثون عنك دون علمك ويحثون الآخرين على أن يخبروك بما لا يريدون الإفصاح عنه لك مباشرة؛ فالمتلاعبون العاطفيون عدوانيون سلبيون، ويعني هذا أنَّهم قد يجدون طرائق خفية لإعلامك بأنَّهم ليسوا سعيدين.
قد يخبروك بما يعتقدون أنَّك تريد سماعه، ثم يتذمرون للتراجع عن التزاماتهم تجاهك والتقليل من شأنك؛ فعلى سبيل المثال: قد يقول شريك حياتك: "أريدك أن تعود إلى الدراسة في الجامعة، وأن تعلم أنَّني سأدعمك بالكامل"، ومن ثم تجلس في ليلة الامتحان على الطاولة للدراسة، فتجدُ أنَّه قد أحضر أصدقاءه وبدأ طلباته التي لا تنتهي؛ فتنظر إليه مذهولاً، وتسمع الجواب التالي منه: " حسناً، أنت لا تتوقع أن تتوقف الحياة لمجرد أنَّك ستخضع إلى امتحانٍ غداً، أليس كذلك؟"، ولن ينفع الندم هنا؛ فقد أخلف شريكك بوعده، وعليك أن تجابه الأمور وحدك.
شاهد بالفديو: 11 طريقة لكشف الكذب عبر لغة الجسد
6. قد خاض المتلاعب العاطفي الألم ذاته الذي تشعر به أضعافاً مضاعفة (في رأيه طبعاً):
أيَّاً كان الموقف الذي تمر به، سيحاول المتلاعب العاطفي أن يُوصِل إليك فكرة أنَّه قد خاض التجربة ذاتها أو يخوضها في الوقت الحالي، ولكن على نحو أسوأ بكثير؛ فيصعُب بعد فترة من الوقت أن تشعر بارتباط عاطفي تجاهه؛ نظراً إلى أنَّ المتلاعبين العاطفيين لديهم طريقتهم في تغيير موضوع المحادثات لإعادة تسليط الضوء على أنفسهم؛ وإذا ناقشتهم ونبهتهم على هذا السلوك، فمن المحتمل أن تؤذي شعورهم بذلك، وقد يصفونك بالأنانية، أو يدَّعون أنَّك دوماً محور الأحاديث والأمور جميعها.
خلاصة الموضوع هنا هي أنَّه على الرغم من معرفتك بأنَّ الحال ليس كذلك دوماً، إلَّا أنَّ إثبات ذلك مَهمَّة مستحيلة؛ فثق بحدسك، ولا تكترث، وواصل عيش حياتك.
7. قد يؤثر المتلاعبون العاطفيون في المناخ العاطفي لمن حولهم بطريقة أو بأخرى:
عندما يكون المتلاعب العاطفي حزيناً أو غاضباً، يؤدي ذلك إلى استجابة غريزية عميقة داخلنا لإيجاد طريقة لموازنة المناخ العاطفي، وأسرع طريقة لتحقيق ذلك عادة هي جعل المتلاعب العاطفي يشعر بتحسن، وإصلاح ما كُسِر داخله؛ فإن أبقيت على هذا النوع من الأشخاص في حياتك لفترة طويلة، فستكون متورطاً للغاية ومتعاوناً معهم إلى الحد الذي ستنسى فيه أنَّ لديك احتياجات أيضاً، ناهيك عن حقك في أن تُلبَّى احتياجاتك كذلك.
8. لا يتحلى المتلاعبون العاطفيون بأدنى شعور بالمسؤولية:
لا يتحمل المتلاعب العاطفي أي مسؤولية عن نفسه أو سلوكه، ويتعلق حديثه دائماً بما "فعله به" الآخرون.
تتمثل إحدى أسهل الطرائق لاكتشاف المتلاعب العاطفي في أنَّه غالباً ما يحاول ترسيخ الحميمية من خلال المشاركة المبكرة لمعلوماته الشخصية العميقة، وهي عموماً عبارة عن مجموعة متنوعة من المعلومات "التي تجعل الآخرين يأسفون لحاله".
قد ترى في البداية هذا النوع من الأشخاص على أنَّه حساس للغاية ومنفتح عاطفياً وربَّما ضعيف بعض الشيء، ولكنَّ المتلاعب العاطفي أخطر ممَّا يبدو عليه، وستوجد دائماً مشكلة أو أزمة يجب أن يتغلب عليها "بمساعدتك".
شاهد بالفيديو: كيف تحمي نفسك من التلاعب العاطفي في العلاقات؟
أضف تعليقاً