تعريف الرضاعة الصناعية:
الرضاعة الصناعية هي البديل عن الرضاعة الطبيعية التي يحصل الطفل من خلالها على الحليب من ثدي الأم، وفي هذا النوع من الرضاعة يُعطى الطفل المقدار المناسب من الحليب تبعاً لعمره، ومن الجدير بالذكر أنَّ الرضاعة الصناعية لا توفر للطفل جميع العناصر الغذائية التي يحصل عليها من حليب الأم الذي يُعتبر الغذاء المثالي له، لذا يمكن أن تقوم الأم بالرضاعة الصناعية إلى جانب الرضاعة الطبيعية، أو حتى الاعتماد عليها بشكل أساسي في تغذية طفلها.
فوائد الرضاعة الصناعية:
عل الرغم من ان الجميع ينصح بالرضاعة الطبيعية ويفضل الابتعاد عن الرضاعة الصناعية، إلا أن الرضاعة الصناعية تحمل العديد من الفوائد وفيما يلي أبرزها:
1. سهولة الاستخدام:
تُتيح الرضاعة الصناعية المجال لأيٍّ من الوالدين، أو المسؤول عن رعاية الطفل إرضاعه بأي وقت يحتاج فيه إلى الحليب، كما أنَّها تسمح للأم مشاركة واجبات رعاية الطفل مع الأب؛ الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الروابط الأسرية، ويُخفِّف من أعباء ثقل المسؤولية التي تتكفل الأم فيها عادة.
2. تُمكن الأب من قضاء فترة زمنية أطول في رعاية طفله:
تُحسِّن الرضاعة الصناعية العلاقة بين الأب وأطفاله وتُعزِّز الروابط الأسرية، وذلك من خلال قضاء الوقت معهم والاهتمام في تفاصيل حياتهم منذ نعومة أظفارهم، كما تُتيح الرضاعة الصناعية للأب تقديم الرعاية المناسبة وقضاء الوقت الكافي مع طفله.
3. تمنح الأم وقتاً إضافياً:
تستهلك الرضاعة الطبيعية وقتاً كبيراً من الأم؛ الأمر الذي يمنعها من إنجاز مهامها وتنفيذ مسؤولياتها الأخرى تجاه المنزل والأولاد الأكبر سناً، في حين أنَّ الرضاعة الصناعية توفر كثيراً من الوقت للأم؛ ذلك لكون عدد مرات الرضاعات في الرضاعة الصناعية تكون أقل، كما يشعر الطفل بالشبع بسرعة أكبر، إضافة إلى أنَّ الحليب الصناعي يحتاج إلى عدد ساعات أطول حتى يُهضم؛ ما يُساعد الأم في وضع جداول زمنية محددة للرضاعة.
4. احتواء الحليب الصناعي على كثير من العناصر المفيدة والضرورية للطفل:
يحتوي الحليب الصناعي على الفيتامينات والحديد، وفيتامين "د" الذي غالباً ما يصفه الطبيب للأطفال؛ لذا فإنَّ الرضاعة الصناعية تُعد مصدراً غذائياً جيداً للأطفال.
5. حصول الطفل على تغذية مريحة للأم:
يجوع الطفل الذي يحصل على الحليب من الرضاعة الطبيعية أسرع من الطفل الذي يأخذه بالرضاعة الصناعية؛ وذلك لأنَّ تركيب الحليب الصناعي معقد أكثر من حليب الأم، ما يجعل هضمه يتطلب زمناً أطول من هضم الحليب الطبيعي.
6. تحديد ومعرفة الأم للمقدار الذي يتناوله طفلها من الحليب:
يُساعد تحديد ما يتناوله الطفل من الحليب الأم في تحديد عدد السعرات الحرارية التي يحصل عليها، على العكس من الرضاعة الطبيعية التي لا تُمكِّن الأم من معرفة الكمية التي يتناولها الطفل؛ الأمر الذي يُريح الأم ويطمئنها بأنَّ طفلها يأخذ ما يحتاجه ليكبر وينمو.
7. تناول الأم ما تشاء من الأطعمة:
لا تسمح الرضاعة الطبيعية للأم في أكل كل ما ترغب به، حرصاً على طفلها الرضيع من بعض الأطعمة التي لا يمكنه تحملها؛ لذا فإنَّ الرضاعة الصناعية تُمكِّن الأم من أكل ما ترغب به من الطعام دون أي قلق.
8. تغذية الأطفال الذين يُعانون من عدم تحمل اللاكتوز:
لا يستطيع بعض الأطفال -في بعض الحالات النادرة- هضم حليب الأم المحتوي على اللاكتوز، أو أي حليب آخر من مصدر حيواني؛ لذا فإنَّ الطبيب في هذه الحالة يصف للطفل حليباً صناعياً مناسباً يحتوي على بروتين الصويا وخال من اللاكتوز.
9. تَجنُّب تأثُّر الطفل بحالة الأم الصحية:
في حال كانت الأم تعاني أحد الأمراض، أو بعض المشاكل الصحية بعد الولادة، وكانت مضطرة لتناول بعض الأدوية، فإنَّ الرضاعة الصناعية تجعل الطفل في مأمن من تأثير هذه الأدوية، وفي الوقت ذاته يحصل على تغذية صحية سليمة.
10. تعدد أنواع الحليب الصناعي:
ليس للحليب الصناعي تركيب ثابت، وإنَّما يُحضَّر بعدة تركيبات؛ بهدف تلبية حاجات الأطفال الغذائية المختلفة تبعاً لحالتهم الصحية؛ الأمر الذي يُمكِّن الأهالي من اختيار الحليب المناسب لطفلهم، والذي يؤمن كل حاجاته من العناصر الغذائية.
أضرار الرضاعة الصناعية:
على الرغم من أن الرضاعة الصناعية قد تكون ضرورية في بعض الحالات الطبية، إلا أنها تنطوي على العديد من المخاطر والأضرار الصحية والتطورية للطفل مقارنة بالرضاعة الطبيعية. ومن هذه الأضرار نذكر لكم:
1. التأثير على الجهاز الهضمي:
هناك بعض التأثيرات الناتجة عن الرضاعة الصناعية على مستوى الجهاز الهضمي، منها:
- امتصاص وهضم الحليب الصناعي يكون أقل كفاءة من امتصاص حليب الأم الذي تُهضم جميع العناصر الغذائية المُكوِّنة له.
- يُقلِّل من حركة الأمعاء، ويكون البراز ذو بنية صلبة وله رائحة ملحوظة، حيثُ أنَّ الحليب الصناعي يتطلب فترة أطول لإتمام عملية الهضم، وبالتالي فإنَّ عدد الوجبات التي يحتاج إليها الطفل أقل من نظام الرضاعة الطبيعية.
- يمكن للرضاعة الصناعية أن تجعل الطفل مُعرَّضاً للإمساك أو الإسهال في حال كان الحليب غير مناسب للطفل، أو لم يُحضَّر بشكل مناسب كما هو مبين على إرشادات الاستخدام.
2. نقص الأجسام المُضادة:
تُساهم الرضاعة الطبيعية في تطور الجهاز المناعي للطفل وتعمل على تقويته؛ لأنَّ حليب الأم يحتوي على كثير من الأجسام المضادة المهمة، والتي تُساهم بفعَّالية في حماية الطفل من الالتهابات والكثير من الأمراض التي قد يُصاب بها، على النقيض من الرضاعة الصناعية التي يُمكن أن تزيد احتمال إصابة الطفل ببعض الأمراض أو المشاكل الصحية؛ مثل: (التهاب المسالك البولية، أو التهاب الأذن، أو العدوى التي تصيب الصدر، أو الإسهال)، فالحليب الصناعي لا يحتوي على جميع المُغذِّيات الموجودة في حليب الأم، كما أنَّه يفتقر إلى الأجسام المُضادة التي تُميِّز حليب الأم.
3. التكاليف الإضافية:
يُمكن اعتبار الرضاعة الطبيعية مجانية لا تحتاج إلى أية تكاليف، في حين أنَّ الرضاعة الصناعية مكلفة مادياً وتحتاج إلى مُستلزمات؛ منها: (زجاجة الحليب، مواد تنظيف وتعقيم الزجاجة، ثمن الحليب والذي قد يختلف سعره حسب خصائصه وغناه بالعناصر الغذائية، أو حسب نوعه، فهناك أنواع خاصة للأطفال الذين يُعانون من سوء امتصاص اللاكتوز، وهناك أنواع أيضاً للأطفال الذين يُعانون من الحساسية لبعض العناصر الموجود في الحليب الصناعي العادي).
4. التخزين والوقت اللازم للتحضير:
هناك بعض الإجراءات التي يجب القيام بها في حال كان طفلك يعتمد على الرضاعة الصناعية؛ مثل:
- التأكد من وجود ما يلزم من الحليب الصناعي وتوفيره باستمرار.
- الحرص على زجاجات الحليب جاهزة ونظيفة ومعقمة بشكل جيد.
- التحقق من أنَّ درجة حرارة الحليب مناسبة للطفل، فلا يجب أن تكون باردة ولا ساخنة جداً، وإنَّما يجب الحرص على أن تكون دافئة.
- الانتباه لاحتمالية عدم حصول الطفل على الكمية الغذائية الكافية، أو زيادة الكمية الغذائية عن اللازم.
5. لا يعادل حليب الأم في الجودة:
يمكن أن يزيد الحليب الصناعي احتمالية الإصابة بالسُّمنة لدى الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة، فهو لم يصل بعد إلى درجة التميُّز التي يتصف بها حليب الأم الذي يتناسب تركيبه تبعاً للمرحلة العمرية للرضيع، بالإضافة إلى كونه خفيفاً على معدة الطفل، ولا يسبب له أي نوع من مشاكل السُّمنة.
علامات عدم تقبل طفلك الرضيع للحليب الصناعي:
هناك بعض العلامات التي تُشير للأم بأنَّ رضيعها لا يتقبل نوع الحليب الاصطناعي الذي يتناوله، لذا يجب عليها أن تنتبه إلى هذه العلامات وتبحث من المُسببات، وتختار نوعاً آخر يتناسب مع جسم طفلها الرضيع، ومن هذه العلامات:
1. بكاء الطفل باستمرار:
يمكن لبعض أنواع الحليب الصناعي أن يكون تركيبها ثقيلاً على معدة الطفل فلا يقدر على تحملها، وقد تسبب له مغصاً شديداً، الأمر الذي يجعل الطفل يلجأ إلى البكاء ليُعبِّر عن ألمه.
2. عدم نمو الطفل واكتسابه الوزن بشكل طبيعي:
عند ملاحظة أنَّ طفلك لا يكتسب أي وزن مع أنَّه يأخذ رضعات الحليب بانتظام؛ فهذا مؤشر على أنَّ طفلك لم يستجيب لهذا النوع ويتوجب عليك تغييره مباشرة.
3. تحسس الطفل:
في حال ظهور علامات حساسية على طفلك مثل: (ظهور طفح جلدي، أو قيء، أو براز غريب اللون والبنية)، عندها يجب عليكِ عزيزتي الأم إدراك أنَّ ذلك يرجع إلى تركيبة الحليب غير المناسبة لطفلك، وضرورة تغيير هذا النوع.
وختاماً عزيزتي الأم نقدم إليكِ بعض الأسباب التي تجعل طفلك لا يتقبل نوع الحليب الاصطناعي الذي اخترتيه له:
- يمكن أن يكون الطفل قد اعتاد حليبكِ لفترة طويلة.
- تركيبة الحليب الذي اخترتيه لم تكن مناسبة لجسم الطفل.
- الطفل مريض.
شاهد بالفيديو: 8 فوائد لحليب الأم تميزه عن الحليب الصناعي
الفرق بين الرضاعة الطبيعية والصناعية:
هناك العديد من الاختلافات الرئيسية بين الرضاعة الطبيعية والصناعية، والتي تؤثر على صحة الطفل وتطوره بشكل كبير.
1. التركيبة الغذائية:
حليب الأم يحتوي على توازن مثالي من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن التي تلبي احتياجات الطفل النمائية. بينما تفتقر معظم أنواع الحليب الصناعي إلى بعض هذه المكونات الحيوية.
2. الخصائص المناعية:
يحتوي حليب الأم على مضادات حيوية وخلايا مناعية تساعد على حماية الطفل من الأمراض. هذه الخصائص المناعية غير موجودة في الحليب الصناعي.
3. التطور النفسي والعاطفي:
تساهم عملية الرضاعة الطبيعية في تعزيز الترابط العاطفي بين الأم والطفل من خلال التواصل البصري والتلامس الجسدي. بينما تفتقر الرضاعة الصناعية إلى هذه العوامل المهمة للنمو النفسي والاجتماعي للطفل.
4. سهولة الهضم:
يُهضم حليب الأم بسهولة أكبر مقارنة بالحليب الصناعي، مما يقلل من خطر الإصابة بالإسهال والغثيان والقيء عند الأطفال.
5. التكاليف والملاءمة:
الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأكثر ملاءمة وتكلفة فعالية، إذ لا يتطلب الأمر أي تخطيط أو إعداد مسبق كما هو الحال مع الرضاعة الصناعية.
هل الرضاعة الصناعية مفيدة للطفل؟
هناك جدل مستمر حول مدى فائدة الرضاعة الصناعية للطفل مقارنة بالرضاعة الطبيعية، ولكن من وجهة نظر إيجابية، قد تكون الرضاعة الصناعية مفيدة في بعض الحالات الخاصة، مثل عدم قدرة الأم على الإرضاع لأسباب طبية، كالإصابة بمرض معدي أو تناول أدوية معينة، حينها قد تكون الرضاعة الصناعية الخيار الأفضل لضمان تغذية الطفل بشكل سليم.
كما قد تلجأ بعض الأمهات للحليب الصناعي عندما يواجهن صعوبات في الإرضاع أو تناقص إنتاج الحليب، حيث يمكن أن يوفر الحليب الصناعي بديلاً مناسباً.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الرضاعة الصناعية خياراً مناسباً عند العمل خارج المنزل، إذ توفر مرونة أكبر للأم في جدولة وقت الرضاعة. كما أنها قد تكون أكثر ملاءمة في حالات الولادة المبكرة أو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في الختام:
يجب الإشارة إلى أن الرضاعة الطبيعية تظل الخيار الأمثل لتغذية الطفل وتعزيز صحته على المدى الطويل. لذا، يجب على الأمهات التشاور مع الأطباء لتحديد الخيار الأنسب لظروفهن وصحة أطفالهن.
أضف تعليقاً