يصل عدد وحدات الدم التي يتم التبرع بها عالمياً إلى ما يقارب 117.4 مليون وحدة في كل عام، ويكون معدل عملية التبرع أعلى بـ 7.4 مرة في الدول ذات الدخل المرتفع مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض.
ولكن، ما هي فوائد التبرع بالدم؟ وهل يستطيع جميع الأشخاص التبرع بالدم؟ وما هي شروط هذا التبرع؟ سنشرح لكم في السطور القليلة القادمة كل ما يتعلق بعملية نقل الدم.
تعريف التبرع بالدم:
التبرع بالدم هو إجراء تطوعي يمكن أن يساعد في إنقاذ الأرواح. هناك عدة أنواع من التبرع بالدم. يساعد كل نوع على تلبية الاحتياجات الطبية المختلفة.
أهمية التبرع بالدم:
الدم الآمن ينقذ الأرواح. فالدم تحتاج إليه النساء اللاتي يعانين من مضاعفات أثناء الحمل والولادة، والأطفال الذين يعانون من فقر الدم الوخيم، الناتج غالباً عن الملاريا أو سوء التغذية، وضحايا الحوادث، ومرضى العمليات الجراحية ومرضى السرطان.
وهناك حاجة مستمرة إلى إمداد منتظم بالدم لأنه لا يمكن تخزينه إلا لفترة زمنية محدودة قبل الاستخدام، كما أن هناك حاجة إلى التبرع بالدم بشكل منتظم من قبل عدد كاف من الأشخاص الأصحاء لضمان توفر الدم دائماً متى وأينما دعت الحاجة إليه.
الدم هو أغلى هدية يمكن أن يقدمها أي شخص لشخص آخر – هبة الحياة، وقرار التبرع بالدم يمكن أن ينقذ حياة شخص، أو حتى عدة أشخاص إذا تم فصل الدم إلى مكوناته - الخلايا الحمراء والصفائح الدموية والبلازما - والتي يمكن استخدامها بشكل فردي للمرضى الذين يعانون من حالات معينة.
شاهد بالفيديو: 5 فوائد للتبرّع بالدم
ما هي أنواع التبرع بالدم؟
هناك أربع طرق للتبرع: البلازما، والصفائح الدموية، والخلايا الحمراء، والدم الكامل. هذه المكونات المختلفة في دمنا لها استخدامات عديدة، كما أنه أثناء وبعد التبرع، يمكننا فصل هذه المكونات، لإعطاء المتلقي ما يحتاج إليه بالضبط. وفيما يلي سوف نتحدث عن أنواع التبرع بالدم الأربعة:
1. التبرع بالدم الكامل:
التبرع بالدم الكامل هو الطريقة الأكثر شيوعاً والتقليدية، حيث يتم سحب نصف لتر من الدم الذي يحتوي على الخلايا الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والبلازما.
يستخدم هذا النوع من التبرع بشكل أساسي للصدمات والجراحة، ومدة الصلاحية للدم المتبرع به هي 21-35 يوماً، ويمكنك التبرع كل 56 يوماً.
2. التبرع بالبلازما:
البلازما هي الجزء السائل من دمك الذي ينقل الماء والمواد المغذية إلى أنسجة الجسم.
يمكن أن التبرع في هذه الحالة لمدة تصل إلى عام واحد، وتستخدم لمساعدة ضحايا الحروق والذين يعانون من اضطرابات النزيف.
3. التبرع بخلايا الدم الحمراء المزدوجة:
يتم التبرع بالخلايا الحمراء المزدوجة عندما يتم جمع الخلايا الحمراء فقط، وليس مكونات الدم الأخرى، ويستمر التبرع في هذه الحالة لمدة تصل إلى 42 يوماً.
تُستخدم الخلايا الحمراء في حالات الصدمات والجراحة وفقر الدم وفقدان الدم والاضطرابات.
4. التبرع بالصفائح الدموية:
الصفائح الدموية عبارة عن أجزاء صغيرة من الخلايا في الدم تساعد على وقف النزيف أو منعه، تتم صناعتها في نخاع العظام ومدة صلاحيتها هي 5 أيام فقط.
يتم استخدامها في العمليات الجراحية وزراعة الأعضاء ولمساعدة مرضى السرطان على اجتياز العلاج الكيميائي.
فوائد التبرع بالدم:
ليس هناك نهاية لفوائد التبرع بالدم لمن يحتاجون إليه، فوفقاً للصليب الأحمر الأمريكي، يمكن للتبرع بالدم أن ينقذ حياة ما يصل إلى ثلاثة أشخاص.
واتضح أن التبرع بالدم لا يفيد المتلقين فقط، بل هناك فوائد صحية للمانحين أيضاً، بالإضافة إلى الفوائد التي تأتي من مساعدة الآخرين. تابع القراءة لمعرفة الكثير عن فوائد التبرع بالدم:
1. تقليل نسبة احتمال الإصابة بنوبات قلبية:
يقلل التبرع بالدم من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، بنسبة قد تصل إلى 80%، كما بينت إحدى الدراسات؛ وذلك لأن عملية التبرع بالدم تقلل من لزوجته، وتحافظ على معدلات الحديد في الدم والأنسجة، وتبقيها في معدلاتها الطبيعية.
ويتم ذلك من خلال تنشيط عملية تصنيع الحديد في جسم المتبرع، حيث يعوض الجسم ما فقده من الحديد، ويستهلك أي كمية زائدة منه.
كما يزيد التبرع بالدم نسبة الخلايا الجديدة، والتي تكون كفاءتها أكبر في نقل الأوكسجين، وهذا ما يساعد في تحسين التروية الدموية للقلب.
يحافظ التبرع بالدم على المعدلات الطبيعية للهيموغلوبين، حيث بينت الدراسات أن هناك علاقة بين زيادة تأثير الكوليسترول الضار LDL على شرايين القلب، والذي يعد مسؤولاً أساسياً عن حدوث تصلب الشرايين؛ وبين زيادة نسبة الهيموغلوبين.
2. المحافظة على سلامة الكبد:
الحفاظ على المعدلات الطبيعية في الدم هو من أهم العوامل التي تساعد في المحافظة على صحة الكبد.
حيث يعد الكبد المصفاة التي تخلص الجسم من السموم، والمسؤول عن إنتاج العديد من البروتينات الهامة مثل الألبومين الذي يحافظ على السوائل في الدم، ويمنع التورم.
3. تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات:
يقلل التبرع بالدم من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وخاصة سرطان المريء والكبد، وسرطان المعدة، وسرطان الرئة، وسرطان القولون؛ وخاصة لدى الأشخاص الذين يقومون بالتبرع بشكل دوري.
وذلك لأن التبرع بالدم يحافظ على الأنسجة وسلامتها، وذلك من خلال محافظته على المعدلات الطبيبعة للحديد في الدم.
شاهد بالفيديو: 6 فوائد للتبرع بالدم تحفزك على التبرّع الدوري
4. الخضوع لتحاليل حيوية:
قبل القيام بعملية التبرع، يخضع المتبرع لبعض الفحوصات والتحاليل، والتي يمكن من خلالها الكشف عن مشكلات صحية كامنة قد لا يعرف المتبرع أنه مصاب بها.
حيث تتضمن هذه الفحوصات: قياس ضغط الدم ومستويات الهيموغلوبين في الدم، ومستويات النبض.
وبعد ذلك، يخضع المتبرع للفحوصات المخبرية، وذلك للتأكد من أنه سليم من 13 نوع من الأمراض المعدية، ومنها: التهاب الكبد الوبائي، وفيروس المناعة المكتسب، والزهري.
5. التقليل من عوامل الأكسدة ومحفزات الالتهاب:
بينت دراسة أُجريت عام 2016 أن التبرع بالدم بشكل دوري يساهم بشكل فعال في تقليل عوامل الأكسدة لدى الشخص المتبرع، وتؤدي هذه العوامل غالباً إلى تحفيز حدوث بعض الأمراض الخطيرة مثل: فشل الأجهزة الحيوية، والسرطانات، والجلطات.
6. معالجة بعض الحالات المرضية:
هناك بعض الحالات المرضية التي يكون علاجها الفعال هو التبرع بالدم بشكل دوري.
ومن هذه الأمراض: الزيادة غير الطبيعية في كريات الدم الحمراء، والتي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن الممكن أن تتسبب بجلطات الدم بسبب زيادة لزوجته، بالإضافة إلى زيادة البوتاسيوم في الدم.
ومن الأمراض الأخرى التي يمكن أن يكون التبرع بالدم علاجاً فعالاً لها: مرض الزيادة المرضية في كمية الحديد في الدم، إذ يعد الحديد من المكونات الهامة للدم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يمتصه الجسم من الطعام بكميات كبيرة، أو يمكن أن يكون السبب هو تناول العقاقير الحاوية على الحديد بكميات أكبر من الكمية المسموح بها؛ مما يؤدي إلى ترسب الحديد في الأعضاء الحيوية ويسبب تلفها.
وأشهر هذه الأعضاء: البنكرياس، والقلب، والخصيتين، والمفاصل.
ما هي شروط التبرع بالدم؟
من أجل التبرع بالدم يجب أن يكون هناك بعض الشروط للمتبرعين، ومنها:
- أن تتراوح أعمار المتبرعين ما بين الـ 18 و60 عاماً.
- أن يتمتع المتبرع بالدم بحالة صحية جيدة.
- ألا يعاني المتبرع بالدم من أي حالة مرضية طارئة مثل الحمى.
- يفضل أن يكون قد مضى زمن -على الأقل 12 أسبوعاً للرجال، و16 أسبوعاً للنساء- منذ آخر مرة جرى فيها التبرع بالدم؛ وعشرة أيام منذ آخر مرة تبرع فيها بالصفائح الدموية، حيث أن الصفائح الدموية تتجدد في الجسم خلال فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام.
- يجب أن تكون نسبة الهيموغلوبين في دم الشخص المتبرع الذكر أكبر من 14%، والمتبرعة الأنثى أكبر من 12%.
- أن يكون الشخص المتبرع خالياً من الأمراض التي يمكن أن تنتقل دموياً مثل: نقص المناعة المكتسب، والتهاب الكبد الوبائي.
- أن يكون وزن الشخص المتبرع بالدم يتراوح ما بين 50 كغ إلى 160 كغ.
أضرار التبرع بالدم وآثاره الجانبية:
قد يشعر بعض الأشخاص بالغثيان أو الدوار أو الدوار بعد التبرع بالدم. إذا حدث هذا، فيجب أن يستمر لبضع دقائق فقط، حيث يمكن التغلب على هذه الحالة من خلال الاستلقاء مع رفع القدمين.
قد يكون هناك أيضاً بعض النزيف في موقع الإبرة، وعادةً ما يؤدي الضغط ورفع ذراعك لبضع دقائق إلى إيقاف ذلك.
ومن أبرز الآثار الجانبية للتبرع بالدم:
- ضعف.
- دوخة.
- شعور بالإغماء.
- الدوار.
- غثيان.
- نزيف من وخز الإبرة.
- نزيف تحت الجلد أو كدمات.
عادة ما تختفي هذه الأعراض خلال 24 ساعة.
تأثيرات سلبية أكثر خطورة نادرة الحدوث:
- ضغط دم منخفض.
- تقلصات العضلات.
- صعوبة في التنفس.
- إغماء.
- القيء.
- التشنجات.
من المرجح أن تؤثر هذه التأثيرات على المتبرعين الأصغر سناً، وذوي الوزن المنخفض، والأفراد الذين يتبرعون لأول مرة.
ما هي موانع التبرع بالدم؟
هناك أشخاص ممنوعين من التبرع بالدم، نذكر منهم:
- الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن.
- أن تكون المدة أقل من ثلاثة أشهر منذ التبرع الأخير.
- المصابون بمرض كروتزفيلد جاكوب.
- الأشخاص الذين أقاموا علاقة جنسية مع مريض بالإيدز، أو الفيروسات الكبدية، أو مع إحدى بائعات الهوى، أو أي علاقة جنسية غير آمنة خلال العام السابق للتبرع.
- الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والأسبرين أو أي دواء يحتوي على مادة الأسبرين.
- المرضى المصابون بالأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء.
- المرضى الذين قاموا بإجراء عملية جراحية من فترة قريبة.
- مصابي الأمراض الجلدية مثل تصلب الجلد (Scleroderma).
- الأشخاص الذين يقلّ وزنهم عن 49 كيلو غرام.
- أن يعاني الشخص المتبرع أياً من الأمراض، أو الأعراض الصحية التالية:
- حالات تضخم الكبد.
- حالات الفشل الكلوي.
- الإصابة بالصرع.
- حالات التشنج والإغماء المتكرر.
- مرض السكري.
- زيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية.
- الحمل.
- الأمراض الوراثية.
- الأمراض النفسية.
- ارتفاع الضغط المزمن.
- الأمراض الصدرية المزمنة.
- جميع أنواع الأنيميا عدا أنيميا نقص الحديد.
- أي عملية جراحية أُجريت قبل ثلاثة أشهر من التبرع.
ماذا نأكل بعد عملية التبرع بالدم؟
- من المُفيد الإكثار من شرب الماء وعصائر الفاكهة الغنية بالفيتامينات، مثل: عصير الجوافة، وعصير المانجو، وعصير البرتقال.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من حمض الفوليك الذي له دور هام في تجديد خلايا الدم الحمراء، وتعزيز صحة الجسم بعد التبرع بالدم، مثل الكبد والفاصولياء والبرتقال.
- يُنصح وبشدة تناول السبانخ؛ لأنه يحتوي على كمية كبيرة من الحديد والمعادن، والفيتامينات الأخرى، التي تساعد في تحسين صحة الجسم، وتزيد قوته.
- بعد عملية التبرع بالدم، من المُفيد تناول الخضراوات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن، والتي تسهم بشكل كبير في وقاية الجسم من المشاكل التي يمكن أن يتعرَّض إليها، وتساعد في تعزيز صحته.
- يُفضل تناول الأسماك واللحوم الحمراء، لما لها من فائدة كبيرة في تحسين صحة الجسم، وإعطائه الطاقة والقوة.
- من الأطعمة الجيدة جداً، والتي تمد الجسم بالنشاط والحيوية وتقيه من الأنيميا: المُكسرات، بسبب غناها بالأحماض الأمينية والمعادن.
- الحليب واللبن من الأطعمة المفيدة جداً، والتي يمكن للمتبرع بالدم أن يتناولها بعد عملية التبرع.
- تعد البطاطا أيضاً من الأطعمة الجيدة والمفيدة التي تزود الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي افتقدها بسبب عملية التبرع بالدم.
نصائح بعد عملية التبرع بالدم:
هناك بعض النصائح التي يمكنك القيام بها بعد عملية التبرع بالدم، وهي:
- تجنب القيام بأي مجهود عضلي كبير مثل: رفع الأثقال، أو الجري لمسافة طويلة، أو غيرها من الرياضات التي تتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً.
- في حال وجود أي كدمة أو ازرقاق تحت الجلد حول مكان دخول الإبرة بعد عملية التبرع، فكل ما عليك فعله هو استعمال كمادات باردة تُوضع على المكان بشكل مُتقطع ودوري لمدة 24 ساعة.
- في حال شعورك بدوار، عليك أن تستلق على الأرض، وترفع قدميك نحو الأعلى.
- إذا حدث نزيف مكان دخول الإبرة، فعندها يجب عليك ضغط المكان بقطنة طبية مُعقمة، ورفع الذراع إلى الأعلى لحين توقف النزيف.
- في حال ظهور أي أعراض مرضية شديدة، يجب عليك مراجعة الجهة التي قمت عندها بعملية التبرع بالدم، خوفاً من أن تكون في أثناء التبرع في فترة حضانة لمرض ما، وقد ينتقل هذا المرض عبر الدم الذي تبرعت به.
اليوم العالمي للتبرع بالدم:
اليوم العالمي للتبرع بالدم (World Blood Donor Day) هو يوم اختارته منظمة الصحة العالمية في تاريخ 14 يونيو/ حزيران من كل عام، وقد جرى الاحتفال به أول مرة عام 2005 ميلادية.
وهو التاريخ المصادف ليوم ميلاد الدكتور "كارل لاند شتاينر"، والحائز على جائزة نوبل لتأسيسه نظام فصائل الدم ABO.
والهدف من هذا الاحتفال هو تقديم الشكر إلى هؤلاء الأشخاص الذين ينقذون أرواح أشخاص آخرين، ويساهمون في تحسين صحتهم واستعادة حياتهم، عن طريق التبرع بدمائهم دون أي مقابل غالباً.
تنسق فعاليات وبرامج الاحتفال بهذه المناسبة من قبل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع كل من: مؤسسات الهلال الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لمنظمات التبرع بالدم، وجمعية نقل الدم الدولية.
في الختام:
يمكن للتبرع بالدم أن ينقذ الأرواح ويقدم العديد من الفوائد العاطفية والجسدية للمتبرع.
أضف تعليقاً