البهاق يقي من السرطان! ومعلومات هامة أخرى

ما هو مرض البهاق؟

البهاق هو اضطراب مزمن مكتسب يصيب الجلد؛ إذ يتم فقدان الخلايا المنتجة للصبغة (الخلايا الصباغية) التي تحدد لون الجلد والشعر والعينين تدريجياً، ويظهر على شكل بقع بيضاء حليبية (ابيضاض الجلد)، ويمكن أن يسبب مشكلة كبيرة من الناحية التجميلية، وخاصةً عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.

من يصاب بالبهاق؟

يصيب البهاق 0.5-2% من السكان؛ إذ يتأثر كل من الرجال والنساء تأثُّراً متساوياً، لكن تميل النساء إلى زيارة العيادات الخارجية بشكل أكبر بسبب مخاوفهن بشأن المظهر الخارجي.

متى يظهر مرض البهاق؟

يتراوح متوسط ​​عمر ظهور المرض بين 20-24 عاماً، لكن يمكن أن يحدث في أي عمر، فعادةً ما يكون هناك قمتان للظهور، مبكرة (أقل من 10 سنوات) أو متأخرة (نحو 30 عاماً).

• 41% من حالات البهاق القطاعي تبدأ قبل سن العاشرة.
• 50% من حالات البهاق غير القطاعي تبدأ قبل سن العشرين.
• 80% من جميع الحالات موجودة قبل سن الثلاثين.

هل يُعَدُّ البهاق مرضاً وراثياً؟

يُعَدُّ البهاق مرضاً متعدد الجينات، مع توافق توءام أحادي الزيجوت بنسبة 23%، وهذا يدعم سبب كون البهاق متعدد العوامل (عوامل بيئية وراثية وغير وراثية)، فأكثر من 20-30% من الأفراد المصابين بالبهاق لديهم قريب مصاب به من الدرجة الأولى أو الثانية.

تؤكد آخر الدراسات أنَّ العوامل الوراثية تساهم في 80% من حالات البهاق، بينما العوامل البيئية مسؤولة عن 20%، وقد تم تحديد العديد من المواقع الجينية وكلها مرتبطة بالجهاز المناعي.

ما هي الأمراض المتعلقة بالبهاق؟

الارتباط الأقوى للبهاق هو مع مشكلات الغدة الدرقية التي قد ترافق ما يصل إلى 15% من البالغين و5-10% من الأطفال المصابين بالبهاق، واضطرابات المناعة الذاتية الأخرى التي تترافق مع البهاق هي:

• التهاب المفاصل الروماتويدي.
• داء السكري المعتمد على الأنسولين (غالباً عند البالغين).
• فقر الدم الخبيث (نقص فيتامين ب 12).
• مرض أديسون.
• الذئبة الحمامية الجهازية.
• داء الثعلبة.
• الأمراض الجلدية المناعية الذاتية الأخرى، مثل الصدفية وتصلب الجلد.

ما الذي يسبب مرض البهاق؟

ينتج البهاق عن فقدان أو تدمير الخلايا الصباغية (الخلايا المنتجة للميلانين).

ما هي أعراض مرض البهاق؟

1. عادة ما يكون ظهور البهاق مفاجئاً، أما العرض الأكثر شيوعاً هو الفقد الكامل للون الجلد في لطخات أو بقع جلدية مفردة أو متعددة ذات لون طباشيري مميز أو أبيض حليبي.
2. تكون الآفة عادة دون أعراض، لكن نادراً ما تكون حاكة في الآفات النشطة.
3. محددة جيداً؛ أي ذات حدود واضحة.
4. في بعض الأحيان تتجمع البقع الأصغر، وتندمج في أشكال أكثر تعقيداً.

أين يظهر مرض البهاق؟

قد تظهر آفات البهاق في أي مكان من الجسم، على الرغم من أنَّها أكثر شيوعاً في المناطق المعرضة للشمس أو المناطق الأكثر عرضة للرضوض المتكررة (مثل الجفون والشفتين والأنف وأطراف الأصابع وأصابع القدم)، وثنيات الجسم (الإبطين والأربية والسرة)، والحلمات.

ما هي العوامل المحرضة لمرض البهاق؟

يمكن أن يتحرض مرض البهاق بعد:

• الإصابات الجسدية (الجروح، الخدوش).
• العامل الميكانيكي (احتكاك، ضغط مزمن، فرك العين، لعق الشفاه، ساعات، ملابس ضيقة).
• الحروق (الكيميائية، حروق الشمس).
• التهاب (الصدفية، الهربس النطاقي، التهاب الجلد).
• علاجي (علاج ضوئي، علاج إشعاعي).

يمكن أن يحدث البهاق في مناطق الجلد الأقل تصبغاً التي غالباً ما يمكن التغاضي عنها وخاصةً في المرضى ذوي البشرة الفاتحة، مثل راحة اليد والأخمصين والغشاء المخاطي للفم، وقد تم عَدُّ الإجهاد العاطفي والحمل وموانع الحمل الفموية ونقص الفيتامينات والعديد من العوامل الأخرى عوامل مسببة للبهاق، ومع ذلك ما يزال ارتباطها مع البهاق غير مثبت.

ما هو تأثير البهاق في بقية أعضاء الجسم؟

1. قد يؤدي البهاق إلى غياب لون الشعر في فروة الرأس والحاجبين والرموش وشعر الجسم لدى 10-60% من المرضى، ولا يرتبط ذلك بنشاط المرض، لكن يمكن أن يكون مؤشراً على ضعف الاستجابة للعلاج بسبب تدمير خزان الخلايا الصباغية في بصيلات الشعر.
2. قد يترافق البهاق مع شيب الشعر المبكر، ولكنَّ الارتباط ما يزال غير مؤكد.
3. قد تتأثر شبكية العين، لكن لون القزحية لا يتغير.
4. تم تسجيل ضعف السمع الحسي عند بعض المرضى الذين يعانون من البهاق، ويرجع ذلك على الأرجح إلى فقدان الخلايا الصباغية في القوقعة، لكن لا يوجد دليل واضح.

شاهد بالفديو: 6 أعراض صحيّة يجب عليك ألَّا تتجاهلها أبداً

البهاق يقي من السرطان:

تشير بعض الأدلة إلى أنَّ الأشخاص المصابين بالبهاق قد يكون لديهم خطر أقل للإصابة بالأورام الخبيثة الداخلية وسرطان الجلد، كما أظهرت دراستان بأثر رجعي على الصعيد الوطني في كوريا الجنوبية وتايوان أنَّ مرضى البهاق معرضون لخطر أقل للإصابة بالأورام الخبيثة الداخلية، إضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد (SCC) في الدراسة التايوانية.

وجدت دراسة أخرى أُجريت على 1307 مرضى بالبهاق أنَّ الأفراد المصابين بالبهاق هم أقل عرضة للإصابة بسرطان الجلد، ومع ذلك وجدت بعض هذه الدراسات احتمال أعلى للإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

نقاط هامة يجب على جميع مرضى البهاق معرفتها عن مرضهم:

1. يبدو البهاق أكثر وضوحاً في المرضى ذوي البشرة الداكنة بشكل طبيعي.
2. يمكن أن يمتد مرض البهاق لأشهر ثم يستقر.
3. تحدث عمليات إعادة التصبغ العفوية من بصيلات الشعر، وقد يقل الحجم الكلي للبقعة البيضاء.
4. من المحتمل أن يعاود البهاق مرة أخرى بعد الشفاء.
5. قد تستمر دورات فقدان الصباغ المتبوعة بفترات استقرار إلى أجل غير مسمى.
6. عادة ما يلاحظ الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة فقدان لون الجلد خلال فصل الصيف؛ إذ يصبح التباين بين الجلد المصاب والجلد الأسمر أكثر وضوحاً.

كيف يختلف مرض البهاق بين البيض والسود؟

تتشابه خصائص بقع البهاق في أنواع الجلد المختلفة، ومع ذلك يمكن أن يكون البهاق بالكاد ملحوظاً في بعض الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، إلا أنَّه عادةً ما يكون أكثر وضوحاً في البشرة الداكنة، وهذا ما يمكن أن يسبب مشكلة تجميلية كبيرة، إلى جانب الآثار النفسية.

ما هي مضاعفات مرض البهاق؟

1. ضغوطات نفسية ووصمات اجتماعية تلاحق المصابين بالبهاق، وخاصةً في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة؛ لذا يُنصح بإجراء زيارات متكررة لعيادة الطبيب أو المعالج النفسي.
2. ارتفاع خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بين المصابين بالبهاق مقارنةً بعامة السكان.
3. البهاق له طبيعة حميدة ومعظم المصابين يتمتعون بصحة جيدة.

كيف يتم تشخيص البهاق؟

عادة ما يكون تشخيص البهاق سريرياً بناءً على مظهره المميز، ولا يلزم إجراء اختبارات أو تحاليل محددة لتأكيد التشخيص.

ما هي الأدوات التي قد تساعد على تشخيص البهاق؟

تشمل الخيارات التي يمكن أن تساعد على التشخيص ما يأتي:

1. مصباح وود:

يعمل مصباح وود على تعزيز البقع البيضاء، وهذا يسهل رؤية الآفات الأقل وضوحاً، وهو مفيد في تشخيص البهاق لدى ذوي البشرة الفاتحة، أو البقع التي تعاني من فقدان جزئي للصبغة، أو لمراقبة الاستجابة للعلاج، وعند استخدام ضوء وود تمتص ألياف الكولاجين في الأدمة الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA)، ولكنَّها تعكس اللون الأبيض الساطع في غياب الميلانين (الذي يمتص عادةً الأشعة فوق البنفسجية الطويلة).

2. خزعة الجلد:

يوصى بها من حين لآخر، وخاصةً في البهاق المبكر أو الالتهابي، أو عند ملاحظة ارتشاح لمفاوي.

3. تحاليل الدم:

تُجرى لتقييم أمراض المناعة الذاتية المحتملة الأخرى أو المتلازمات الغدية، وتتضمن التحاليل اختبارات وظائف الغدة الدرقية ومستويات (ANA) و(B12).

أفكار هامة في علاج البهاق:

1. لا يوجد علاج شافٍ للبهاق، وغالباً ما يكون العلاج غير مرضٍ؛ لذا يكون الهدف من العلاجات وقف تطور المرض (أي التثبيت)، وتحقيق إعادة تصبغ مُرضية نوعاً ما.
2. العلاج أكثر نجاحاً على الوجه والجذع، بينما تستجيب اليدان والقدمان والمناطق ذات الشعر الوبري استجابةً ضعيفة، وبالمقارنة مع البقع القديمة، من المرجح أن تستجيب البقع الجديدة للأدوية.
3. تُعَدُّ بصيلات الشعر المصدر الرئيس لاستعادة لون الجلد.
4. يتم تقييم استجابة العلاج من حيث نسبة الجلد المحتفظ بالصبغة، ففي الدراسات، تُترجم الاستجابة الجيدة عادةً إلى 50% أو 75%.

معلومات عامة لمرضى البهاق:

1. قد يؤدي أي قطع أو خدش إلى ظهور بقعة جديدة من البهاق؛ لذا قلل من إصابة الجلد بارتداء ملابس واقية فضفاضة.
2. يمكن للتمويه التجميلي أن يخفي بقع البهاق، وتشمل الخيارات:
   • المكياج والأصباغ والبقع.
   • منتجات مقاومة للماء.
   • ديهيدروكسي أسيتون الذي يحتوي على منتجات "تان دون الشمس".
3. الحماية من أشعة الشمس بالملابس واستخدام واقي الشمس وتعديل نمط الحياة.
4. لا يمكن أن تحترق البشرة المصبوغة إلا عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية ( UVR).
5. قد تسبب حروق الشمس انتشار البهاق.

أفضل علاجات مرض البهاق:

توجد العديد من الأدوية التي ثبت أنَّها مفيدة في علاج البهاق، وغالباً ما تُرى الاستجابة العلاجية المثلى مع العلاجات المركبة، مثل:

1. الكورتيكوستيرويدات الموضعية، ويمكن استخدامها على الجذع والأطراف لمدة تصل إلى 3 أشهر.
2. مثبطات الكالسينورين (كريم بيميكروليموس ومرهم تاكروليموس) وهو مفيد للبهاق الذي يصيب الجفون والوجه والرقبة والإبطين، لأنَّها بخلاف الستيرويدات الموضعية لا تسبب ضموراً جلدياً.

في الختام:

يجب التنويه إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي الحالة النفسية السيئة لدى مرضى البهاق عموماً؛ إذ يجب على أهل المريض إدراك هذه النقطة ومحاولة إنشاء بيئة مريحة نفسياً مع تشجيع المريض على الانخراط في الحياة الاجتماعية وممارسة النشاطات المختلفة، والتركيز على نشاطات التسلية التي تجلب المتعة وتعزز جواً من الراحة والأمان.