يقدم هذا المقال نظرة عامة عن الانفجارات العاطفية، ومن ذلك، الأسباب، والأعراض، والتشخيص والعلاج، إذا كنت مهتم فتابع معنا.
أمثلة عن الانفجارات العاطفية:
عندما يختبر شخص انفجاراً عاطفياً، قد يشعر بالاستفزاز من شيء لا يعده الآخرون مسألة كبيرة، وقد يبدو رد فعله غير متناسب مع الوضع، وقد يتضمن ما يأتي:
- التهيج أو الغضب المفاجئ.
- انفجارات الصراخ أو البكاء.
- التهديد أو إهانة الآخرين. القفز، أو إثارة الفوضى، أو تدمير الممتلكات.
- إلحاق الأذى بأنفسهم، مثل صدم رأسهم أو ضرب الجدران.
- رمي الأشياء.
- اللكم، الركل، العض، البصق.
أسباب الانفجارات العاطفية:
لا يولد الناس بالقدرة على تنظيم أو السيطرة على عواطفهم، ومع ذلك، مع مرور الوقت، يطورون عادة تنظيم العواطف والمهارات والاستراتيجيات لإدارة والتعامل مع العواطف القوية. بالنسبة إلى الأطفال الذين ما يزالون يتعلمون كيفية الاستجابة بشكل مناسب للعواطف القوية، قد تؤدي بعض الحالات إلى تحفيزهم، وتشمل مثل هذه الحالات:
- الشعور بأنَّ شخصاً ما ينتقدهم.
- الشعور بالتفاهم الضعيف أو سوء فهم الآخرين.
- عدم تلبية المطالب بشكل فوري.
- التغيير في الروتين.
- الإحباط بسبب عدم القدرة على إتمام مهمة.
- الجوع، أو الإرهاق، أو التغيرات الهرمونية.
ماذا يعني أنَّ شخصاً لديه انفجار عاطفي؟
عندما يعاني شخص ما من انفجار عاطفي - خاصة إذا كان يحدث بشكل متكرر - فإنَّ هذا يعني عادة أنَّه غير قادر على التعامل بشكل فعال مع الضغوطات التي فُرِضَت عليه، وتتضمن هذه الضغوطات الإجهاد المرتبط بالعمل، والتوقعات في سياق العلاقات الشخصية، أو مسؤوليات شخصية أو أكاديمية أو مهنية أخرى.
من الهام أن نفهم أنَّ الانفجارات العاطفية لا تعني أنَّ الشخص تحمَّل كمية كبيرة أو مرهقة من الضغط، فتعني ببساطة أنَّ الفرد يفتقر إلى القدرة على معالجة مشاعره بشكل صحيح والتحكم في استجابته.
مخاطر الانفجارات العاطفية:
تكون الانفجارات العاطفية غير المسيطر عليها خطرة على الفرد الذي يعاني منها وكذلك على الآخرين في المحيط، وتعتمد المخاطر المحتملة على مكان الشخص عند حدوث الانفجار، وقد تشمل:
- الإصابة الجسدية العرضية أو العمدية للفرد أو الآخرين.
- التوقيف أو الطرد من المدرسة.
- التوقيف أو الفصل من العمل.
- تدمير العلاقات.
- العزلة من قبل الأقران أو الزملاء.
- فقدان الدعم النفسي والحميمي القيم.
- المشكلات القانونية، والتي تتضمن المقاضاة، الاعتقال، الغرامة، و/أو السجن.
- اضطراب التنظيم العاطفي
في بعض الأحيان، يكون الأشخاص غير قادرين على تطوير استراتيجيات فعَّالة لإدارة العواطف القوية والصعبة، وعندما تكون القدرة على التحكم في العواطف السلبية متضررة، يعاني الأشخاص من اضطراب التنظيم العاطفي، فيؤدي ذلك إلى حدوث انفجارات عاطفية، وقد يكون السبب في ذلك ما يأتي:
- بعض الحالات الطبية النفسية، ومن ذلك اضطرابات القلق والمزاج مثل الاكتئاب واضطراب الهوية ثنائي القطب، واضطراب الوسواس القهري (OCD) أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
- تجارب الطفولة الصعبة، مثل التعرض للإساءة أو الإهمال.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- عوامل وراثية محددة أو موروثة.
- إصابة في الدماغ.
أعراض فقدان السيطرة على عواطفك:
تشمل أعراض فقدان السيطرة على عواطفك ما يأتي:
- عدم القدرة على التعبير عن مشاعرك بوضوح.
- عدم القدرة على فهم عواطفك بشكل منطقي.
- صعوبة في قبول عواطفك.
- عدم معرفة سبب عواطفك.
- الشعور بالعجز عن السيطرة على عواطفك.
- الشعور بالغمر العاطفي.
- صعوبة في السيطرة على سلوكك أو اندفاعاتك بطريقة تعزز النتيجة الإيجابية أو الهدف.
أعراض فقدان السيطرة على عواطفك:
إذا كنت تعاني من انفجارات عاطفية غير مسيطر عليها، يمكنك اتخاذ عدة خطوات لمنعها أو على الأقل تقليل احتمالية استمرار حدوثها.
فيما يأتي بعض الاقتراحات:
1. تحديد والتعامل مع المحفزات:
المحفزات هي الأحداث أو الظروف التي تسبق عادة الانفجارات العاطفية غير المسيطر عليها، على سبيل المثال، هل تكون أكثر عرضة للانفجار عند حدوث خطأ في العمل، أو في الأيام التي لا تستطيع فيها الحصول على قسط كاف من النوم، أو عند نسيان تناول بعض الأدوية؟
بمجرد أن تحدد أسباباً محتملة، يمكنك اتخاذ خطوات لتجنبها أو تعلم كيفية الاستجابة بطريقة أكثر صحة
2. ممارسة اليقظة:
إضافة إلى تشجيعك على أن تكون يقظاً بالكامل في اللحظة، تتضمن ممارسة اليقظة أيضاً مراقبة أفكارك ومشاعرك والأحداث المحيطة بك دون الحكم أو الاستجابة الفورية، ويذكرك الوعي بأنَّ العواطف ليست دائمة، وأنَّها ليست العامل المسيطر في حياتك، ويمكنك اختيار كيفية استجابتك لأفكارك الخاصة وكذلك لأفعال الآخرين.
3. وضع استراتيجيات لتهدئة نفسك أو إعادة توجيه عواطفك السلبية:
خذ أنفاساً عميقة وببطء، أغلق عينيك وابدأ بالعد التنازلي من 10، كررها حسب الحاجة، وتصوَّر نفسك في بيئة آمنة وهادئة، وابحث عن شعار أو عبارة بسيطة يمكنك تكرارها، أي شيء يمكنك فعله لتأخير رد فعل هجومي، يسمح لغضبك بالتلاشي في الوقت نفسه، قد يحدث فارقاً كبيراً.
توجد عدة طرائق وتمارين لتفادي الانفجارات العاطفية، ولكن لا توجد تقنية واحدة مثالية للجميع أو مضمونة العمل في كل مرة، والأهم هو التخطيط المسبق، والبقاء على دراية بأفكارك وسلوكاتك، وتذكير نفسك بأنَّك مسيطر.
كيفية التحكم في الغضب:
إذا كنت تجد صعوبة في التحكم في غضبك، يمكنك اتباع النصائح الآتية:
1. هدئ نفسك:
إذا شعرت بالغضب، جرب شيئاً يهدئك، وقد يشمل ذلك التجول، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو استخدام تقنيات التنفس، أو القيام بتمرينات التمدد أو اليوغا.
2. ابتعد عن الحدث:
إذا كنت في العمل أو في تجمع عائلي أو اجتماع، فأخبر الآخرين بأنَّك بحاجة إلى استراحة، وتجنَّب الوضع الذي قد يثير الغضب.
3. مارس الرعاية الذاتية:
تساعدك العناية بصحتك الجسدية بانتظام على التحكم في عواطفك، وإنَّ تناول وجبات متوازنة، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كاف من النوم يعزز وظائفك اليومية ويساعدك على التعامل مع مصادر التوتر.
4. احصل على مساعدة مهنية:
عندما تخرج عواطفك عن السيطرة، يساعدك التحدث مع مقدم الرعاية الصحية أو النفسية على زيادة الوعي والوضوح بشأن سبب شعورك بهذه الطريقة، وتطوير استراتيجيات مخصصة للتحكم في غضبك، وقد يصف لك بعض الأدوية أيضاً إذا كان غضبك ناتجاً عن حالة نفسية أساسية.
تذكر أنَّ هذه الاستراتيجيات قد لا تصلح للجميع، وأنَّ ثمة أسباباً أساسية لانفجاراتك العاطفية، فاستشر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للتأكد من حصولك على المساعدة التي تحتاجها.
شاهد بالفيديو: تقنيات تساعد على الهدوء والسيطرة على الغضب
تشخيص الانفجارات العاطفية:
على الرغم من عدم وجود تشخيص محدد للانفجارات العاطفية، قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بما يأتي:
- سؤالك أسئلة عن تاريخ صحتك وعلاقاتك.
- يستخدم استبيانات تحليل الذات لقياس عواطفك وقدرتك على التحكم فيها.
- توجيهك إلى مقدم رعاية صحية نفسية يمكنه مساعدتك على استكشاف مشاعرك وإنشاء استراتيجيات جديدة لإدارة العواطف القوية.
خيارات علاج الانفجارات العاطفية:
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد لا تكون تقنيات التهدئة الذاتية أو غيرها كافية لمنع الانفجارات العاطفية غير المسيطر عليها، وإذا كانت هذه السلوكات ناجمة عن حالة طبية أو مشكلة نفسية، قد تحتاج إلى الرعاية المهنية.
تعتمد الخيارات على مجموعة من العوامل الشخصية، وقد يكون واحد أو أكثر من الخيارات الآتية مناسباً لك:
- إلغاء التحسس وإعادة المعالجة بتحريك العين (EMDR): إذا كانت انفجاراتك العاطفية مرتبطة بتاريخ من الصدمات غير المعالجة، قد يكون EMDR جزءاً قيماً من العلاج.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعد هذا النهج قصير الأمد والموجه نحو الحلول مفيداً، فقد يساعدك على استبدال أنماط التفكير والسلوك السلبية بطرائق أكثر صحة في التفكير والتصرف.
- العلاج السلوطي الجدلي (DBT): يساعدك هذا النهج على تعزيز قدراتك في مجالات هامة مثل الوعي الذهني، وتنظيم العواطف، وتحمل التوتر، وفعاليات التعامل مع الآخرين.
- التحفيز المغناطيسي للدماغ (TMS): تعتمد هذه التدخلات المبتكرة على توجيه نبضات كهرومغناطيسية قصيرة لتحفيز الخلايا العصبية في القشرة الأمامية للدماغ، ولقد أثبت TMS فاعليته في تخفيف أعراض مشكلات الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.
كما هو الحال مع تلك التقنيات السابقة، لا يوجد نهج علاجي واحد يناسب جميع مَن يعاني من انفجارات عاطفية غير المسيطر عليها، فيجب على المختص التركيز على العثور على محفز لمعرفة نطاق احتياجاتك وعلى هذا الأساس، يطوِّر خطة شخصية خاصة بك.
إقرأ أيضاً: الانفعالات: أنواعها وطريقة ضبطها
في الختام:
تظهر الانفجارات العاطفية بوصفها تجارب قاسية قد تؤثر في جودة حياتنا وعلاقاتنا؛ لذا يجب علينا السعي إلى فهم أسبابها المحتملة وتطوير استراتيجيات فعَّالة للتحكم فيها. سواء كانت ناتجة عن الضغوطات الحياتية، أم الصدمات الطفولية، أم اضطرابات نفسية، يكون العلاج والدعم الاحترافي حجر الزاوية في تحقيق التوازن العاطفي، وباستخدام وسائل مثل العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات التهدئة الذاتية، يمكن للأفراد تعلُّم كيفية التفاعل بشكل صحيح مع مشاعرهم وتحسين جودة حياتهم وعلاقاتهم.
أضف تعليقاً