فوائد للنوم:
النوم ضروري لصحة الجسم والعقل فهو يؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا، فيما يلي بعض فوائد النوم:
1. الحفاظ على صحة الدماغ:
لا يُعدُّ النوم مفيداً لمساعدتك على الانتباه في الدروس أو تذكُّر ما فعلته في الأمس فحسب؛ بل إنَّه يساعد أيضاً على الحفاظ على تنظيم دماغك بعد أيام شاقة من العمل، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أنَّ النوم يحفز الدماغ على التخلص من السموم التي تتراكم في أثناء استيقاظك.
2. التخلص من الفضلات في الدماغ:
التخلص من الفضلات في أجزاء أخرى من الجسم هو من مسؤولية شبكة من الأوعية المعروفة باسم؛ إذ يلتقط هذا الجهاز الجزيئات السامة التي تتراكم في جسمك في أثناء استخدامك للطاقة ويطردها؛ لكنَّ الغريب هو أنَّ الدماغ لا يحتوي على أيٍّ من هذه الأوعية، لقد حير هذا الأمر العلماء لسنوات، وخاصةً أنَّ الدماغ يستخدم طاقة أكثر من أيِّ عضو آخر في الجسم؛ ومن ثَمَّ كيف يمكن للدماغ التخلص من الفضلات إذا لم تصل إليه الأوعية اللمفية؟
3. طرد السموم من الدماغ:
لقد فهم مجموعة من العلماء استراتيجية الدماغ لطرد السموم؛ إذ استخدم بعض الباحثون في جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen) وجامعة روتشستر (University of Rochester) صبغة قابلة للحقن ونوعاً متخصصاً من المجاهر لتتبُّع كيفية تحرك السوائل عبر دماغ فأر حي، وقد وجدوا أنَّ السائل الدماغي الشوكي (CSF)؛ أي السائل الصافي الذي يوجد فيه الدماغ، يدخل الدماغ في المساحات الصغيرة التي تحيط بالشرايين الناقلة للدم.
ترتبط هذه المساحة بنوع خاص من خلايا الدماغ التي تسمى الخلايا النجمية؛ إذ تغلِّف هذه الخلايا الأوعية الدموية في الدماغ تغليفاً تاماً، وتحتوي على بروتينات، تُعرف باسم الأكوابورينات، والتي تسمح للسائل الدماغي الشوكي بالانتقال عبر أنسجة الدماغ، فعندما يتدفق السائل، فإنَّه يلتقط البروتينات السامة غير المتطوية وغيرها من المخلفات الأيضية التي تتراكم طيلة اليوم، وأخيراً يأخذ السائل هذه السموم ويخرجها من أنسجة الدماغ إلى الأوعية الدموية الخارجة؛ نظراً لأنَّ هذه الخلايا "الدبقية" تؤدي دوراً هاماً، فقد أطلق العلماء على هذه العملية اسم الجهاز الغليمفاوي.
لكنَّ الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنَّ نظام التصريف العصبي لا يعمل دائماً؛ إذ أجرى هؤلاء الباحثون ذاتهم دراسة لاحقة نُشرت في مجلة ساينس (Science) أظهرت أنَّ الجهاز الغليمفاوي "يُفتح" في أثناء النوم، وأنَّه بينما كانت الفئران مستيقظة، بالكاد تدفق السائل عبر الدماغ، ومع ذلك، عندما كانت الفئران نائمة أو تحت التخدير، تحرك السائل بسرعة عبر أنسجة الدماغ، مما يشير إلى أنَّ النوم سمح بزيادة تدفق السائل الدماغي الشوكي عبر الدماغ.
حتى إنَّ الباحثين اختبروا ذلك مباشرة عن طريق وضع أقطاب كهربائية في الدماغ لقياس المسافة بين خلايا الدماغ، بينما كانت الفئران مستيقظة أو نائمة، ووجدوا أنَّ النوم قد تسبب في زيادة المسافة عن طريق السماح بزيادة الحجم وزيادة سرعة تدفق السائل الدماغي الشوكي، واقترح بعضهم أنَّ إزالة السموم من أنسجة الدماغ تتم من خلال عملية تنظيف السموم التي تتم عند النوم.
شاهد بالفديو: 4 أخطاء فادحة عليك أن تبتعد عن ممارستها قبل النوم
تُعدُّ إزالة هذه السموم من الدماغ أمراً هاماً جداً؛ إذ أظهرت دراسات عديدة سابقة أنَّ البروتينات غير المتطوية يمكن أن تتراكم في هذه المساحة، ويُعتقد أنَّ تراكم بعض هذه البروتينات يؤدي إلى تطور التحلل العصبي؛ إذ تدعم الدراسات التي تربط قلة النوم بالأمراض التحللية العصبية مثل ألزهايمر، أهمية النوم في التخلص من هذه السموم.
4. حماية الإنسان من الإصابة بالخرف:
أظهرت إحدى الدراسات من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (University of California San Francisco) أنَّ الأشخاص الذين يعانون اضطراب النوم بسبب مشكلات في التنفس كانوا أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي بسيط أو خرف من الأشخاص الذين يتمتعون بنوم صحي.
5. النوم يحمي من مرض ألزهايمر:
تقدَّم الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس (Washington University School of Medicine) إلى أبعد من ذلك عبر قياس تركيز ببتيد بيتا النشواني، وهو بروتين مرتبط بمرض ألزهايمر في السائل الدماغي الشوكي للأشخاص المحرومين من النوم، اختبر الباحثون 8 أشخاص أصحاء تتراوح أعمارهم بين 30-60 عاماً، لم يعانوا أي اضطرابات في النوم؛ إذ نُظِّم المشاركون في ثلاثة حالات؛ فسُمح للمشاركين في الحالة الأولى بالحصول على ليلة نوم طبيعية، بينما حُرم أولئك الذين في الحالة الثانية من النوم، وتكونت الحالة الثالثة من مشاركين ناموا باستخدام الأدوية.
أُخذت عينات من السائل الدماغي الشوكي لكل حالة كل ساعتين لتتبع أيَّة تغييرات في تركيز ببتيد بيتا النشواني؛ فوجد الباحثون أنَّ تركيز ببتيد بيتا النشواني كان أعلى عند المشاركين الذين كانوا في مجموعة الحرمان من النوم، كما أنَّهم لم يروا أيَّ اختلافات في ببتيد بيتا النشواني بين المشاركين الذين أمضوا ليلة نوم طبيعية مقابل أولئك الذين ناموا باستخدام الأدوية، كما تشير هذه النتائج إلى أنَّ الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من ببتيد بيتا النشواني؛ لأنَّ قلة النوم تمنع التخلص من السموم ليلاً، ويمكن أن يزيد هذا من خطر تكوين كتل من ببتيد بيتا النشواني (المعروفة باسم اللويحات)، والتي تُعدُّ السمة المميزة لمرض ألزهايمر.
في الختام:
يُعدُّ الحصول على قسط كافٍ من النوم هاماً لصحتك مثل ممارسة الرياضة وتناول الطعام جيداً، إنَّه هام ليس من أجل الحفاظ على الوظيفة الإدراكية العالية يوماً بعد يوم فحسب، لكن للتخلص من السموم التي تتراكم طيلة حياتك بسبب التفكير أيضاً؛ لذا اخلد إلى الفراش في وقت أبكر بقليل من المعتاد، وسيبدأ جهازك الغليمفاوي بالعمل على الفور.
أضف تعليقاً