لكنَّ الجزء الأصعب في التعلُّم هو حقيقة عدم وجود استراتيجيات عامة تناسب الجميع؛ إذ تختلف قدرات كل شخص وطريقته في التعلُّم والدراسة، ومن أجل ذلك جمعنا لك بعض التقنيات الأكثر فاعلية للتعلُّم عبر الإنترنت والتي يمكن أن تُطبِّقها بنفسك.
على الرغم من أنَّ كلَّ شخص له أسلوب وطريقة مفضلة بالتعلُّم، فإنَّ نصائح التعلُّم عبر الإنترنت تنطبق على الجميع؛ لذا نقدِّم لكم الآن الخطوات السبع الأكثر فاعلية للتعلُّم عبر الإنترنت:
1. استخدام تقنيات التعلُّم الملائمة:
أن تستخدم تقنيات التعلُّم الملائمة لك؛ ومعنى ذلك أنَّ هناك أربع طرائق أساسية علينا تعلُّمها:
- طريقة بصرية: التعلُّم من خلال البصر.
- طريقة سمعية: التعلُّم عبر السمع.
- طريقة القراءة والكتابة: التعلُّم من خلال كتابة نص أو من خلال الطباعة.
- الطريقة الحركية: التعلُّم من خلال الحركة البدنية.
لكن لا يوجد أحد يكتفي باتِّباع طريقة واحدة فقط من هذه الطرائق الأربع؛ بل نحن نتَّبع غالباً مزيجاً يَضُمُّ أكثر من طريقة، ومع ذلك هنالك بالتأكيد أسلوب للتعلُّم يفضِّله كلُّ شخص أكثر من بقية الأساليب الأخرى.
يمكن أن تساعدك معرفة طريقة التعلُّم الأكثر تأثيراً فيك على التوصُّل إلى تقنياتٍ واستراتيجيات قريبة من عاداتك الدراسية قدر المستطاع، لكن على الرغم من ذلك، يَظَلُّ في إمكانك اتِّباع ما تشاء من الطرائق الأخرى، أو الاعتماد عليها أكثر ربَّما في ظروفٍ مُعيَّنة.
2. اختيار الزمان والمكان المناسبَين:
لا تنطبق نصائح التعلُّم عبر الإنترنت على التعلُّم عبر الإنترنت فقط؛ بل على التعلُّم وجهاً لوجه كذلك، فمن الهام للغاية اختيار وقت التعلُّم والدراسة المناسب لتحقيق أقصى استفادة من طاقتك وتعزيز فاعلية التعلُّم، فنحن جميعاً لدينا مستويات متفاوتة من الطاقة على مدار اليوم، ويفضِّل بعضنا القيام بنشاطات محددة في أوقات ثابتة من اليوم.
على سبيل المثال، قد يكون الليل هو أفضل وقت بالنسبة إليك للدراسة؛ حيث يمكنك حفظ معلومات أكثر وأن تكون أكثر يقظةً من الصباح، كما يمكن أن ينطبق الشيء نفسه على الدراسة صباحاً؛ نظراً لأنَّ هنالك أناساً أكثر يقظةً خلال النهار مما هم عليه في أثناء الليل.
تُعَدُّ القدرة على تحقيق التوازن بين مستويات الطاقة واليقظة والتفكير في الوقت المناسب، في الوقت ذاته أساسيَّةً حينما يتعلق الأمر بالتعلُّم والدراسة وحتى أداء المهام الأخرى.
إلى جانب الوقت، يُعَدُّ الموقع من العوامل الأخرى الهامة؛ إذ تساهم الأجواء المحيطة بك مساهمة كبيرة في تحديد نوعية الوقت الذي تقضيه في الدراسة والتعلُّم.
من الأمور التي تساعد في تحسين الأجواء:
- الإضاءة.
- مقعد الجلوس.
- مساحة الطاولة.
- الهدوء.
- الاستماع للموسيقى مثل موسيقى الجاز الهادئة والموسيقى الكلاسيكية.
3. تدوين الملاحظات الهامة:
تُعدُّ كتابة الملاحظات الجزء الأهم في عملية التعلُّم والنمو الفكري حتى لو لم تكن تدرس في المدرسة أو في غرفة الصف؛ إذ تحدد جودة الملاحظات المُدوَّنة كم ستكون الدراسة منها مفيدةً لاحقاً.
من علامات جودة ملاحظاتك أن تكون مكتوبة بطريقة تمكِّنك من معرفة تسلسل المعلومات المطروحة.
من هذا المنطلق، تحتاج ملاحظاتك أن تكون مُفصَّلة قدر الإمكان، لتكون قادراً على تذكُّرها، وفي هذه المرحلة أيضاً يمكنك الاعتماد على طريقة التعلُّم التي تلائمك، وفي إمكانك كتابة المعلومات أو طباعتها وتدوين النقاط الرئيسة، أو وضع كلمات تحفِّز الذاكرة على استرجاع المعلومات التي نُوقشَت في الصف، أو الاستعانة بالصور.
ثمَّة بعض الاستراتيجيات الأخرى المفيدة التي يمكن أن تُؤخَذ في الحسبان، منها:
- إذا أُسنِدَت إليك وظيفة قراءة، اقرأها قبل موعد الدرس التالي، وافعل الشيء ذاته مع ملاحظاتك المدونة سابقاً.
- احتفظ بملاحظات المادة نفسها معاً؛ حيث يجب أن يكون لديك دفتر خاص لكلِّ صف أو موضوع تتقصى عنه بعمق، وبهذه الطريقة تتجنب الإرباك واختلاط المعلومات في أثناء مراجعتها.
- دوِّن دائماً النقاط الرئيسة لكلِّ موضوع وبذلك يصبح لديك موجز وفكرة عامة واضحة عن المادة.
4. المُداومة على مراجعة المعلومات وتبسيطها:
بالتأكيد إنَّ مراجعة الملاحظات والأفكار السابقة سيكون مفيداً جداً؛ حيث تُعَدُّ هذه العناصر محفزةً وتمكِّنك من تذكُّر بقية المعلومات، ولكن عوضاً عن انتظار الاختبارات الكُبرى أو بعض المواعيد الرئيسة الهامة، أقترح الاعتياد على تخصيص نصف ساعة يومياً لمراجعة الملاحظات والأفكار حتى لا تتشتت لاحقاً بكمية المعلومات التي تتعامل معها.
من الأمور الأخرى التي تستطيع تجريبها تبسيط المعلومات قدر المستطاع؛ حيث تُعَدُّ هذه الطريقة من أكثر الطرائق المفيدة؛ وذلك لأنَّها تشجِّعك على طرح السؤال التالي: "كيف يمكنني أن أجعل الاحتفاظ بهذه المعلومات أكثر سهولة؟"، وهو سؤالٌ يشجعك على مراجعة الملاحظات وإعادة تنظيمها واختزالها إلى معلوماتٍ مُبسَّطة.
إذا كنت تقوم بتبسيط المعلومات باستمرار - من تنظيم الملاحظات إلى اختزالها - فأنت ما تزال تتعلَّم وتتقدم، وهناك بعض الطرائق الأخرى لتبسيط المعلومات مثل: تعليم الكلمات المفتاحية والأفكار والعبارات ووضع خط تحتها، وفي إمكانك أيضاً استخدام وسائل بصرية أو إنشاء خرائط ذهنية تساعدك على التذكر تذكُّراً أفضل.
5. تجنُّب المشتتات:
تُعَدُّ هذه على الأرجح أوضح نصائح التعلُّم عبر الإنترنت وأهمها؛ وذلك لأنَّ أي تشويش يُعَدُّ سيئاً حينما يتعلق الأمر بمحاولة تعلُّم معلومة ما أو مراجعتها.
في بعض الأحيان، يحدث التشويش بسبب مصادر خارجية نتيجة لظروف خارج إرادتنا، لكن هناك أيضاً العديد من الأمور الداخلية المُشوشِة.
تلك الأشياء مثل: الهاتف الخلوي، ووجود العديد من النوافذ المفتوحة على الكمبيوتر في أثناء القراءة أو الدراسة، فلا يُنظَر إلى هذه الأمور غالباً بوصفها مصادر لتشتيت الانتباه، لكنَّها تُبعِدنا عن التعلُّم.
نقدِّم لك هنا بعض الطرائق التي يمكن أن تخفف الإلهاء:
- اقتناء جهاز يُشغِّل ضجيجاً أبيضاً.
- الاستماع لموسيقى هادئة تساعد على التركيز وتحجب أي ضجة أخرى.
- إغلاق هاتفك الخلوي.
- إغلاق جميع النوافذ أو حتى الامتناع عن فتح مواقع محددة في أثناء عملية التعلُّم.
6. الحديث مع المعلِّمين أو استخدام حلقة التغذية الراجعة:
من النصائح الهامة الأخرى للتعلُّم عبر الإنترنت الحديث مع المعلِّمين حينما يكون ذلك ممكناً، أو استخدام حلقة التغذية الراجعة حينما يكون ذلك غير ممكن.
تشبه حلقة التغذية الراجعة الحديث مع معلِّم؛ إذ إنَّ أهم ما فيها هو أنَّك تؤدي دور المعلِّم وتتعامل مع السؤال من منظورٍ جديد وتستعين بآراء الآخرين.
من خلال التعامل مع الأمر من هذا المنظور، أنت تمنح نفسك تغذيةً راجعةً لا تختلف كثيراً عن علاقة الطالب والأستاذ.
باتِّباع طريقة حلقة التغذية الراجعة أو التحدث مع المعلِّم ستكون قادراً على رؤية الموقف بصورةٍ أوضح وفهمه فهماً أفضل؛ حيث يتيح لك طلب المشورة أيضاً الحصول على أفكارٍ أفضل والتعلُّم تعلُّماً أفضل وأكثر فاعلية.
7. الدراسة مع مجموعة من الأشخاص (عبر الإنترنت أو وجهاً لوجه):
كما هو الحال مع الحديث مع المعلِّم أو استخدام حلقة التغذية الراجعة؛ حيث تُعَدُّ مناقشة الموضوعات مع أشخاص حولك طريقةً أخرى يمكن أن تساعد على تحسين تعلُّمك، وتختلف هذه النصيحة قليلاً عن النصيحة السابقة؛ وذلك لأنَّها تعتمد نهجاً قائماً على التعاون لاستيعاب أمر ما.
هناك فوائد أخرى لوجود شخصين يتبادلان طرح الأسئلة ويدرسان معاً؛ وهو أنَّ ذلك يسمح لك أن تكون أكثر تركيزاً، ويقوِّي علاقتك بالآخرين، ويمكن أن يساعدك في تعزيز الدافع والحفاظ عليه، كما تساعدك الدراسة الجماعية في تعزيز فاعلية الدراسة وكفاءتها أيضاً.
في الختام:
مفتاح الدراسة والتعلُّم هو تبسيط العملية قدر الإمكان، لكن تطوير هذا النظام هو مهارة يمكن لكلِّ شخص اكتسابها وتتطلب منك كثيراً من الوقت والصبر، حيث أضحى هذا واقع الحال، ولا سيما بسبب الجائحة التي عمَّت العالم، والتي أجبرتنا على التعلُّم عن بعد، لكن من خلال نصائح التعلُّم عبر الإنترنت، ستكون قادراً على الاقتراب أكثر من بناء نظامك لجعل التعلُّم والدراسة أكثر فائدة ومتعة.
أضف تعليقاً