هل حياتك بائسة؟ إليك دليل السعادة والنجاح والتخلص من إرهاق الحياة

كيف تتخلص من شعورك بأنَّ الحياة بائسة؟ سؤالٌ استعصى علينا جميعاً في مرحلة ما من حياتنا.



لا بدَّ أنَّك مررت بمرحلة شعرت فيها بالوحدة والعجز، ولا شك أنَّه شعور كريه بأن تسيطر على حياتك مرحلة كهذه؛ إذ يبدو كل شيءٍ عبثياً، وتُحبِطك أتفه الأشياء.

إن مررت بذلك، فأنت على الأرجح تسأل نفسك السؤال الآتي: "لماذا الحياة بائسة للغاية؟"، فكل ما تريده هو أن تحظى بسعادة أكبر، وتشعر بأنَّك معافى وتعيش حياة طيبة، وهذا لا يبدو طلباً مستحيلاً.

الحقيقة أنَّه يمكنك أن تستمتع بالحياة مجدداً، وحتى لو شعرت بأنَّ ذلك مستحيل، يمكنك أن تُحدث تغييراً، ويمكنك أن تحيا حياةً سعيدةً ذات معنى، ولكن كيف؟ ربما يفاجئك الجواب.

ستأخذ فكرة في هذا المقال عن سبب تعاسة الحياة، وكيف تستطيع أن تضفي السعادة إليها ثانية.

3 أسباب تجعلك تشعر هكذا:

في الواقع، الحياة بائسة في بعض الأحيان، وهذا الأمر ليس سراً؛ إذ تصعب هذه التحديات على بعضنا أكثر من غيره، فيعاني أناس عدة من الاكتئاب، والوحدة، والقلق.

بطبيعة الحال، فإنَّ 1 من كل 10 أشخاص يعانون من الاكتئاب بمفردهم؛ إذ تؤكد هذه الإحصائية وحدها على أنَّ الحياة بائسة بالفعل - بالنسبة إلى معظمنا على الأقل - في مرحلة ما.

الحياة قاسية، وبالأخص إن حاولت المقاومة خلال هذه الأوقات الصعبة، فأحياناً نقسو على أنفسنا، ونشعر بالحيرة والإحباط؛ لهذا السبب، فإنَّ الكوتشينغ والعلاج النفسي يساعدانك أيضاً؛ إذ لربما يرى بعض الناس الأمور من زاوية أخرى، ويكون بمقدورهم مساعدتك على التوقف عن تعذيب نفسك من دون أن تدري.

ثم إنَّ هناك أمراً هاماً يجب أخذه في الحسبان قبل الغوص في الأسباب؛ فهذه مقالة ليست ذات محتوى طبي ولا تحوي أيَّ نصائح من هذا النوع؛ لذا إن كنت تعاني من مشكلات نفسية حادة، فاطلب نصيحة من مختص، فهو من سيساعدك على التعافي من جديد.

والآن لنعرض الأسباب التي تجعل الحياة تبدو بائسة:

1. التوقعات الخاطئة:

تتقدم التكنولوجيا هذه الأيام أكثر بكثير ممَّا يمكن لأحدنا أن يواكبه، والأدوات التي من المفترض أن تبقينا على تواصل هي ما يجعلنا نشعر بالوحدة أحياناً.

نحن مجبولون على مقارنة أنفسنا بالآخرين، ومن ثمَّ يمكن لمحيطك أن يؤدي دوراً كبيراً في التوقعات التي تضعها لنفسك، لا سيَّما حين يعرض كل شخص أفضل ما لديه على وسائل التواصل الاجتماعي.

يجمع كبار المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي متابعيهم بناءً على ذلك، ثم إنَّك كلما ازداد استغراقك في هذه الأشياء، ازداد اعتقادك أنَّ هذه هي الطريقة الطبيعية للعيش، لقد مر جميعنا بذلك، وحتى قبل وسائل التواصل الاجتماعي.

تكمن المشكلة في أنَّك قد ترى أسلوب حياة ما رائعاً في أغلب الأحيان، وترغب فيه لنفسك، ولكن بمجرد أن تنال نمط الحياة هذا، يتضح أنَّك لم تكن تريده على الإطلاق؛ ولهذا السبب فإنَّ الوعي بالذات هام للغاية، فمن أنت؟ وما الذي يجعلك سعيداً؟

كن صريحاً في كيفية إجاباتك عن هذه الأسئلة، فالحياة التي تراها على "إنستغرام" (Instagram) ليست حقيقية على الإطلاق.

لا تبحث عن الوظيفة الأعلى أجراً إذا كنت تريد النجاح؛ بل ابحث عن الوظيفة التي تحتوي على العمل الذي تستمتع به أكثر من غيره، وهكذا تحصل على نجاح حقيقي، فهذه هي الطريقة التي تبدأ بها تكوين مجموعة أفضل من التوقعات.

لأنَّه عندما لا تتوافق حياتك مع توقعاتك، فإنَّك ستعاني، وإذا بنيت توقعاتك على أسلوب حياة شخص آخر، فسينتهي الأمر بكارثة.

إقرأ أيضاً: ما الذي عليكَ فعله عندما تجعلك مواقع التَواصل الاجتماعي بائساً؟

2. الفشل في تقدير الوقت:

مشكلة مجتمعنا أنَّه يخفق في إدارة الوقت، ومن المؤسف كيف يشعر من هم في سن الثلاثين بالضغوط لأنَّهم لم يعرفوا ما يريدونه من الحياة؛ إذ إنَّك حتى لو بلغت 50 عاماً، يمكنك إحداث تغيير إيجابي في حياتك.

عندما يبلغ المرء 18، يبدأ الضغط من أجل اختيار دراسة تؤهله إلى مسيرة مهنية لبقية حياته، وهو قرار كبير، علماً أنَّ معظمنا لا يعلم أنَّه يمكنه تغيير ذلك مستقبلاً.

حتى لو ضاعت العشرينيات من عمرك في اللهو والعبث، يمكنك إصلاح ذلك في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، ويمكن أن تكون لديك مهنة كاملة في كل 10 سنوات من حياتك.

يتعلق الأمر بالتوقعات الخاطئة التي لدينا؛ إذ عندما تبلغ من العمر 25 عاماً، يبدأ أقرانك بتكوين العلاقات، ويحصل العديد من أصدقائك على وظائف ثابتة بأجر جيد، وربما يتزوج بعضهم وينجبون أطفالاً، بينما قد تشعر بالتعثر في أثناء ذلك، وتسأل نفسك عن سبب تعاسة الحياة، والمشكلة أنَّهم يمرون بالصراعات التي تمرُّ بها نفسها.

يجب أن تعلم أنَّ الوقت في صالحك؛ لذا ابدأ باستكشاف الأشياء للعثور على ما هو أكثر أهمية بالنسبة إليك، فجرب مسارات وظيفية مختلفة إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ بعد.

ابدأ بالمرحلة التي تشعر بها أنَّك مستعد، ولا تتوقع أن تستقر كل أمورك، واجرِ مع التيار، واستمتع بالمرحلة العمرية التي تمرُّ بها.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

3. التفكير في أنَّ الحياة خياران لا ثالث لهما:

أحد أهم الأسباب التي تجعلنا نتساءل عن سبب التعاسة هو أنَّنا نعمِّم كل شيء، فعندما نواجه تحدياً في نقطة معيَّنة، نجيد تعميمه على باقي النقاط.

لنقل على سبيل المثال: إنَّك فشلت على الصعيد العاطفي، فربما يخبرك الطرف الآخر بأنَّك مثالي ولكنَّك لا تناسبه، وإذا كنت تعتقد بأنَّ في الحياة خيارين لا ثالث لهما، فسيدور الحوار التالي في ذهنك:

"أنا فاشل عاطفياً، لقد أهدرت وقتي وأنا أحاول، وكل تجاربي العاطفية تجري على هذا المنوال، وأشعر بالغربة حتى بين أصدقائي، وحتى عملي لا يسير على ما يرام، ويبدو أنَّ لا شيء ينجح معي البتة".

بمجرد أن تتبنى نمط التفكير هذا، سيصبح من الصعب التخلي عنه، فهو حفرة يمكن أن تعلق فيها إلى الأبد، إلَّا أنَّ إحدى الطرائق للتخلص من ذلك، تكمن في ممارسة الوعي الذاتي، وتُعَدُّ كتابة اليوميات ذات تأثير إيجابي في ذلك؛ ذلك لأنَّها تهدئ من عواطفك وتفسح لك المجال كي تفكر منطقياً.

في النهاية، ستعلم بأنَّ ذلك السيناريو الذي تردده لنفسك غير صحيح، وستتمكن من تخطيه.

ماذا تفعل عندما تخذلك الحياة؟

الحياة على أرض الواقع صعبة، وبائسة أحياناً، ومن البديهي أن نتساءل عن الهدف من الحياة.

نواجه المحن جميعاً أحياناً؛ إذ على سبيل المثال: يعمل بعضنا أكثر من غيره، وهذا يبدو غير عادل، لكن هكذا تجري الحياة ولا يد لنا في ذلك، ومع هذا، فإنَّ هناك ما يمكنك تغييره، ألا وهو كيفية تعاملك مع همومك؛ إذ إنَّ طريقة تعاملك مع الصعوبات والتحديات هي السر كي تحيا حياة مثالية، ومن يجدون لمعاناتهم معنى، يعيشون حياةً أكثر سعادة من غيرهم.

لكن تكمن المشكلة في أنَّ معظم الناس لا يدركون كيف يجتازون هذه الأوقات العصيبة، فالمدرسة لم تعلِّمنا هذه الأمور، وإن كنت محظوظاً، فقد يأخذ والداك بيدك خلال هذه الأوقات، ومع ذلك، للأسف، يشعر الكثير من الناس بأنَّهم تائهون ويكررون تلك الأفكار السلبية في أذهانهم.

كيف تنجو من تلك المتاهة؟ عندما أراد الباحثون أن يأخذوا فكرة أفضل عمَّا يحبط الناس، خرجوا بالإجابات الآتية:

إن أردت أن تخرج من تلك الدوامة، فالبداية الجيدة تقبع في الإجابات أعلاه؛ فابحث عن صلات اجتماعية وثيقة، ومارس الرياضة، وابدأ بالتركيز على نفسك.

5 نصائح كي تضيف لمعاناتك معنى:

لا بُدَّ أن تمرَّ بالمعاناة في حياتك، ولا بأس في ذلك، فالسر ليس في عدم المعاناة؛ بل في إيجاد معنى وراءها، وبمجرد أن تقدر على ذلك، ستستعيد طاقتك.

لن يكون الأمر سهلاً على كل حال، ولكنَّه يستحق بذل المجهود كي تغير من نظرتك إلى الأمور؛ إذ بمجرد أن تتخلى عن مقاومة المعاناة، ستتمكن من التغلب عليها.

1. تقبَّل وقدِّر:

الحياة أشبه بنهر؛ لأنَّ كليهما يسير نحو الأمام دونما كلل، ومثل النهر، الحياة في سير دائم، فإن وقعت في النهر، هل ستسبح عكس التيار؟

على الأغلب أنَّك لن تفعل، وسيكون ذلك مضيعة لقواك؛ لذا فالخيار الأفضل أن تدع النهر يحركك نحو الأمام وتستعمل قواك في أمر آخر، كتوجيه نفسك على سبيل المثال، عندما يتفرع النهر، أو لتفادي الصخور التي ستعترضك، هذه مقاربة رائعة للحياة.

وتماماً كما النهر، ستسير الحياة إلى الأمام فحسب، ولن يساعدك التعلق بالماضي أو النحيب بشأن أمور مضت؛ لذا ركز على القرارات التي بين يديك، عندما تفعل ذلك، ستتقبل بأنَّ النهر موجود، وستتقبل بأنَّه يسير إلى الأمام، وكلما اقتنعت بذلك أكثر، ستصبح رحلتك أسهل.

لا زلتَ قادراً على اختيار كيفية تجاوبك مع ظروف الحياة؛ لذلك، فإنَّ الاستجابة من ضمن مسؤولياتك.

2. مارس الرياضة:

يحسِّن التمرين من شعورك على الفور؛ إذ بمجرد أن تبدأ بتحريك جسدك، ستشعر بأنَّك أفضل، وستشعر أنَّك أفضل بكثير إن تمرنت في الهواء الطلق، ومع هذا، عندما لا نشعر أنَّنا على ما يرام فإنَّ التمرين هو آخر ما نفكر فيه.

أصعب أمر هو القيام بالخطوة الأولى في التمرينات، فهي الخطوة التي تتطلب قوة الإرادة؛ لذا احرص على البدء برفق، على سبيل المثال: استعد عن طريق تحضير ملابسك وحذائك قبل يوم، وتأكد من جاهزيتك لليوم التالي كي تنهض وتنطلق، وإن كنت تجد التمرين صعباً، فاخرج وتمشَّ فحسب؛ إذ إنَّ مشية قصيرة كفيلة بإطلاق هرمون الإندورفين (endorphin)، وبجعلك تشعر بالراحة، إنَّه الدواء الأنجع للسعادة.

إقرأ أيضاً: الرياضة وأهم فوائدها النفسيّة والجسدية

3. اتخذ هدفاً:

الهدف هو سبب وجيه للقيام بأمر ما، على سبيل المثال: يمكن أن يكون هدفك هو تشجيع التعليم في البلدان الإفريقية ومساعدتهم على بناء المدارس، أو قد يكون هدفك ممارسة نشاط اجتماعي ما، أو أن تربي أطفالك.

السبب في فاعلية الهدف هو أنَّه يركز على الصورة الكبيرة، ويحفزك كي تعلم بأنَّ ما تفعله يؤثر في العالم أبعد من حاجاتك الشخصية، فضلاً عن أنَّنا لا نميل إلى الاستسلام عندما يعتمد الآخرون علينا، وهنا تكمن أهمية الهدف.

لذا، إن كنت تعاني من بعض الصعوبات أو الألم في الوقت الحالي، ففكر في الأمر؛ هل هناك طريقة يمكنك بها أن تضفي مغزىً على معاناتك؟ وهل يمكنك تحويل ضعفك إلى قوة؟

إن كنت تخسر وزناً على سبيل المثال، فهل يمكن أن تحول ذلك إلى قوة؟ ربما تعرف شخصاً آخر يحاول أن يخسر وزناً ويمكنك أن تكون قدوة له، أو إن لم تكن واثقاً أيَّ مهنة تختار، فلِمَ لا تصبح كوتشاً شخصياً؟

لديك الكثير من الخيارات كي تحول "ضعفك" إلى قوة وطاقة شخصية؛ فأنت أكثر قوة ممَّا تظن، وإن كانت لديك مشكلة في هذه النقطة، فلا تقلق؛ إذ إنَّه في بعض الأحيان، كل ما تحتاج إليه كي تعود إلى المسار الصحيح هو بعض الأهداف السهلة.

4. ضع أهدافاً سهلة:

عندما تسأل نفسك عن سبب تعاسة الحياة، فإنَّ المشكلة تكمن في تركيزك على السؤال نفسه، علماً أنَّك ستجد في نهاية الأمر الجواب عن هذا السؤال.

من هنا كانت الأهداف ضرورية لتعيد توجيه تركيزك، فما هو الهدف السهل الذي يمكنك اتخاذه والعمل فعلياً عليه؟ ربما يكون أمراً سهلاً؛ كالذهاب إلى المشي مدة 30 دقيقة كل ظهيرة، وفي أثناء ذلك التبسُّم للناس الذين تمرُّ بهم.

تساعدك الأهداف السهلة كي تصرف انتباهك إلى الأمور الإيجابية، فإن كان حلمك أن تؤلف كتاباً، فابدأ بكتابته، وإن أردت تعلُّم لغة جديدة، فلِمَ لا تبدأ بأخذ بعض الدروس، وإن أردت أن تجرب وظيفة جديدة، فتعلَّم بعض الأمور عنها.

ضع أهدافاً سهلة لنفسك، وابدأ العمل عليها منذ اليوم، ثم بعد حين، ستتوقف عن سؤال نفسك عن سبب بؤس الحياة.

5. أنشئ العلاقات ووطِّدها:

الوحدة إحدى أهم الأسباب التي تدعو إلى الحزن، وليس مفاجئاً أنَّ علاج هذا يكمن في امتلاك علاقات قوية مع أشخاص رائعين، ليبقى السؤال هو أين وكيف تجد هؤلاء؟

بدايةً، اعرف ما يسليك، واعرف الأشخاص الذين تريد وجودهم من حولك، ثم ابحث عن الأماكن حيث يمكنك إيجاد هؤلاء الناس والتواصل معهم.

من الجيد أن تحظى بالوعي الذاتي ابتداءً؛ لأنَّك بذلك ستعلم تماماً من تريده بجانبك، وسيصبح من السهل أن تجده.

يزيد البحث عن أشخاصٍ يفكرون مثلك من فرصك بإنشاء صداقات أيضاً، فإن كنت من محبي الرياضة على سبيل المثال، فاذهب إلى الأماكن التي يمارس فيها الناس الرياضة بكثرة، وإن كنت تستمتع بالعمل، فاذهب إلى أماكن العمل الجماعية مرة أسبوعياً.

تُعَدُّ هذه نقطة بداية جيدة؛ لأنَّك ستجد اهتمامات مشتركة، والاهتمامات المشتركة هي أساس الصداقة.

لماذا الحياة رائعة؟

الحياة قاسية في بعض الأحيان، وأنت الآن قد تعلمتَ بأنَّ تلك الحقيقة لن تتغير، وأنَّ ما يمكن أن يتغير هو موقفك واستجابتك للأوقات العصيبة.

مع النصائح التي ذكرناها آنفاً، يمكنك أن تتعلم تقدير الأوقات الصعبة، وبمجرد أن تجد معنى أعمق في تلك الظروف، ستهون عليك أكثر، فضلاً عن أنَّها الطريقة الأسرع كي تعود إلى المسار الصحيح وتستمتع بجمال الحياة ثانيةً.

المصدر




مقالات مرتبطة