نصائح لإبقاء شعلة الحماسة متقدة

هل مر عليك شعور بأنَّه "لا يزال لدي يوم عمل كامل آخر لأقضيه"؟ إنَّه شعورٌ بغيض، وأسوأ ما في الأمر هو معرفة أنَّه يجب عليك الاستيقاظ، والذهاب إلى العمل، وأن تكون مُنتِجاً في الوقت الذي تشعر فيه بالتشتيت، وعدم التحفيز، وتُفضِّل العودة إلى الفراش، وأصعبُ ما في الأمر؛ هو أنَّه على الرغم من أنَّك قد تعلم تماماً أنَّك لست الشخص الوحيد الذي يشعر هكذا، فإنَّ ذلك يمكن أن يُشعِرُك بالوحدة الشديدة.



إذا شعرت بتلك الكآبة وأردت التخلُّص منها، فجرب هذه النصائح الست لرفع معنوياتك في ذلك اليوم:

1. تناوَل وجبة فطور صحية وخطِّط لتناول الغداء:

أول شيء يمكنك القيام به لرفع دافعك يوم الجمعة؛ هو تناول وجبة فطور صحية، لقد سمعنا جميعاً عبارة "الإفطار هو أهم وجبة في اليوم"، لكن اتَّضَحَ أنَّ الأمر لم يكن مجرد وجبة كان آباؤنا يطلبون منا أن نأكلها قبل المدرسة؛ حيث أَظهَرت الدراسات أنَّ تناول وجبة الإفطار يمكن أن يساعد على تحسين الذاكرة والحفظ والمزاج والوظائف الحركية البصرية.

ومع ذلك، فقد وجد الباحثون دليلاً على أنَّ فوائد المغذيات الدقيقة التي توفرها وجبة الإفطار، تزول بعد فترة، تماماً مثل السيارة المملوءة بالوقود الذي ينفد بعد رحلة طويلة، يحتاج الجسم أيضاً إلى التزُّود بالوقود؛ لذا، فالتخطيط لتناول وجبتي الإفطار والغداء في يوم لا تشعر فيه بالنشاط، يمكن أن يمنحك تلك الدفعة الإضافية التي تحتاج إليها لقضاء يومك.

يمكن أن يؤدي إهمال تناول الوجبات إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، مما يجعلك تشعر بالضعف والتعب، إذا كنت تعاني بالفعل من الشعور بعدم التحفيز، فإنَّ عدم تناول الطعام، سيجعلك تشعر أكثر بالكسل وقلة الرغبة في إنجاز أي شيء.

2. أعطِ الأولوية لما هو عاجل:

لا أحد يريد إهدار أي طاقة ثمينة في محاولة لمعرفة ما يجب القيام به عندما يشعر بالفعل بعدم التحفيز.

بصرف النظر عن شخصيتك، هناك احتمال كبير أنَّه بحلول يوم الخميس، في أي أسبوع، يكون لديك أمرٌ أو اثنان على الأقل كان من المفترض أن يكتملا في وقت سابق من الأسبوع، ولكن لم يتم الانتهاء منهما، إليك هذه الخدعة السريعة لمعرفة ما هو عاجل.

فقط اسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة:

  • هل هناك أي مشاريع ذات مواعيد نهائية مرَّت بالفعل ولكنَّها لا تزال مطلوبة؟
  • أي من هذه المشاريع هو الأكثر تأخُّراً؟
  • من بين المشاريع المتأخرة، ما الذي سيستغرق أقل وقت لإحراز تقدُّم كبير أو للإنجاز؟

من المفترض أن يساعدك هذا على تحديد مهمة واحدة على الأقل بسهولة، والتي يمكنك قضاء بعض الوقت في العمل عليها بجد، وأنت تعرف أنَّك تُنجِز شيئاً مُهِماً.

إقرأ أيضاً: مصفوفة الأعمال ذات الأولوية

3. أنجِز المهام السهلة أولاً:

هناك طريقة أخرى لتجديد دافع يوم الخميس؛ وهي التعامل مع المهام السهلة، لا حرجَ في القيام بالأشياء السهلة أولاً، ربما تكون مُرهَقاً جداً وستستهلك المهام العاجلة الكثير من الطاقة؛ لذا أَنجِز المهام السهلة الواضحة أولاً كرسائل البريد الإلكتروني، وحفظ الملفات، وإدخال البيانات، وتسوية المستندات، ومكالمات المتابعة، وتحرير العمل المكتوب أو مراجعته، والبحث، وهي كلها مهام سهلة ومباشرة.

يمنحك إتمام هذه المهام الأسهل إحساساً بالإنجاز، ويمكنك الاستفادة من هذا الإحساس بالإنجاز لمساعدتك على التعامل مع بعض المهام الصعبة أو إنجاز المهام السهلة جميعها؛ لذا في الأسبوع التالي، يمكنك تخصيص وقتك للمشاريع الأصعب.

4. امنح نفسك استراحتَين على الأقل:

امنح نفسك فترتين - على الأقل - من فترات الراحة خلال يوم العمل، الحياة مُرهِقة، والشعور بأنَّك مضطرٌّ إلى العمل عندما لا تشعر بالقدرة على ذلك هو أمر مرهق؛ لذا دعونا لا نُفاقِم الأمر من خلال إجبار أنفسنا على الجلوس أمام الكمبيوتر لوقت طويل دون فترات راحة، إنَّ أيام الاعتقاد أنَّ "الغداء للكسالى، والعمل 80 ساعة في الأسبوع هو ما يجب أن تفعله" قد ولَّت بالفعل.

في الواقع، اكتشف العلماء أنَّه على الرغم من أنَّ "أخذ فترات راحة قصيرة في يوم العمل، قد لا يكون له تأثير واضح مثل أخذ عطلة، فقد وجدت الأبحاث فوائد كبيرة لذلك، وأكَّدت الدراسات أنَّ فترات الراحة يمكن أن تقلل أو تمنع الإجهاد، وتساعد على الحفاظ على الأداء لوقت طويل من اليوم وتقليل الحاجة إلى التعافي الطويل في نهاية اليوم".

قبل أن تجلس أمام مكتبك ليوم العمل، اضبط المنبه على 3 فترات اثنتين لمدة 20 دقيقة واستراحة غداء واحدة، أنت لا تُثبِت شيئاً لأي شخص من خلال إجبار نفسك على أن تكون بائساً أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك، فأنت تستحق الراحة والرحمة؛ لذا اجعل فترات الراحة هذه عملاً أساسياً من أعمال العناية الذاتية.

5. استمِع لبعض الموسيقى المبهجة:

هناك طريقة أخرى لتحسين دافعك يوم الخميس؛ وهي الاستماع لبعض الألحان المبهجة، فالموسيقى دواء، وليس لغزاً أنَّ اهتزازات الصوت يمكن أن تؤثر في مزاجنا، فقد عَرِفت المجتمعات القديمة ذلك واتَّبَعته من خلال ممارسات مثل الترانيم، واستخدام الأوعية الرنانة، والأجراس، وغيرها من الآلات الصوتية كأدوات للشفاء، وممارسات مثل التأمُّل واليوغا تَستَخدم الترانيم للشفاء وتعزيز الطاقة، تستخدم بعض المجتمعات الأجراس في العديد من طقوس الشفاء الروحية، في جميع أنحاء العالم الحديث، وتُستخدم الأجراس للشفاء النشط.

يمكن أن يتذكر معظم الناس لحظة واحدة على الأقل في حياتهم عندما ساعدت الموسيقى أو الصوت على تغيير مزاجهم؛ حيث ثَبُتَ أنَّ للموسيقى تأثيراً مباشراً على المستمع، وتُشير الدراسات إلى أنَّ الاستماع للموسيقى في أثناء العمل يمكن أن يؤدي إلى "تحسن في الحالة المزاجية وجودة العمل".

إذا كنت تشعر بعدم التحفيز، فقد يكون حل مشكلتك هو تشغيل ألبومك المفضل في أثناء محاولتك إنجاز بعض الأشياء، وإذا كنت لا تستطيع العمل في أثناء الاستماع للموسيقى بالكلمات ولا تُحِبُّ الموسيقى الكلاسيكية أو موسيقى الجاز التقليدية، فاستكشف أنواعاً أخرى ربما تُفضِّلها.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات للحفاظ على استمرارية التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

6. امنح نفسك شيئاً تتطلع إليه:

من يُمارِس اليوغا يشعر بأنَّه حاضرٌ في الوقت الحالي، لكن في بعض الأحيان، يكون ذلك صعباً للغاية، ولن يساعد تركيز الاهتمام بشدة على لحظات الحاضر على تحسين حالتك المزاجية، ففي تلك اللحظات، يمكن أن تكون الاستفادة من قوة التوقُّع الإيجابي سلاحك السري؛ وذلك لأنَّ معرفة أنَّ شيئاً جيداً قادم في طريقك يدفعك إلى إنجاز تلك المهام التي قد لا ترغب في القيام بها بالضرورة.

كلنا نُحِبُّ أن نُكافأ، خاصة عندما نفعل شيئاً لا نريد القيام به، إنَّ إعطاء نفسك شيئاً تتطلع إليه، هو السبيل لضمان مكافأتك على العمل الشاق الذي تقضيه خلال اليوم.

ليس من الضروري أن تكون المكافأة هائلة، فيمكن أن يكون شيئاً صغيراً مثل تناول المثلجات، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، أو قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، أو استخدام الهاتف، وعدم إزعاج نفسك لبضع ساعات.

جرِّب هذه الأمور عندما تشعر بالكآبة في يومِ الخميس، فكر في شيء يمكنك أن تتطلع إليه مهما كان صغيراً، ولاحظ كيف يُغَيِّر طاقتك.

المصدر




مقالات مرتبطة