متلازمة الرأس المنفجر: أسبابها وعلاجها

هل سمعت يوماً أنَّ أحداً يعاني من متلازمة الرأس المنفجر؟ ماذا تعني هذه المتلازمة؟ وما هي أعراضها وأسبابها وطرائق علاجها؟ هذا ما ستعرفه عند قراءة هذا المقال.



أولاً: ما هي متلازمة الرأس المُنفجر؟ وما هي أعراضها؟

تُعَدُّ متلازمة الرأس المُنفجر من اضطرابات النوم التي تقع ضمن الأشياء غير الطبيعية التي تحدث للناس في أثناء النوم "الباراسومنيا"؛ وهو خطل نومي يشكو فيه المصاب من هلوسات سمعية وفي بعض الأحيان بصرية، وبسبب هذه المتلازمة يسمع المصاب أصواتاً مزعجة داخل رأسه كأصوات الرعد أو الانفجارات أو أزيز الأسلاك الكهربائية أو إغلاق الباب بقوة، وتكون هذه الأصوات ليست موجودة إلَّا في رأسه فحسب.

يصف بعض الأشخاص ما يمرون به كأنَّه انفجار قنبلة داخل رؤوسهم؛ إذ يمكن تعريف هذه المتلازمة بأنَّها ظاهرة سلوكية أو نفسية غير مرغوب فيها، وتحدث خلال النوم أو في فترة الانتقال من النوم إلى اليقظة.

الطبيب سيلزوير ميتشيل هو أوَّل من وصف هذه الاضطرابات؛ وذلك عندما وصف حالة رجلين بأنَّهما يعانيان من حالة سمَّاها الانبعاثات الحسيَّة، واستُخدِمَت كلمة الرأس المنفجر من قبل بيرس الذي وصف حالة حوالي 40 شخصاً لديهم نفس الأعراض.

لا يترافق سماع الأصوات مع أي ألم جسدي، وتحدث النوبة بشكل مفاجئ في أثناء النوم وغالباً ما تحدث بعد نحو ساعة أو ساعتين من النوم، وقد تحدث في حال الاستيقاظ في أثناء الليل أيضاً، وتستمر النوبة لمدَّة ثانية تقريباً وتزداد بازدياد القلق والتوتر والسهر، ومن الجدير بالذكر أنَّ متلازمة الرأس المنفجر قد تحدث عند بعض الأشخاص عدَّة مرات خلال الليلة الواحدة، وقد تحدث عند آخرين لمرَّة واحدة فقط في العمر.

النساء أكثر عرضة إلى الإصابة بمتلازمة الرأس المنفجر من الرجال، وأيضاً الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق بسبب فارق التوقيت أو اضطرابات النوم هم أكثر عرضة من غيرهم إلى الإصابة، ولا يوجد عمر محدد لبدء الإصابة على الرغم من أنَّ متوسط عمر الإصابة بها هو 58 عاماً، وبشكل عام فإنَّ انتشار هذه المتلازمة ليس كبيراً، ورغم ذلك قد أكَّد الباحثون أنَّ الكثيرين من الناس قد مرُّوا بها، ومعظمهم اعتقدوا أنَّها سكتة دماغية.

لقد استدعت امرأة أمريكية الشرطة لأنَّها سمعت طلقات نارية خارج منزلها، وبعد وصول الشرطة وإجراء التحقيقات اللازمة لم تجد أيَّة آثار لهذه الطلقات، وفي حديث لهذه السيدة مع صحيفة نيويورك بوست أكَّدت أنَّها سمعت صوت طلقات نارية وعند وصول الشرطة بحثوا ولم يجدوا شيئاً، وبعد حوالي الشهر عادت السيدة وسمعت نفس الصوت، وهذه المرَّة لم تتصل بالشرطة فقد اعتقدت أنَّها فقدت عقلها وتكرر معها الأمر كثيراً؛ لتعرف في النهاية أنَّها مصابة بمتلازمة الرأس المنفجر، وما تسمعه من أصوات موجود فقط في رأسها.

أعراض متلازمة الرأس المنفجر:

إضافةً إلى سماع أصوات مزعجة غير موجودة في الأساس، توجد بعض من الأعراض المصاحبة لهذه المتلازمة تتلخَّص في: ملاحظة ما يُشبه الوميض الضوئي خلال حدوث النوبة مع تعرُّق وتسارع في نبضات القلب وصعوبة في التنفس وصعوبة في العودة إلى النوم، ويتصاحب هذا كله مع الإحساس بالرعب والخوف.

شاهد: 6 أسباب مسؤولة عن إصابتك بالكوابيس

ثانياً: أسباب متلازمة الرأس المنفجر

لم يُحدَّد حتى الآن سبب حقيقي ومؤكَّد للإصابة بمتلازمة الرأس المنفجر، وقد تضاربت النظريات التي حاولت تفسير هذه المتلازمة، لكن توجد بعض الأسباب المحتملة التي سنتعرَّف إليها فيما يأتي:

  1. يُعتَقد أنَّ مشكلات الأذن الداخلية أو وجود خلل ما فيها قد يرتبط بهذه المتلازمة.
  2. أعراض متلازمة الرأس المنفجر من الممكن أن تكون دليلاً على الإصابة بصرع الفص الصدغي الدماغي الطفيف.
  3. قد تحدث هذه المتلازمة أيضاً بسبب الإصابة بالقلق أو بسبب الاضطراب العصبي في جذع الدماغ.
  4. من الأسباب الأخرى المُحتملة الهالة التي تسبق نوبة الشقيقة.
  5. التوقُّف عن تناول بعض الأدوية دون استشارة الطبيب وبشكل مفاجِئ قد يكون سبباً للإصابة بهذه المتلازمة، كالأدوية المُستخدمة في علاج الاكتئاب أو الأدوية المهدِّئة، وأيضاً تعاطي الحبوب المخدرة أو الحبوب المنوِّمة بشكل مستمر.
  6. يعتقد بعض الباحثين أنَّ انفصال الجسد عن الواقع أمر طبيعي عند الذهاب إلى النوم؛ كأن يصبح الشخص في حالة شلل، وفي حالة متلازمة الرأس المنفجر توجد منطقة مسؤولة في الدماغ عن مراقبة هذا الانفصال؛ أي منطقة التكوين الشبكي ما يشبه التعثر وهذا التعثر يسبب تأخراً في عملية الانفصال، وقد يتم التأخُّر بالانفصال أيضاً بسبب إعاقة موجات ألفا في الدماغ، وتُعَدُّ هذه الموجات مسؤولة عن الشعور بالنعاس، وأيضاً قد يكون التأخير لأنَّ موجة من النشاط العصبي حدثت بشكل مفاجئ في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات، والخلايا العصبية تحترق جميعها ودفعة واحدة كما يعتقد الباحثون وهذا ما يكون سبباً في شعور الشخص بهذا الانفجار أو الأصوات المزعجة.

يرى الباحثون أنَّ هذه النظرية هي الأكثر إقناعاً؛ وذلك بعد إجراء مجموعة من البحوث على أناس من خلال مراقبة نشاط أدمغتهم في أثناء النوم، ويقول أحد الأطباء إنَّ هذه النظرية منطقية، فهي تتسم بالطبيعة الكهربائية؛ إذ يترافق الشعور بالانفجار مع صوت مرتفع جداً كأنَّك أوصلت طرفي سلكين بدائرة كهربائية، على حد تعبير الطبيب.

ثالثاً: تشخيص متلازمة الرأس المنفجر وعلاجها

عندما يُصاب المريض بحالة من القلق الشديد؛ إذ يصبح هذا القلق مؤثراً في ساعات نومه بشكل متكرر ومستمر، يجب مراجعة الطبيب، إضافةً إلى أعراض المتلازمة والسيرة المرضية للشخص المصاب يلجأ الطبيب إلى الطرائق الآتية في التشخيص:

  1. تخطيط كهرباء الدماغ: من خلال هذا التخطيط يتمكَّن الطبيب من معاينة النشاط الكهربائي لدماغ المريض.
  2. التصوير الشعاعي: تتضمن هذه الطريقة استخدام الرنين المغناطيسي لتصوير الدماغ.
  3. تخطيط النوم: تتم من خلال هذا التشخيص مراقبة الموجات الدماغية، ونبضات القلب، ومعدل التنفس، إضافةً إلى حركة اليدين والذراعين خلال النوم.

علاج متلازمة الرأس المنفجر:

يختلف العلاج من مريض إلى آخر؛ إذ إنَّه لا يوجد علاج محدد لمتلازمة الرأس المنفجر، فإذا كانت النوبات تحدث بمعدل مرة واحدة كل عدة أشهر، فهذا يعني أنَّ النوبات نادرة، ويقتصر العلاج على معرفة الشخص بأنَّ هذه الحالة المصاب بها متلازمة مُشخَّصة والكثيرون غيره مصابون بها، وفي حال كان عدد النوبات كبيراً بشكل يؤثِّر أكثر في نوم المريض وفي إنتاجيته لا بدَّ من التدخُّل العلاجي.

فيما يأتي مجموعة من طرائق العلاج:

  1. العلاج بالأدوية: يستخدم الأطباء مجموعة من الأدوية لعلاج هذه المتلازمة كالأدوية المضادة للقلق، والأدوية المضادة للصرع، ومضادات الاكتئاب، وحاصرات قنوات الكالسيوم.
  2. العلاج غير الدوائي: يُعَدُّ الحصول على أوقات نوم كافية وعلاج القلق من الطرائق المساعدة جداً على السيطرة على أعراض متلازمة الرأس المنفجر؛ لذلك يُنصح بالنوم بين 6 و8 ساعات كل يوم، وممارسة النشاطات التي تساعد على التخفيف من القلق والتوتر كممارسة اليوغا، أو القراءة قبل النوم أو المشي لمسافات قصيرة.
  3. الابتعاد عن شرب الكحول أو المنبهات لأنَّها تسبب القلق.
  4. يُنصح بعدم النوم على الظهر؛ لأنَّ هذه الظاهرة تحدث بشكل متكرر عند النوم على الظهر.
  5. الاسترخاء: كما ذكرنا آنفاً فإنَّ العلاج يختلف باختلاف السبب المُحتمل، فإذا كان السبب التوتر، فإنَّ الاسترخاء سيكون مفيداً لأنَّه يخفف الشعور بالإجهاد ومن ثم عدم ظهور الأعراض.
إقرأ أيضاً: اضطرابات النوم: أنواعها، وأعراضها، وأسبابها، وطرق التخلص منها

مدى خطورة متلازمة الرأس المنفجر:

متلازمة الرأس المنفجر ليست خطرة رغم صعوبة أعراضها، وليس بالضرورة أن تكون هذه المتلازمة إشارة إلى إصابتك بمرض عصبي ما، أو أن يكون لها أيَّة مضاعفات أخرى، ومن الهام جداً أن تعرف أنَّ الأسرة والأصدقاء في إمكانهم تقديم المساعدة من خلال دعمهم للمريض وبث الأمان في نفسه، ويمكن القول إنَّ التداعيات الوحيدة الناتجة عن هذه المتلازمة هي الشعور بالرعب والإحساس بالقلق والتوتر قبل الخلود إلى النوم، وفي بعض الأحيان قد تسبب الأرق للمصاب.

إقرأ أيضاً: 9 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسكَ كي تنعم بنوم أفضل

في الختام:

بات واضحاً أنَّ متلازمة الرأس المنفجر ليست خطيرة، ولكنَّها رغم ذلك تُعَدُّ من التجارب المثيرة للخوف التي قد يتعرَّض إليها الإنسان في حياته؛ لذلك من الهام التعرُّف إليها ومعرفة أعراضها وطرائق علاجها ليشعر الإنسان بالأمان وليخفَّ شعوره بالهلع والخوف منها.

المصادر: 1،2،3،4




مقالات مرتبطة