ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب جيم رون (Jim Rohn)، ويُحدِّثنا فيه لماذا يجب أن تتعلَّم من حياتك الخاصة؟
ثمة اثنين من أفضل مصادر المعلومات المتاحة:
1. تجاربك الخاصة:
كن طالباً جيداً في حياتك وتعلَّم من تجاربك لما توفره لك من معلومات مألوفة وتجعلك تشعر بالرضى عن نفسك؛ لذا اجعل حياتك واحدة من أهم دراساتك، وفي أثناء دراسة حياتك تأكد من دراسة الجوانب السلبية والإيجابية وإخفاقاتك وكذلك نجاحاتك؛ إذ يخدمنا ما يسمى بإخفاقاتنا جيداً عندما نتعلم منها معلومات قيمة وغالباً ما نتعلم من إخفاقاتنا أكثر من نجاحاتنا.
إحدى الطرائق التي نتعلم بها كيف نفعل شيئاً صحيحاً هي ببساطة القيام به بشكل خاطئ؛ وذلك لأنَّ القيام بذلك بشكل خاطئ هو مدرسة رائعة للتعلم، لكن يجب ألا تستغرق وقتاً طويلاً في القيام بذلك فإذا كنت قد ارتكبت شيئاً خاطئاً لمدة 10 سنوات، فيجب ألا تستمر في ذلك الخطأ 10 سنوات أخرى؛ ولكنَّها طريقة واضحة وممتازة للتعلم.
كنت قد عملت لمدة 6 سنوات عندما قابلت المنتور الخاص بي السيد شوف (Shoaff)؛ إذ بدأت عندما كان عمري 19 عاماً، وعندما التقيت به كان عمري 25 عاماً وقال لي: "سيد رون لقد عملت حتى الآن لمدة ست سنوات فكيف عملك؟" فقلت له: "ليس على ما يرام" وقال: "أقترح عليك ألا تفعل ذلك بعد الآن؛ لأنَّ 6 سنوات مدة أطول من أن تقضيها في اتباع خطة خاطئة"، وبعد ذلك سألني: "ما مقدار المال الذي وفرته في السنوات الست الماضية؟"، وأجبته: "لا شيء"، فقال: "من أين أتيت بهذه الخطة؟ هل كانت خطة شخص آخر؟".
قد تكون تلك المواجهات الأولية مؤلمة بعض الشيء في البداية، خاصة إذا كنت قد ارتكبت أخطاء عديدة، لكن فكر في التقدم الذي يمكنك إحرازه عندما تواجه هذه الأخطاء بعد أن تفهم الحياة فهماً أفضل.
شاهد بالفديو: 10 أشياء عليك أن تتجاوزها لتكون من الناجحين
2. تجارب الآخرين:
تذكَّر يمكنك أن تتعلم من الآخرين سواء كانوا قد فعلوا الأشياء فعلاً صحيحاً أم خاطئاً، ويمكنك التعلُّم من الأمور السلبية وكذلك الإيجابية؛ فبعض القصص تسمى أمثلة؛ لذا افعل ما فعله هؤلاء الناس، والقصص الأخرى تسمى التحذيرات؛ فلا تفعل ما فعله هؤلاء الناس، وهي ثروة من المعلومات؛ أي معرفة ما يجب القيام به وما لا يجب فعله، فإذا وردت قصتك في كتاب شخص ما، فتأكد أنَّه يستخدمها بوصفها مثالاً وليس بوصفها تحذيراً، وثمة طريقتان للتعلُّم من الآخرين.
اقرأ الكتب جميعها التي كتبها أو تتحدث عن الأشخاص الذين أنجزوا أشياء عظيمة؛ فالأشخاص الناجحون كلُّهم حول العالم الذين أعرفهم وأعمل معهم هم قراء جيدون؛ وذلك لأنَّهم متعطشون للمعرفة، والقراءة هي القاسم المشترك بينهم جميعاً، كما يستمع الأشخاص الناجحون أيضاً إلى الكتب الصوتية، خاصةً في أثناء وجودهم في سياراتهم أو في أوقات أخرى لا يتمكنون فيها من القراءة.
يمكن أن يساعدنا الصوت على التقاط أفكار ومهارات جديدة بسهولة:
مثل كيف تكون قوياً وأكثر حزماً ومتحدثاً أفضل وقائداً أكثر فاعلية، وكيف تكون ذا تأثير أفضل في الآخرين وتصبح عاطفياً أكثر وتصبح ثرياً ومحنكاً وأكثر إقناعاً؛ فالناس لا يستخدمون هذه المهارات.
لقد كتب أشخاص كثيرون ناجحون قصصهم في الكتب وأخبروا العالم كيف أصبحوا ناجحين ولا يرغب معظم الناس في قراءتها أو الاستماع إليها، والسبب أنَّهم مشغولون على ما أعتقد؛ إذ يقولون: "إذا كنت تعمل حيث أعمل ستعلم أنَّه بحلول الوقت الذي أصل فيه إلى المنزل، يكون الوقت قد فات فيجب أن أتناول الطعام وأشاهد التلفاز قليلاً وأخلد للنوم، فلا أستطيع أن أبقى مستيقظاً في الليل وأقرأ".
لذا تخيل شخصاً متأخراً في دفع الفواتير فهو عامل جيد ومخلص للغاية، ولسوء الحظ يمكنك أن تكون مخلصاً وتعمل بجد طوال حياتك وينتهي بك الأمر إلى الإفلاس والارتباك والإحراج؛ لذا يجب أن تكون أفضل من عامل جيد، ويجب أن تكون قارئاً جيداً ومستمعاً جيداً ولست مضطراً إلى القراءة أو الاستماع إلى البرامج التعليمية في الليل؛ فكلُّ ما تحتاجه هو 30 دقيقة فقط في اليوم.
هذا كلُّ شيء، وزد المدة إذا استطعت، لكن خصص مدة 30 دقيقة على الأقل واسمع أو اقرأ شيئاً مشوقاً أو تعليمياً على الأقل 30 دقيقة يومياً؛ ففوِّت وجبة طعام كلَّ يوم لكن لا تفوِّت 30 دقيقة للقراءة؛ إذ يمكنك الاستغناء عن بعض الوجبات لكن لا يمكنك الاستغناء عن بعض الأفكار والأمثلة والإلهام؛ فيجب أن يحصل البشر على الغذاء الروحي والمادي ليكونوا بصحة جيدة، وتأكَّد من اتباع نظام جيد للقراءة كلَّ يوم.
ثمة مثل يقول: "لا يستطيع الإنسان أن يعيش على الخبز وحده"، وأهم شيء بعد الخبز هو القراءة التي تغذي العقل والروح، لكن لكي تحافظ على توازن جيد يجب ألا تقرأ أو تستمع إلى المواد السهلة فحسب، فأنت تحتاج إلى معلومات تثير التحدي في نفسك، فباستخدام الكتب والبرامج الجيدة يمكنك "الاستفادة من كنز الأفكار"، وإذا كان لدى شخص ما عذر جيد لعدم الاستفادة من كنز الأفكار لمدة 30 دقيقة على الأقل كلَّ يوم، أود سماع ذلك فلن تصدق بعض الأعذار التي سمعتها.
في الختام:
عندما أقول: "جون (John) لدي منجم ذهب ولدي كثير من الذهب ولا أعرف ماذا أفعل بكلِّ ذلك، تعال واحفر"، ويقول جون: "ليس لدي معول" فأقول: "حسناً، دعنا نحضر لك واحداً"، فيقول: "ألا تعلم كم تكلف المعاول؟"؛ لدى جون وجهة نظر خاطئة، فلا ترتكب الخطأ نفسه، فاستثمر المال واحصل على البرامج والكتب؛ فأفضل مكان لإنفاق أموالك هي الأموال المستثمرة في التعليم الذاتي الخاص بك، فلا تبخل على نفسك عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في مستقبلك الأفضل.
أضف تعليقاً