كيف يمكن للمدراء التنفيذيين التغلب على الشعور بالوحدة؟

في نسبة بلغَت ما يقارب 50%، أفاد المديرون التنفيذيون بأنَّهم يشعرون بالوحدة في معظم الأوقات؛ إذ غالباً ما يُرَى الموظفون الذين يشغلون مناصب تنفيذية أنَّهم حققوا ذروة نجاح الأعمال، فمن خلال قوَّتهم ونفوذهم وسلطتهم ورواتبهم الكبيرة، يحظى المديرون التنفيذيون بمكانةٍ أعلى في مجتمع الأعمال.



هل منصب المدير التنفيذي مُهدَّد بالانهيار كما يبدو؟

يشعر كثير من المديرين التنفيذيين أنَّ منصبهم يُشعرهم بالوحدة؛ إذ يكرس قادة الأعمال وقتهم ليُنشئوا بيئة عمل صحية وهانئة ومنتِجة، لكن مَن يهتم لأمر هؤلاء القادة؟

مَن يهتم بالمديرين التنفيذيين؟

ربما تتساءل مَن يراقب مشاركة المديرين التنفيذين، فاستناداً إلى دراسات عديدة، أفاد نصف المديرين التنفيذيين بأنَّ مناصبهم تُشعرهم بالوحدة، ويعتقد أغلبهم أنَّ لهذه المشاعر أثر في أدائهم، ورغم صعوبة التعاطف مع المدير التنفيذي الذي يعاني بالوحدة، ولكن في الحقيقة قد تُلحق عزلة المدير التنفيذي الضرر بالأعمال والأشخاص العاملين في المؤسسة.

لا يمكِن أن يكون المدير التنفيذي الذي يعمل بمعزل عن الآخرين فعَّالاً على الأمد البعيد وهو أمر محبط للفريق الذي يقوده، فالقرارات الجيدة هي التي تستند إلى وجهات نظر ومعلومات متنوعة؛ لذا تُعرقل العزلة اتخاذ نوع كهذا من القرارات.

إقرأ أيضاً: التعاطف في العمل، تنمية المهارات لفهم الآخرين

المديرون التنفيذيون أكثر وضوحاً في هذا العالم الرقمي:

أصبح المديرون التنفيذيون موجودين أكثر من أيِّ وقت مضى نتيجة التحديات المتضاربة التي فرضها هذا العالم الافتراضي، ومع ذلك لديهم تفاعلات شخصية أقل، على الرغم من تزايد وجود القادة في المؤسسة والمجتمع وفي كثير من الأحيان عبر وسائل الإعلام، وامتلاكهم الآلاف من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنَّهم لا يعرفون مَن هم أصدقاؤهم الحقيقيون، ويخشون أن يكون هذا التقارب الاجتماعي طمعاً في المكاسب المهنية أكثر من كونه صداقة حقيقية.

يتعلم العديد من المديرين التنفيذيين الذين نالوا ترقيتهم حديثاً أنَّ ألقابهم تطغى على شخصهم بين عشية وضحاها، وتتغير علاقاتهم ويتلقون المعلومات المنقحة، فالناس سيهتمون بمنصبك وليس بشخصك.

من الطبيعي للموظفين وحتى كبار المديرين التنفيذيين في الشركة أن يمنعوا الآراء والمعلومات التي يخشون أنَّها قد تضر بحياتهم المهنية أو نظرة الناس لهم، ويجب أن يظهر المدير التنفيذي واثقاً وثابتاً حتى لا يُقهَر، لكنَّ نسبةً بسيطةً فقط منهم لا يجدون حرجاً في إظهار ضعفهم، ومن المفارقات أنَّ العديد من القادة وخاصة النساء لا يعترفون لأيٍّ كان أنَّهم يعانون متلازمة المحتال، وأنَّهم يخشون أن يكتشف الآخرين عدم كفاءتهم.

إن لم يلبث على تسلُّمك منصب المدير التنفيذي وقت طويل، فواظِب على التعلم، وحدِّد أولويات الوقت مع غيرك من المديرين التنفيذيين الآخرين، واختر مجموعةً من المستشارين وتعاوَن معهم، وخصِّص وقتاً للتعاملات التجارية خارج الشركة.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح تساعدك في الوصول إلى منصب المدير التنفيذي

مَن الذي يجدر بك التحدث إليه والوثوق فيه؟

يعترف العديد من القادة بأنَّ أحد أكبر التحديات التي يواجهونها هو عدم وجود شخص يتحدثون إليه حول أعمالهم، وخاصةً أصعب قضاياهم، ويعرف القادة أنَّهم مسؤولون في النهاية عن ازدهار المؤسسة وسلامة العاملين فيها، فإن فشلوا، فسيكونون السبب في خسارة الكثيرين لعملهم، وإنَّهم يتحملون العبء الذهني والعاطفي لتوجيه شركاتهم نحو النجاح وحماية موظفيهم وعائلاتهم.

من أجل أن يُنظَر إليهم كقادة، يعتقد العديد من المديرين التنفيذيين أنَّ عليهم الظهور بمظهر قوي في معظم الأوقات، لكنَّ هذا ليس صحياً ولن يكون بإمكانهم الحفاظ على هذه الصورة على الأمد البعيد، ويجب عليهم أيضاً إيجاد بيئة لا يخشون فيها المجازفة ويتعلمون وينمون في بيئة آمنة موثوقة، حيث تكون فيه المعلومات غير مفلترة، ويُتاح للجميع تقديم النصائح والتصرف بحريَّة، ولا يخشون أن يُعبِّروا عن حبهم للمدير عندما يحتاج إلى ذلك.

يقول المثل القديم: "يتعلم الشخص الحكيم من التجربة، ويتعلم الشخص الأكثر حكمةً من تجارب الآخرين". تماماً مثل أي شخص آخر، يحتاج المديرون التنفيذيون إلى الشعور بالأمان ليفصحوا عما يقضُّ مضجعهم.

نحتاج جميعاً إلى منتورز ومستشارين ونُقَّاد لمواصلة تعليمنا المستمر وتطويرنا، حيث يمكِنك الاستعانة بمنظمة الرؤساء الشباب (YPO)، وهي منصة عالمية للمديرين التنفيذيين للمشاركة والتعلم والنمو مع ما يقرب من 25000 من المديرين التنفيذيين في جميع أنحاء العالم في 140 دولة.

في كل عام يذهب الآلاف من المديرين التنفيذيين من جميع أنحاء العالم إلى "فانكوفر" لحضور المؤتمر السنوي لمنظمة الرؤساء الشباب السنوي، فهذا ليس مجرد مؤتمر يضم عدداً قليلاً من المتحدثين الرائعين؛ بل هو فعَّالية تضم بعض قادة الفكر البارزين وأصحاب الأعمال الخيرية ورواد الأعمال في العالم.

تبدو هذه المجموعة وكأنَّها مجموعةٌ من الأصدقاء الأوفياء الذين يجتمعون معاً، بدلاً من قاعة تضم الأشخاص الذين يُحققون الأرباح العالية لشركاتهم. في الواقع، إنَّ المكاسب المرتفعة في الغرفة أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم البلدان، وتُحقِّق شركات منظمة الرؤساء الشباب (YPO) أكثر من 6 تريليون دولار أمريكي في الإيرادات السنوية.

يكمن جمال المؤتمر في كونه فرصة للقادة في جميع أنحاء العالم لمشاركة أفضل الممارسات في بيئة موثوق بها، فكان هناك الكثير من التعلم حول أحدث التقنيات والرقمنة والجغرافيا السياسية والعمل الخيري والاقتصاد المشترك وأفول عهد الممارسات القديمة.

لكنَّ الأهم من ذلك هو توفير فرصة للمديرين التنفيذيين لرؤية ما يَحدث خارج شركاتهم ومعرفة ما يحدث في جميع أنحاء العالم والالتقاء في منتديات موثوق بها لمناقشة القضايا والتحديات، ويجب ألا تكون الوحدة التنفيذية جزءاً لا مفر منه من وظيفة المدير التنفيذي. في الواقع، في عالم اليوم شديد التنافسية، لا يمكِنك تحمُّل المخاطرة بالعزلة، حيث يضعف الشعور بالوحدة والعزلة قدرتك على اتخاذ قرارات جيدة وقيادة مؤسستك إلى الأمام.

اعثر على مجموعة من الاستشاريين الموثوق بهم والمديرين التنفيذيين الزملاء والأشخاص موضع الثقة لمواجهة أكبر تحديات عملك.

المصدر




مقالات مرتبطة