كيف تعيش حياة رائعة وإن لم يكن لديك أصدقاء؟ (الجزء الثاني)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن 6 نشاطات ممتعة للأشخاص الذين ليس لديهم أصدقاء، وسنكمل في هذا الجزء، ونتحدَّث عن 5 نصائح وخطوات لمساعدتك على التغلب على الوحدة وعيش حياة رائعة.



ماذا تفعل عندما لا يكون لديك أصدقاء؟

من المفارقات، إذا لم يكن لديك أصدقاء، فأنت في صحبة جيدة، قد تشعر بالخجل من عدم امتلاك أصدقاء، لكن لا مبرر لذلك، أصبح عدم امتلاك الأصدقاء اليوم أكثر شيوعاً، سواء كان ذلك بين المشاهير البارزين أم الناس العاديين، فإنَّ تكوين صداقات وثيقة والحفاظ عليها يمثل تحدياً.

وفقاً لعالم الأنثروبولوجيا البريطاني روبين دنبار (Robin Dunbar)، تُشكِّل علاقاتنا دوائر تمثل قوة علاقتنا مع الفرد، وهو ما يُسمى رقم دنبار (Dunbar’s Number)، تتكون الدائرة الأصغر من أقرب 5 أصدقاء لك، ثم تتوسع إلى مجموعات من 15 و50 و150 شخصاً، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يشكِّلون مجموعة، ضعُفت علاقتك معهم، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الاجتماعيين، يمكن للدماغ أن يكون له علاقة وثيقة بحد أقصى مع 5 أشخاص.

وفقاً لمجلة "أمريكان سوسيولوجيكال ريفيو" (American Sociological Review)، فإنَّ دوائرنا الاجتماعية آخذة في الانكماش، ويبدو اليوم أنَّ متوسط ​​5 أصدقاء مقربين حلماً لا يمكن لمعظمنا تحقيقه، ومع زيادة العزلة الاجتماعية، يبدو حتى متوسط ​​2 إلى 3 من الأصدقاء المقربين بعيد المنال.

وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد (Harvard) أنَّ 36% من الأمريكيين أبلغوا عن "شعور شديد بالوحدة"، بينما كشف الاستطلاع الذي شمل 3164 مشاركاً أنَّ 33% من الناس ليس لديهم أصدقاء مقربين.

إذا فقدت أصدقاء على مر السنين، أو لم تتواصل أبداً مع الأشخاص حولك، فلا تيأس، سنقدم لك:

5 نصائح وخطوات لمساعدتك على التغلب على الوحدة وعيش حياة رائعة:

1. تخلَّص من الخجل وتعلَّم أن تحب نفسك:

التخلص من الخجل أساسي لعافيتك العاطفية؛ وتوجد علاقة مباشرة بين الخزي واحترام الذات، مما يعني أنَّك عندما تشعر بالخجل من حالتك الاجتماعية، فإنَّ تقديرك لذاتك ينخفض، ويؤدي الشعور المتدني بقيمة الذات إلى عدم الشعور بالانتماء، وأحياناً إلى الرفض.

يمنعك الخجل والرفض من الازدهار، وغالباً ما يسبب الرفض سلسلة من الأحداث المدمرة، أولاً تشعر بالرفض والوحدة، مما يدفعك إلى استنتاج أنَّ لا أحد يريد أن يكون صديقك، ولأنَّك تخشى الوحدة دائماً ستتصرف عن غير قصد بطريقة تشجع الآخرين على رفضك، أو ببساطة تبدأ بتخيل الرفض حتى عندما لا تتلقاه، وهذا بدوره يؤكد اعتقادك بأنَّ لا أحد يريد أن يكون صديقك، وهكذا تدخل بسبب الانحياز التأكيدي في حلقة مفرغة من الأحداث المتكررة.

حان الوقت لكي ترفض وتتعلم كيف تحب نفسك، فعلى مر السنين اكتسبتَ معتقدات تمنعك من التفاعل مع الآخرين وتجربة الأشياء الجيدة حولك؛ لذا ارفضها، لكن تذكر أنَّك بحاجة إلى العثور على جذر المشكلة الذي أدى إليها في المقام الأول.

على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أنَّك غير محبوب، ولن يرغب أحد في أن يكون صديقك، فهذا اعتقاد مقيد، لكن له سبب، وقد يكون السبب الجذري هو الصداقة التي تعرضت فيها للخيانة والرفض، أو ربما جاء الاعتقاد المقيد من تجارب مؤلمة عندما كنت طفلاً.

مهما كان الأمر، يمكنك التغلب على هذه المعتقدات السلبية وتنمية حب الذات الصحي، وبصرف النظر عن عمرك، فإنَّ تعلم حب نفسك والاهتمام بها سيساعدك على الازدهار.

نصائح عملية:

  • اقضِ الوقت في اكتشاف الأشياء التي تحبها، على سبيل المثال إذا كان لديك شغف خلال طفولتك فاكتشفه مجدداً، حاول بدء هواية تهتم بها أو ابحث عن هواية جديدة.
  • حدِّد ما تجيده واكتب هذه الأشياء، ويمكنك محاولة طلب المساعدة من أصدقائك أو عائلتك.
  • اكتب الأشياء التي تثير شغفك، وقد تكون هذه الأشياء متعلقة باهتمام شخصي أو نشاطات تنشطك.
  • اكتشف كيفية الاندماج أكثر في فعل الأشياء التي تجمع بين اهتماماتك وشغفك على سبيل المثال، إذا كنت تحب الكتابة ولديك شغف بمكافحة الاتجار بالبشر، فيمكنك التطوع لتكون سفيراً لمنظمة غير حكومية لمكافحة الاتجار بالبشر، أو لنفترض أنَّك تحب إصلاح المنزل، وتشعر أيضاً بشغف قوي لمساعدة الأمهات الوحيدات، يمكنك التطوع وعرض مهاراتك لمساعدتهن على إجراء إصلاحات في منازلهن.
  • اربط بين اهتماماتك وشغفك، وسترى كم أنت قادر على مساعدة الآخرين.
  • حدِّد المعتقدات المقيدة، واكتشف ما يمكن أن تكون جذورها، حاول كتابة أفكارك السلبية، وتحديد أسبابها للوصول إلى جوهرها.
  • اعمل مع معالج أو كوتش للتعامل مع المشكلات العميقة.

نصيحة: اكتشفت الأبحاث أنَّ المعتقدات المقيدة تكون لفظية، وعادة ما تحدث على شكل حوار بينك وبين نفسك.

لتغيير طريقة التفكير المعتادة، ابدأ باستعادة السيطرة على حياتك عن طريق التشكيك في الأفكار التي تراودك والسؤال عما إذا كانت حقيقية، لكن لا يكفي التشكيك في الفكرة أو رفضها، استبدلها بعادة جديدة تتمثل في التحدث بإيجابية عن نفسك أو استبدال التقييم السلبي بالتفكير الإيجابي الصحيح، حاول أن تقول لنفسك:

  • أنا صديق رائع.
  • لدي كثير لأقدمه للعالم.
  • أستحق الحب والمحبة.

شاهد بالفيديو: 7 طرُق للتخلُّص من الخجل بشكل نهائي

2. لا تشعر بالحرج:

الصداقة مثل أيِّ تفاعل بشري آخر، يتطلب الأمر تدريباً حتى تتقنها، فيجب ألا تؤدي كل محادثة أو غداء أو نزهة إلى علاقة أوثق، فمن غير المنطقي توقع تطوير علاقة قوية مع كل شخص تقابله.

لا بأس بالنظر إلى التفاعلات مع الآخرين على أنَّها ممارسة، فكِّر في هذين السيناريوهين:

  • سأحتسي القهوة مع شخص ما لممارسة مهاراتي الاجتماعية.
  • احتساء القهوة مع صديق محتمل سيؤدي إلى صداقة تدوم مدى الحياة.

السيناريو الثاني هو اجتماع ينطوي على خطورة، وينشئ بيئة مليئة بالتحديات تمنعك من تطوير مهاراتك الاجتماعية، لكن عندما تخفف هذا الضغط، ستشعر بمزيد من الاسترخاء ونتيجة لذلك ستصبح أقل حرجاً.

هذا صحيح بالنسبة إلى أي تفاعل؛ فالأشياء التي تقلقك عند التفاعل مع الآخرين ستضغطك لتحقيق النجاح وتجعل تحقيقه أكثر صعوبة.

نصائح عملية:

  • اكتب 3 أشياء تخيفك بشأن التفاعلات الاجتماعية، وفكِّر إن كان هناك طريقة للتغلب على هذه الأشياء، على سبيل المثال إذا كنت تخشى ألا تعرف ما ستقوله في بداية المحادثة، فيمكنك التدرب على ذلك، أو ربما تشعر بالخوف من لحظات الصمت المحرج، إذا كان الأمر كذلك، اقرأ بعض المقالات لتجنب الصمت المربك.
  • حاول التفاعل مع شخص واحد في اليوم أو الأسبوع لتحسين مهاراتك في التواصل.
  • تدرَّب على التفاعل مع الناس في المتجر على سبيل المثال، امدح ما يرتديه شخص ما أو قل شيئاً ودوداً للمحاسب، وعندما يقول أمين الصندوق: "هل كل شيء على ما يرام؟" حاول الإجابة: "نعم، شكراً لك، هل جربت ذلك المنتج من قبل؟ يلفت انتباهي دائماً؛ لكنَّني لم أشتره أبداً"، إذا كان هذا يبدو معقداً، فحاول الاتصال بخدمة دعم العملاء أو مراسلة شخص غريب في منتدى عبر الإنترنت بوصفها بداية.

تذكَّر أنَّك لا تبحث عن صداقات تدوم مدى الحياة من خلال هذه التفاعلات؛ بل تمارس مهاراتك فقط، وعندما تتفاعل مع أشخاص في ظرف غير رسمي، وأنت مرتاح سيساعدك ذلك على بناء الثقة بنفسك، إضافة إلى ذلك، يمكنك إضفاء البهجة على يوم شخص ما دون أن تدرك ذلك، وإذا استجاب شخص ما استجابة سلبية، انسَ الأمر وامض قدماً، فقساوته لا علاقة لها بك.

إقرأ أيضاً: أهمية الصداقة وأهم الوسائل لتكوين صداقات ناجحة

3. كن منفتحاً أكثر:

يُعدُّ الانفتاح عائقاً أمام الصداقة أكبر من الشعور بالحرج بالنسبة إلى بعض الأشخاص، لكن لحسن الحظ يمكنك اختيار المقدار الذي تريد كشفه عن نفسك للأشخاص حولك، غالباً ما تحدث المشكلة عندما يسألك أحدهم سؤالاً لا تريد الإجابة عنه، إذا أصابك هذا بحالة من الذعر فيوجد حل.

خطوات عملية:

  • فكِّر في الأسئلة التي يصعب عليك الإجابة عنها وخطِّط للإجابة، اقضِ بعض الوقت في التفكير في إجابتك مسبقاً لتجنب الاضطرار إلى التفكير مطولاً عندما يسألك أحدهم.
  • تدرَّب أمام المرآة على إجابتك حتى تشعر بالراحة عند قول الكلمات.
  • اعلم أنَّه من الممكن الإجابة عن سؤال دون ذكر كل التفاصيل.
  • عندما تتردد في الإجابة عن سؤال، تبدو منغلقاً أو حتى مخادعاً، لهذا السبب من الضروري التخطيط مسبقاً لما تشعر بالراحة في مشاركته.
  • أجب عن الموضوعات الحساسة بالنسبة إليك بإيجاز، ​​ولا تضف معلومات غير ضرورية.
  • إذا كنت لا تريد الإجابة عن سؤال، فلا بأس بذلك، يمكنك أن تقول: "شكراً لك على طرح هذا السؤال؛ لكنَّني أفضِّل عدم الإجابة الآن"، وانتقل على الفور إلى موضوع جديد.

يجعلك القيام بهذه الأشياء تشعر بالراحة عند خوض المحادثات، وبمجرد تحديد ما تواجه صعوبة في التحدث عنه، ابحث عن الموضوعات التي يمكنك مشاركتها بسهولة، على سبيل المثال ربما يمكنك التحدث عن مشروع تعمل عليه أو شيء تتعلمه للتو، وإذا كنت شخصاً يواجه صعوبة كبيرة بالانفتاح فابدأ بأشياء صغيرة، وستتطور العلاقة تدريجياً عندما يمكنك الانفتاح مع أشخاص آخرين.

تذكَّر، يجب ألا تكون منفتحاً مع الجميع، فإذا جعلك شخص ما تشعر بعدم الارتياح أو لم تكن متأكداً مما إذا كان بإمكانك الوثوق به، فثق بحدسك، من المناسب والطبيعي مشاركة أشياء مختلفة مع أشخاص مختلفين.

نصيحة: إن كنت تشعر بأنَّك منفتح؛ لكنَّ الناس ينظرون إليك على أنَّك منغلق، فقد تكون لغة جسدك هي السبب.

4. بادر إلى التواصل:

إذا كنت ترغب في تكوين صداقات، فابدأ في التواصل مع الأشخاص الذين تحبهم، قد يشعر الآخرون بالوحدة وعدم اليقين كما تشعر أنت، قد يكون أيُّ شخص صديقاً جديداً محتملاً، سواء كنت تقف في طابور في متجر البقالة أم في المقهى، فلديك فرصة للتفاعل مع أشخاص آخرين، لكن يجب عليك أن تبادر، وهذا ليس بالأمر السهل على الانطوائيين؛ لكنَّه ممكن.

خطوات عملية:

  • إذا رأيت شخصاً أعجبت به، لكن لم تتحدث معه أبداً، في المرة القادمة التي تراه فيها، اسأله عما إذا كان يرغب في احتساء القهوة معك.
  • المبادرة إلى الحوار مع الأشخاص الذين تقابلهم خلال يومك.

عبارات افتتاحية للمحادثة:

  • عند الوقوف في الطابور في محل البقالة: "يبدو (طعام ما) لذيذاً، كيف تُعدَّه؟".
  • عند الانتظار في غرفة الانتظار: "ما هي مطاعمك المفضلة هنا؟".
  • عند حضور حدث: "كيف تعرفت إلى المضيف؟" أو "هل تعمل في أيَّة مشاريع تحبها مؤخراً؟".
  • عندما يبدأ شخص غريب محادثة، استمر بالقول: "هل رأيت مقطع الفيديو الرائج ذلك؟" أو "أخبرني المزيد عن….".

5. كن اجتماعياً:

قد تنفر الناس منك عن غير قصد بلغة جسدك، على سبيل المثال، إذا كنت تقف خلال المحادثات وذراعاك متشابكتان وتجيب باقتضاب ووجه خالٍ من التعبيرات، حان الوقت لتغيير ذلك.

قد يبدو أنَّ الاجتماعيين يتمتعون بمهارة التواصل فطرياً؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك تستطيع ممارسة هذه المهارة وتعلُّمها.

خطوات عملية:

  • في المرة التالية التي يبدأ فيها شخص ما محادثة معك، استجب بلغة جسد تعكس التقبُّل، وأظهر اهتمامك بما يقوله عبر الإيماء وباستخدام تعابير الوجه المناسبة.
  • بذل مزيد من الجهد لتطوير علاقاتك والحفاظ عليها، فإذا كنت ترغب في التواصل أكثر مع الناس، اعتد على الاطمئنان على الآخرين والحفاظ على التواصل.
  • الاختيار في كل أسبوع من 1 إلى 3 أشخاص لإرسال رسالة نصية إليهم، يمكن أن يكون الأمر بسيطاً مثل: "مرحباً، تذكرتك اليوم، كيف حالك؟" أو "أتمنى لك أسبوعاً رائعاً".
  • ضبط رسائل تذكير على هاتفك لإرسال رسائل نصية أو الاتصال بالأشخاص في أعياد ميلادهم، أو أي تواريخ هامة أخرى مثل الذكريات السنوية.
  • مراسلة الأشخاص الذين شاركوا شيئاً سلبياً مروا به لاحقاً، على سبيل المثال، اطرح أسئلة مثل: "هل لاحظت أيَّ تحسين في الوضع في العمل؟"، أو "كيف تشعر منذ آخر مرة تحدَّثنا فيها؟" أو "أعلم أنَّك كنت تتعامل مع صعوبات كثيرة مؤخراً، آمل أن تبدأ الأمور بالتحسن قريباً".

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعدك لتصبح اجتماعياً أكثر

لماذا ليس لديك أصدقاء؟

قد يكون السبب في عدم امتلاك أصدقاء هو أنَّك خجول أو لا ترتاح بالتفاعل مع الآخرين أو ببساطة لا تذهب إلى أماكن حيث يمكنك مقابلة أشخاص جدد، لكن إذا لم يكن لديك أصدقاء قد يكون له علاقة بطريقة تفكيرك، إذا كنت معتاداً على النظر إلى العالم على أنَّه بيئة معادية تريد تجنبها، فلن تتمكن من تكوين صداقات بسهولة.

أسباب أخرى لعدم امتلاكك أصدقاء:

  • انتقل أصدقاؤك القدامى بعيداً.
  • انتقلت بعيداً، ولم تكوِّن علاقات في مجتمعك الجديد.
  • فقدت أصدقاءك بسبب المرض والحوادث والشيخوخة.
  • كل أصدقائك متزوجون ولديهم أطفال، بينما ما تزال عازباً، ما يجعل صداقتك معهم غير مناسبة.
  • عشت في الخارج لفترة من الوقت، ومعظم أصدقائك في بلدان مختلفة، وواجهت صعوبة في التواصل مع الأصدقاء القدامى أو تكوين صداقات جديدة عندما عدت إلى بلدك بعد العيش في مكان آخر.
  • أنت عرضة لتكوين صداقات مع الأشخاص السامين؛ لأنَّك تشعر بأنَّه يمكنك مساعدتهم.
  • كان لديك صديق واحد مثالي استولى على كل وقتك وتركيزك، والآن بعد انتهاء صداقتكما، لم يعد لديك أيُّ شخص آخر.
  • ليس لديك أيَّة فكرة عن كيفية التحدث مع الناس؛ لذلك تتجنب التفاعلات.
  • تعرضت لخيانة في الماضي؛ لذا من الصعب عليك أن تثق بأشخاص جدد.
  • توجد قيود جسدية أو عاطفية تجعل من الصعب عليك الخروج من المنزل لحضور المناسبات الاجتماعية.

أحياناً تكون الصعوبة في تكوين الأصدقاء الجدد هي وضع الحدود؛ ففي أثناء تفاعلك مع أشخاص جدد، تأكد من وضع حدود تساعدك على تطوير علاقات صحية وتجنب الاستياء في المستقبل.

خطوات عملية:

  • في المرة القادمة التي توشك فيها على الموافقة على شيء لا تريده، توقف للحظة وقل: "سأقرر لاحقاً وأعلمك".
  • إذا كان أحد المعارف أو الأصدقاء الجدد يصرون على الحصول على معلومات شخصية لا تريد مشاركتها، فحاول قول: "أفضِّل عدم التحدث عن ذلك".
  • إذا كنت تشعر بالضغط باستمرار للرد على المكالمات أو الرسائل النصية على الفور، في المرة القادمة انتظر حتى تنتهي مما كنت تفعله كي تجيب، وإذا كان هذا يجعلك قلقاً، أرسل رسالة نصية تقول: "مرحباً، أنا مشغول بشيء ما، سأجيبك بعد قليل".
إقرأ أيضاً: الصداقة بين الوظيفة النفسية والاجتماعية

هل من الطبيعي ألا يكون لديك أصدقاء؟

لا بأس ألا يكون لديك أصدقاء خلال فترات معينة من حياتك، وفي هذه الحالة عليك استثمار الوقت للتأمل في حياتك.

أسئلة يمكن أن تطرحها على نفسك:

  • هل أحتاج إلى وقت لأحزن على فقدان صداقة أو علاقة أخرى؟
  • ما الذي يمكنني تحسينه في نفسي؟
  • ما هو الشيء الفريد الذي يميزني ولم أقدِّره في الماضي؟
  • هل كان لدي أهداف لم أستطع تحقيقها لأنَّني كنت مشتتاً؟
  • هل هناك أشياء من الماضي ما زلت متمسكاً بها؟
  • من هو الصديق الذي كان له الأثر الإيجابي الأكثر أهمية في حياتي؟
  • من هو الصديق الذي كان له أكبر أثر سلبي فيَّ؟ هل يمنعني هذا من تكوين صداقات جديدة؟
  • ما هو نوع الأصدقاء الذين أحتاج إليهم؟ كيف يمكنني أن أصبح ذلك الصديق للآخرين؟
  • كيف يمكنني التواصل تواصلاً صحياً مع عائلتي خلال هذا الوقت الذي أشعر فيه بالوحدة؟

في أثناء التعامل مع تلك الأشياء التي تعوقك، ستتعلم منظوراً جديداً عن العلاقات التي تحتاج إليها في حياتك.

هذا أيضاً وقت رائع لتطوير نفسك، فإذا لم يكن لديك أصدقاء في الوقت الحالي، يمكنك التقدم والتغير دون قيود الأصدقاء أو المعارف القدامى الذين ينظرون إليك على أنَّك شخص خجول ولا يقدرونك .

لكن لا تبقَ في هذه الحالة لفترة طويلة، في أثناء استكشاف نفسك، تواصل مع الأشخاص حولك، فلا توجد قاعدة تنص على أنَّه يجب أن يكون لديك عدد محدد من الأصدقاء لتكون رائعاً أو مرغوباً، الحقيقة هي أنَّنا جميعاً بحاجة إلى أشخاص في حياتنا، اكتشف ما يعنيه ذلك بالنسبة إليك، ولا تقارنه بما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما تبدأ في الانتقال من مرحلة عدم امتلاك أصدقاء، اسأل نفسك:

  • هل هناك أشخاص تجاهلتهم في الماضي يمكن تكوين صداقات جيدة معهم؟
  • من يمكنني أن أكون منتوراً له؟
  • كيف يمكنني أن أكون صديقاً للأشخاص في مجتمعي الذين يعانون الوحدة؟ على سبيل المثال، الجيران المُسنون والأشخاص الآخرون الذين ليس لديهم أصدقاء والأشخاص في دور رعاية المسنين الذين ليس لديهم زوار واللاجئون.
  • ليس من المخجل عدم امتلاك أصدقاء.
  • إذا لم يكن لديك أصدقاء، فهذا ليس بسبب نقص فيك.
  • هذه المرحلة من حياتك هي فرصة رائعة للنمو.
  • طوِّر مهاراتك في التعامل مع الناس حتى تتمكن من التفاعل بفاعلية أكثر مع الآخرين.
  • بادر في التواصل، يشعر الآخرون بالوحدة أيضاً.
  • شارك في النشاطات المحلية، وتطوَّع بوقتك للتواصل مع الآخرين.

في الختام:

الحياة جميلة، وإن كنت انطوائياً، فإنَّ وجود الآخرين في حياتك نعمة؛ لذا استمتع بالأشخاص والأشياء حولك، وستتواصل مع الآخرين بطريقة هادفة ربما فاتتك في الماضي.

أنت أيضاً نعمة للآخرين، ويمكنك التغلب على الألم وعزلة الوحدة لتعيش حياة رائعة.




مقالات مرتبطة