كيف تخفف من توترك؟

نتعرّض يومياً إلى بعض المواقف، وبعض الأعراض المزعجة التي تنتابنا في حياتنا اليوميّة، والتي تجعلنا نشعر بعدم الراحة النفسية والتوتر، وهي ظاهرةٌ منتشرةٌ بشكلٍ كبيرٍ جداً في مختلف شرائح وطبقات المجتمع، وغالباً ما يصاحب هذه الظاهرة حالاتٌ نفسيَّةٌ عديدة، مثلاً: توتر الطالب في أثناء تقديمه للامتحان، وقلقه الدائم من المستقبل، قد يتحول إلى مرضٍ نفسيٍّ أو جسدي.



كما قد يُصاب الشخص بالتوتر نتيجة الصعوبات المادية، أو مشاكل الأطفال والعائلة، وقد يؤدّي القلق والتوتر الدائمان إلى ممارسة عاداتٍ سيئةٍ، مثل: التدخين وشرب الكحول؛ لذا لابدَّ من العمل على السيطرة عليهما.

نستعرض في هذه المقالة أسباب التوتر، ونصائحاً تُساعِدنا على التخفيف من حدَّته وتأثيره على حياتنا.

أعراض مصاحبة للتوتر:

يؤثِّر التوتر على مختلف جوانب حياتنا اليومية، وتختلف أسبابه من شخصٍ إلى آخر، ومن أهمِّ أعراضه:

  1. أعراضٌ عاطفيَّةٌ: انعزال الشخص عن المحيط الذي يعيش فيه، ويرافقه إصابة الشخص بالاكتئاب، أو صعوبة الاسترخاء.
  2. أعراضٌ جسدية: الصداع الدائم، وتسارع دقات القلب، وفقدان الرغبة بكلِّ شيء.
  3. أعراضٌ سلوكيَّةٌ: الإفراط في تناول الكحول، والتدخين باستمرار، وقضم الأظافر، وتجنُّب المسؤوليات.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح لعلاج التوتر العصبي

أسباب التوتر:

1- المشاكل العائليَّة:

إنَّ حدوث أيِّ مشكلةٍ ضمن العائلة هو بحدِّ ذاته تهديدٌ لاستقرارها النفسي والفكري، ولا يمكن منع حدوثها؛ لأنَّها ظاهرةٌ طبيعية، وفي حال عُولِجت بشكلٍ خاطئ، فإنَّها قد تهدِّد كيان الأسرة. لذا يجب أن يعمل جميع أفراد الأسرة على طريقة الحلِّ؛ لأنَّ الحلَّ الخاطئ يسبِّب تفاقمها، ويؤدّي إلى الوصول إلى طرقٍ مسدودة؛ وبالتالي تزول أسباب التوتر بين أفرادها ويصبح الكلُّ مشاركاً في حلِّ هذه المشكلة.

إقرأ أيضاً: مشاكل الأبوين وتأثيرها على نفسية الطفل

2- الخوف:

الخوف شعورٌ ناجمٌ عن خطرٍ أو تهديدٍ محتملٍ قد يحدث معنا في المستقبل، يُعدُّ من أحد أسباب التوتر والقلق الأساسية، فالخوف عند الإنسان موجودٌ في فطرته منذ ولادته، لكن تختلف نسبته من شخصٍ إلى آخر، بحسب الظروف المحيطة والعمر، فبعض الأفراد قد ينتابهم هذا الشعور تحسباً لخطرٍ محدقٍ بهم، والذي قد يؤثِّر وينعكس على شخصيتهم. وقد يؤثِّر الخوف في الهرمونات التي يفرزها الجسم، والتي تنعكس على طاقة الجسم وحيويته. وللخوف أنواع:

  1. الخوف الاجتماعي: يخشى الفرد من مقابلة الناس والظهور أمامهم، وينعكس هذا الخوف من خلال التلعثم والتعرُّق الزائد.
  2. الخوف من الأماكن: يشعر المصاب بالفزع والخوف من تواجد الأشخاص بعددٍ كبير، أو بالخوف من الأماكن المرتفعة؛ حيث تنتاب الشخص حالةٌ من الهلع، والتوتر الزائد، والخوف.
  3. الخوف من المرض: وهو وسواسٌ يصيب الشخص نتيجة خوفه من الإصابة بأيِّ مرضٍ قد يُذكَر أمامه، فيعمل على اتباع عاداتٍ صحيةً مبالغاً فيها.
  4. الخوف من الحيوانات: يظهر هذا النوع في سنِّ ما قبل البلوغ، حيث يخاف المصاب من الحيوانات، مثل: القطط، والكلاب، والفئران، والحشرات الطائرة والزاحفة.
إقرأ أيضاً: أضرار الخوف الزائد وأقوال عن الخوف وتأثيره السلبي

3- الصدمات:

الصدمة تجربةٌ مؤلمةٌ وسيئة، نتيجة مواقف نتعرُّض إليها. قد يدخل الشخص بعد تعرُّضه إلى أيِّ صدمةٍ في حالة اضطرابٍ نفسيٍّ خطيرٍ يعاني خلالها من إحساسه القوي بالخطر المحيط به من خلال تغيُّر ردَّات فعله، وقد يصاب الأشخاص نتيجة هذه الصدمة بأعراضٍ تؤثِّر على أنشطتهم العادية (شعورٌ دائمٌ بالحذر، عدم الراحة النفسية عند تذكُّر الصدمة، تجنُّب الناس)

إقرأ أيضاً: 8 إرشادات من خبراء علم النفس لتجاوز الصدمات العاطفية

4- الفشل:

حياتنا مليئة بالتجارب المختلفة التي نصل إليها نتيجة مصاعب ومطباتٍ تقف في طريقنا، توصلنا إلى مرحلة الفشل، وهذا أحد الأسباب الهامَّة لتوتر الأشخاص. فالفشل في مرحلةٍ دراسية، أو في علاقةٍ عاطفية؛ له تأثيرٌ على نفسية الشخص، وسينعكس سلباً على حياته، لذا لابدَّ من أن يعتمد على نفسه، وأن يتمسك بنقاط قوته، ويحصل على جلساتٍ من الراحة والاسترخاء، هذه الخطوات تساعده على تجاوز مرحلة الفشل، والتخلُّص من آثارها السلبية في حياته الحاليّة والمستقبليّة، وتحويل فشله إلى نجاحٍ باهرٍ في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لتقبل فكرة الفشل والنهوض لتحقيق النجاح

نصائح لعلاج القلق والتوتر النفسي:

  • الثقة بالنفس، والعمل على رفعها، والثقة بأنَّك قادرٌ على التعامل مع التوتر وتجاوزه.
  • التفكير بإيجابية في كلِّ المشاكل التي تتعرَّض إليها، وعدم ترك أيَّ موقفٍ يؤثِّر في قراراتك.
  • أخذ إجازةٍ من العمل، ومشاركة مسؤوليات المنزل مع أحد أفراد العائلة.
  • ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، لتأثيرها الإيجابي على المزاج، ولتخفيف التوتُّر.
  • النوم لساعاتٍ كافيةٍ (من 6 إلى 8 ساعات)؛ لأنَّ النوم الكافي سيساعدنا على تعويض ما يصيبنا من إرهاق وتعب؛ فقلَّة النوم من أهمِّ أسباب التوتر.
إقرأ أيضاً: كيف تسيطر على التوتر في دقائق قليلة؟
  • الابتعاد عن العادات غير الصحية ، مثل: شرب المنبهات والمواد الكحولية.
  • ممارسة اليوغا، حيث أكدَّت الدراسات أنَّها تساعد على تجاوز المشاكل النفسية.
  • التواصل مع الأصدقاء المقرَّبين ومناقشتهم بالمشاكل التي تتسبَّب لك بالتوتر.
  • الابتعاد عن استخدام الهاتف والإنترنت اللذين أصبحا جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، فهما مسؤولان عن زيادة التوتر.
  • الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية؛ لتأثيرها الإيجابي على الحالة النفسية.
  • مشاهدة مقاطع كوميديةٍ، والتي تدفعك إلى الضحك. والبحث عن النكات المضحكة ومشاركتها مع أصدقائك، ممَّا يجعلك تشعر بالسعادة، ولن تشعر بعد اليوم بأيِّ توتر.
  • المشي في أحضان الطبيعة لمدة لا تقلُّ عن نصف ساعة (ستلاحظ أنَّك أصبحت بحالٍ أفضل).

 

التوتر حالةٌ مرضيةٌ مؤقتة، وتفاقم هذه الحالة قد يتسبَّب بإصابتنا بالعديد من المشاكل الصحية. لذا في حال قمت بتطبيق هذه النصائح، ستتخلَّص من كلِّ مشاعر التوتر التي قد تنتابك، وستتمتع بحياةٍ جميلةٍ وهادئةٍ.




مقالات مرتبطة