كيف تتعامل مع الأشخاص الوقحين بطريقة ذكية؟

لن يتعامل معك كل شخص تقابله في حياتك أفضل تعاملٍ أو كما تودُّ أن تُعامَل، سواءٌ كان سبب ذلك أنَّه يعيش يوماً سيئاً أم بسبب طبعه الحاد؛ ومع ذلك، لا يتعيَّن عليك الرد على الوقاحة بالمِثل.



يعرف الأشخاص الذين يعملون في مَجالَي البيع وتقديم الخدمات إلى أي مدى قد يكون الصبر على هؤلاء صعباً، فليس من السهل أبداً أن تكون لطيفاً مع الناس الوقحين؛ لكنَّ ذلك يرتقي بك إلى مستويات لن ترتقي إليها بالنزول إلى مستواهم.

هل تريد أن تعرف كيف تتعامل مع الناس والعملاء صعبي المِراس؟ سيساعدك هذا الدليل في التعامل مع الأشخاص الوقحين بطريقة ذكية.

استعِدَّ للمواجهات:

صحيحٌ أنَّ التعامل مع الأشخاص الوقحين أمر صعب، إلَّا أنَّ ثمَّة نصائح يمكنك تطبيقها من أجل الاستعداد للمواجهات السيئة والتعامل معها بصورة أسرع وبطريقة سلمية؛ فابدأ اتِّباع النصائح الآتية:

1. اعتنِ بنفسك:

لكي تتمكَّن من التعامُل مع الأشخاص الوقحين بصورة أفضل، ابدأ الاعتناء بنفسك، فإذا كنت في حالة عقلية وعاطفية سليمة، ستكون أكثر استعداداً للتواصل مع الأشخاص الذين يفتقرون إلى تلك الأمور، أمَّا إذا لم تكن مستعداً، فسوف يتغلَّبون عليك.

ابحث عن طرائق لتعزيز قيمة الذات وتقديرها، فإذا كنت تمارس تشجيع الذات بانتظام، فلن تؤثر فيك إهانات الشخص الغاضب؛ كما سُيحسِّن الحصول على قسط جيد من الراحة والتريُّض نوعيةَ حياتك ومزاجك؛ لذا، حاول اكتساب تلك النظرة الإيجابية، ولن يتمكَّن أي شخصٍ وقحٍ في العالم من إخراجك عن طورك بهذه السهولة.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة للاعتناء بالنفس

2. خُذ نفساً عميقاً:

إذا تورطتَ في عملية تواصل طويلة وعصيبة، فخُذ نفساً عميقاً؛ إذ قد يؤدي هذا الإجراء البسيط إلى إبطاء معدل ضربات قلبك وتهدئتك بدرجة كافية للتعامُل مع الموقف بحكمة.

تُعدُّ تمرينات التنفُّس طريقة فعالة للحدِّ من الشعور بالضيق، وبما أنَّك قد تشعر بالضيق أو القلق عند التعامل مع شخص غير لطيف أو غير عقلاني، استخدم هذه التقنية للحفاظ على هدوئك.

3. تعلَّم التعاطف مع الآخرين:

التعاطف هو القدرة على وضع نفسك في مكان الآخرين لمحاولة فهم شعورهم.

من المؤسف أنَّ التعاطف أصبح نادراً في العالم الآن؛ ولكنَّه سمة قوية وحاسمة لتهدئة المواقف المتوترة؛ فكثيراً ما تكون ردود فعل الأشخاص الوقحين نتيجة مواقف تعرضوا لها لا تعلم بشأنها أنت، ومع أنَّ التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص ليس ممتعاً بالتأكيد، إلَّا أنَّهم قد يواجهون مشكلات وتحديات يتجاوز تأثيرها اللحظات الحالية.

لذا حاول أن تتعاطف معهم وتسألهم عمَّا يمكنك فعله لمساعدتهم؛ فعندما تتعامل مع الأشخاص بتعاطف، ستقلِّل من عدائهم، وقد تتوصَّل إلى معرفة ما يزعجهم حقاً.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

4. تمرَّن على حل المشكلات:

رغم أنَّ بعض الناس الوقحين يتعمدون استفزاز الآخرين من أجل المتعة فحسب، فإنَّهم يعبِّرون ببساطة عن عجزهم إزاء مشكلة معينة، في هذه الحالة يُعَدُّ إيجاد الحل هو أسرع طريقة للتخلُّص من وقاحتهم.

تمرَّن على حل المشكلات، وستكون مستعداً للتعامل مع الأشخاص الصعبين الذين تواجههم. وضع في حسبانك المشكلات التي تظهر في مكان عملك وكيف ستشرع في حلها، وسوف تحوِّل السرعة والدقة في تقديم الحلول الشخصَ الوقِحَ إلى شخصٍ مُمْتَن.

5. تواصَل معهم بصورة نشِطة:

قد تبدو هذه النصيحة غير منطقية؛ إذ ثمَّة كثيرٌ من السيناريوهات التي يسعى في الشخص إلى تجنُّب الأشخاص الوقحين، مثل حالات التنمُّر الواضحة؛ ولكنَّ الفكرة ليست في أن تبذل قصارى جهدك للعثور على أشخاص وقحين للتحدُّث معهم، بل في عدم التهرب من المواقف التي يمكنك فيها التعلُّم من عمليات التواصل التي تُجريها مع الأشخاص غير اللطفاء.

لن يساعدك تجنُّب كل العملاء صعبي المراس على تحسين مهارات التواصل، أو حل المشكلات، أو خدمة العملاء؛ فكلما خَبِرتَ التعامل مع الناس، أصبحت استجابتك أفضل في المواقف الصعبة.

6. لا تكن الشخص الوقِح:

هل من الممكن أن تكون الشخص الوقح المذكور في هذه السيناريوهات الافتراضية؟ ربما نعم.

هناك أوقات قد تكون فيها الشخص الوقح دون أن تدرك ذلك، فعندما تكون في خِضَمِّ محادثة مثيرة للجدل، يكون من الصعب التوقف مؤقتاً لتسأل نفسك هذا السؤال، ولكن هذا بالضبط ما يجب عليك فعله.

إذا حدث وتصاعد الجدال بينك وبين أحدهم ممَّا دفعك إلى التفوُّه بكلامٍ قاسٍ أو إلقاء نظرة سيئة، فاعتذر ببساطة؛ سيؤدي ذلك إلى تخفيف حدَّة الموقف ومساعدتك على استعادة منظورك إزاء حل المشكلة.

فالأشخاص الوقحين لا يجيدون التعامل مع بعضهم بعضاً؛ إذ يرتد غضب كل طرف على الآخر حتى يخرج الأمر عن السيطرة، فعندما تكون شخصاً غير وقح، ستتمكَّن من التعامل مع الأشخاص الصعبين بطريقة أكثر ذكاءً.

مارِس التعامُل مع الأشخاص الوقحين:

الاستعداد هو نصف المعركة، ويكمن النصف الآخر في إدارة المواجهة نفسها. بصرف النظر عن مدى استعدادك للحظات التوتر، يجب أن تكون قادراً على التصرُّف بهدوء واحترافية عندما توضع في الموقف. إليك كيفية القيام بذلك:

1. ابدأ بالحُسنى:

تحدِّد الثواني القليلة الأولى من التفاعل مسار اللقاء، فكُن لطيفاً ومنفتحاً قدر الإمكان عند التعامل مع الأشخاص الوقحين؛ إذ لن يفيدك استفزازهم أكثر بشيء.

يتطلَّب البدء بالحُسنى الصبر والانضباط الذاتي؛ وهنا تكمُن أهمية الاستعداد لهذه المواجهات، فإذا لم تتمكَّن من الحفاظ على توازنك، ستجعل الموقف يزداد سوءاً.

2. انتبه إلى لغة جسدك:

قد تقول لغة الجسد ما تقوله الكلمات إن لم يكن أكثر؛ لذا تقوِّي لغة الجسد السلبية مثل الأكتاف المرتخية أو الأذرع المطوية من نفوذ الأشخاص الوقحين؛ إذ تُظهر لهم أنَّهم يمتلكون اليد الطولى في الموقف، ممَّا يشجعهم على الاستمرار في ذلك.

عند التعامل مع العملاء أو الأشخاص الوقحين عموماً، فكِّر فيما تخبرهم به لغة جسدك، واهتم بالتواصل البصري، والوقوف منتصب القامة، وحافظ على مسافة جسدية مناسبة، وسوف يُحدِث إظهار الثقة الودية فرقاً كبيراً في التفاعل.

إقرأ أيضاً: 20 من أكثر دلائل لغة الجسد شيوعاً

3. اتَّبع القاعدة الذهبية:

إنَّ التعاطف صفةٌ شخصية، وتنص القاعدة الذهبية على: "عامل الآخرين كما تحب أن تُعامَل" وهذا ما يضع التعاطف في موضع التنفيذ.

سيساعدك اتِّباع هذا المبدأ الأخلاقي على اتخاذ أفضل مسار في جميع المواجهات؛ إذ ترشدك القاعدة الذهبية إلى التعامُل بنزاهة في جميع الأوقات على أمل أن يبادلك الطرف الآخر معاملتك الطيبة بالمثل.

4. تجنَّب الانتقام:

لن يؤدي الرد على الوقاحة بوقاحة مثلها سوى إلى تصعيد الموقف، ولا يمكنك إطفاء النار بالزيت؛ لذا عندما يتحداك شخصٌ ما، تعامل معه بلطف، حتى عندما ترغب في الانتقام، فكلما تصرفت بهدوء، زادت سهولة تهدئة الموقف وتجاوُزه.

5. تدرَّب على الإصغاء:

إنَّ أدب الإنصات أدبٌ مهجور؛ ذلك أنَّ العديد من الناس يقاطعون بعضهم بعضاً أو يكتفون بانتظار دورهم في الحديث؛ لكن يتطلَّب الإصغاء بصدق إلى الشخص الذي تتواصل معه أكثر من ذلك بكثير.

أصغِ باهتمام لما يقوله الناس، وفكِّر فيما يقولونه قبل صياغة الرد؛ إذ سيمنح الإصغاء والرد بعناية نتائج أفضل من مجرَّد قول أول شيء يخطر ببالك.

6. تحدَّث بوضوح وحذر:

في خِضَمِّ هذه اللحظة، سيحرِّف الأشخاص الوقحون كل كلمة تقولها، وسيبحثون عن طرائق لتحريف كلماتك واستخدامها ضدك؛ ولكن إذا تحدثت بهدوء ودقة، فلن يكون هناك ما يستخدمه الغاضبون ضدك.

تحدَّث بوضوحٍ في كل موقف، سواءٌ كان الأمر يتعلق بشرح سياسة الشركة أم الدفاع عن نفسك أمام صديق يشعر بأنَّك ظلمته أم أي موضوع آخر، وسيمنع التحدث بوضوح الموقف السيء من التفاقُم، حتى أنَّه قد يهدئ الشخص الذي يشعر بالغضب أو الانزعاج.

7. أشرِك شخصاً آخر:

من الجميل دائماً وجود شخص بجانبك يساعدك على قول وفعل الأشياء الصحيحة، ويدافع عنك عندما يصبح الآخرون وقحين.

سواء كان مديراً أم صديقاً أم زميلاً موثوقاً به، سيؤدي وجود شخص آخر بجانبك إلى جعل الناس يفكرون ملياً في وقاحتهم قبل أن يؤذوك بها، واعلم أنَّ الهدف ليس تخويفهم ولكن تشجيعهم على التفكير على نحوٍ أكثر عقلانية من خلال إظهار وجهة نظر شخص آخر لهم، وعندما لا يرونك شخصياً مصدراً لمشكلاتهم، فمن المحتمل أن يهدأوا.

في الختام:

لن يكون هناك أشخاص وقحون في عالم مثالي، ولكن إلى أن يحل ذلك اليوم المبارك، سيتعيَّن عليك تعلُّم كيفية التعامل مع كل من الأشخاص الجيدين والوقحين بطريقة ذكية وحكيمة، وستترك كلا الجانبين في حال أفضل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة