قصر القامة عند الأطفال: الأسباب وطرق العلاج

يمكن أن يعاني بعض الأطفال من قصر القامة لأسبابٍ مختلفة، وفي هذا المقال سنوضح لكم أسباب قصر القامة عند الأطفال، وطرائق علاجه؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هي أسباب قصر القامة عند الأطفال؟

1. قصر القامة العائلي أو الوراثي:

في حال كان أحد الأبوين أو كلاهما قصير القامة، ولكنَّ الطفل يتمتع بصحة جيدة، وتحاليل الدم لديه طبيعية، وعمر العظم متطابق مع العمر الحقيقي للطفل، بالإضافة إلى أنَّ الطفل لا يشتكي من أي أمراضٍ مزمنة، عندها فقط يكون سبب قصر قامة الطفل هو العامل الوراثي.

2. قصر القامة البنيوي:

وفي هذه الحالة يكون العمر العظمي للطفل متأخراً عن عمره الزمني، ويُعَدُّ هذا السبب هو الأكثر شيوعاً لقصر القامة عند الأطفال، وفي هذه الحالة يتأخر بلوغ الطفل، ولكنَّه في نهاية البلوغ يكون قد وصل طوله إلى المعدل الطبيعي.

3. مشكلات في الصبغيات:

مثل: متلازمة تيرنر، أو متلازمة داون، أو متلازمة رسل سيلفر، أو متلازمة نونان، أو الإصابة بأمراض الاستقلاب الوراثية.

4. الإصابة بأمراضٍ مزمنة:

يمكن أن تؤثر إصابة الطفل بمرضٍ مزمن تأثيراً مباشراً في نموه عموماً فيؤخره، وفي طوله خاصةً؛ حيث يؤدي إلى قصر القامة، ومن هذه الأمراض نذكر لكم ما يلي:

  • أمراض الكلية المزمنة.
  • أمراض القلب.
  • الأمراض الرئوية مثل مرض الربو.
  • أمراض الجهاز الهضمي.
  • فقر الدم المزمن.
  • الالتهابات المزمنة.
  • أمراض الكبد المزمنة.

5. الاضطرابات الهرمونية:

مثل: قصور الغدة الدرقية، أو داء كوشينغ ويُعَدُّ من الأسباب النادرة لقصر القامة عند الأطفال، فقصور الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز هرمون النمو بشكلٍ دوري؛ أي كل 3 ساعات تقريباً، خاصةً في أثناء نوم الطفل ليلاً، ويؤدي هذا الهرمون دوراً هاماً جداً في التأثير في تطور الخلايا ونموها بشكلٍ سليم.

ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ إفراز هرمون النمو يرتبط بعوامل عدة، منها: النشاط الحركي، والجنس، والعمر، والتغذية، والضغوطات النفسية والبدنية، ولكنَّ الأطفال في طور النمو تكون لديهم مستويات هرمون النمو مرتفعةً بالمقارنة مع الأشخاص البالغين، ومن العوامل التي تساهم في زيادة إفراز هرمون النمو نذكر لكم ما يلي:

  • النوم العميق ليلاً.
  • الهرمونات الأخرى، مثل: الإندروجين، والإستروجين.
  • الحركة، وممارسة النشاطات والتمرينات الرياضية.
  • انخفاض معدل السكر في الدم.
إقرأ أيضاً: 7 علامات تدل على اضطراب الهرمونات في جسمك

6. ضعف النمو في المرحلة الجنينية:

وفي هذه الحالة يكون سبب قصر القامة عند الطفل أنَّه يولَد بجسمٍ ضعيف، ويستمر ضعف النمو معه.

7. أمراض عظمية غضروفية:

معظم هذه الأمراض إما ولادية المنشأ، أو نتيجة أسبابٍ وراثية، مثل: أكوندروبلازيا، وهذا المرض يؤدي إلى القزامة المفرطة غير المتناسقة، وذلك بسبب عدم نمو العظام الطويلة.

8. قصر القامة المَرَضي:

يعاني الطفل من قصر القامة بسبب سوء التغذية وضعف الامتصاص، مثل مرض حساسية القمح.

9. تناول بعض الأدوية:

إنَّ تناول الطفل لأنواعٍ معيَّنة من الأدوية دون استشارة طبية يمكن أن يؤثر في نموه ويؤدي إلى قصر القامة لديه، مثل: أدوية الكورتيزون إذا استُخدِمَت بجرعاتٍ عالية، ولفتراتٍ طويلة.

10. سبب غير محدد:

بعد مناقشة جميع الأسباب الآنفة الذكر، وبعد إجراء جميع الفحوصات والتحاليل اللازمة، وفي حال كان الطفل لا يعاني من أي أمراضٍ مزمنة، ولم يتبين وجود أي سبب من أسباب قصر القامة، عندها يكون قصر القامة لديه طبيعياً، ولا يوجد أي تفسير طبي له.

علاج قصر القامة عند الأطفال:

يعتمد علاج قصر القامة عند الأطفال على عوامل عدَّة أهمها: التاريخ المَرَضي للطفل، والعمر، والحالة الصحية، وبالاعتماد على المُسبِّب تُحدَّد طريقة العلاج المناسبة، وفيما يلي نذكر لكم أهم طرائق علاج قصر القامة عند الأطفال:

1. تحسين التغذية:

يُعَدُّ سوء التغذية من أكثر الأسباب انتشاراً لمشكلات النمو عند الأطفال، ومن أهم هذه المشكلات: قصر القامة، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ سوء التغذية عند الأطفال يمكن أن يكون ناتجاً عن عدم تناول الأغذية الصحية، أو بسبب عدم القدرة على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية التي يحتاجها بسبب مشكلات صحية مختلفة يعاني منها الطفل.

يجب التنويه هنا إلى أنَّ تغيير النظام الصحي وتحسين التغذية يعتمد على الاعتقادات الغذائية، والسلوك الغذائي المعتاد، فعلى سبيل المثال: زيادة عدد السعرات الحرارية دون الاهتمام بنوعية الأغذية التي يتناولها الطفل وهل تحتوي على كل ما يحتاجه الجسم من: معادن، وفيتامينات، وألياف، وكربوهيدات، ودهون صحية، تؤدي إلى إصابة الطفل بالسمنة دون معالجة المشكلة الحقيقية التي أدت إلى قصر قامته.

إقرأ أيضاً: نصائح غذائيَّة مهمة للحفاظ على صحة الأطفال

2. معالجة المشكلات الصحية المتسببة بقصر القامة عند الأطفال:

يمكن أن تسبب العديد من المشكلات الصحية باضطراباتٍ في النمو، وقصر القامة، ومعالجة هذه المشكلات بشكلٍ صحيح يحسِّن النمو عند الأطفال، وفيما يلي نذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر عدداً من المشكلات وكيفية التعامل معها:

  1. الربو: عند إصابة الطفل بالربو يجب على الطبيب اختيار الدواء المناسب والأكثر ملاءمةً؛ وذلك لأنَّ بعض الأدوية المستخدمة لمعالجة الربو قد تؤثر في نمو الطفل، مثل الستيرويدات المستنشقة.
  2. مرض سيلياك: ويسمى أيضاً هذا المرض بـ " الداء البطني" وهو ما يُعرَف أيضاً بـ "مرض حساسية القمح" وينتج عن الإصابة بهذا المرض عدم قدرة الجسم على امتصاص المواد والعناصر الغذائية، الأمر الذي يتسبب بضعف في العظام، ومشكلات في النمو؛ لذا يجب إخضاع الأطفال المصابين بهذا المرض لحمية الغلوتين؛ أي تناول الأطعمة الخالية من مادة الغلوتين، فذلك يعمل على تحسين الأعراض المترافقة مع المرض، ومن ثمَّ معالجة مشكلات النمو المرتبطة به.
  3. قصور الغدة الدرقية: يُعالَج قصر القامة عند الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية باستخدام "هرمونات الثايرويد البديلة"؛ حيث كانت نتائج العلاج جيدةً جداً.
  4. فقر الدم: يؤثر فقر الدم غير المعالج عند الأطفال في نموهم، ويُعَدُّ من أحد أسباب قصر القامة لديهم؛ لذا يجب معالجته بطريقةٍ مناسبة لحل هذه المشكلة وتحسين نمو الأطفال.
  5. أمراض العظام: يمكن أن تسبب أمراض العظام الناتجة عن نقص فيتامين D قصر القامة عند الأطفال، وفي مثل هذه الحالات فإنَّ تناول المكملات الغذائية المحتوية في تركيبها على كلٍّ من الكالسيوم وفيتامين D يفيد في علاج قصر القامة.
  6. أمراض القلب: يضخ قلب الطفل المصاب بأحد أمراض القلب بكفاءةٍ وسرعةٍ مختلفة، الأمر الذي يزيد معدلات الاستقلاب في جسمه؛ مما يزيد الحاجة إلى سعراتٍ حرارية أكثر لموازنة زيادة معدلات الاستقلاب، بهدف الحفاظ على الوزن الطبيعي ونمو الجسم بشكلٍ سليم، ولكنَّ الطفل المصاب بمرضٍ في القلب يمكن أن يفقد الشهية للطعام ومن ثمَّ لن يكون نمو الجسم طبيعياً وسيعاني من قصر القامة، ولحل هذه المشكلة يجب تغذية الطفل بالأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية أو الحليب أو تغذيته عن طريق أنبوب الفغر المعدي.

3. العلاج بهرمون النمو:

ذكرنا آنفاً أنَّ هرمون النمو يُفرَز من الغدة النخامية، وهي غدة موجودة في الدماغ، وحدوث أي خلل في عملية الإفراز يؤثر سلباً في نمو الطفل، ومن أعراض نقص إفراز هذا الهرمون نذكر لكم ما يلي:

  • عدم النمو.
  • تبدو ملامح وجه الطفل وكأنَّه أصغر من أقرانه.
  • النمو البطيء للطفل.

عندها يمكن أن يصف الطبيب المعالج هرمون النمو، ولكن هنا يجب الإشارة إلى أنَّه أخذ هرمون النمو ليس له فائدة عندما يصل الطفل إلى عمر البلوغ، كما يُعَدُّ هذا النوع من العلاج صعباً نوعاً ما؛ وذلك لأنَّه:

  1. يتطلب زيارات دورية إلى عيادة الطبيب لمراقبة النمو.
  2. يجب أن يأخذ الطفل الحقن يومياً.
  3. يجب مراقبة مستويات السكر في الدم والتأكد أنَّها ضمن المعدل الطبيعي؛ وذلك لأنَّ هرمون النمو يؤثر في استجابة الجسم للأنسولين.
  4. يجب مراقبة كثافة العظم بشكل دوري للتأكد أنَّها ضمن المجال الطبيعي. وتُستخدَم طريقة العلاج بهرمون النمو في حالاتٍ معيَّنة هي:
    • إصابة الطفل بمتلازمة نونان.
    • إصابة الطفل بمتلازمة تيرنر.
    • إصابة الطفل بمتلازمة سيلفر- روسيل.
    • إصابة الطفل بأحد أمراض الكلى: تُعَدُّ إصابة الطفل بأحد أمراض الكلى المزمنة من أحد أسباب مشكلات النمو وقصر القامة عند الطفل، ويمكن معالجة مثل هذه الحالات بهرمون النمو مع تعديل النظام الغذائي للطفل.
    • قصور الغدة النخامية: يُعالَج قصر القامة الناتج عن قصور الغدة النخامية بـ هرمون النمو.

كما يجب التنويه إلى أنَّ بعض الحالات تتطلب إيقاف العلاج بـ هرمون النمو، ومن هذه الحالات نذكر لكم ما يلي:

  • عدم قدرة الأهل على الالتزام بخطة العلاج الخاصة بطفلهم.
  • عندما يكون معدل النمو غير كافٍ بعد العلاج؛ أي إنَّ زيادة سرعة النمو تقل عن 50% مقارنةً بخط الأساس في السنة الأولى من أخذ العلاج.
  • في حال كانت سرعة النمو أقل من 2 سم خلال السنة الأولى من العلاج.
  • الوصول إلى الطول النهائي المطلوب أو الاقتراب منه.

وبذلك نكون قد قدَّمنا لكم أسباب قصر القامة عند الأطفال وعلاجها.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة