عَيشُ اللحظة الحالية: 6 طرق لتكون حاضراً يومياً

يُعرَّف الحضور بأنَّه الوجود بكامل تركيزك والتزامك باللحظة الحالية التي تعيشها أو المكان الذي توجد فيه، وكي تتعلم ذلك، عليك أن تكون واعياً وتلائم أهدافك مع شغفك وطموحاتك، وبذلك تتغلب على التوتر والإجهاد والمشكلات والمُلهيات التي قد تواجهها في اللحظة التي تعيشها.



تستطيع من خلال الحضور في اللحظة، أن تكون ملتزماً وهادفاً ومتأنياً كي تخطِّط للأشياء الأكثر أهمية في حياتك، وتُولِي اهتمامك وتركيزك الكامل للأشخاص الحاضرين أو المواقف التي تخوضها في الوقت الراهن؛ وهذا هام للغاية لمساعدتك على زيادة تركيزك، والتقليل من الضغوطات، وتحسين مزاجك.

ستجد في هذا المقال فوائد أن تكون حاضراً في اللحظة، وملخَّصاً لست نصائح تساعدك على تعلُّم ذلك؛ وهذا سيمكِّنك من عيش اللحظة، وإيلاء الاهتمام بالأمور الصغيرة، وزيادة امتنانك للأشياء التي بحوزتك.

معنى عَيشُ اللحظة الراهنة:

يتمحور عيش اللحظة الراهنة حول اختبار اللحظة التي تعيشها والاستمتاع بها، وأن تكون يقظاً وواعياً لتفكيرك وأفعالك؛ وهذا يسمح لك بالتركيز والانتباه الكامل؛ إذ إنَّك تستطيع من خلال تعلُّم ما سبق، التركيز على الشيء الأكثر أهمية بين يديك فيما يصبح كل شيء آخر تافهاً، وتصبح حياتك أكثر متعةً، إضافة إلى اكتساب الوضوح ومساعدتك على السعي وراء أهدافك بكل طاقتك، وكذلك توجيه تركيزك العاطفي والنفسي تجاه الأشياء الهامة في حياتك.

فوائد العيش في اللحظة:

يرفع العيش في اللحظة من مستوى خبراتك الفكرية والجسدية والعاطفية، ويتيح لك تهيئة وبناء مستقبلك بدلاً من القلق بخصوص ماضيك، ويمنحك تركيزاً وانتباهاً أعظم لحقيقة نفسك وما تفعله في تلك اللحظة؛ وهذا يزيح الملهيات من طريقك.

علاوة على ذلك، ستتحول إلى مستمع أفضل لمشكلات الآخرين، وتتطور قدرتك على حلها، وتعمل بذكاء، وتضع أهدافاً أفضل؛ إذ سيتَّضح مجال اهتماماتك، ويزداد وعيك وإدراكك لتجاربك التي تعيشها، وبالنتيجة تتحسن تلك التجارب.

6 طرائق للتدرب على العيش في اللحظة يومياً:

1. التركيز على شيء واحد فقط:

يصعب أن تعيش اللحظة إن كنت مشوشاً أو مشتت الذهن؛ لذلك كي تعيش كل لحظة بكاملها، عليك أن تركز في شيء واحد فقط في تلك اللحظة وتعطيه اهتمامك الكامل، سواء أكان مهمة أم مشروعاً أم شخصاً، وغالباً ما نمضي وقتنا نتأمل في الماضي أو نفكر في مستقبلنا؛ وهذا ينسينا عيش لحظتنا الراهنة؛ لذا كان علينا التركيز فيما هو أمامنا في الوقت الحالي وإعارته كامل انتباهنا، كي نعيشها.

2. تقدير قيمة ما نملكه:

يساعد التقدير والامتنان لما لدينا على عيش لحظتنا الراهنة؛ لذلك دوِّن كل شيء تشعر بالامتنان تجاهه أو أنجزته خلال 30 يوماً السابقة، ثم تصفَّح ما كتبته واشعر بالامتنان والتقدير لإنجازاتك؛ إذ سيؤدي تمرين تنمية عقلية الامتنان هذا إلى صرف انتباهك عن الماضي، ويمنعك من القلق بشأن المستقبل، ويسمح لك بالتفكير وصب اهتمامك على الأشخاص والمشاريع والأشياء الثمينة بالنسبة إليك في الوقت الراهن، والتي ستكتسب معنىً وقيمةً أعظم لأنَّك خصَّصت وقتاً كافياً للتركيز فيها.

3. اتخاذ إجراءات في اللحظة الراهنة:

تكمن فرصتك الحقيقية في اللحظة الراهنة التي تعيشها الآن حيث أنت تماماً، وليس في المستقبل، ومن خلال تعلُّمك عيش اللحظة الحالية والاستمتاع بها يمكنك اكتساب خبرات أفضل ووضع أهداف أكبر في حياتك.

أفضل طريقة لذلك هي التأني والتمهُّل؛ لذا أمعن النظر فيما تملكه بين يديك، وخذ وقتك لاستيعاب الفرص الموجودة حالياً ووضع أهداف جديدة ومشوِّقة للشهر القادم، ثم استوضح الأمور الأكثر قيمةً بالنسبة إليك كي تقضي مزيداً من الوقت في إنجازها، وبذلك يمكنك حذف الأشياء غير المفيدة من حياتك.

شاهد: 7 نصائح ذهبية تساعدك على عيش حياتك كما تحب

4. التخطيط والالتزام بالأهداف:

يساعدك تحديد أهدافك المستقبلية بوضوح والتخطيط لها على التركيز وبناء أساس راسخ في الوقت الحاضر؛ وهذا يحسِّن من قدرتك على عيش اللحظة، وهي واحدة من أكثر الكفاءات المرغوبة لتطويرها.

قد يسهل تشتيت الانتباه والشعور بالإرهاق، كما يسهل الرجوع للماضي أو إطالة النظر في المستقبل حين تتعقد الأمور، لكنَّ القوة الحقيقية تكمن في اللحظة الراهنة لإحداث التغيير، ويساعدك التخطيط لأهدافك المستقبلية على معرفة كيفية استثمار طاقتك ووقتك في التركيز في اللحظة والمكان الحاليين.

5. تطوير قدرتك على الإصغاء إلى الآخرين:

لا تعطي المحادثة مع شخص آخر لا يصغي إليك أو لا يهتم بحديثك شعوراً جيداً على الإطلاق، وبالتدرُّب على العيش في اللحظة الحالية، ستتطور قدرتك على الإصغاء إلى الآخرين؛ الأمر الذي يعود بالفائدة على حياتك الشخصية والمهنية على حدٍّ سواء؛ فحين تكون حاضراً ذهنياً في لحظتك الراهنة، ستستمع للشخص الآخر على نحو أفضل وتقدِّر قيمته، وسيشعر الشخص الآخر بالمقابل بالامتنان لك لإصغائك إليه؛ وهذا يقوي العلاقة بينكما ويطورها.

إقرأ أيضاً: لم يعتبر الفشل أمراً ضرورياً قبل تحقيق النجاح!

6. البقاء في اللحظة الراهنة:

يجب علينا العيش في اللحظة الحالية لرسم المستقبل الذي نريده، إلا أنَّنا غالباً ما نمضي وقتنا بالتفكير ملياً في الأحداث الماضية أو القلق بخصوص المستقبل بدلاً من ذلك؛ إذ يمكن للذكريات المتعلقة بمواقف مزعجة أو سلبية من الماضي أن تمنعك من اغتنام الفرص الراهنة أو إحراز أيِّ تقدم.

وينهمك العديد من الأشخاص بالتفكير في المستقبل، مُنهكين بالتفكير فيما قد يحصل بدلاً من التركيز على ما يستطيعون الإبداع فيه، ويهدرون الساعات والأيام بالتأمل والتخيل والتفكير في الأحداث المستقبلية، بينما يمكِّن عيش اللحظة الحالية من اتخاذ إجراءات مثمرة لبناء المستقبل المثالي.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تساعد المبتدئين على تعلُّم رياضة التأمل

في الختام:

ستجد أعظم الفرص أمام ناظريك، إن أنت تريَّثت وأعطيت نفسك وقتاً للتفكير في الفرص المتاحة وتحليلها، وأفضل فرصة لك هي التركيز في اللحظة الراهنة التي تعيشها؛ فابتعد عن التفكير المستمر في المستقبل، وانظر إلى ما بين يديك، وتأمَّل فيما يمكنك تغييره حالياً.

المصدر




مقالات مرتبطة