تعرف على أهم طرق استثمار الوقت: أساليب لم يخبرك بها أحد من قبل

يُعَدُّ الوقت هو العملة الوحيدة في العالم التي لا يمكن أن تُستبدل أو تُشترى، وهو المادة الوحيدة التي لا يمكن إعادتها إلى الوراء، فكلُّ شيء في هذا العالم يمكن إعادته كما كان من قبل إلَّا الثانية التي مضت الآن لا يمكن استعادتها بأي شكل من الأشكال.



للوقت أهمية كبيرة في ظل الحياة العصرية التي نعيشها في هذه الأيام؛ إذ تكثر المشتتات والتفاصيل والخيارات لدرجة عدم وجود وقت كافٍ لتغطيةِ ولو جزء بسيط منها؛ ولذلك تُقاس درجة تحضُّر الشعوب ورقيها استناداً إلى إدراكها لأهمية الوقت وقدرتها على استغلاله بالشكل الأفضل الذي يخدم مصلحتها.

أهمية تنظيم وقت النوم في استثماره:

في حال أردتَ استغلال وقتك يجب عليك عدم تضييعه فيما لا فائدة منه؛ إذ من الكافي أن تنام من ست إلى ثماني ساعات في اليوم، وأكثر من ذلك يُعَدُّ إفراطاً في النوم لا تحتاج إليه، ولا تتوقع أنَّك في حال نمت لوقتٍ أطول ستكون نشيطاً أكثر خلال اليوم أو ستنجز أكثر أو تعمل بكفاءة عالية؛ بل على العكس من ذلك قد تسبب كثرة النوم شعوراً بالخمول أو النعاس الدائم، وقد تعزز لديك حاجة أكبر إلى النوم بخلاف ما كنت تتوقع.

استيقظ باكراً وشاهد ما يحصل للوقت:

إنَّ أهم قاعدة هي الاستيقاظ باكراً من أجل استغلال وقتك في الأمور التي تود إنجازها، مع اشتراط تجنُّب النوم في ساعة متأخرة؛ إذ وجد العلماء أنَّ أكثر وقت مناسب للنوم هو من الساعة العاشرة أو الحادية عشرة مساءً وحتى الساعة السادسة أو السابعة صباحاً.

إذ إنَّ الاستيقاظ باكراً يزيد الوقت المتاح أمامك لإنجاز العديد من المهام، ويتيح لك أيضاً حصصاً أكبر من الاستراحة التي تشحن بها ذهنك وجسدك بالمزيد من الطاقة والحيوية.

أهمية الجدول الزمني في استثمار الوقت:

في حال كنتَ تعمل على إنجاز مشروع معيَّن أو تخطط لدراسة مواد الامتحانات القادمة، فإنَّ أفضل طريقة لإدارة مهامك وإدارة وقتك هي وضع مخطط واضح لما ستفعله خلال فترة معيَّنة من الزمن، والأهم من كل هذا هو وضع جدول زمني دقيق يخص كل المهام التي تود إنجازها.

على سبيل المثال أنتَ تحضِّر الآن لامتحان الثانوية العامة، ولديك العديد من المواد لتذاكرها خلال شهر واحد فقط، فمن الأفضل أن توزِّع أيام هذا الشهر على المواد؛ وذلك حسب درجة صعوبة كل مادة؛ إذ تضع عدداً محدداً من الأيام لكل مادة من المواد، وعند انتهاء الأيام المحددة لهذه المادة فإنَّك تنتقل إلى المادة التي تليها حسب الخطة الموضوعة.

ولا تنتظر حتى تنهي المادة على حساب المادة التالية؛ لأنَّ ذلك سيربك النظام الذي تسير عليه، وسيجعلك تشعر بنوع من الفوضى والتشتت، على عكس النظام الذي يجعلك تشعر بأنَّك تسير وفق خطة مدروسة؛ مما يُشعرك بالأمان ويزيد من ثقتك بنفسك؛ وهذا ينعكس إيجاباً على ما تقوم به من أعمال.

سايكولوجيا مقاومة الكسل وعلاقتها باستثمار الوقت:

إنَّ أكثر ما ينصح به خبراء التنمية البشرية من أجل استثمار أفضل للوقت هو مقاومة الكسل، وهي نصيحة صحيحة من حيث المبدأ، لكن لا بدَّ أنَّك حاولت مراراً وتكراراً أن تقاوم شعورك بالكسل، ولكنَّك فشلتَ في معظم محاولاتك واستسلمت لرغبتك في الراحة على حساب رغبتك في العمل، لكن هل فكرت في قرارة نفسك ما هو سبب فشلك في مقاومة الكسل؟

يقول خبراء علم النفس إنَّ الثواني الأولى التي تقرر فيها النهوض من السرير هي التي تحدد فيما إن كنتَ ستنهض من سريرك في الوقت المحدد أم أنَّك ستتأخر، وكلما تأخرت ثانية عن النهوض فإنَّك تغرق أكثر في فراشك وتصبح عملية النهوض أصعب، وكلما فكرت في عملية النهوض أو التردد في النهوض حالاً أو إعطاء نفسك بعض الوقت، غرقت أكثر في الكسل.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لاستثمار الوقت بأفضل شكل ممكن خلال اليوم

أهم النصائح التي تساعد على مقاومة الكسل من أجل استثمار الوقت:

توجد العديد من النصائح التي تستطيع من خلالها مقاومة الكسل أو بالأحرى بتره قبل أن يبدأ؛ وذلك من أجل توسيع دائرة الوقت المتاح أمامك:

  1. في حال فتحتَ عينيك انهض من فراشك فوراً لا تفكر كثيراً.
  2. لا ترهق نفسك في التفكير في الأمور التي يجب عليك إنجازها في هذا اليوم؛ وذلك لأنَّ استحضار كل المهام دفعة واحدة سيجعلك تشعر بالصداع.
  3. أقنع نفسك بعدم امتلاكك سوى مهمة واحدة هذا اليوم وهي النهوض من الفراش.
  4. حاول أن تضع هاتفك المحمول على طاولة بعيدة عن فراشك؛ وذلك لكي تجبر نفسك على النهوض من الفراش.
  5. افهَم جيداً أنَّ الصعب ليس القيام بشيء ما؛ وإنَّما التفكير الزائد في كيفية القيام به.
  6. خاطب نفسك بكل رفق ولين وكأنَّك تتعامل مع إنسان تحبه وتعشقه، وحاول أن تستدرج الكسل إلى خانة النشاط دون تقريع أو تعنيف أو غضب.
  7. لا تقضِ أيَّة دقيقة في فراشك خارج أوقات النوم؛ إذ أثبتت الكثير من الدراسات وجود علاقة بين الشعور بالنعاس والفراش؛ أي حتى لو كنت لا تشعر بالنعاس فإنَّك ستصبح خاملاً لو استلقيت لمدة قصيرة على سريرك ولو كانت دقائق قليلة.
  8. خصِّص وقتاً محدداً في كل يوم لتمارس الرياضة، ولا تفكر كثيراً في نوع الرياضة؛ وإنَّما الهام هو الحركة بحد ذاتها، ابدأ على الفور ولا تتعب نفسك في التفكير.

أوقات الانتظار أوقات ثمينة تُقتَطَع مجاناً من أعمارنا:

هل يمكن أن تتخيل مدة الوقت الذي نقضيه ونحن مجبرون على عدم فعل أي شيء؟ أو الوقت الذي نكون فيه مكبلي الأيدي عما نريد إنجازه؛ إنَّه لوقت طويل نقضيه في انتظار القطار أو الطائرة أو صديقنا الذي تأخر عن الموعد، ولا ننسَ الوقت الذي نسافر فيه لساعات، فكله وقت ضائع، صحيح أنَّنا عاجزون عن تجنُّب مثل هذا الضياع في الوقت ولكنَّه في نهاية المطاف محسوب علينا ويُقتَطَع من أعمارنا القصيرة.

شاهد بالفديو: 6 أسرار لإتقان إدارة الوقت

أهم النصائح المفيدة في استغلال الوقت الضائع خلال السفر والانتظار:

إليكم أهم النصائح التي يمكنكم من خلالها استغلال هذا الوقت الضائع في فترات الانتظار والسفر:

  1. ضع في يدك دوماً مفكرة صغيرة يمكن وضعها في الجيب، تكون قد كتبت عليها ما تريد تذكُّره من معلومات متفرقة سواء كانت تخص دراستك أم كلمات من لغة جديدة تتعلمها.
  2. حاول أن تكون المعلومات التي تكتبها في مفكرتك قصيرة ومكوَّنة من بضع كلمات.
  3. في حال كنتَ مسافراً في إحدى وسائل النقل الجماعي؛ فلا تنسَ سماعات هاتفك الذكي، فهي صديق السفر الذي يمكن أن يؤنسك في أي طريق تسلكه.
  4. نزِّل المقاطع السمعية التي تشمل الموضوعات التي تحبها أو تدرس عنها، واستمع لها في أوقات السفر؛ إذ يعج اليوتيوب بملخصات سمعية للكتب ومراجعات لها.
  5. استخدِم هذا النوع من السماعات التي تتوفر في الأسواق والتي تُعرف باسم السماعات الرياضية، والتي يمكنك أن تضعها بكل أريحية خلال المشي أو ركوب وسائل النقل، والاستماع إلى محاضرات صوتية في مجالات اهتمامك.

من أجل استثمار أفضل للوقت ابدأ بالمهام السهلة:

يؤكد خبراء التنمية البشرية ضرورة إنجاز المهام وفق ترتيب معيَّن؛ إذ تكون المهام ذات الصعوبة الأكبر في بداية جدول المهام، وبعدها تأتي المهام الأسهل؛ إذ يرون اختيار المهمة الأصعب في البداية وإنجازها يعطي شعوراً بالارتياح، ويلغي القلق الناجم عن التفكير فيها، والذي قد يعرقل أداء بقية المهام.

من أجل استثمار أفضل للوقت ابدأ بالمهام الصعبة:

من جهة أخرى، يوجد مَن ينصح بالبدء بمهام سهلة وبسيطة؛ وذلك لأنَّها قد تساعدك على زيادة ثقتك بنفسك، ومن ثم الإقلاع في عملك وتحفيزك على الإنجاز؛ مما يساهم في استغلال أمثل للوقت المتاح؛ إذ إنَّ إنجاز المهام الصعبة في البداية قد يصيبك بالضجر أو الملل أو حتى الإحباط؛ مما يؤثر في عملية استغلال الوقت، وقد تصبح أكثر ميلاً إلى الراحة أو الكسل؛ وهذا يُضعف بشكل هام من إنتاجيتك.

من أجل استثمارٍ أفضل للوقت؛ أيَّهما أولاً المهام الصعبة أم السهلة؟

كحلٍّ بسيط بين الخيارين وكي لا تضيع بين هذين الرأيين يمكنك أن تنجز المهمة الأصعب أولاً فقط عندما يكون لها موعد قريب؛ أي في حال كان لديك مشروع معيَّن يجب عليك تسليمه بعد أربعة أيام، فمن الأفضل أن تعمل عليه أولاً ولا تتركه حتى آخر يوم أو آخر يومين.

أما في حال كان لديك متَّسع من الوقت لتسليم مشروعك مثل الحالات التي تتطلَّب التسليم بعد حوالي شهر، فيمكنك أن تبدأ بالمهام السهلة أو البسيطة في البداية لكي تعطيك الحافز والدافع والثقة، وبعدها يمكنك الانتقال إلى المشروع الأصعب؛ وبذلك تزيد من استثمار الوقت من خلال استثمار الحافز.

إقرأ أيضاً: علم النفس التحفيزي: سر قوة الدافع

في الختام:

إنَّنا جميعاً نعيش الأعمار نفسها، وما يميز إنساناً عن آخر هو درجة استغلاله لوقته بالشكل الأمثل وتجنُّب إضاعته في أمور لا تفيد، ولا نعني هنا أن يمتنع الإنسان عن الرحلات أو التسلية أو الخروج مع الأصدقاء؛ بل على العكس تماماً هي أمور لا بدَّ منها، وهي من علامات الصحة النفسية والعاطفية، لكن يجب ألَّا تكون كل حياتنا عبارة عن لهو وتسلية، ولنتذكَّر جيداً أنَّ ما يميز إنساناً عادياً عن إنسان ناجح هو طريقة إدارة الوقت وتنظيمه.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة