الوعي الذاتي: الدليل الشامل لمزيد من النجاح والسعادة

إنَّ الوعي الذاتي عنصرٌ لا يحظى بالتقدير الكافي لتحقيق النجاح الدائم، خاصةً إذا كنتَ ترغب في تحقيق النجاح دون التضحية بالفرح، فالأشخاص الذين يفتقرون إلى الوعي الذاتي هم أكثر عرضة للشعور بالضيق والإحباط من هذه العملية؛ والسبب في ذلك هو أنَّ معظم الأشخاص الذين يسعون وراء النجاح يبحثون عن عوامل خارجية لتحقيق ذلك، على سبيل المثال: قد يرون شخصاً يقود سيارة حديثة يعمل في مجال العقارات؛ لذلك يريدون العمل في مجال العقارات أيضاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن شخص يدعى "ميك" (MICK)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع الوعي الذاتي.

لكن هناك مشكلة كبيرة في طريقة التفكير هذه؛ إذ إنَّ العديد من الناس يسعون وراء تحقيق الأشياء بحثاً عن النتيجة المحتمَلة لها، ليس لأنَّهم يشعرون بالمتعة حيال العملية نفسها؛ ونتيجة لذلك، فإنَّ القليل منهم يصلون إلى خط النهاية.

إنَّ أفضل استراتيجية يمكن اتِّباعها لتحقيق النجاح في الحياة هي أن تجد شيئاً تستمتع بالقيام به، فإنَّ الطرائق التي يتَّبعها المرء لتحقيق النجاح مختلفة، وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، إنَّ تحقيق النجاح يكمن في الدخول في مجال العقارات أو الانخراط في مجال التجارة الإلكترونية، بينما بالنسبة إليك، قد يكون النجاح هو اتباع شغفك في مجال إعداد البسكويت، على سبيل المثال.

هذا يطرح السؤال الآتي: ما هي الرحلة التي ستحقِّق ما تطمح إليه؟

بدلاً من البحث عن أسرع طريقة ممكنة لتحقيق النجاح، ابحث عن العملية التي ستستمتع بها أكثر، فعندما تفعل أشياءَ تُشعرك بالرضى، فهذا يزيد من فرصك في النجاح، كما أنَّه سيجعل التحديات أكثر معنى، والحياة أكثر متعة، وسيزيد من ثقتك بنفسك أيضاً.

يبدأ كلٌّ من النجاح والسعادة في داخلك؛ لذا إذا كنت مستعدَّاً لاستكشاف عالمك الداخلي، فدعنا نتعمَّق أكثر في المسألة.

أفضل طرائق اكتساب مهارات الوعي الذاتي:

ما هو الوعي الذاتي؟

التعريف الشامل للوعي الذاتي هو معرفة مَن أنت، وماذا تحب أن تفعل، والقدرة على ضبط نفسك، وكل جانب من هذا التعريف هام جداً.

إنَّ جوهر الإدارة الذاتية هو فهم الحوارات التي تُجريها مع نفسك وإدارتها؛ إذ ينبغي عليك أن تفكر في أفكارك ومعتقداتك وعواطفك وأفعالك، وإذا كنت تريد معرفة المزيد عن هذا الموضوع، فإليك الدليل الشامل لإدارة الذات.

الشيء الهام الذي سنغوص فيه الآن هو أن تعرف نفسك؛ إنَّ معرفة نفسك تعني فهم قيمك، ونقاط قوَّتك، وشخصيتك، واندفاعك، وشغفك، وهدفك؛ فعندما تتخيل نفسك بحال أفضل، يسهل عليك اتخاذ القرارات التي تفيدك، وبهذه الطريقة، يمكنك أن تبني حياة تشبع رغباتك وترضيك حقاً، وكما قال الفيلسوف "سقراط": "أن تعرف نفسك هي بداية الحكمة".

ماذا ستجيب إذا سألك شخص ما إذا كنت مدركاً لذاتك؟ نعم أم لا؟

تُظهر الأبحاث أنَّ الوعي الذاتي الحقيقي هو صفة نادرة، لكن ليس لأنَّ الكثير من الناس يجيبون عن السؤال السابق بـ "لا"؛ بل إنَّ السبب الأكثر دقة هو أنَّ الوعي الذاتي مهارة تُكتسَب اكتساباً، وليست صفةً تحصل عليها بضغطة زر.

ما يعنيه هذا أنَّ هناك العديد من الحالات المختلفة للوعي الذاتي، فدعونا نوضح هذا بمثال صغير؛ فكر في المهارات التي يمتلكها عازف الجيتار، ما هو مقدار جودة تلك المهارات في البداية؟ ليس جيداً جداً، أليس كذلك؟ إنَّ بدء مهارات جديدة يمثل تحدياً، ومع ذلك، من خلال التدريب، يمكنك تحسين أيَّة مهارة، وفي مرحلة ما، سوف تعتاد الأمر.

قد يدفع لك شخص ما مقابل العزف أمام أشخاص آخرين، وعلى الرغم من أنَّ هذا يشير إلى مستوى لائق من المهارة، فهذا لا يعني أنَّك وصلت إلى إمكاناتك، وهناك العديد من الأسباب الوجيهة التي تدفعك إلى الاستمرار في التدريب أو حتى تكثيفه.

المبادئ نفسها تنطبق على الوعي الذاتي؛ إذ إنَّ الوعي الذاتي مهارة يمكنك تحسينها، ومع مرور الوقت، يصبح أفضل بحيث يتيح لك المزيد من فوائده؛ ولكن من الهام أيضاً أن تفهم أنَّه - تماماً مثل العزف على الجيتار - لن تتقنه بين عشية وضحاها، فلماذا تقضي وقتك وجهدك لتصبح مدركاً لذاتك؟

شاهد بالفيديو: كيف تبني تقدير الذات؟

لماذا الوعي الذاتي هام؟

إذا كان في إمكاني أن أقول شيئاً واحداً لنفسي عندما كنت أصغر سناً - ولو قدر ضئيل من الحكمة - سأقول شيئاً من هذا القبيل: توقف عن محاولة الارتقاء إلى مستوى توقعات الآخرين، وتوقف عن مقارنة حياتك بحياة أولئك الذين بالكاد تعرفهم؛ بدلاً من ذلك، ابدأ بمعرفة مَن أنت، وماذا تحب، وما الذي تريد أن تمثله، ومَن تريد أن تصبح.

إنَّ الحياة هي جوهر هذه العملية وإذا لم تجد المتعة في هذه العملية، فإنَّك تهدر أثمن مواردك ألا وهو الوقت؛ ليس هذا فقط ولكن دون الشعور بالفرح، من غير المرجح أن تطوِّر صفات النجاح؛ لذلك، فكر في المثابرة، والصبر، والمرونة في أوقات الصعوبة وفي أثناء مواجهة التحديات.

من خلال الوعي الذاتي، يمكنك تصميم حياتك حول أكثر شيء يمنحها المعنى والهدف، وهذا يساعدك على الشعور بالسعادة في تحقيق هذه العملية، ويمكِّنك من الارتقاء إلى مستوى إمكاناتك الكاملة؛ فهذا هو سبب أهمية الوعي الذاتي إذا كنت تريد المزيد من النجاح والسعادة، وهناك العديد من الفوائد الأخرى لتصبح مُدرِكاً لذاتك.

دعونا نلقي نظرة على أهمها:

فوائد الوعي الذاتي:

الوعي الذاتي هو أساس الحياة الجيدة؛ إذ إنَّه نقطة البداية للاستمتاع بالمزيد من المعنى والفرح والسعادة، وفيما يأتي ستتعرَّف كيف يمكن أن تساعدك فوائد الوعي الذاتي على القيام بذلك:

  1. قيادة أفضل للذات: من خلال الممارسة، فإنَّك تطوِّر بالتدريج المزيد من الوضوح في رؤيتك وقيمك، وهذا سوف يمنحك شعوراً أفضل بالهدف والاتجاه في الحياة، وسوف يساعدك أيضاً على الاستمرار في التركيز طوال رحلتك نحو تحقيق النجاح.
  2. المزيد من الثقة: تصبح آراء الآخرين أقل أهمية بالنسبة إليك عندما تتوافق مع ذاتك في صميمك بشأن حقيقتك، إلى جانب التركيز على الهدف الذي تريد أن تصل إليه، حينها ستشعر بالمزيد من الثقة بالنفس.
  3. اتخاذ قرارات أفضل: يصبح اتخاذ القرارات أسهل عند معرفة دوافعك ونقاط قوَّتك وقيمك، كلما عرفت نفسك معرفة أفضل، تمكَّنتَ من التخلص من الضوضاء.
  4. تواصل أكثر فاعلية: هناك جزء هام من الوعي الذاتي له علاقة بفهم وإدارة نفسك؛ إذ يتضمن ذلك أفكارك وعواطفك ومشاعرك، وعندما تقوم بتحسين هذه المجالات، فإنَّك أيضاً تضع الأساس للتعاطف والتواصل الفعال.
  5. علاقة أفضل مع نفسك والآخرين: لخِّص الفوائد المذكورة آنفاً وستحصل على المكونات اللازمة لتعيش ذاتك الحقيقية، وهذا أمر أساسي في بناء علاقات ذات معنى مع كل من نفسك والآخرين.

ما يجعل هذه الفوائد أفضل هو أنَّ التحسينات في مجال واحد ستؤثر في جميع المجالات الأخرى، والآن، نأمل أن تتمكن من معرفة سبب أهمية الوعي الذاتي.

نصائح عن تحسين الوعي الذاتي:

لقد قمت بالفعل بالخطوة الأولى في أن تصبح مدركاً لذاتك؛ لأنَّ فهمك أنَّ الوعي الذاتي يفتح لك فرص النجاح والسعادة دائماً هو أول الأفكار الرائعة، وإنَّها فكرة استغرقت مني سنوات للحصول عليها، وفي هذه الأثناء، كنت أقفز من فكرةٍ برَّاقةٍ إلى أخرى، وبعد كل محاولة فاشلة، بدأت أفقد الأمل في الحصول على مستقبل أفضل.

إنَّ السبب الرئيس للشعور بالإحباط هو قلة الوعي بالذات، فحاولتُ الوصول إلى النتيجة مع تخطِّي أكبر قدر ممكن من العملية؛ إذ إنَّ كل شيء يتغير عندما تفهم أنَّ الوعي الذاتي هو الأساس الأفضل للرفاهية والنجاح والسعادة؛ فكيف تزيد وعيك الذاتي؟

أفضل طريقة هي أن تجعل ممارسة طرائق الوعي الذاتي عادة لتصبح أكثر وعياً بذاتك، ولتحقيق ذلك، إليك أفضل النصائح التي يجب وضعها في الحسبان:

1. مارس التأمل الذاتي بكثرة:

عادة، أنت تتصرف وتفكر تفكيراً مختلفاً عندما تكون في لحظة الحدث، وخصوصاً خلال اللحظات المحتدمة، فغالباً ما نفكر ونتصرف تفكيراً مختلفاً قليلاً.

يسمح لك التأمل الذاتي بمراجعة تلك اللحظات دون الشعور بالشدة العاطفية نفسها؛ فكلما فكرتَ في المواقف اليومية واللحظات الأخرى، بدأتَ برؤية أنماط مختلفة للتصرف؛ إذ يحدث هذا عندما تبدأ بإدراك أنَّ بعض المحفزات تسبب باستمرار الاستجابات النفسية نفسها.

هذا هو المستوى الضروري من الوعي المطلوب لإجراء أي نوع من التغيير الذي يمكن أن يحدث، ولهذا السبب عليك أن تجعل من التأمل الذاتي عادة، وليس شيئاً تفعله مرة أو مرتين في السنة.

إقرأ أيضاً: 24 سؤالاً في التأمل الذاتي تجعلك تعيد التفكير في حياتك

2. افهم المستقبل بوضوح:

في حين أنَّ التأمل الذاتي يتعلق بالماضي تعلُّقاً أكبر، فإنَّ توليد الوضوح يتعلق بالمستقبل؛ إذ يتعلق الأمر بتحديد الاتجاه والقيم لنفسك.

ومثل التأمل الذاتي، يجب أن تحوِّل هذا إلى عادة؛ فكلما مارست، فهمت الأمور بوضوح، وأصبحت رؤيتك وقيمك أكثر وضوحاً، وعيشُ حياتك مليئاً بالشغف والهدف يجلب لها المزيد من البهجة؛ لذا عندما تحاول توضيح ما هو الأكثر أهمية بالنسبة إليك، لا تقلق عندما لا تشعر بالكمال؛ إذ إنَّ الوصول إلى هذه المرحلة يستغرق وقتاً وممارسة، فالأهم هو أن تبدأ من مكان ما.

3. تقبَّل الواقع كما هو:

أحد أهم الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس لا يبدؤون أبداً هو السعي إلى الكمال، في حين أنَّ المفارقة هي أنَّ الممارسة غير الكاملة تصنع الكمال، ومن الجيد ألا تعرف كل شيء، حتى لو كان عن نفسك، ولا بأس أن تفعل شيئاً واحداً الآن وتغيِّر شخصيتك تغييراً كاملاً في العام المقبل، هكذا الحياة؛ إذ عليك أن تبدأ بعمل غير كامل، وباتجاه غير كامل.

عندما يبدأ أي شخص أي شيء جديد، يستغرق الأمر وقتاً لتحسينه؛ إذ عليك أن تختبر وتجرِّب وتتعلَّم ما هو الأفضل بالنسبة إليك، فقط عندما تقوم بتجربة الأشياء، ستتعلم ما يناسبك، وعندما تتخذ إجراء عندما لا تكون لديك جميع المعلومات بعد، فسوف ترتكب أخطاء.

لكن أتعلَم أنَّك هكذا تتعلم وتنمو؟ افهم أنَّ الخلل هو نقطة انطلاق هامة للنجاح؛ فتقبَّل أنَّ كل ما يحدث هو جزء من العملية؛ لذلك ابحث عن الدروس التي يمكنك تعلُّمها، ثم امضِ قدماً.

4. ابقَ فضولياً:

مهما أحرزتَ من تقدُّمٍ، يجب عليك دائماً التعامل مع الأمور بانفتاح وحماسة، مثل المبتدئين، إنَّها نصيحة جيدة، خاصةً إذا كنت تعمل على تحسين الوعي الذاتي لفترة من الوقت؛ والسبب أنَّك قد تفاجئ نفسك، فهناك دائماً شيء جديد يجب تعلُّمه، ومصالح للبحث عنها، وحقائق يجب اكتشافها.

قد تتغير قيمك وأفكارك مع مرور الوقت؛ فكل مرحلة في الحياة تفتح أبواباً وإمكانات وفرصاً جديدة، ولكن فقط لمَن هم منفتحون عليها، ومع الانفتاح والفضول تأتي جودة أعلى للحياة، وعلى الجانب الآخر، قد يؤدي الانغلاق على نفسك إلى الإحباط والاستياء.

أفضل الطرائق لتحسين الوعي الذاتي:

هناك العديد من الأساليب والاستراتيجيات المختلفة لتحسين الوعي الذاتي، وقد يكون بعضها أفضل من الأخرى.

بعض الطرائق التي سنناقشها رائعة لاستعمالها من حين لآخر، وبعضها الآخر أسهل قليلاً، ويساعدك على بناء عادة جيدة للوعي الذاتي، وإذا جمعتَ بين الأساليب من كلا الاتجاهين، فسترى جميع الفوائد التي ناقشناها، وتجد أدناه الاستراتيجيات التي ما زلتُ أستعملها اليوم لتحسين الوعي بالذات:

1. اختبارات الشخصية والقوة:

تُعَدُّ اختبارات الشخصية والقوة أدوات رائعة لاكتساب رؤى جديدة؛ ليس بسبب النتائج التي تفاجئك غالباً؛ بل بسبب المنظور المختلف الذي تقدِّمه، ويمكنك استعمال ذلك الاختبار لفهم نفسك فهماً أفضل؛ إذ يجب عليك أن تحذِّر من التأثُّر عاطفياً بالنتائج، فإذا كانت الإجابات لا تتطابق مع طريقة تفكيرك وشعورك تجاه نفسك، فلا داعي للقلق.

بعد كل شيء، إنَّها أداة وليست مصدر الحقيقة، ومع ذلك، فهي نقطة انطلاق رائعة لاستكشاف ذاتك، حتى إذا كنت لا توافق على النتائج، وإذا كنت ترغب في الحصول على منظور مختلف، فإنَّني أوصي بإجراء اختبار الشخصية والقوة.

2. المشي لمسافات طويلة:

إحدى أفضل الطرائق للتواصل مع نفسك هي السير مسافة طويلة في الطبيعة؛ فإنَّ المشي يمنحك نوعاً مختلفاً من الطاقة المتدفقة التي تصفِّي ذهنك وتحسِّن مزاجك، فهو يضعك في حالة ذهنية أفضل لممارسة التأمل الذاتي وزيادة الوعي الذاتي.

عند القيام بذلك، تأكَّد من أنَّك وحدك ودون وجود مشتتات، مثل الموسيقى أو كتاب صوتي؛ بدلاً من ذلك، استغلَّ هذا الوقت المفيد لاستكشاف عالمك الداخلي، وفي الكثير من الأحيان عندما أفعل هذا، أتوصَّل إلى العديد من الأفكار والرؤى الجديدة؛ فقد فعلت ذلك مثلاً حينما شعرت بالعجز والارتباك عندما كان عليَّ تحديد توجيه الموقع الإلكتروني الذي أمتلكه.

اجعل نزهتك تستغرق وقتاً طويلاً جداً من أجل الحصول على فائدة مضاعفة، فإذا كنت تفكر في المشي لمدة ساعة واحدة، فحاول أن تجعلها تستغرق 4 ساعات؛ إذا تساءلت لماذا، فأنا أشجعك على تجربتها وسترى بنفسك.

إقرأ أيضاً: التأمّل أثناء المشي: ما فوائده؟ وكيف تمارسه بنجاح؟

3. كتابة اليوميات:

يُعَدُّ قضاء الوقت في نزهة طويلة في الطبيعة أمراً رائعاً للحصول على رؤى شخصية، ولكنَّه على الأرجح ليس شيئاً تفعله كل يوم، كما أنَّه من الهام أيضاً بناء عادات للوعي الذاتي؛ فهذا هو بالضبط ما يمكن أن تقدِّمه لك كتابة يومياتك.

إنَّ كتابة اليوميات هي ممارسة سهلة تدوِّن بها أفكارك ومشاعرك وعواطفك، ولكن يمكنك أيضاً كتابة يومياتك التي تخصُّ أهدافك ورغباتك، فلا توجد قيود هنا للشيء الذي تكتبه في يومياتك؛ إذ إنَّ الفائدة الرئيسة هي أنَّه يمكنك البدء بكتابتها لمدة 2-3 دقائق فقط في اليوم؛ وهذا يعني أنَّه ليس لديك عذر لعدم ممارسة هذه العادة.

لماذا تُعَدُّ كتابة اليوميات أمراً جيداً؟

أولاً، إنَّها طريقة سهلة للبقاء ملتزماً؛ ذلك لأنَّ كتابة اليوميات لا تستغرق الكثير من الوقت، وثانياً، يحدث التأثر الأهم عندما تكتب الأشياء؛ ذلك لأنَّها تساعدك على تخزين المعلومات؛ باختصار، إنَّ كتابة اليوميات طريقة سهلة وفعالة لتحسين الوعي بالذات.

4. التأمل:

التأمل هو إحدى تلك الطرائق التي ينتج عنها العديد من الفوائد المختلفة، وإحدى هذه الفوائد هي مستويات أعلى من الوعي بالذات؛ مع القليل من ممارسة التأمل، فإنَّه قد يصبح أيضاً أكثر اللحظات هدوءاً في يومك.

إذاً كيف تبدأ بممارسة التأمُّل؟

إنَّ إحدى أسهل الطرائق للبدء هي ممارسة التأمُّل الذي يركز على التنفس؛ ما يعنيه هذا هو أنَّك تستعمل أنفاسك على أنَّها هدف للتركيز، وانتباهك يتتبع التنفس في أثناء عملية الشهيق والزفير.

عندما تفقد الانتباه في أثناء عملية التنفس - وهو ما سيحدث طوال الوقت بالمناسبة - اترك كل ما يشتت انتباهك، وأعِد تركيزك بهدوء إلى عملية تنفسك، واستمر في فعل ذلك حتى تنتهي من الجلسة؛ إذ يمكنك أن تبدأ بـ 5 أو 10 دقائق يومياً وتصل إلى نحو 20 دقيقة. يبدو أنَّ هذا هو المكان المناسب لشخص لديه أسلوب حياة مليء بالمشاغل، ويريد أيضاً الاستمتاع بمجموعة كاملة من الفوائد.

لماذا تُعَدُّ كتابة اليوميات أمراً جيداً؟

أولاً، إنَّها طريقة سهلة للبقاء ملتزماً؛ ذلك لأنَّ كتابة اليوميات لا تستغرق الكثير من الوقت، وثانياً، يحدث التأثر الأهم عندما تكتب الأشياء؛ ذلك لأنَّها تساعدك على تخزين المعلومات؛ باختصار، إنَّ كتابة اليوميات طريقة سهلة وفعالة لتحسين الوعي بالذات.

5. اليقظة:

تشبه اليقظة التأمُّل، والفارق هو أنَّه يمكنك ممارستها في أثناء قيامك بالأشياء اليومية، مثل الأكل، أو المشي، أو الاستحمام.

اليقظة إذاً هي ممارسة تكثِّف فيها انتباهك للأشياء اليومية السهلة التي تقوم بها؛ خذ الأكل على سبيل المثال، هل تُولي اهتماماً كاملاً لما تأكله، أم أنَّك تشاهد الفيديوهات في أثناء تناول الطعام؟

إنَّ الفكرة الكامنة وراء اليقظة هي أنَّك تركز على الشيء الوحيد الذي تفعله، وفي حالة تناول الطعام، فإنَّ اليقظة تعني تناول طعامك والتركيز على المذاق عند تناول كل لقمة، فكيف تبدو النكهة؟ وماذا عن الملمس؟

تتطلب ممارسة التأمل الوقت، بينما اليقظة هي شيء يمكنك أن تفعله في أي شيء، مع أنَّها تحتاج إلى القليل من الممارسة للوصول إلى تلك الحالة الذهنية.

إقرأ أيضاً: 30 طريقة لممارسة اليقظة الذهنية

6. قراءة الكتب:

إنَّ قراءة الكتب المفيدة طريقة رائعة لتوسيع نظرتك إلى العالم؛ إذ إنَّ القراءة من أجل التعليم الذاتي هي إحدى أفضل الطرائق لتحسين الوعي والوعي الذاتي؛ إذ يمكن أن تعطيك الكتب لمحة عن طريقة تفكير أكثر الأفراد نجاحاً مقابل سعر فنجانين من القهوة.

يمكنك قراءة الكتب وأنت مرتاح في منزلك، أو اصطحابها إلى أي مكان تذهب إليه، ويمكنك إعادة قراءتها لتحديث المعلومات؛ فهذا يساعدك على الاحتفاظ بها بشكل أفضل.

هناك العديد من الفوائد لقراءة المزيد من الكتب؛ لذلك إذا كنت جاداً بشأن استكشاف الذات، واكتساب المزيد من المعرفة عن العالم من حولك، فإنَّ الكتب هي طريقة رائعة للقيام بذلك.

7. طلب التغذية الراجعة:

تختلف هذه الطريقة عن الطرائق الأخرى؛ ذلك لأنَّها تتطلب مساهمة الآخرين، وما يجعل هذا الأمر أكثر تحدياً هو أنَّه يضعك في مكان هش، ومع ذلك، تُعَدُّ التغذية الراجعة واحدة من أفضل الأدوات التي يمكن استعمالها لزيادة الوعي والنمو السريع؛ فإنَّها أداة تقدِّم إحصاءات من منظور مختلف، ويمكن أن تكشف هذه الأفكار عن النقاط غير الواضحة، وتساعدك على تحقيق النجاح السريع.

إليك نصيحة لتلقِّي التغذية الراجعة: لا تتعامل معها على الفور؛ فانسَ مشاعرك برهةً واحترم ردود الفعل، وبدلاً من الانزعاج عندما لا توافق على التعليقات، تساءل عنها.

هل يمكنك أن ترى نفسك من وجهة نظرهم؟ وهل هناك جزء من الحقيقة؟ وهل هناك ما يمكنك فعله بهذه الملاحظات لتحسين نفسك؟

خذ الجانب الإيجابي من التعليقات، وتعلَّم منها، وتذكَّر أنَّ الهدف منها ليس نَيل استحسان الآخرين؛ بل من المفترض أن تكشف عن نقاط ضعفك حتى تدرك وتستعمل هذا الأمر لمصلحتك.

8. السفر:

تُعَدُّ هذه الطريقة نصيحةً إضافية؛ ذلك لأنَّها ليست الأكثر عملية بالنسبة إلى أي شخص، ومع ذلك، يُعَدُّ السفر أحد أكثر التجارب الجديدة، ويمكن أن يساعد على وضع الأمور في نصابها الصحيح.

إنَّه أمر رائع خصوصاً عندما تسافر وحدك لفترة طويلة؛ إذ إنَّه يسرِّع نموَّك المعرفي، ويمنحك أيضاً تنوعاً في العواطف، فهذه واحدة من أعظم المغامرات التي يمكنك الشروع فيها؛ لذلك إذا كنت في الكلية أو في وظيفة لا تحبها ولكنَّك لا تعرف ماذا تفعل، فوفِّر بعض المال واستمتع برحلة لمدة عام، واكتشف العالم في هذه الرحلة، وفي أثناء قيامك بذلك، صارح نفسك لمعرفة المزيد عن اهتماماتك ورغباتك.

المصدر




مقالات مرتبطة