الصحة الإنجابية شكل من أشكال الانفتاح: كيف نبني أسرة متوازنة؟

لقد بات تنظيم الأسرة ضرورةً لا بد منها لضمان مستقبل سليم للأولاد، ولا يجب أن ننسى أنَّ الأسرة هي خلية صغيرة وجزء لا يتجزأ من المجتمع الأكبر والأوسع والأشمل والأعم، وسلامتها تعني سلامة المجتمع وازدهاره وتطوره وانتعاشه، وضعفها وتفككها وانحلالها يعني ضعف المجتمع وتفككه وتراجعه وانهياره؛ لذا إنَّ الاعتناء بالطفل واجب ومسؤولية تقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى.



تؤدي التربية دوراً كبيراً وحاسماً وهاماً في إعداد الطفل لمواجهة معركة الحياة وتخطي الصعاب، ودون شبابنا الصغار لا يمكن أن نضمن لبلادنا حياة يسودها الأمن والأمان والاستقرار والسلام الدائم بشتى أنواعه النفسي والروحي.

ما هي أهمية تنظيم الأسرة؟

  1. إنَّ عملية تنظيم الأسرة تمكن الأم أو المرأة عموماً من استعادة صحتها وسلامة بدنها بعد كل عملية ولادة تتعرض لها.
  2. إنَّ تنظيم الأسرة يفتح الفرصة والمساحة للأم لتمنح كل طاقتها العاطفية من الحب المتدفق والحنان المنساب تجاه زوجها وأولادها، والتوجه نحو الاهتمام برعاية الأولاد والزوج.
  3. حصول المرأة على الوقت والفرصة الكافية للعلاج والنقاهة حين تصاب بمرض ما أو عارض صحي أليم.
  4. إنَّ عملية تنظيم الأسرة تجعل الأمهات صحيحات صحيات متزنات والآباء صحيحين صحيين متزنين؛ وهذا ينجم عنه إنجاب أولاد طبيعيين مميزين صحيين.
  5. يفوز الطفل بالحصول على الرعاية الصحية والاهتمام والعاطفة والحنان من قبل الأم منذ ولادته وحتى مراحل نموه وتطوره.
  6. يحصل الأطفال على فرص متساوية تلبي احتياجاتهم من الغذاء والملبس والتعليم والرفاهية من قبل الأب.
  7. تفتح الفرصة أمام الأب بأن يسكب عاطفته على أولاده بالتساوي، والعمل على إشباع سعادة صغاره.

كيف نبني أسرة متوازنة؟

  1. عنصر الأمان بكافة أشكاله وأنواعه كالأمان الجسدي، والروحي، والنفسي، والعاطفي.
  2. منح الأطفال الصغار الثقة بالنفس وتقدير الذات.
  3. النقاش الدائم مع الأولاد في مختلف قضايا الحياة وتعزيز ثقافة الحوار والتواصل.
  4. حرص الأهل على زرع القيم الأخلاقية والمبادئ الصحيحة في نفوس أولادهم.
  5. غرس بذرة الحب في قلوب أطفالهم وتعليمهم أنَّ الطيبة أقوى من الخبث وأنَّ اتحاد الطيبة مع الذكاء يصنع إنساناً قوياً جباراً.
  6. تسليح الأولاد بالإرادة القوية والقلب الشجاع واعتناقهم ثقافة التحدي.
  7. زرع الأمل في عقولهم بالمستقبل القادم وبأنَّهم سيشهدون حياة جميلة بكل معانيها وتجلياتها وتفاصيلها.
  8. توجيه الأولاد نحو مساعدة الآخرين وتقديم يد العون للمحتاجين.
  9. نشر ثقافة العمل التطوعي، والقيام بأعمال إنسانية هادفة سامية تحمل قيمة عميقة غايتها مساعدة الناس وإنصافها دون الرغبة بالربح أو الأجر المادي.
  10. تربية الأولاد على ثقافة قبول الآخر واحترام المختلفين عنهم أياً كان نوع الاختلاف سواء بالمظهر أم اللون أم المرض أم الميول، والابتعاد عن إقصاء الآخر.
  11. نشر العادات الإيجابية في المنزل بين الأطفال وتوجيههم نحو تنمية الهوايات والمهارات المفيدة كالمطالعة، وحب الكتاب، والسباحة، والرسم، وغيرها من الفنون.
  12. تنمية خيال الطفل ومدارك عقله من خلال سرد الحكايات الليلية قبل النوم.
  13. الابتعاد عن ممارسة العنف مع الأطفال أو على مرأى أعينهم مهما كان نوع العنف سواء كان جسدياً أم نفسياً.
  14. محاربة التحرش والاغتصاب.
  15. توعية الأطفال بأنَّ التدخين ظاهرة سلبية مضرة بالصحة.
إقرأ أيضاً: 6 أسس لبناء أسرة سعيدة

ما هو تعريف الصحة الإنجابية؟

هي الوصول إلى حالة سامية؛ أي اكتمال وتناغم وانسجام السلامة البدنية أو النفسية أو الجسمية، وقد تمت صياغة هذا التعريف بموجب منظمة الصحة العالمية، وأشارت هذه المنظمة إلى أنَّ الصحة الإنجابية أو الصحة الجنسية تشمل عادات صحية شخصية تتعلق بعملية الإنجاب وتزامنها مع مراحل الحمل وعدد مرات حدوثه، وتجنب حدوث الإجهاض قدر الإمكان؛ وهذا يؤدي إلى الاستقرار والراحة النفسية لدى الأم، ويؤمن للأسرة رفاهيةً وأماناً نفسياً وعقلياً وبدنياً يرقى بمستوى حياة الأسرة ككل إلى مراتب متقدمة.

الجدير بالذكر أنَّ منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أنَّ الصحة الإنجابية تشتمل أيضاً على سلامة النشاط الجنسي من قبل الزوجين، وتُعَدُّ الصحة الإنجابية جزءاً لا يتجزأ من الصحة العامة تعكس سلامة الرجل والمرأة واستقرارهما في سن الإنجاب أو سن الخصوبة.

تعني الصحة الإنجابية بمفهومها العام والشامل حصول الناس أو الزوجين على حياة جنسية مستقرة وواعية ومتزنة ومُرضية لكل من الشريكين ، مع مراعاة نقطة هامة وهي الإحساس بالمسؤولية تجاه مسألة الإنجاب والتكاثر والتناسل والجماع، مع تحديد موعد وطريقة وزمن حدث عملية الجماع والاتصال الجنسي والاستعداد النفسي والجسمي للنتيجة.

ما هي الخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية؟

  1. إجراء فحوصات متنوعة ومختلفة كالفحص الدوري للأطفال، والفحص المرحلي للمدارس، وإجراء فحص ما قبل الزواج.
  2. الرعاية الصحية وإعداد برنامج تثقيفي يهدف إلى تعزيز الصحة الإنجابية وتحسينها.
  3. الاعتناء بصحة الأطفال وخصوصاً البالغين في سن المراهقة، وتغذيتهم بمأكولات غنية بالزمر الغذائية والعناصر المعدنية التي من شأنها أن تعمل على زيادة القدرة أو معدل الخصوبة الجنسية عند الفتاة والشاب.
  4. الكشف المبكر عن الأمراض التي تصيب الأطفال منذ صغرهم كالسكري وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى فترة علاج طويلة الأمد.
  5. نشر الوعي والتوعية الصحية والحث على الاهتمام بالنظافة الشخصية والصحة العامة، والتشجيع على زيارة الطبيب بشكل دوري بهدف التأكد والاطمئنان على صحة بدننا وراحتنا النفسية.
  6. الكشف عن ممارسة العادات الاجتماعية التي تؤثر تأثيراً سلبياً ومدمراً في الصحة الإنجابية كالإدمان على التدخين، وتعاطي المخدرات، وتناول المشروبات الكحولية بكثرة.
  7. التأكيد على ضرورة إجراء فحص قبل الزواج للتأكد من صحة الزوجين من أمراض الدم الوراثية والأمراض التي مصدرها الفيروسات، والتي تنتقل عبر الدم والاتصال الجنسي، كمرض الإيدز وغيره من الأمراض السارية والمستشرية والخبيثة والمُعدية.
  8. إجراء اختبار وتحليل البول والدم من قبل المرأة الحامل للتأكد من سلامة وصحة الجنين، وتشجيع الأم على الرضاعة الطبيعية وتوعيتها بآداب رعاية الطفل في الأشهر الأولى من الولادة، وضرورة الاهتمام بتغذيتها وصحتها في أشهر الحمل التسعة.
  9. تشجيع المرأة المتزوجة وغير المتزوجة على زيارة العيادة النسائية باستمرار، والفحص الدوري للتأكد من سلامة صحتها الجسدية والبدنية والجنسية، والتأكد من سلامة وصحة المهبل والرحم.

شاهد بالفديو: كيف تتعامل مع زوجتك في فترة الحمل؟

ما هي أنواع وسائل منع الحمل؟

1. وسائل منع حمل طبيعية:

يقصد بطريقة منع الحمل الطبيعية عدة أمور أساسية نذكر منها:

طريقة العزل:

الجماع المنسحب: ويقصد به قيام الشريك أو الزوج بسحب عضوه الذكري - أي القضيب - من العضو الأنثوي - أي المهبل - قبل حدوث عملية القذف.

آخر وسيلة طبيعية لمنع الحمل هي طريقة الأيام الآمنة:

الأيام الآمنة: يتم من خلالها حساب نسبة موعد الإباضة إلى التبويض، ويتم التوقع أو التنبؤ بموعد الإباضة لدى الأنثى عبر إنقاص أو طرح مدة زمنية تقدر بأربعة عشر يوماً من متوسط الدورة الشهرية خلال الدورات الشهرية الثلاث الأخيرة.

مع ملاحظة أنَّه يتم الامتناع عن القيام بعملية الجماع أو ما يسمى بالاتصال الجنسي لمدة ثلاثة أيام تسبق أو تتلو موعد الإباضة المتوقع حصوله عند المرأة من قبل الزوجين أو الشريكين.

2. منع الحمل باستخدام الوسائل أو الطرائق العازلة:

في الحقيقة الوسائل العازلة تشمل عدة طرائق نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • العازل الذكري: يُعَدُّ العازل الذكري الوسيلة الأكثر شيوعاً وانتشاراً وأهميةً خصوصاً لدى الأزواج أو الشركاء الذين يريدون إقامة علاقات جنسية عابرة وليست دائمة، والهدف من استخدام العازل الذكري في هذا النمط من العلاقات الجنسية هو تجنب الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي.
  • الواقي الأنثوي: يُعَدُّ العازل الأنثوي وسيلة حديثة نوعاً ما لأجل منع حدوث الحمل عند المرأة أو الزوجة أو الشريكة، ويعود السبب في أنَّه أفضل وسيلة من وسائل منع الحمل إلى أنَّ المرأة تتمكن من وضع أو إدخال العازل بنفسها في المهبل - أي في العضو الأنثوي - دون أن يساعدها أحد في ذلك.
  • العازل الأنثوي: يُعَدُّ وسيلة عازلة تهدف إلى منع الحمل، وقد عرفت منذ زمن طويل، ويكون شكل العازل الأنثوي مثل الكأس المسطحة، يتم صنعه من مادة شديدة المرونة، ويتم إدخال العازل إلى المهبل بالاشتراك مع مادة أخرى وظيفتها قتل أو إبادة النطاف؛ أي بعبارة أخرى، يبيد المني، ومن ثمَّ يمنع دخول المني - أي الحيوانات المنوية - إلى عنق الرحم، وتتم ملاءمة أو مواءمة العازل الأنثوي من قبل الطبيب المختص.

3. مستحضرات تبيد النطاف:

يُعَدُّ مبيد النطاف الأكثر انتشاراً وشيوعاً هو "نونوكسينول 9" الذي يهدف إلى إصابة أو استهداف غشاء خلايا الحيوانات المنوية، وتجري عملية تسويق مستحضرات مبيدة للنطاف على شكل أو على هيئة ما يسمى بفرزجات مهبلية، بالإضافة إلى كريمات ورغوة.

من الناحية الطبية ينصح الأطباء المختصون استخدام فقط مبيدات النطاف بشرط أن تدمج مع مواد عازلة، ويُعَدُّ الإسفنج المهبلي تركيبة مدمجة من مبيدات نطاف مع مواد عازلة.

إقرأ أيضاً: 4 أعشاب طبيعيّة لمنع الحمل

في الختام:

يجب على الأهل توجيه الأطفال بأنَّ السرقة حرام، ولعب القمار أمر حرمه الله تعالى في كتابه العزيز، كما لا بد من صلة الرحم والمحبين والأقارب واصطحاب الأولاد، بالإضافة إلى الكلمة الطيبة، واحترام أخلاقيات التعامل بين الأهل والأولاد وتوبيخ الأولاد بطريقة مؤدبة تخلو من الكلمات النابية والبذيئة التي تحمل السباب والشتائم، لذلك يجب العمل على زرع الحب ومكارم الأخلاق وتوقير المسنين في نفوس الأولاد، وهكذا نبني أسرة سليمة وننظم مجتمعاتنا.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة