الدليل الكامل للاستفادة من القهوة في تعزيز طاقة الجسم

لعلَّك قد اختبرت سابقاً قدرة القهوة المعزِّزة للطاقة بفضل محتواها العالي من الكافيين، لكنَّ جميعنا لا يعرف كيف يحصل على أقصى طاقة من شرب القهوة. هل تعرف أفضل الأوقات، وكمية، وأنواع القهوة التي تعزز طاقتك بطريقة متوازنة ومستمرة؟ إذا لم تكن تعرف، فقد وصلتَ إلى المكان الصحيح، حيث سيوضِّح لك هذا المقال كل ما تحتاج معرفته حول القهوة لزيادة طاقتك وتحفيزك وإنتاجيتك على حد سواء.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن ليون هو (Leon Ho) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في تعزيز طاقتهِ عن طريق القهوة.

ما لم تكن تعرفه عن القهوة:

لنبدأ ببعض المعلومات الأساسية حول شرب القهوة؛ حيث يعود تاريخ شرب القهوة إلى قرونٍ عدَّة مضت، مع وجود أدلة على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن التي وُثِّقت في أوائل القرن الخامس عشر في الأديرة الصوفية في اليمن، وسرعان ما انتشرت إلى مكة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة؛ وبحلول القرن السادس عشر كانت قد وصلت إلى باقي الشرق الأوسط وأجزاء من إفريقيا، ثم انتشر شرب القهوة بعدها في دول البلقان وأوروبا وجنوب شرق آسيا.

وعلى الرغم من محاولة بعض القادة الدينيين في ذلك الوقت حظر شرب القهوة، إلَّا أنَّ استخدامها في جميع أنحاء العالم استمر في الازدياد، وقد ساعدت شعبية المقاهي في هذا الانتشار جزئياً، فقد بدأَت تفتح وتجذب الزبائن بدءاً من القرن السابع عشر.

تُعدُّ القهوة اليوم واحدةً من أكثر السلع تداولاً في العالم، ووفقاً لجمعية القهوة الوطنية الأمريكية، القهوة أكثر المشروبات استهلاكاً بعد الماء؛ فبالنسبة للعديد من الأشخاص حول العالم، هي تساعدهم على بدء يومهم كما تُوفِّر لهم طاقة جسدية وذهنية طوال اليوم.

فوائد شرب القهوة:

يشرب بعض الناس القهوة في المقام الأول لمذاقها اللذيذ والمُحبَّب، ويختارها بعضهم الآخر كوسيلة لرفع معنوياتهم، لكن للقهوة أيضاً العديد من الفوائد الأخرى، فهي:

  • تساعدك على البقاء مُركِّزاً ويقظاً.
  • تساعد في محاربة الاكتئاب.
  • تساعد على حرق الدهون.
  • تساعد على تعزيز أدائك الجسدي.

يرجع تأثير القهوة المعزِّزة للطاقة إلى مادة الكافيين التي تحتويها، حيث تُمتَص هذه المادة المُنشِّطة إلى مجرى الدم بعد شرب القهوة؛ ثمَّ تصل إلى الدماغ؛ فيعمل الكافيين في الدماغ على حصر الناقل العصبي المُثبِّط - "الأدينوزين" - وهذا يزيد من كمية النواقل العصبية الأخرى مثل "النورابينفرين" و"الدوبامين"، فيؤدي ذلك إلى تعزيز إطلاق السيالات من الخلايا العصبية.

تُظهِر الدراسات المُجراة على البشر أنَّ القهوة تُحسِّن العديد من وظائف المخ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة وتقصِّر زمن المنعكسات العصبية. لكن لا ينصح بالتأكيد بشرب القهوة بصورة مفرطة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار جانبية ضارة، مثل: الأرق والاضطراب، كما يعاني بعض مدمني القهوة من مشكلات في الجهاز الهضمي وسرعة ضربات القلب والقلق.

سأوضِّح في هذه المقالة طرق استهلاك القهوة بشكل صحيح، لكي تحصل على الفوائد منها مع تقليل الجوانب السلبية في نفس الوقت؛ ففي تجربتي الشخصية، تُعدُّ القهوة أفضل المغذِّيات المتوفِّرة حالياً لتعزيز الطاقة، كما أنَّ سعرها مناسب وهي لذيذة وتناسب معظم الأوقات؛ لكن دعونا نلقي نظرة الآن على بعض الأمور:

إقرأ أيضاً: فوائد وأضرار شرب القهوة

1. طريقتي في شرب القهوة للحصول على الطاقة:

بصفتي رئيساً تنفيذياً لموقع "لايف هاك" (lifehack)، يجب أن أبقى بكامل قواي وأمتلك طاقةً كبيرةً وتركيزاً عالياً؛ لأنَّ يومي حافل بالعشرات من القرارات الهامة التي يتعيَّن عليَّ اتخاذها، ولهذا السبب أصبحت أعتمد على شرب القهوة لتعزيز طاقتي، فهي تساعدني على أن أبقى منتبهاً ومُتيقِّظاً طوال يوم عملي.

لذا اسمحوا لي أن أشاطركم الآن بعضاً من أفضل الطرائق التي اكتشفتُها لاستهلاك القهوة بغية الحصول على الطاقة.

2. أفضل الأوقات لشرب القهوة:

القاعدة رقم 1 هي شرب القهوة في أوقات الصباح فقط؛ فإذا كنتَ تشرب القهوة في فترة ما بعد الظهر، فمن المحتمل أن يضطرب نومك، وهذا ليس أمراً جيداً أو صحياً؛ وإليك سبب آخر يدفعك لشرب القهوة في الصباح فقط، وهو التحلل المتزايد للكافيين في الجسم؛ حيث يبقى الكافيين بشكل أساسي في الجسم لفترة من الوقت، وتشير الدراسات إلى أنَّه يُطرح من الجسم بمعدل 11٪ في الساعة؛ أي يبلغ عمره النصفي حوالي 6 ساعات، وسنوضِّح هذا من الناحية العملية، فإذا كنتَ تحتسي فنجاناً من القهوة مع 100 ميلغرام من الكافيين في الساعة 10 صباحاً، سيبقى لديك حوالي 50 ميلغرام من الكافيين في جسمك عند الساعة 4 مساءً.

لذا أوصيك ألَّا تشرب القهوة بعد فترة الغداء؛ لأنَّك ستحصل على الطاقة من الكافيين طوال فترة ما بعد الظهر، ومع أنَّ هذا قد لا يساهم في الإصابة بالأرق بالضرورة، إلَّا أنَّه لا يُعدُّ مناسباً.

3. أفضل كمية لشرب القهوة:

ما هي كمية القهوة التي يجب أن تشربها في الصباح للحصول على أفضل تعزيز للطاقة  وبشكل متوازن؟ الجواب هو 470 ميلي ليتر؛ فهذه هي الكمية المثالية من القهوة التي تعطيك دفعةً كبيرةً من الطاقة دون إفراط في ذلك.

بالطبع يمكن أن يحوي 470 ميللي ليتراً من القهوة على نسبة عالية أو منخفضة من الكافيين اعتماداً على نوع القهوة التي تختار شربها. على سبيل المثال، تحتوي القهوة المقطرة بحجم 236 ميلي ليتر على مادة الكافيين أكثر من 300 ميلي ليتر من قهوة إسبريسو؛ فإذا كنتَ شخصاً بالغاً وتتمتع بصحة جيدة، استهلِك حوالي 400 ملغ من الكافيين في الصباح؛ أي حوالي 2-3 أكواب إسبريسو أو خمس ملاعق صغيرة من القهوة سريعة التحضير، وضع في حسبانك أنَّ محتوى الكافيين في المنتجات المختلفة يختلف اختلافاً كبيراً؛ حيث تُنصح الحوامل والمرضعات بالحدِّ من تناول الكافيين إلى حوالي 200 ملغ يومياً.

عند اختيار نوع القهوة، يجدر الانتباه إلى طريقة استخلاص القهوة المستخدمة، إذ يمكن للمتغيِّرات مثل: نوع القهوة، والطحن، ودرجة حرارة الماء، ووقت الاستخراج، أن تحدث فارقاً كبيراً في مذاق مشروبك وكمية الكافيين التي يحتويها؛ لذا أقترح أن تبحث عن المذاق الذي تفضِّله، وحساب كمية الكافيين التي يحتوي عليها كل كوب، ثمَّ حساب الكمية الدقيقة من فناجين القهوة التي يمكنك شربها كل يوم.

أنا شخصياً من أشد المعجبين بالقهوة المقطَّرة، وهي واحدة من أسرع الطرائق وأكثرها ملاءمة للحصول على مشروب لذيذ مع كمية كبيرة من الكافيين المنشِّط  والمعزِّز للطاقة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح للتخلص من سيطرة الكافيين على جسدك

4. كيف أختار أفضل حبوب القهوة؟

أنصحك باختيار حبوب البن روبوستا (Robusta)، ففي المتوسط، تحتوي حبوب الروبوستا على ضعف محتوى الكافيين الموجود في حبوب أرابيكا (Arabica)؛ هذا يعني أنَّه يمكنك صنع وشرب كمية أقل من القهوة ولكن لا يزال بإمكانك الحصول على نفس الطاقة منها، حيث أنَّ القليل في بعض الأحيان كافٍ لمنحك ما تريد.

بعد اختيارك حبوب البن، فإنَّ الشيء التالي الذي يجب الانتباه إليه هو تاريخ التحميص، فتأكد من شرائك للبن في غضون شهر واحد من تاريخ التحميص، حيث يضمن ذلك أن تبقَ القهوة طازجة، ومذاقها أفضل (يقول الكثير من الناس أنَّ حبوب البن تصل إلى أفضل مذاق بعد أسبوعين من التحميص).

عندما نتحدث عن التحميص، فبناءً على ذوقك المفضل، يمكنك اختيار التحميص الخفيف أو المتوسط أو الداكن، يفضل معظم الناس التحميص الخفيف إلى المتوسط؛ لأنَّ هذا التحميص له نكهة ساحرة.

ومن المثير للاهتمام أنَّ بعضهم يفترض أنَّ التحميص الداكن يحتوي على نسبة عالية من الكافيين، لكن في الحقيقة، التحميص الخفيف يحتوي على أكبر قدر من الكافيين، يليه التحميص المتوسط، ثمَّ التحميص الداكن. وإذا كنتَ تشرب القهوة كمنشِّط طبيعي، يمكنك اختيار التحميص الخفيف أو المتوسط، وبذلك ستحصل على الفوائد المزدوجة للقهوة ذات المذاق الرائع مع كمية كبيرة من الكافيين.

أوصي بشدة بحبوب القهوة من إنفيول إنيرجي (Infuel Energy) وإنفيول إنيرجي بلس (Infuel Energy Plus)؛ حيث ستساعد هذه الحبوب المحمصة الخفيفة على تعزيز طاقتك وتركيزك حتى تتمكن من البقاء متيقِّظاً وأكثر إنتاجية طوال اليوم، إذ تُختار حبوب البن الممتازة هذه وفقاً لمجموعة صارمة من القواعد التي تضمن تحسين منتجات القهوة للظروف المعيشية لصغار المزارعين وتنتج بشكل مستدام، كما تُحمَّص جميع مشتريات قهوة إنفيول إنيرجي (Infuel Energy) لضمان وصولها إليك في أفضل مذاق.

ما تحتاجه لصنع فنجان قهوة مثالي:

سأقدِّم إليكم بعض المُعدَّات الأساسية التي نحتاجها لتحضير قهوة رائعة، وسأشرح أهمية كل واحدة من المُعدَّات، بالإضافة إلى سبب اختياري هذه المنتجات المحدَّدة.

1. ميزان رقمي للقهوة:

سيمكنك مقياس تايمور (TIMEMORE) الرقمي للقهوة من التحكم الكامل في عملية تخميرها. ما يعجبني بشكل خاص هو أنَّ مقياس القهوة هذا يقيس بزيادات قدرها 0.1 جرام وهذه دقة فائقة، مما يُسهِّل علينا الحصول على النسبة الصحيحة من القهوة إلى الماء.

يمكنك استخدام هذا الميزان لصنع جميع أنواع القهوة، بما في ذلك القهوة المقطَّرة، والقهوة الفرنسية، والقهوة المثلَّجة، و آيروبرس (AeroPress).

إنَّ مقياس القهوة أكثر دقة من استخدام ملعقة كبيرة للقياس، وبذلك ستحصل على النكهة والمذاق الذي تُفضِّله بشكل أكبر من الطريقة التقليدية، وكل ذلك يعود إلى الحصول على النسبة الصحيحة بين القهوة والماء، ممَّا سيجعل ميزان القهوة الرقمي الأمر مريحاً وسهلاً لك.

2. غلاية جيدة:

يمكن أن تعزِّز جودة الغلاية من نكهة قهوتك أو تقلِّلها. ستمكنك غلاية الماء الكهربائية من نوع ميروكو جوسينيك (Miroco Gooseneck) من تحضير القهوة المثالية بفضل "وظيفة الاحتفاظ بدرجة الحرارة"؛ كما أنَّها تحتوي ساعة توقيت رقمية مدمَجة لضمان عدم الإفراط في شرب القهوة. ومن أجل السلامة، تتميز الغلاية أيضاً بوظيفة التوقف التلقائي.

3. دورق القهوة المقطرة:

أنا أفضل دورق القهوة الياباني من نوع (Hario V60 Drip Coffee Decanter). فهو سهل الاستخدام والغسل ويمنحك تجربة إعداد قهوة ممتعة؛ فمن حيث الحجم، يمكن لهذا الدورق استيعاب ما يصل إلى 700 مل من القهوة، مما يوفر ما يكفي من 4-5 أكواب من القهوة بالحجم الطبيعي.

4. فلاتر القهوة الورقية:

يوجد الكثير من فلاتر القهوة الورقية الرائعة، لكن الفلتر من نوع (Hario V60 Paper Coffee Filters) يُعدُّ المكمِّل المثالي لمخمِّر القهوة. فهو مُصمَّم في اليابان، وتحتوي كل عبوة على 200 فلتر ورقي مبوَّب أبيض يستخدم لمرة واحدة، ويُعدُّ أفضل الفلاتر المتوافرة؛ لأنَّها خالية من الكلور، وهي تستخدم لمرة واحدة فقط، لكنَّ حجمها يسمح لك بإعداد ما يصل إلى 4 فناجين قهوة في المرة الواحدة.

5. مطحنة مناسبة:

يُعدُّ الطحن أهم جزء في صنع القهوة، لذلك عليك أن تختار مطحنة مناسبة، حيث يوجد نوعان من مطاحن القهوة، المطاحن اليدوية والمطاحن الكهربائية.

أوصيك بهذا بناءً على ميزانيتك؛ فإذا كنتَ تبحث عن أفضل مطحنة يدوية، فستكون مطحنة القهوة من نوع (KT Porex) المصنوعة من السيراميك هي الأفضل، فهي مطحنة يدوية يابانية الصنع عالية الجودة، لكن يتطلب الطحن بعض الجهد منك، وستحصل على نتائج مبهرِة.

إذا كان لديك ميزانية أكبر، فإنَّني أوصي بمطحنة من نوع (Hario Ceramic Coffee Mill)، فعلى الرغم من سعرها المرتفع، إلا أنَّها مطحنة يدوية رائعة، بفضل عمود الطحن الجديد والمحسَّن ولوحة تثبيت الشفرات، حيث ستمنحك طحناً موحداً، وتساعد القاعدة المطاطية المانعة للانزلاق بقاء المطحنة ثابتة مكانها في أثناء الطحن.

بالنسبة لأولئك الذين يفضلون المطحنة الكهربائية، أعتقد أنَّ مطحنة القهوة من نوع (OXO Brew Conical Burr) هي الأفضل، حيث توفِّر هذه المطحنة طحناً موحداً لاستخلاص النكهة الأفضل، كما أنَّها تتميز بإعدادات للطحن حتى تتمكن من الحصول على قهوة مثالية، بالإضافة إلى ذلك، يعمل مؤقِّت بدء التشغيل بلمسة واحدة مع الاحتفاظ بإعداداتك الأخيرة. لقد استخدمت هذه المطحنة في العامين الماضيين، وأنا أوصي بها بشدة.

إقرأ أيضاً: أشهر أنواع القهوة في العالم، وأهم المعلومات الصحيّة عنها

كيف تُحضِّر القهوة المقطَّرة المثالية؟

كما أوضحتُ مراتٍ عدة في هذا المقال، إنَّها أفضل قهوة يمكن أن تحصل عليها، فمذاقها جيد وتحتوي على مستوىٍ عالٍ من الكافيين.

وللتأكد من حصولك على مذاقٍ جيد، اتَّبع ما يلي عند تحضيرها:

  • اغلِ نصف ليتر من الماء على الأقل.
  • في أثناء غلي الماء، زن حوالي 30 جراماً من حبوب القهوة (3 ملاعق كبيرة) ثمَّ اطحنها كي تصل إلى خشونة تشبه ملح البحر.
  • جهِّز الدورق وفلاتر القهوة والكوب.
  • أضف البن المطحون إلى الفلتر، ثمَّ ضع الدورق على الكوب، ثمَّ ضع الخليط على الميزان.
  • وعندما تصبح جاهزة، استمتع بمذاقها الرائع.

الخلاصة:

أنا على ثقة أنَّ هذه المقالة سوف تساعدك في تحضير قهوة ذات مذاق رائع لتعزيز طاقتك والتركيز بطريقة مستمرة وممتعة، فإذا استهلكتَ الكافيين بطريقة متوازنة، ستتمكن من تعزيز طاقتك وإنتاجيتك وتحقق أكثر ممَّا تفعل في أي يوم اعتيادي.

أتمنى لكم قهوة ممتعة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة