اختبار الإنياجرام (Enneagram) لتحسين صحتك وطريقة تفاعلك مع العالم

نحن نعلم أنَّه يتوجب علينا الذهاب إلى الطبيب عندما نشعر بالمرض، ولكن يوجد سبب وراء أنَّ جزءاً من الحفاظ على صحتك يتضمن إجراء فحص أكثر شمولاً حتى عندما لا تشكو من أي علة، وهو التفكير في إجراء تحليل أعمق يُظهر لنا الأعراض التي ربما نكون قد تجاهلناها أو يكشف عن مشكلات لم نكن نعرف حتى كيفية البحث عنها، وهذا التحليل هو اختبار الانياجرام (enneagram).



شرح مفهوم ومعنى اختبار الاينجرام (enneagram):

ما هو علم الإنياجرام (Enneagram):

يقدم الإنياجرام (Enneagram) -واحد من أهم وأشهر علوم الشخصيات، والذي يقدر من خلاله أي فرد أن يحدد نمط شخصيته بسهولة- مقاييس لمستويات الصحة التي تساعدنا في الكشف عن الأعراض التي قد تشير إلى مشكلة أكبر، وتقدم لنا إرشادات حول تحسين الصحة والسلامة العامة.

لا تتعلق هذه الحالة الصحية بمستويات الكوليسترول في أجسامنا مثلاً، بل هي استقصاء شامل عن حالتنا العاطفية والعقلية، حيث يوضح "أشتون وايتموير-أوبر" (Ashton Whitmoyer-Ober) -أخصائي علم النفس وكوتش الإنياجرام ومؤلف كتاب "الإنياجرام للعلاقات" (The Enneagram for Relationships)- أنَّ استخدام الإنياجرام للتحدث عن الصحة أمر خاص بكل فرد، فالسؤال عن الصحة من منظور الإنياجرام هو: "كيف نعيش بالطريقة التي خُلِقنا لنعيش وفقاً لها؟" و"كيف نصبح أفضل حالاً؟".

أهمية اختبار الانياجرام (enneagram):

إنَّ الحفاظ على الصحة المثلى ليس أمراً سهلاً، وهذا هو السبب في أنَّ معظم الناس يعملون فقط بالقدر الذي يبقيهم على قيد الحياة، حيث يقول "أوبر": "إنَّه لمن الصعب جداً أن تقدم نسخةً مثالية من النوع الذي تظنُّ نفسك إياه؛ ذلك لأنَّ توقعات من يجب أن نكون، مقابل من نحن بالفعل والقيود التي يفرضها علينا الناس للتصرف بطريقة معينة؛ تجعلنا نعتقد أنَّ الناس سيحبوننا أو يقبلوننا أكثر إذا أخفينا أجزاء من حقيقتنا".

يمكن أن يتحدّانا الإنياجرام ويرهقنا، لكنَّ البديل يعني إنكار هويتنا؛ فهل تتدهور صحتك وسعادتك وتؤذي من حولك؟ أم أنًّك ببساطة على قيد الحياة ولكنَّك تريد أن تصبح شخصاً يزدهر حتى تحت الضغط؟

أجرِ فحص الإنياجرام أدناه للكشف عن الأعراض التي قد تتجاهلها واكتشاف طرائق ملموسة لتحسين صحتك والطريقة التي تتفاعل بها مع العالم من حولك:

الأنماط التسعة لاختبار الانياجرام للشخصية:

1. الانياجرام النمط الأول "منشد الكمال":

  • صفاته: نزيه، ومسؤول، ومنضبط.
  • الفاشلون: لا يوجد شيء جيد بما فيه الكفاية بالنسبة إليهم، فالكمال هو هدفهم الذي لا يتزعزع، حيث يتوقعون الكمال من كل شخص ونظام ومشروع يشاركون فيه، ويطلقون الأحكام بسرعة، وتكون حاجتهم إلى أن يكونوا على حق أمراً بالغ الأهمية حتى لو لم يفوزوا.
  • العاديون: ينظرون إلى الأخطاء على أنَّها فشل، لكنَّها لا تستحوذ على تفكيرهم، حيث يحولون حاجتهم إلى تحسين العالم من حولهم إلى طاقة لإصلاح الأمور، سواء كانت محاربة الظلم أم التأكد من اتباع الآخرين للقواعد.
  • الناجحون: يدركون أنَّ طريقتهم قد لا تكون الأفضل أو الوحيدة، فهم يُقدِّرون الأشخاص الذين يعملون بطريقة مختلفة عنهم، ويتقبلون بيئتهم غير المثالية، ويقدرونها بصدر رحب وحسن خلق.
  • الأعراض: نقد قاسٍ للآخرين.
  • الحل: أصغِ دون تقديم حلول.
إقرأ أيضاً: لماذا لا يعد السعي إلى الكمال شيئاً مثالياً؟

2. الانياجرام النمط الثاني "المعاون" (المساعد):

  • صفاته: داعم، ويهتم برعاية الآخرين، واجتماعي.
  • الفاشلون: لا يتركون شيئاً لأنفسهم، فهم يعطون لدرجة إيذاء أنفسهم ثم يعطون المزيد على أمل أن يحبهم المتلقي أو يرد لهم الجميل، فهم لا يعرفون الرفض ويعيشون في استياء دائم بسبب ما يفعلونه للآخرين.
  • العاديون: يسعون إلى إرضاء الآخرين ويبادلونهم الحب والمشاعر الدافئة، ويبدون بصحة جيدة بسبب قدرتهم على جعل من حولهم يحبونهم؛ وترتكز نواياهم الحسنة على محاولة يائسة لكسب قبول الآخرين.
  • الناجحون: يجزلون العطاء والإحسان، ولكنَّهم يضعون حدوداً حازمة لما يمكن مشاركته أو تقديمه للآخرين؛ وحينما يحتاجون إلى استراحة، يعترفون بذلك بكل تواضع.
  • الأعراض: الإرهاق.
  • الحل: تدرب على الرفض.

3. الانياجرام النمط الثالث "المُنجز":

  • صفاته: طموح، ومتحفز، ومجتهد.
  • الفاشلون: عندما يكون النجاح على المحك، سيفعلون كل ما يلزم لتجنب الفشل، حتى لو كان ذلك يعني التدخل في شؤون الآخرين أو اختزال الوقت لتحقيق أهدافهم بصورة أسرع، وتفرض عليهم خصلتهم التنافسية عميقة الجذور تجنب الخسارة مهما كلف الأمر.
  • العاديون: يهتمون بصورتهم أمام الآخرين؛ لذا فإنَّ الأداء يمثل أولوية قصوى بالنسبة إليهم، فهم قادرون على بناء أهدافهم وإنجازاتهم على أرض الواقع، ولكنَّهم يواجهون صعوبة في فصل قيمتهم عن نجاحهم.
  • الناجحون: ينظرون إلى الإنجازات كتحدٍّ مشوِّق، لكنَّ الجوائز ليست هدفهم؛ فهم طموحون ونشيطون، ويساعدون فِرقهم على عبور خط النهاية، ويظهرون الرعاية للآخرين من خلال العمل.
  • الأعراض: مقارنة نفسك بالآخرين.
  • الحل: لا تشغل نفسك بالإنجازات كثيراً.

4. الانياجرام النمط الرابع "المتفرد":

  1. صفاته: فريد، وحساس، ومبتكر.
  2. الفاشلون: يقضون قدراً هائلاً من الوقت وهم يتحسرون على ما أصابهم، وتصطدم عواطفهم بهم بينما يستذكرون لحظات ضعفهم، وتعاني علاقاتهم بسبب سعيهم الدائم إلى كسب شفقة الآخرين من خلال لعب دور الضحية.
  3. العاديون: مهووسون بالحقيقة، ويميلون إلى تمييز أنفسهم عن الآخرين من خلال طرائق مبتكرة أو غريبة، وعادة ما يكون هذا الاستكشاف الذاتي محاولة للفت الانتباه أو الإعجاب؛ ولكن قد يصفهم الآخرون بالمزاجية أو التهويل أو الفوضوية، حيث يأخذون الانتقادات ​​على محمل شخصي.
  4. الناجحون: تلعب العاطفة دوراً كبيراً في حياتهم، ولكنَّهم صادقون مع مشاعرهم؛ فهم لا يسعون إلى تنميقها، ولا يسمحون لها بالتأثير في سلوكاتهم؛ كما أنَّهم مبدعون ومندفعون بصورة رائعة، ويعرفون كيف يظلون مخلصين لتفردهم دون الشعور بعقدة الذنب والخزي.
  5. الأعراض: لعب دور الضحية.
  6. الحل: الإقرار بالجمال الكامن في الأشياء العادية.
إقرأ أيضاً: 12 أمراً يشير إلى أنَّك شخص فريد من نوعه

5. الانياجرام النمط الخامس "المفكر":

  • صفاته: متحفظ، وواسع المعرفة، وانعزالي.
  • الفاشلون: لا يوجد شيء كافٍ في نظرهم، حيث يعزلون أنفسهم حتى عن أقرب الناس إليهم في محاولة للحفاظ على نشاطهم وقدراتهم العقلية التي يظنون أنَّها محدودة وغير كافية، ممَّا يدفعهم إلى عزل أنفسهم عن الآخرين وإطلاق مواقف ساخرة وناقدة.
  • العاديون: لا يكترثون بالمشاعر العاطفية ​​لأنَّهم يعتمدون بشدة على المنطق، وتدفعهم براعتهم الفكرية إلى التفكير باستمرار في المواقف الاجتماعية، مما يدفعهم إلى النأي بأنفسهم إن شعروا أنَّهم قد يظهرون بمظهر الجاهل.
  • الناجحون: بدلاً من عزل أنفسهم، يراقبون الموقف عندما يجدون أنفسهم بحاجة إلى الحفاظ على الطاقة؛ ورغم معرفتهم الواسعة، يرحبون بالأفكار الجديدة ويشاركون الآخرين.
  • الأعراض: ادخار الموارد العاطفية أو المادية.
  • الحل: عزِّز علاقاتك الاجتماعية.

6. الانياجرام النمط السادس "الحارس الأمين" (المخلص):

  • صفاته: مخلص، وذكي، ومستعد.
  • الفاشلون: لا يوجد مكان آمن بالنسبة إليهم؛ ونظراً إلى شعورهم بعدم الثقة بالآخرين وبأنفسهم، يدفعهم شعورهم بعدم الأمان إلى وضع قدر كبير من ثقتهم في أي شخص يمتلك السلطة ويساعد في تهدئة مخاوفهم، حتى لو كان هذا الشخص غير جدير بالثقة.
  • العاديون: يمثل الأمن والأمان أولوية قصوى بالنسبة إليهم​​، لذا فهم يبددون قدراً هائلاً من الطاقة في التخطيط لأسوأ السيناريوهات التي تحدث في أذهانهم؛ وبينما يقدمون أنفسهم على أنَّهم منظمون وقادرون على حل المشكلات، إلَّا أنَّ الحقيقة هي أنَّهم يستخدمون التحضير لإدارة قلقهم.
  • الناجحون: شعارهم هو "كل شيء سيكون على ما يرام"، وتركز إنتاجيتهم على المساهمة في الصالح العام؛ فهم صادقون وموثوقون، وتجعلهم براعتهم في تمييز جدارة الآخرين حكماً ممتازاً على الشخصية.
  • الأعراض: الشك الدائم في الآخرين.
  • الحل: التأمل.

7. الانياجرام النمط السابع "المتحمس":

  • صفاته: مغامر، وعفوي، ومتفائل.
  • الفاشلون: يؤلمهم الجلوس دون عمل، لذا فهم يتحمسون للهروب من هدوء أفكارهم بالانتقال من نشاط مبهج إلى آخر، ولديهم شعور بعدم الكفاءة، ويعتقدون أنَّ بيئتهم غير مكتملة، مما يجعلهم يتوقون إلى المتعة الفورية، ويعرضهم إلى السلوك المتهور أو حتى الإدمان.
  • العاديون: يُمتِّعون الآخرين بسلوكهم المفعم بالحيوية، ولكنَّهم يفعلون ذلك لإخفاء حزنهم وشعورهم بعدم الأمان وراء المتعة؛ ورغم أنَّ الشعبية هي ما يميزهم، إلَّا أنَّهم يجدون صعوبة بالغة في إقامة العلاقات مع الآخرين.
  • الناجحون: متصالحون مع أنفسهم ومشاعرهم، ولا يسعون إلى الإلهاء المستمر، ويقدِّرون ما لديهم بالفعل بدلاً من البحث عن شيء جديد أو شخص آخر.
  • الأعراض: عدم التواصل مع العائلة أو الأصدقاء القدامى.
  • الحل: كن حاضراً حتى لو آلمك ذلك.
إقرأ أيضاً: 10 عادات يمارسها أكثر الأشخاص إحساساً بالحماسة

8. الانياجرام النمط الثامن "المتسلط":

  • صفاته: جريء، ومتسلط، وقاسٍ.
  • الفاشلون: إنَّه لمن شبه المؤكد أنَّ الذين تعرضوا إلى الظلم سينتقمون ويتركون الدمار في أعقابهم؛ وإن شعروا بالسيطرة عليهم، سيظهرون الجانب العنيف من شخصيتهم.
  • العاديون: مع أنَّهم يحافظون على استقلاليتهم ويتسامحون ولو قليلاً مع ضعفهم، إلَّا أنَّهم يحوِّلون عدوانهم إلى عقلية "قائد المجموعة"، ويحمون المستضعفين، وهم على استعداد للقتال من أجل ما هو صحيح، ولكنَّهم يطالبون أتباعهم بالطاعة.
  • الناجحون: تجعلهم طبيعتهم الحازمة والجريئة قادة لا يضاهون، فهم يستخدمون شجاعتهم بطريقة بطولية، ويحافظون على حضور قوي أينما كانوا، ولكنَّهم تعلموا أن يخففوا من حماستهم للسماح بالتعاون وإفساح المجال أمام آراء الآخرين.
  • الأعراض: رفض خسارة أي جدال.
  • الحل: اعتذر كثيراً وبصدق.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الشخصية السامة؟

9. الانياجرام النمط التاسع "صانع السلام":

  • صفاته: هادئ، ومتناغم، وودود.
  • الفاشلون: قد يفضلون دفن رؤوسهم في الرمال بدلاً من إبداء آرائهم؛ ولأنَّهم يجدون الصراع صعباً للغاية، يختارون أن ينأوا بأنفسهم عن الموقف ويتنازلوا عن رغباتهم الخاصة، مما قد يؤدي إلى آليات تأقلم غير صحية وعدوان سلبي جامح.
  • العاديون: يبدون أشخاصاً لطفاء لأنَّهم يميلون إلى التوافق مع ما تقرره المجموعة، ويكونون الصديق الذي يمنحك أفضلية الاختيار، وهم مستعدون للدفاع عن آرائهم حتى لو كان الأمر يتعلق بالآخرين، ويمكن أن يكونوا عنيدين جداً، ولكنَّهم ينكرون شغفهم.
  • الناجحون: التواسط بين الناس هي موهبتهم، فهم قادرون على أخذ آراء الجميع في عين الاعتبار بما فيها آرائهم؛ وهم مفاوضون مؤثرون، ويمكنهم التحكيم في المواقف الصعبة بمهارة، ولا يخافون من امتلاك آرائهم الخاصة، ويتمتعون بحضور ثابت وهادئ.
  • الأعراض: مسايرة آراء الآخرين.
  • الحل: امتلك رأيك الخاص.

أفكار أخيرة عن نظرية الانياجرام:

لقد تعلَّم الجميع السلوكات السيئة وآليات التأقلم التي تعيق تقدمهم، ولكن عندما يكون الوضع الراهن هو من يدفع الثمن؛ فقد يكون من الصعب بذل الجهد العاطفي الذي يتطلبه التغيير، حيث يقول أوبر: "أعتقد أنَّ الناس يشعرون بالراحة عندما تكون الأمور في صالحهم، لذا فهم لا يشعرون بالحاجة إلى تحقيق أي شيء أفضل؛ إذ يراجعني بعض الأشخاص وهم يظنون أنَّهم يتمتعون بصحة جيدة، ولكنِّي أدرك من خلال المحادثات الصعبة أنَّ لديهم الكثير من العمل للقيام به".

الصحة والسلامة العامة المستدامة هي عملية، ولكنَّها قد تفيد عائلاتنا وثقافاتنا ومجتمعاتنا على نحو كبير، وما يقدمه الإنياجرام لهذه العملية هو الوضوح؛ فهو مثل المرآة، يعكس قوتنا إذا اعتمدنا على حقيقتنا، ويعكس المزالق والمخاطر المحتملة التي تنتظرنا إذا رضينا بوضع النجاة ورفضنا حقيقتنا وما نقدمه إلى العالم.

يقول أوبر: "أقول لعملائي أن يفكروا في حياتهم الآن، وأن يفكروا كيف ستكون حياتهم بعد عام أو خمس أعوام من الآن إذا لم يفعلوا شيئاً؛ إذ لا يقبل الناس في كثير من الأحيان بالتواجد في المكان نفسه بالضبط".

المصدر




مقالات مرتبطة