أهمية الهدف في الحياة وطريقة اكتشافه

قبل سنوات حققتُ النجاح الذي طالما حلمت به، فقد كان لدي العمل الذي أحبه ومنزل كبير وأفضل السيارات وزوجة وطفلين رائعين؛ لكنَّني كنت بائساً؛ فقد كنت ناجحاً، لكنَّني لم أكن شخصاً هاماً؛ إذ كنت أعمل في شركة رائعة، لكنَّني كنت أجلس كل يوم من الساعة 9 إلى 5، وقد سيطر عليَّ الإحساس باليأس نتيجة ضيق الخيارات، لكن ما من خيار آخر، فقد كان لدي عائلة أُعيلها وأُجرةً أدفعها، فقد كانت التزاماتي كثيرة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "سيمون تي بيلي" (Simon T. Bailey)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في تحديد هدفه في الحياة.

خلال هذه الفترة، عُرِضَ فيلم "الأسد الملك" (The Lion King)، وقد تأثرت بشدة بالمشهد الذي ظهرت فيه روح الأسد "موفاسا" -ملك الغابة المقتول- قائلةً لابنه الأسد الصغير "سيمبا": "سيمبا تذكر من أنت، أنت أكثر مما أصبحت عليه الآن"، هذه الجملة غيرت حياتي؛ إذ كنت أعلم أنَّني سأصبح أكثر مما أنا عليه، فقد فقدت طريقي للتو، ففي الفيلم؛ أُجبِرَ "سيمبا" على الهرب وعاش لفترةٍ قصيرةٍ حياةً خاليةً من الهموم مع أصدقائه "تيمون" و"بومبا"؛ ومع ذلك، فقد كان يؤمن أنَّه من المفترض أن يفعل المزيد؛ إذ كان يعلم أنَّه بحاجةٍ للعودة إلى جماعته ليحلّ محله كَمَلِك، مهما كان الأمر مخيفاً ومهما كلف من ثمن.

كنتُ مثل "سيمبا" أعلم أنَّني بحاجة إلى التعمق أكثر لتحديد هدفي الحقيقي في الحياة، وكنت بحاجة للتفكير والعثور على الإجابات لكنَّني كنت خائفاً من إجراء تغيير ما والمخاطرة ثم الإخفاق، وبالتالي من خذلان عائلتي، إذ كنت خائفاً من فقدان ما كنت قد عملت بجد لبنائه على مر السنين.

لذلك سألت نفسي ثلاثة أسئلة:

  • ماذا كنت سأفعل إذا علمت أنَّه لن تُحبَط أعمالي؟
  • ماذا كنت سأفعل حتى لو لم يدفعني أحدهم للقيام بذلك؟
  • ما الذي يدفعني للحياة؟

كنت أعرف تماماً أنَّني أريد أن أكون متحدثاً وكاتباً، ومستشاراً ومدرِّباً؛ كنت سأفعل كل هذه الأشياء إذا لم يدفعني أحدهم للقيام بها، كنت سأفعل كل هذه الأشياء إذا علمت أنَّ أعمالي لن تُحبَط، لأنَّ هذه هي الأشياء التي تدفعني للحياة.

وبالانتقال سريعاً إلى الوقت الحاضر، تحدثت حتى الآن إلى أكثر من 1600 منظمة، وقدمت استشاراتٍ إلى عشرات الشركات في 45 دولة، وألفت تسعة كتب، وقمت شخصياً بتدريب أكثر من 100 مدير وقائد حول العالم، وأنا أعيش الحياة كل يومٍ وأفعل كلّ ما أحبه.

يسعى الجميع إلى خوض تجربةٍ أُطلِق عليها اسم "الواجب العالمي"؛ وهي المرحلة التي تتلاقى فيها مواهبك، ومهاراتك، وقدراتك مع فراغٍ أو حاجة في العالم المحيط بك؛ لذا كما ذكرت أعلاه، فالواجب العالمي هو التعريف الحقيقي للهدف الذي يجب أن نسعى إليه جميعاً، ولكن مثله مثل أي أمر آخر في رحلة النجاح، فهو ليس شيئاً ثابتاً ويرافقك للأبد، يتغير العالم كثيراً ونتغير معه كثيراً؛ ولكنَّ البحث المستمر عما نريده ونرغب في تحقيقه هو ما يبقينا على طريق تحقيق هذا الهدف.

إليك عدة علامات إرشادية لتسليط الضوء على مسارك أثناء سعيك لتحقيق هدفك:

إثارة فضولك:

لا تقلل من شأن قوة الاطلاع والرغبة في المعرفة والتعلم المستمر، فذلك يوقد تفكيرك وعقلك ويجبرك على البقاء على قيد الحياة.

لطالما أحببتُ التعلم، لكن بعد سنتي الأولى في الجامعة، لم يعد باستطاعة والديَّ دفعَ تكاليف إنهاء دراستي الجامعية، وعندما نفدت أموالهم، ساء وضعي بوصفي طالباً جامعياً؛ ولأول مرة وجدت نفسي أعيش في حي مليء بالجرائم وأعمل في وظيفة أجرها قليل جداً، لقد كنت في ورطة كبيرة، ولحسن الحظ كنت قارئاً نهماً وفضولياً جداً، وقد أفادني هذا الأمر كثيراً، إذ بحثت عن كتب تحفيزية منحتني نظرة ثاقبة لمستقبل أفضل ووجدت مُرشداً ساعدني على رؤية الخير في داخلي وشجعني على التحسِّن والنمو.

عندما تعترف أنَّ هناك أمراً لا تعرفه، إلا أنَّك متحمس ومستعد لاكتشافه، فإنَّك تطلق العنان لإمكاناتك لتحقيق أشياء لا تصدق، وبهذه الحالة تصبح منفتحاً على احتمال تحقيق هدفك.

يطرح الأشخاص الفضوليون الكثير من الأسئلة، ويبحثون عن الإجابات ويتساءلون عن طريقة عمل الأشياء، ويجربون طرق جديدة لحل المشكلات القديمة؛ لذا يمكنك التعرف إليهم بسهولة من خلال تصرفاتهم، نشير إلى هذه الظاهرة باسم "فوجا دو" (vujà dé) وهي عكس ديجا فو (وَهْم سبق الرؤية) (déjà vu)؛ وتعني معاينة مشكلة أو موقف من وجهة نظر جديدة وعقل متفتح، مما يؤدي إلى حل مبتكر وإبداعي.

إنَّ الأشخاص الفضوليين يبحثون باستمرار عن معلومات جديدة؛ إذ تجدهم في المكتبات ومحلات بيع الكتب، جالسين على الأرض وفي كل مكان، ومنغمسين في قراءة كتب عن موضوعات مختلفة، كما أنَّهم يطلبون تغذية راجعة استباقية من مدرائهم وأزواجهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل، ويسألون أسئلة عميقة وثاقبة؛ لذلك اسعَ للحصول على معلومات جديدة، وفكر في مصادرك ثم وسعها، وابحث عن أشخاص يلهمونك واسألهم عن كل شيء يقرؤونه ويشاهدونه ويستمعون إليه.

يقودك الفضول بديهةً إلى التعلم وطرح الأفكار وإعادة التعلم، وعن أهمية الشغف بالعلم يقول الفيلسوف "إريك هوفر" (Eric Hoffer): "في المستقبل سيرث من يواظبون على التعلم الأرض، بينما سيجد من يظنون أنَّهم قد تعلموا كل شيء -وتوقفوا عن التعلم- أنفسهم مجهزين بشكل جميل للعيش في عالم لم يعد موجوداً".

عندما نموت ونرحل عن الحياة فإنَّ الناس يحكمون علينا تبعاً لما أنجزناه؛ لذلك الأمر عائد لنا لمتابعة البحث عن الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه، وفضولك يساعدك دائماً على التحكم في الموقف.

إقرأ أيضاً: ما هو معنى الحياة وكيف تعيش حياةً هادفة؟

فحص دوافعك:

إذا كانت دوافعك نقية وصادقة، فمن المحتمل أن تُحِسَّ بالاندفاع الشديد، وإذا لم تكن كذلك، فسيظل هدفك مسجوناً. قبل عشر سنوات، عندما انتقلت إلى أورلاندو (Orlando) بولاية فلوريدا (Florida)، قمت بإعداد قائمة بأسماء كبار قادة المدينة من الرجال والنساء الذين كان بمقدورهم إبرام الصفقات وجعلها ممكنة، كان هدفي هو الاستفادة من مركزهم الاجتماعي وبالتالي الوصول إلى معارفهم وأصحاب النفوذ؛ لذلك حاولت الظهور في كل حدث هام، وحاولت أن يروني ويسمعوا صوتي، ولكنَّني لم أتواصل أبداً مع باقي الناس؛ وذلك لأنَّ دوافعي كانت ماكرة ومخادعة، ويمكنهم الشعور بها على بعد ميل واحد.

عندما بدأت العمل مع مدرِّب مختص بأمور الحياة تمكَّنت من تغيير مساري، فقد عرف ما بداخلي تماماً، وأدرك على الفور تصرفاتي التي يسيرها الأداء كحاجة ملحة لكسب تأييد الآخرين من أجل الشعور بالثقة، وكان من الواضح أنَّني كنت أستمد قيمتي الذاتية مما يظنه الآخرون عنِّي.

فيما بعد، بدأت في البحث عن فرص لزيادة أهميتي الذاتية، ثم أدركت ذات يوم بأنَّ الأمر كله مجرد مزحة؛ فقد حققت قدراً كافياً من الشهرة في مجال نفوذي الصغير؛ ومع ذلك لو ذكرت الحقيقة، فقد كنت شخصاً يتطلع للشهرة بشدة ولكنَّ شخصيته متخلفة.

لقد ساعدني المدرب في تعلم أنَّ المكسب الحقيقي والدائم للتأييد يأتي من أعماقنا، وعندما تكون ثقتك ثابتة ولا تتأثر بالطريقة التي يتفاعل بها الآخرون معك، تؤدي هذه الثقة الحقيقية إلى دوافع حقيقية، مما يخلق صلات وصل حقيقية ونتائج حقيقية، لقد زادت ثقتي بنفسي من خلال استعدادي بأقصى الإمكانات لتطوير شخصيتي وروح التميز لدي، كل ما عليك القيام به هو أن تكون شخصاً معطاء ولطيفاً وتعتني بشخص لا يمكنه فعل أي شيء من أجلك.

افحص دوافعك، بصرف النظر عن الموقف، وإذا لم تفعل ذلك فيُعدُّ؛ بناء حياتك على أساس غير ثابت مخاطرةً كبيرة، لذا خلص أسلوبك من الغدر والتسييس ومحاولة التحكم في النتائج، فعندما تكون مهووساً بتحقيق نتيجة معينة، فإنَّك تنفصل عن نفسك؛ بدلاً من ذلك، فكر في أن تعيش حياتك بنِيِّة منفصلة عما حولك، فعندما تكون منفتحاً على نتائج مختلفة، فإنَّك تتسق مع روحك، يعمل هذا السلام الداخلي على تحرير هدفك ويجذب كل ما يصب في مصلحتك. ستدرك ما هو هدفك عندما لا تملك الوقت لتحديده، ويكون هناك محاذاة بين رأسك وقلبك ويديك، فالهدف لا يأتي من الخارج ولا يحدده من هم حولك، وإنَّما هو شيء خاص بك وينبع من داخلك.

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

متابعة حدسك:

الحدس هو المعرفة؛ أو الاستشعار والتحسس دون استخدام العمليات العقلانية، ويسمى بالحدس أو الحاسة السادسة، وهو أن تعرف ببساطة أنَّه كان من المفترض أن تسير في طريق معين أو تتخذ قراراً محدداً، فأنت لا تعرف لماذا تشعر بذلك، أنت تشعر به فحسب، فعندما أُفسِح المجال لحدسي ليرشدني أثناء التحدث أمام مجموعة من الناس، فإنِّي أشعر بالفرح، وأعلم أنَّني أُحدِثُ فرقاً في حياتهم، لذلك أنسى الوقت لأنَّني أتحدث بانسيابية وبساطة وأفعل ما أحبه.

إنَّ إعطاء أهمية للكلمة التي تقولها للآخرين لا يكلفك شيئاً، لكنَّها ستكسبك الكثير، وإنَّ الإنصات إلى حدسك وملاحقته هو أساس تحول الإنسان إلى شخصٍ يحركه الهدف، وعندما يكون في حياتك هدفٌ تسعى إلى تحقيقه تصبح أكثر إصراراً على ما تفعله وكيف تفعله.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه العديد من الأشخاص على البيانات المُثبتة والتعليم والخبرة لاتخاذ القرارات، فإنَّني أدعوك لتلاحق كل ما قد يخبرك به حدسك، لاسيما إذا كان يُعارض المنطق، وستكون هناك أوقات لا تملك فيها المعلومات الكافية لاتخاذ القرار الجيد، ماذا ستفعل حينها؟ اهدأ واستمع إلى حدسك وسِر معه.

ليس من السهل اتخاذ موقف مخالف لباقي الخيارات، لا سيما في ثقافات الشركات، إذ تؤكد الشركات دائماً: "أحضر لنا عقلك، لكن اترك مشاعرك جانباً"، فسواءٌ أكان العالم يوافقك أم لا يوافقك باتباع حدسك، فأنت الشخص المسؤول عن خياراتك، وستعرف أنَّ فطرتك تسير باتجاه الهدف من خلال السلام الذي ستشعر به في داخلك.

إقرأ أيضاً: 5 أحاسيس يجب عليك ألا تتجاهلها إذا أردت تحقيق ما تريد

تقييم المجالات الأساسية في حياتك:

إذا كنت تشعر بأنَّك محاصر في ساعات العمل في وظيفتك، أو تشعر بأنَّك تفتقر للمهارة والخبرة والتعليم الكافي، فأنت لا تعيش من أجل تحقيق هدفك؛ لذا كيف يمكنك معالجة هذا الأمر وتحديد هدفك في الحياة؟ لقد مررت بهذا الموقف من قبل، وكنت أعمل في الوظيفة التي طالما حلمت بها، لكنَّني تأثرت بعواطفي ومشاعري، وكنت أعلم تماماً أنَّني لا أريد البقاء هناك بعد الآن، إذ كنت أشعر أنَّني أهدر وقتي من دون أن أتقدم، ووجدت نفسي قد وصلت إلى مكان مهني حيث لا أرغب بعده في العمل تحت رحمة رب عمل؛ في ذلك اليوم وصلت متأخراً إلى العمل، وأخذت استراحة غداء طويلة وغادرت مبكراً، لم أشارك في العمل بشكل كامل وقمت بما يكفي كي لا أُعرِّض نفسي للطرد، كنت متاحاً هناك جسدياً، لكنَّني غير متاح عاطفياً وفكرياً.

وذات يوم، قررت أن أتوقف عن العيش معتمداً على إمكانياتي فحسب، ومنحت نفسي الإذن بأن أكون ذا إرادة، وكنت أعلم أنَّني بحاجة إلى التحرك لأكون أكثر مما أنا عليه وما أريده، وهذا يعني أنَّه يجب عليَّ مغادرة عملي الحالي، ولكن ماذا بعد ذلك؟ وكيف سأصل إلى ما أسعى إليه؟ لقد بحثت في مجالات حياتي الأساسية عن الإجابات؛ فالمجالات الأساسية في حياتك مخصصة لك ولهدفك، وأنت وحدك من يستطيع تحديدها بالفعل، كالعقل والجسد والأسرة والأصدقاء والقيم والمبادئ والأمور المالية والوظيفة.

فابدأ بالبحث عن ذاتك، واسأل نفسك أسئلة شخصية عن حياتك وكيف تراها: كيف حالك في المجالات الأساسية؟ هل تتفوق في بعضها وتفتقر إلى البعض الآخر؟ على سبيل المثال، تعد الوظيفة مجالاً أساسياً يعاني فيه الكثير من الناس، فإذا كنت واحداً منهم، اسأل نفسك: ما الذي أجيده؟ ما هي مواهبي ومهاراتي وقدراتي الخاصة؟ ثم اسأل نفسك: ماذا أريد أن أفعل؟ ما مشكلاتك الخارجية أو المواقف أو الحاجات التي تضايقك؟ ما هي الفرص أو الوظائف أو الأعمال التي تهتم بها ولكنَّك لم تسعَ إلى الحصول إليها؟ سيساعدك البحث عن حقائقك في المجالات الأساسية لحياتك على السير وفق مسار تحقق فيه هدفك.

تحسين عادات عالية التأثير:

أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها للعيش من أجل تحقيق هدفك، هو تحسين عادات عالية التأثير، إذ تساعدك هذه السلوكيات والأفعال في التحرك نحو رغباتك، وتُسرِّع الأنشطة عالية التأثير عمليةَ إطلاق العنان لهدفك، ومن جهة أخرى، تستنزف العادات منخفضة التأثير طاقتك وحماسك وجهودك، وتؤخرك وتمنعك من إيجاد هدفك.

تعوَّد أن تكون شخصاً مسؤولاً عن وقتك وطاقتك، فما تفعله بهذين المصدرين سيحدد طريقك في الحياة؛ فالوقت هو أثمن شيء نملكه، ومع ذلك فإنَّنا نميل إلى تركه يضيع من خلال الأنشطة التي لا تدفعنا إلى التقدم؛ كم من الوقت تقضيه في مشاهدة التلفاز والرد على رسائل البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت؟ أعترف بأنَّني أهدرت الكثير من الوقت في هذه الأشياء الثلاثة، وكلها تُسبب التشتت.

ومع ذلك، فأنا أُذكِّر نفسي يومياً أنَّه إذا كنت سأعيش من أجل تحقيق هدفي وبأنَّني سأصل إليه، فلن أترك هذه الأنشطة ذات التأثير المنخفض تؤثر في يومي، ولقد غيَّرت هذه العادة حياتي؛ لذا جرب أن تحافظ على طاقتك وتحمي روحك من خلال ما يسمى "ساعة القوة" وهي أن تخصص كل صباح 20 دقيقةً للتأمل و20 دقيقةً لممارسة الرياضة و20 دقيقةً للقراءة بصوت عالٍ.

ألا ترى معي أنَّنا نعيش في عالم متقدم يتحرك بسرعة الضوء وقد نسينا كيف يمكننا التركيز؟ سيساعدك الصباح على تنشيط عقلك وقلبك وروحك لتحقق هدفك بشكل لا مثيل له؛ إذ يركز التأمل على طاقتك وعزمك لتحديد طريقة تحسن يومك، وتنشط التمارين الرياضية جسمك وتخلق الدافعية، وتركز القراءة على عقلك، وتوسع القراءة بصوت عالٍ مفرداتك وتزيد ثقتك بنفسك.

إقرأ أيضاً: تأثير الدومينو: كيف تصنع سلسلة من العادات الجيدة؟

الخلاصة:

أن تعيش هدفك يعني أن تستيقظ كل صباح متحمساً، وبمجرد أن يبدأ يومك وتنطلق إلى العمل، لا يمكنك الانتظار لإحداث فرق في حياة شخص آخر، أو أن تكون متحمساً لحل مشكلة، وترسم الابتسامة على وجه شخص ما، وتسعى لإيجاد حل لمشكلة ما، وفي نهاية اليوم تذهب إلى فراشك وأنت تشعر بالرضا الداخلي بأنَّك كنت كثير الإنتاجية خلال يومك. بهذه الحالة تكون قد حققت أفضل ما لديك بنسبة 100%.

وقد وضعت في كتابي "أطلق العنان للألق" (Release Your Brilliance) تمريناً بسيطاً مكون من ثلاث خطوات لمساعدتك على اكتشاف هدفك ثم تصميم حياتك على أساسه:

1. اسأل نفسك:

اسأل نفسك؛ كيف يمكنني الاستفادة من هدفي لإحداث فرق في الحياة؟ وكيف يمكن لعقلنا الباطن أن ينفتح على العالم الخارجي ويستفيد من إمكانياته، حاول أن تبدأ يومك في التأمل أو الصلاة أو شرب قهوة الصباح؛ امنح نفسك مساحة لطرح هذا السؤال على نفسك كل يوم.

2. اسعَ:

ابحث بفعالية عن إجابات تساعدك في معرفة استخدام هدفك كل يوم، ابحث عن المسار الذي يجب أن تسلكه، وأجرِ أبحاثك الخاصة، وأدرك أنَّه قد يتوجَّب عليك اتباع الكثير من المسارات المنحرفة، والتي سيوصلك بعضها إلى طريق مسدودة، لا بأس كل هذا يُعدُّ جزءاً من عملية البحث عن هدفك، من الجيد أن تعلم أنَّ الطريق إلى تحقيق هدفك ليس واضحاً ومحدداً دائماً؛ لذا ابحث على الإنترنت وشاهد المقاطع المرئية واستمع إلى التسجيلات التعليمية، واقرأ الكتب التي تساعدك على النجاح، واطلب المشورة من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك في تحقيق هدفك.

في اللحظة التي تصارح نفسك وقلبك بالإمكانيات المتوفرة والمتاحة، انتبه جيداً للأشخاص الذين يظهرون في حياتك، فهم موجودون إما لتعليمك درساً أو ليتحدوك أو ليساعدوك في طريقك لتحقيق هدفك.

3. ابحث:

  • استمر في البحث، فعندما تصادفك الفرص وتعتقد بأنَّها خُلقت من أجلك، يجب أن تجربها؛ فإذا كنت تريد معرفة ما ينتظرك على الضفة الأخرى يجب أن تُبحر وتمضي قدماً.
  • تحرك كل يوم خطوة صغيرة واحدة في اتجاه تحقيق هدفك، وسجل هدفك وقسمه إلى أهداف صغيرة، ثم خذ خطوات أكبر بقليل وقابلة للتنفيذ، إذ فعلت هذا فتأكد سيصبح هذا الهدف منطقياً وواقعياً.
  • آمن من أعماقك أنَّ هذا الهدف هو سبب وجودك في الحياة؛ لذلك اتخذ بعض القرارات والخيارات التي تجلب لحياتك الأشياء التي ستساعدك على تحقيق هدفك، وبالتأكيد ستفقد توازنك في بعض الأوقات أو تتخذ خطوات خاطئة، ولكن لا بأس بذلك، كل خطوة تأخذها سواء كانت صحيحة أم خاطئة، ستعلمك شيئاً ما وتقرِّبك من تحقيق هدفك؛ لذا أنصت وانتبه لكل شخص من حولك.

طبق هذه الخطوات بشكل هادف وواعٍ يوماً بعد يوم، فإذا فعلت ذلك؛ ثق بأنَّك ستستيقظ ذات يوم وتجد حياتك قد تغيرت لأنَّك حققت هدفك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة