لماذا يعدّ الانخراط مهمٌّ جدّاً؟
توقّف وفكّر في الأفراد الذين تحدّثت معهم في الماضي والذين لفتوا انتباهك، الاحتمالات هي أنَّ هذه المحادثات كانت ديناميكيّة وغنيّة بالمعلومات. عندما تتمتع بالجاذبية وتنخرط بالناس، تثير اهتمامهم، تتواصل مع قلوبهم وعقولهم، وتغمرهم بما لديك لتقوله، وما هو أكثر من ذلك، تعطيهم الاهتمام الكامل عندما يحين دورهم في الكلام. فإظهار أنّك تريد الاستماع للناس هو وسيلةٌ قويّةٌ لبناء الثقة.
القدرة على الانخراط وجذب الأشخاص يحمل العديد من الفوائد، فهو يسمح لك بالتواصل بشكلٍ أكثر فعاليّة خلال الاجتماعات أو المفاوضات أو مقابلات العمل، ويمكن أن يسهّل إقناع شخصٍ ما بوجهة نظرك.
أخيراً، يمكن أن يُعزّز سمعتك ويفتح الأبواب في حياتك المهنيّة.
كيف تكون متحدّثاً أكثر جذباً للاهتمام؟
يمكنك استخدام التقنيات أدناه لتصبح متحدّثاً أكثر جذباً للاهتمام:
1. استخدام لغة الجسد الإيجابيّة:
تخيّل الاستماع إلى شخصٍ نادراً ما ينظر إليك في عينيك أثناء حديثه، كتفاه مرخيّان، ووجهه خالٍ من التعبير، وصوته رتيب. حتّى لو كان موضوعه يهمّه، سيبدو أنّه لا يهتمّ بما لديه ليقوله!
تستطيع بلغة جسدك التوّاصل أكثر بكثيرٍ مما تستطيع الكلمات وحدها فعله. لهذا السبب من الهام بمكانٍ ما أن تَظهَر واثقاً ومهتمّاً وشغوفاً عند التحدّث مع الآخرين. وَضعِيَّتك وإيماءاتك وتعبيرات وجهك ونبرة صوتك هي أوّل الأشياء التي تجذب المستمع.
أظهر لمستمعك أنّك واثقٌ بنفسك من خلال الوقوف بشكلٍ مستقيم. انظر إليه في العين بشكلٍ مباشر، ابتسم واستخدم إيماءات اليد المتعمّدة الهادفة.
2. استخدام طريقة القَص أو السرد:
فكّر في العودة إلى آخر مرّةٍ قد أَسَرَتكَ بها قصّةٌ جذّابة، قد يكون كتاباً مثيراً للفضول أو فيلماً أو حكايةً أخبرك بها شخصٌ ما.
سرد القصص هو وسيلةٌ فعاّلةٌ للغاية لتحريض خيال شخصٍ ما، ولجذبه والتّواصل معه. يمكنك سرد القصص لتشرح من أنت ولماذا أنت هنا، ويمكنك استخدامها للتعليم وللتحفيز، ولإيصال رؤيةٍ ما، أو إظهار التعاطف.
ابدأ قصّتك من خلال توفير سياقٍ له صدىً بالنسبة للشخص الآخر، بعد ذلك، تأكّد من وجود حدث، مثل صراع أو مكافحة. وأخيراً، أعطِ نهاية جيّدة، مع نتيجة واضحة.
عندما تروي قصّتك، ركّز على إنشاء تجربةٍ لمستمعك، قم بتضمين التفاصيل التي تروق لجميع الحواس الخمس، واستخدم الإيماءات ولغة الجسد لجذبه. يمكنك أيضاً استخدام الاستعارات لتعزيز رسالتك وصنع الاتّصال. هذا يحيي السرد الخاص بك، ويسمح له بالمقاطعة لتفسير ما قلته. هذه التقنية مفيدةٌ بشكلٍ خاص عندما تحتاج إلى شرح مفاهيم معقّدة قد يكون من الصعب على المستمع فهمها.
3. انطق بوضوح:
من المهمّ النطق والتحدّث بوضوحٍ عند التواصل، قد يغضب المستمع بسرعةٍ إذا لم يستطع فهمك. تُثَبّط كلماتك المُبهمة، أو التحدّث بسرعةٍ أو ببطء، التواصل الذي تريد القيام به مع الآخرين.
إنّ الطريقة لتحسين النطق الخاص بك هي ممارسة ذلك أمام المرآة، مثلاً راقب وجهك بعنايةٍ وأنت تفعل هذا. عندما تتكلّم بوضوح، يجب أن تحرّك شفتاك وفكّك ولسانك. يمكن أن تساعد في ذلك القراءة بصوتٍ عالٍ من كتابٍ أو تكرار العبارات الصعبة لمدّة خمس دقائق كلّ يوم.
4. استغِل الصمت لصالحك:
يمكن أن يكون الصمت أداةً قويّةً عندما تتواصل مع الآخرين، فهو ينقل العديد من الرسائل المختلفة، وهذا يتوقّف على التوقيت والسياق ولغة الجسد التي تستخدمها. توقّف وفكّر في ما تشعر به عندما تستمع إلى أشخاص يملؤون كلّ لحظةٍ بالكلام. حتّى عندما يكونون غير متأكّدين ممّا سيقولون في التالي، فهم يضيفون كلمات حشوٍ مثل "أنت تعرف" أو "امم" أو "أعجبني". يمكن أن يشير هذا في كثيرٍ من الأحيان إلى سلسلةٍ غير منظّمةٍ من الأفكار، أو عدم وجود عمق.
اصنع تأثيراً باستخدام وقفات مدروسة لتوضيح وجهة نظرك، الصمت يُعطي المستمعين فرصةً لاستيعاب ما قلته للتو، ويُتيح لهم تشكيل آرائهم الخاصّة، ويتحكّم بوتيرة المحادثة. تدرّب على دمج الصمت بمحادثتك عن طريق القراءة بصوتٍ عالٍ من كتابٍ ما. فقم بالتركيز على التنفّس ببطء، والتحدّث بعباراتٍ قصيرة. وبدلاً من قراءة جملةٍ واحدةٍ طويلةٍ، توقّف بمنتصفها، في الوقت المناسب.
5. سيطِر على أعصابك:
يظهر التوتّر معظم الوقت. قد يبدو صوتك ضعيفاً أو مُرتجفاً، ويداك مرتعشتان، وقد تبدو مرتبكاً، وربما تتحدّث أسرع من المعتاد لأنّك متوتّرٌ أو مرتبك. هذه علاماتٌ واضحةٌ للتوتّر تؤثر على تواصلك ويمكن أن يكون لها تأثيرٌ على قدرتك على التواصل مع الآخرين.
يمكنك القيام بعدة أشياء للتحكّم في أعصابك. أولاً، استخدم التنفّس العميق للاسترخاء، وإبطاء معدّل ضربات القلب، وضبط تنفسك، استخدم تقنيات التصوّر visualization أو التركيز centering (وهي تقنيات تعلّمك التركيز على الوقت والمكان الذي تعيش فيه الآن. وكيف تستمدّ القوة بعيداً عن مخاوفك وأفكارك السلبية، لتبقى مستقّراً وثابتاً) لمساعدتك على الهدوء. هناك طريقةٌ أخرى للاسترخاء وهي الابتسام والنظر إلى الشخص الآخر في العين. بغض النظر عمّا إذا كنت تخطّط للتحدّث إلى زميلٍ جديد، أو عميلٍ مُحتمل، أو إجراء مقابلة، تذكّر أنّ هذا الشخص مثلك تماماً. ركّز على صنع اتّصال حقيقي، ولا تدع ما تريد قوله تالياً يصرف انتباهك.
6. تطوير الكاريزما:
الأشخاص ذوو الكاريزما هم أشخاصٌ جذّابون وحازمون ومُلهمون ودافئون، حيث يميل غيرهم إلى الاستماع إلى ما يقولون.
لتطوير الكاريزما ابدأ بإعارة انتباهك للآخرين: هذا ما يعطيك ذلك "الحضور". تذكّر أنَّ التواصل طريقٌ ذو اتَجاهين وسماع ما يقوله الآخرون مهمّ، لذا مارس الاستماع الفعّال لتحسين هذه المهارة. بعد ذلك، اعمل على تطوير الوعي الذاتي والذكاء العاطفي لديك، وهما سِمتان سوف تساعدانك على ضبط مشاعرك، وفهم كيف تؤثّر على الناس من حولك. يمكنك بعد ذلك الرّدّ بشكلٍ مناسبٍ خلال المحادثات.
أخيراً، استخدم التعاطف عند التواصل. هذا يتيح لك رؤية الموقف من وجهة نظرٍ مختلفة. فبينما الاستماع جزءٌ مُهمٌّ من هذا كلّه، فمن المهمّ أيضاً أن تحاول فهم منظور الشخص الآخر. أظهر اهتماماً شخصياً حقيقياً بالطرف الآخر، وفي حياته أو تجربته.
7. التّواصل بمعلومات موثوقة:
تعتبر البيانات الموثوقة جزءاً من أساس التّواصل الجيّد. إن أردت من الآخرين الانتباه عند تحدّثك، فيجب أن يكونوا قادرين على تصديق ما تقوله. هذا يعني أنّك تحتاج إلى استخدام استراتيجياتٍ جيّدة في جمع المعلومات، بحيث تكون الحقائق التي تستخدمها لدعم نقاطك قويةً وجديرةً بالثقة. حيثما أمكن، استخدم إحصائياتٍ مناسبة وصادقة ومُدقّقة لإضافة ثقلٍ إلى رسالتك. هذا يقوّي حجّتك ويساعد على بناء الثقة مع الشخص الذي تتحدّث معه.
8. احظَ بالاستماع:
تخيّل أنّك في اجتماعٍ يتحدّث فيه الناس مع بعضهم البعض، بينما هناك شيءٌ تحتاج أن تقوله. كيف تجعلهم يستمعون؟ أولاً، حاول الوقوف إذا كان الجميع جالساً. هذا الفعل البدني سوف يسمح للناس أن يعلموا أنّ لديك نقطةً تطرحها. هناك طريقةٌ أخرى للانضمام للتّواصل وهي تلخيص ما قاله شخصٌ آخر. سيجعلك هذا تصنع خطوةً مبدئيّةً في المحادثة، ويُظهر للشخص الآخر أنّك قد استمعت، ويوفّر لك فرصةً للتواصل بأفكارك. سوف يلاحظك الآخرون أيضاً إذا قلت ما يجب قوله. على سبيل المثال، إذا تجنّب كلُّ شخصٍ آخر موضوعاً تحتاج إلى مناقشته، اطرحه بنفسك. هذا يدّل على الشجاعة والحزم والاهتمام.
المصدر موقع "مايند تولز".
أضف تعليقاً