أهم الخصائص العلاجية لنبات الجينسنغ

هل تعلم أنَّ النبات الجذري المعروف باسمِ الجينسنغ له فوائد صحية رائعة لعقلك وقلبك، ويحمي الأداء الطبيعي والتوازن لجسمك بالكامل؟



في الواقع، إنَّ الخصائص العلاجية للجينسنغ معروفة في الطب الآسيوي منذ آلاف السنين، وكانت هذه العشبة ذات القيمة العالية تستحق وزنها ذهباً، وتُسمَّى المكونات الأساسية في الجينسنغ، والتي يُعتَقد أنَّها المسؤولة عن الخصائص العلاجية واسعة الطيف، والتي درسها العلماء المعاصرون "جينسينوسيدات" (ginsenosides).

تتزايد الأدلة العلمية في كل من الأبحاث الأساسية والسريرية حول القدرات المذهلة للجينسنغ كعلاج وقائي للأعصاب والقلب والكبد، وعلاج للأمراض الخطيرة مثل السرطان والسكري والأمراض الناجمة عن الإجهاد التأكسدي والالتهاب، واكتُشِف أيضاً تأثير الجينسنغ في زيادة المناعة والطاقة.

الخصائص الوقائية من الأمراض العصبية:

تحتوي "الجينسينوسيدات" (Ginsenosides) على خصائص كثيرة تساعد على حماية الأعصاب؛ حيث يساعد الجينسنغ على علاج الاكتئاب، والأرق ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، وتلف الخلايا العصبية الناجم عن المخدرات.

يساعد الجينسنغ على زيادة القدرة المعرفية للمصابين بمرض الزهايمر، ويمكن أن يُغيِّر في ميكروبيولوجيا الأمعاء من خلال التأثير في عدد بروتينات موت الخلايا المبرمج، وقد وُضِّحَ هذا التأثير الوقائي العصبي والتغيرات الإيجابية في ماكروبيوتك الأمعاء الغليظة في دراسة أُجرِيَت على ذبابة الشجرة.

أشارت النتائج في التحليل الإحصائي لثماني عشرة دراسة مؤهلة شملت 343 حيواناً، إلى أنَّ الجينسنغ له تأثيرات إيجابية في النماذج الحيوانية لمرض "باركنسون"؛ مما يدل على إمكانات قوية له في الوقاية العصبية من مرض "باركنسون" البشري.

لقد دُرِسَ تأثير الجينسنغ الأحمر المزروع مائياً، والجينسنغ الأبيض بري النمو، والدواء الوهمي في نشاط الدماغ للحالات الصحية لكبار السن في أثناء الاسترخاء والتحديات العقلية على مدى أربعة أسابيع، وقد نتجَ عن علاجَي الجينسنغ زيادة في الذاكرة والانتباه والأداء العقلي مقارنةً بالعلاج الوهمي، ولكن كان للجينسنغ الأحمر أيضاً تأثير قوي ومُهدِّئ في مزاج الأشخاص.

أظهرَ "الجينسنوسايد" Rb1 في التحليل الإحصائي للسكتة الدماغية لبيانات ستة أشخاص أقوى الخصائص في الحماية العصبية؛ حيث قلَّل من محتوى الماء في الدماغ وزاد من تكوين الخلايا العصبية، وأظهرَ خصائصَ مضادة لموت الخلايا المبرمج ومضادة للأكسدة والالتهابات، كما أنَّه يُعزِّز الطاقة والدورة الدموية الدماغية.

تأثير الجينسينغ في حماية القلب:

يمتلك الجينسنغ أيضاً خصائصَ مضادة للسمنة والسكري وأمراض القلب، وتُظهِر نتائج دراسة أُجرِيَت في المختبر على "الجينسينوسايد" أنَّ الجينسنغ يمنع انتشار خلايا العضلات الملساء الوعائيَّة؛ وذلك من خلال إيقاف دورة الخلية (G0/G1) وتنشيط المسار eNOS/NO/cGMP، وهذا يعطيها إمكانات قوية لمنع وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية.

لقد حُلِّلَت ثماني عشرة دراسة بحثية على 1549 مشاركاً، وكان فيها "الجينسنغ" أكثر فاعلية من النترات في علاج أمراض القلب الإقفارية عموماً والذبحة الصدرية خصوصاً.

وقد تضمَّنَت الفوائد في المراجعة المنهجية التي أُجرِيَت على 113 دراسة بحثية باستعمال الجينسنغ؛ تقليل التعب والخرف وتحسينات كبيرة في علاج قصور القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسرطانات.

وأثبتت دراسة أُجرِيَت على 54 شخصاً أنَّ الجينسنغ يساعد على علاج قصور القلب الاحتقاني، فقد لُوحِظ أنَّ أولئك اللذين عُولِجوا باستعمال الجينسنغ، كان لديهم توازن أفضل في إفراز هرمونات الغدة الدرقية الهامة؛ مما ساعد على زيادة معدل الشفاء وفاعلية العلاجات القائمة بالمقارنة مع الأشخاص اللذين لم يتلقوا العلاج بالجينسنغ.

وأَظهرَت دراسة أُجرِيَت على الفئران من خلال إعطائها "الجينسينوسايد" Rg2 لمدة 28 يوماً زيادة في وظيفة القلب، وتخفيف التليُّف في عضلة القلب، وعطَّلت مسار (TGF-β1/Smad) في أنسجة القلب؛ مما أكَّد قدرات الجينسنغ على حماية القلب.

وفي دراسة أُجرِيَت في المختبر بيَّنت دور علاج "الجينسنوسيد" Rg3 في موازنة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية ونشاط الأنزيم (AMPK)؛ وهو مُنظِّم رئيس لاستقلاب الطاقة، فكان الجينسنغ الأمريكي آمناً وفعَّالاً في السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2.

شاهد بالفديو: 8 نصائح يومية لتحظى بصحة جيدة

الخصائص الوقائية لأمراض الكبد:

أَظهَر العلاج باستعمال "الجينسينوسيد" Rg1 في نموذج الفأر المستحث لالتهاب الكبد الكحولي، حمايةً كبدية قوية والقدرة على حماية الكبد؛ حيث قلَّلَت الحيوانات من المعايير الكيميائية الحيوية في المصل وحسَّنت أنسجة الكبد؛ وذلك عن طريق منع نمو أنواع الأكسجين التفاعلية وتلف الميتوكوندريا و"موت خلايا الكبد" (hepatocellular).

أَظهرَت الدراسات التي أُجرِيَت على جسم الفئران في المختبر لتليُّف الكبد المستحث أنَّ مبيد "الجينسينوسيد" (Rg1) خفض مستويات المصل في تغيرات أنزيمات الكبد بشكل ملحوظ، وحسَّن تحسيناً كبيراً من مدى تليُّف الكبد، وكبحَ علامات مستويات التليف الكبدية؛ مما يدلُّ على قدرة الجينسنغ على علاج تليُّف الكبد البشري.

في نموذج مرض الكبد الدهني غير الكحولي لدى الفئران الناجم عن التغذية بنظام غذائي عالي الدهون، أُعطيَ "الجينسينوسايد" Rg1 لمدة ثمانية أسابيع؛ مما أدى إلى تحسين وظائف الكبد وتخفيف المرض، مما يدلُّ على أنَّ الجينسنغ يمكن أن يكون علاجاً وقائياً للكبد ولديه فاعلية عالية للغاية في البشر.

إقرأ أيضاً: 6 أغذية ضروريّة للحفاظ على صحة الكبد

القوة المضادة للسرطان:

تُعَدُّ "الجينسينوسايدس" مراكز قوة مضادة للسرطان، فقد درسَ العلماء دور الجينسنغ في علاج سرطان الجهاز الهضمي وأكَّدوا فوائده مثل "الأبوبتوتيك" (apoptotic)؛ أي "زيادة موت الخلايا السرطانية"، وتثبيط تولُّد الأوعية "انخفاض تدفق الدم إلى خلايا سرطانية جديدة"، وفوائده المضادة للتكاثر "وقف الخلايا السرطانية عن التكاثر"، ومكافحة الانتقال "الحد من انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى".

في دراسة أُجرِيَت على خلية بشرية في المختبر، كان "للجينسينوسايد" (20(s)- Rh2) إمكانات علاجية عالية في علاج سرطان القولون والمستقيم، وأظهرَت النتائج انخفاض حيوية الخلايا السرطانية وتثبيط غزو الخلايا السرطانية.

وفي دراسة إحصائية لـ 18 تجربة ضمَّت 1531 مريضاً، أدى العلاج باستعمال "جينسينوسيد" Rg3 إلى جانب العلاج الكيميائي إلى تحسين الفاعلية السريرية والتخفيف من الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج لسرطان الجهاز الهضمي.

يُظهِر "الجينسنوسيد" نشاطاً مضاداً للسرطان في العديد من خطوط الخلايا السرطانية البشرية عن طريق تعديل العديد من مسارات الإشارات، ويمكن باستعماله بشكل فعَّال لعكس مقاومة الأدوية وتعزيز التأثيرات العلاجية في علاج السرطان.

وقد دُرِسَ التداخل بين علاج "الكوليسترول"؛ وهو مكوِّن نشط من فيتامين "د"، و"الجينسنوسيد" Rh2 في المختبر مع خلايا سرطان البروستاتا البشرية وأظهرت النتائج تثبيط بقاء الخلايا السرطانية بنسبة تصل إلى 80%، وانخفاض تكاثر الخلايا السرطانية، وزيادة الإجراءات السابقة لموت الخلايا باستعمال هذا الجمع المتزامن كعلاج مضاد للسرطان.

في الدراسات العلمية لخلايا سرطان الثدي والعلاج مع "الجينسينوسيد" (ginsenosides) التي تحثُّ على موت الخلايا المبرمج وإيقاف دورة الخلية، تدخَّلت لمنع انتشار سرطان الثدي وتعزيز فاعلية العلاج الكيميائي عن طريق إيقاف هجرة وانتشار الخلايا السرطانية وقمع سرطان الثدي الخبيث.

واكتشفَ العلماء في مراجعة منهجية لـ 200 دراسة حول علاج العديد من السرطانات أنَّ "الجينسينوسيد" Rh2 لا يُحقِّق فقط مكافحة انتشار الخلايا وهجومها وانتقالها وتحريض إيقاف دورة الخلية وتعزيز التمايز وعكس نشاطات المقاومة للأدوية المتنوعة ضد الخلايا السرطانية المتعددة؛ وإنَّما يُخفِّف أيضاً من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

ستة من البالغين الأصحاء الذين اتَّبَعوا نظاماً غذائياً غربياً بانتظام وتلقوا علاجاً من الجينسنغ الأمريكي لمدة سبعة أيام عن طريق الفم، ولديهم مستويات أعلى من مركب "الجينسنوسيد" K وإمكانية أعلى للوقاية من السرطان مقارنة بأولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً آسيوياً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للوقاية من مرض السرطان

الخصائص المضادة للالتهابات:

أصبحَ استهدافُ الحمض النووي الريبي الدقيق باستعمال جزيئات كيميائية صغيرة استراتيجية مُبشِّرة لعلاج الأمراض الالتهابية، وفي دراسة أُجرِيَت في المختبر، خفض باستعمال "الجينسينوسيد" Rb2 بشكل فعال الاستجابات الالتهابية في "الحمض الريبي النووي" (microRNA miR-216a) المرتبط بشيخوخة الخلايا البطانية وتصلُّب الشرايين؛ وذلك عن طريق "مسار الإشارات" (Smad3/NF-κB) وظهرت فوائد الجينسنغ المضادة للالتهاب.

ترتبط السلوكات الشبيهة بالاكتئاب الناتجة عن الإجهاد المزمن بالالتهاب وتنشيط الخلايا الدبقية الصغيرة أيضاً.

كان "الجينسينوسيد" Rb1 فعالاً في مواجهة الاكتئاب في نموذج الفئران الناجم عن التقييد المزمن، وأَظهر تأثيرات إيجابية مضادة للالتهابات في الحصين والمصل والخلايا الدبقية الصغيرة وبروتينات إشارات الخلايا المعطلة، والتي غالباً ما ترتبط بالسرطان والسكري والقلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية.

أظهرَ العلاج باستعمال الجينسنغ الكوري على الفئران المصابة بالتهاب المفاصل أنَّ الجينسنغ له آثار مُسكِّنة "مسكن للألم" ومضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين دون آثار جانبية؛ مما يشير إلى أنَّه علاج أكثر أماناً لالتهاب المفاصل الروماتويدي.

التأثيرات المضادة للأكسدة:

تُظهِر كثير من الأدلة أنَّ الأدوية الطبيعية - مثل الجينسنغ - يمكن أن تعالِج تصلُّب الشرايين "الآفات في جدار الشريان التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض تدفق الدم"؛ وذلك عن طريق تثبيط موت الخلايا البطانية "موت الخلايا"، والتي يمكن أن تتفاقم بسبب الإجهاد التأكسدي من البروتين الدهني ذي الأكسدة منخفضة الكثافة، وأنواع الأوكسجين التفاعلية، وعامل نخر الورم-أ، والهوموسيستين، وليبوبوساكريدس.

لقد قُورِنَ الجينسنغ الأحمر الكوري مع فيتامين E "أحد مضادات الأكسدة الطبيعية" في مكافحة تلف الكبد الناجم عن عقار "السيكلوبوسباميد" (cyclopospamide-induced)؛ وهو علاج دوائي شائع لأمراض الكبد؛ حيث كان الجينسنغ متفوقاً عموماً على فيتامين E المضاد للأكسدة كونه واقياً للكبد في استعادة النتائج البيوكيميائية للدم وتقليل تلف الكبد الكلي من العلاج بالعقاقير.

وفي دراسة لتأثير "الجينسنوسيد" Rb1 أُجرِيَت على 197 مريضاً يعانون من أمراض الكلى المزمنة، أظهر أنَّ أولئك الذين تناولوا 500 "ملليجرام" (milligrams) يومياً من الجينسنغ لمدة ستة أشهر لديهم زيادة في وظائف الكلى وتقليل الإجهاد التأكسدي والالتهاب؛ مما أدى إلى إبطاء تقدُّم المرض مقارنةً بالمجموعة التي لم تتلقَّ العلاج.

تلقَّى عشرة متطوعين أصحاء في الدراسة 300 ملغ من "مضادات الفيروسات القهقرية" (zidovudine)، والتي تُستَخدم لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الفم مع علاج لمدة أسبوعين من 200 ملغ من الجينسنغ الأمريكي مرتين يومياً، وأظهرت النتائج عدم التداخل مع (zidovudine) وخفض علامات الإجهاد التأكسدي.

يملك الجينسنغ منذ فترة طويلة قيمة علاجية طبيعية عالية وترتفع هذه القيمة مع استمرار المجتمع العلمي في تحليل مزاياه الطبية لحماية الجسم من الأمراض واستعادة الصحة والسلامة.

المصدر




مقالات مرتبطة