أهم الحقائق عن الأمراض العقلية

كثيراً ما نصادف في الشارع أناس يبدون في حالة مزرية وثياب متسخة وسلوكيات غريبة، ويشعر العديد من الناس بالخوف الشديد عند الاقتراب منهم، ويعرفهم المجتمع بمصطلح "المجانين"، ومن ناحية طبية هؤلاء الأشخاص يسمون بالمرضى أو المصابين باضطرابات عقلية، وهم عاجزون عن التعامل مع الحياة بالشكل الطبيعي، وسلوكياتهم تعد أمراً خطيراً وعميقاً سواء كانت تمس التفكير أو العاطفة.



فالمرض العقلي هو مصطلح عام يُشير إلى مجموعة من الأمراض، وهو مشكلة صحية تؤثر بشكل كبير على شعور الشخص وتفكيره وتصرفاته وتفاعله مع الآخرين. ويتم تشخيص حالته وفقًا لمعايير موحدة. يستخدم مصطلح الاضطراب العقلي للإشارة إلى هذه المشاكل الصحية، وتصنف الأمراض العقلية بأنواع ودرجات مختلفة، فبعض الأنواع الرئيسية هي الاكتئاب والقلق والفصام واضطراب المزاج ثنائي القطب واضطرابات الشخصية واضطرابات الأكل، ويحدّد موقع دايلي كورير 10 مفاهيم أساسية للتعامل مع المصابين بالأمراض العقلية.

1- إنهم ليسوا أغبياء:

الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية، يمتلكون العديد من المهارات ويبرعون فيها كالأصحاء، فأكثر الأشخاص إنجازاً في العالم عانوا من اعتلالات عقلية نذكر منهم: أبراهام لنكولن، فنسنت فان جوخ، مايكل أنجلو، إرنست همنغواي.

2- مرضهم ليس فشلاً شخصياً:

أغلب الأمراض العقلية سببها اختلال هرمونات الجسم، ولا يمكن للشخص التحكّم بشكل كامل بإصابته بها، فالأمراض العقلية ليست مُعدية، ولا يمكن الإصابة بها بمجالسة المريض، وبعضها قد يكون بسبب وراثي، لذا فالمرض ليس خطأً شخصياً للمصاب.

3- تناول الأدوية ليس فشلاً:

إن الأدوية التي يصفها الطبيب للمريض العقلي قد تساعد في علاجه أو التخفيف من أعراض المرض، وتناولها يعتمد على المرض وحدّته وفقاً لتشخيص الطبيب، لذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أنّ الشفاء من الأمراض العقلية يستغرق وقتاً، ويجب الانتظام في تناول العلاج.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر 6 اضطرابات نفسية شيوعاً

4- على موفّري العناية الاهتمام بأنفسهم:

لكي يستطيع الشخص الاعتناء بالمرضى العقليين على أكمل وجه، يجب أن يعتني بنفسه أيضاً من خلال طلب الاستشارة النفسية في حال تطلّب الأمر ذلك، لذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار بأنّ الشفاء من الأمراض العقلية يحتاج لوقت كافي مع ضرورة الالتزام بمواعيد الأدوية.

أعراض الأمراض العقلية:

هنالك العديد من الأعراض العامة التي تظهر على المصابين بالأمراض العقلية، قد تظهر بعض هذه الأعراض عليهم بأوقات مختلفة نذكر منها:

  • التصرّف بشكل غريب ومفاجئ، بشكل مغاير لتصرفاته الطبيعية.
  • لا يهتم للزمن، ويجهل ما يدور حوله، ولا يشعر بالزمن ولا بالوقت.
  • القيام ببعض التصرفات الخطيرة التي قد تعرض حياته او حياة من حوله للخطر من خلال تصرفات خارجة عن إرادته.
  • التحدث مع شخصيات خيالية ورؤيته لأمور غير واقعية وغير موجودة إلّا في عقله.
  • الابتعاد عن الأصدقاء والأنشطة المعتادة.
  • التعب الشديد وانخفاض الطاقة أو مشاكل النوم.
  • الانعزال عن الواقع (الأوهام) أو البارانويا أو الهلاوس.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح مهمة للتخلص من الوهم

علاج المرض العقلي:

قد يجعلك المرض النفسي بائسًا، ويمكن أن يسبّب لك مشكلات في حياتك اليومية، مثل المدرسة أو العمل، أو في علاقاتك بالأشخاص الآخرين. وفي معظم الحالات يمكن التعامل مع الأعراض من خلال مجموعة من الأدوية.

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي إلى نفس الدعم الطبي المقدم للأشخاص الذين يعانون من مرض جسدي، فهو ليس مرضاً يجب إلقاء اللوم عليه، فقد يكون الأشخاص المصابون بمرض عقلي معرضين لخطر إدمان الكحول الضار وتعاطي المخدرات، وهذا ما قد يجعل العلاج أكثر صعوبة وتعقيداً، وبالتالي يزداد خطر الانتحار للأشخاص الذين يعانون من بعض هذه الأمراض العقلية، وبالأخص بعد مرور وقت قصير من التشخيص أو الخروج من المستشفى، إذا كنت تعاني من المرض العقلي اتبع هذه الخطوات لتخفيف من حدة الأعراض:

  • اتصل بطبيبك أو معالجك إذا لاحظتَ أي تغييرات في الأعراض أو شعورك، وأشرك أفراد الأسرة لمراقبة علامات التحذير.
  • لا تتجاهل الفحوصات الطبية خصوصاً إذا لم تكن تشعر بأنّك بصحة جيدة فقد تتعرّض لآثار جانبية بسبب تناول أدوية العلاج.
  • اطلب المساعدة في حالة حاجتك لها، لأنها تساعدك أيضاً على الوقاية من انتكاس الأعراض وتفاقمها.
  • ضع جدول منتظم لحياتك كالنوم الكافي وممارسة الرياضة بانتظام، والتحدث للمسؤول عن الرعاية الصحية.

يستخدم برنامج منظمة الصحة العالمية للعمل على فجوة الصحة العقلية (mhGAP)، الذي تم إطلاقه في عام 2008، الإرشادات التقنية والأدوات وحزم التدريب القائمة على الأدلة لتوسيع الخدمات في البلدان، خاصة في البيئات الفقيرة بالموارد. ويركز على مجموعة من الأولويات، وتوجيه بناء القدرات نحو مقدمي الرعاية الصحية غير المتخصصين في نهج متكامل يعزز الصحة العقلية في جميع مستويات الرعاية.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لوقاية الأبناء من الأمراض النفسيّة

كما تسعى منظمة الصحة العالمية إلى ضمان التغطية الصحية الشاملة التي تتضمن الحصول على رعاية جيدة لحالات الصحة العقلية في 12 دولة. وتهدف هذه المبادرة لتطوير السياسات والدعوة لحقوق الإنسان وتوسيع نطاق التدخلات والخدمات عالية الجودة للأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك تعاطي المخدرات والاضطرابات العصبية.

وتعتبر الصحة النفسية جزء مهم من الصحة العامة والرفاهية، لأنها تشمل سلامتنا العاطفية والنفسية والاجتماعية، ولها تأثير على طريقة تفكيرنا وشعورنا وعملنا. كما أنها تساعدنا على تحديد كيفية تعاملنا مع الإجهاد، والتواصل مع الآخرين، الصحة النفسية مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة  من الطفولة والمراهقة حتى مرحلة البلوغ.

ويجب أن لا ننسَ بأن التقدم العلمي الحادث في الطب النفسي دفع الكثير للتخلص من معاناتهم عن طريق زيارة الطبيب النفسي، أي أن الفرد قد يصاب في فترة من فترات حياته فقط والحقيقة أن الزيادة في نسب الإصابة تكون بالطبع أكثر عندما يتم حسابها في مدى انتشار المرض في المجتمعات طوال حياة الفرد وهذا ما يخلط الفهم على البعض وكأنه زيادة في انتشار المرض.

المصادر:




مقالات مرتبطة