أفضل ألعاب الذكاء للأطفال وفوائدها
يولَد الأطفال على الفطرة؛ الفطرة السليمة التي وضعها الله سبحانه في الجميع، والتي تُكوِّن شخصية الفرد منذ الصغر، وبما أنَّ الإنسان هو المخلوق العاقل الوحيد، فقد يسعى دائماً إلى تطوير فطرته وتنميتها، وتحسين ملكاته وقدراته العقلية والجسدية؛ وذلك عن طريق أساليب مادية ومعنوية عدَّة. فنرى كيف تطورت أساليب التربية، وأساليب الاكتساب والتعلُّم، وطرائق توجيه الأطفال إلى المسارات الصحيحة في حياتهم، ومن هذه الطرائق ألعاب الذكاء التي تساعد على توسيع مدارك الأطفال، وتنمية مهاراتهم العقلية، وقدرتهم على تحكيم الأمور.
ما هي فوائد ألعاب الذكاء للأطفال؟
بالنسبة إلى الأطفال، فإنَّ اللعب له أهميةً كبيرةً في تطور فكرهم وبنائهم الجسماني والنفسي بطريقةٍ صحيحةٍ وسليمة، وسوف نورد فيما يلي أهم فوائد ألعاب الذكاء للأطفال:
1. تساعد هذه الألعاب على تطوير مهارة حل المشكلات:
وهي تفيد في تنمية الذكاء لدى الطفل بشكل كبير من حيث قدرته على حل المشكلات التي تعترضه، وترتكز ألعاب الذكاء جميعها تقريباً على قاسم مشترك؛ وهو أن يجد الأطفال أنفسهم في مأزق ووضعٍ افتراضي صعب يحتاج إلى حلول، لكي يحاولوا تجاوز هذه الصعوبة والقدرة على إنهاء المرحلة والانتقال إلى مرحلة متقدمة وأكثر صعوبة، ومحاولة الفوز أخيراً في النهاية، وبهذه العملية يبدأ الطفل بتعلُّم مهارة حل المشكلات والالتفاف حولها بذكاء وحنكة، وطبعاً ستفيده هذه الألعاب مستقبلاً وتعينه على ما سيلاقيه في حياته الواقعية.
2. تمرين وتقوية الذاكرة:
فمن مميزات ألعاب الذكاء أنَّها تساعد على بناء الذاكرة البصرية والسمعية والمحسوسة عند الأطفال؛ وذلك عن طريق ألعاب عدة تُنمِّي كل واحدة منها مهارة متعلقة فيما يخص الذاكرة، وفي نهاية الأمر فإنَّ الإكثار من هذه الألعاب ينشط الذاكرة ويبنيها عند الطفل بشكلٍ جيدٍ جداً وملحوظ.
3. تساعد على تطوير التركيز:
تستند ألعاب الذكاء إلى تطوير مستوى التركيز عند الأطفال عندما يلعبون تلك الألعاب، وهذا التطور ينتقل إلى تركيزه في نواحي الحياة كلها مثل التعلُّم وقدرة الحفظ والتحدث والتحليل والتركيب والتقييم وسواها من المهام التي تتطلب درجة عالية من التركيز.
4. تطوير معرفة الأنماط:
في الألعاب، يجب التركيز في الكثير من العناصر الهامة التي تساهم في تحسين الذكاء وتطوير مستواه عند الأطفال، ومن أهمها معرفة الأنماط والمقدرة على التفريق بينها، والانتباه إلى الفوارق والتباين بين الحجوم والمقاسات والتفصيلات الصغيرة التي تساعد الطفل على أن يصبح سريع البديهة.
5. تحسين التعرُّف إلى المكان:
من خلال الألعاب الواقعية التي يلعبها الطفل، تتحسن قدرته على معرفة المكان المحيط به وسبر أغواره، وتتحسن قدرته على معرفة العناصر التي تحيط به، والتفصيلات الصغيرة التي سيستخدمها في محيطه الواقعي.
6. تطوير المعرفة البصرية:
من خلال الألعاب التي تساعد الدماغ على تعزيز المهارات الإدراكية المتعلقة بالنظر، والمقدرة على تصنيف الأشياء والتفاصيل واستيعابها بسرعة، ومعرفة كيف سيتعامل معها بطريقةٍ صحيحةٍ.
كيف نختار ألعاباً تناسب الأطفال؟
لكي نختار الألعاب المناسبة للأطفال يجب الالتزام بهذه النصائح والانتباه إليها كي تكون ذات فائدة وهي:
1. التعلم:
تُنمِّي ألعاب الذكاء مهارة المعرفة عند الأطفال، كما أنَّها تساعدهم على تحفيز نشاطهم التفكيري؛ إذ إنَّه عندما يمارس الأطفال ألعاب الذكاء، فهم يمارسون في الوقت نفسه مهارة القراءة ومهارة التنسيق بين العينين واليدين والتسلسل والإدراك البصري، كما يستفيدون أيضاً من مهارة التفاعل والتنبيه المعرفي.
2. التحدي:
ألعاب الذكاء لها فائدة عظيمة، فهي تعطي لكل لاعب كمية من الأحجيات بالتدرج من الأسهل إلى الأصعب؛ حيث يزيد التحدي ويربح كل لاعب المزيد من الخبرة ويستمتع بنجاحه، من خلال الوصول إلى الدرجات المتقدمة في اللعب.
3. البساطة:
لكل لعبة أساسياتها في اللعب، فيجب أن تكون الموضوعات واضحة للجميع، ويجب أن تكون الألعاب في البداية بدرجة من السهولة؛ حيث يستطيع أي شخص معرفة كيف سيلعب، وتعليم كمية من المهارات لكل المشتركين.
4. متعددة الأجيال:
من المفترض أن تكون ألعاب الذكاء شاملة؛ حيث تلبي رغبات الأهل والأطفال معاً، ويجب أن يستمتع جميع الأطراف في اللعب، فيكون الاهتمام والاستمرار بها سمة مشتركة.
5. الإضحاك:
من أساسيات اللعبة الجيدة، وجود المرح وخلق الضحكة؛ إذ يجب أن تكون ممارسة ألعاب الذكاء طريق الضحك الجميل، وهي ملهمٌ أساسيٌّ لإيجاد المزيد من تقدير الذات وتخفيف العصبية والمساعدة على دعم اللاعبين جميعهم، ومن الواجب احترام المشاعر وتقدير الطباع المختلفة.
6. الخيال:
ألعاب الذكاء تُنشِّط المخيلة، وهي تساعد كثيراً على الخروج من ضغط الدراسة والأعمال الروتينية، واللعب بها يعزز ممارسة اللغة بين اللاعبين خلال اللعبة، ويدفع الأطفال إلى التحدُّث فيما بينهم عن تجاربهم.
7. التفرد:
يجب أن تكون الألعاب مختلفة عن بعضها بعضاً، وتوفر كل لعبة منها كمية من النشاطات التي تتيح تجربة فريدة وتستحق الاهتمام، تتناسب مع تكاليف اللعبة، ويجب أن تكون نشاطاً محبوباً يريد جميع الأطفال إعادة القيام به.
8. القيمة:
يجب أن تمنح كل لعبة حدثاً ممتعاً لكل طفل، سواءً كان يلعب بمفرده أم مع المجموعة، ويجب أن يكون الجميع مستمتعين، ويرغبون في إكمال اللعبة، ويتشوَّقون دوماً إلى إعادة اللعبة في أقرب فرصة ممكنة.
9. الجودة:
من المفترض أن تكون اللعبة مصنوعة من مواد أولية ممتازة؛ حيث تبقى مع مرور الوقت، وتتحمل الاستخدام المتكرر، ويجب أن تكون أجزاء اللعبة خاضعة لمعايير خاصة ومتينة التصميم.
10. قابلية التطبيق:
يجب أن تخضع ألعاب الذكاء إلى الكثير من الاختبارات والتجارب المختلفة؛ وذلك قبل طرحها للاستخدام في الأسواق.
أمثلة عن ألعاب الذكاء:
- الكتب والألعاب التي تتضمن صوراً ملوَّنة، وهي تتوافق مع الأطفال من عمر الشهر تقريباً حتى عمر السنتين، وتساعد الطفل على معرفة الألوان، والانتباه إلى وجود أشكال وألوان عدة، وسنلاحظ أنَّ الطفل سيُفضِّل مجموعة من الألعاب أكثر من ألعابٍ أخرى، ومع استمرار النمو سيستطيع الطفل تمييز ألعابه.
- الألعاب المتحركة؛ إذ تعمل الألعاب المتحركة على زيادة الاهتمام لدى الطفل منذ شهره السادس، وهي تساعد على إعطائه فكرة عن نوعيات الحركة والجهات والأصوات المختلفة، وتزيد اهتمامه بالأشياء التي تحيط به.
- المكعبات الملوَّنة؛ حيث نستطيع أن نشارك الطفل باللعب بهذه النوعية من الألعاب، والتي هي عبارة عن مكعبات مختلفة، موادها الأولية غير ضارة بالأطفال، يستطيعون تركيبها وتشكيل المجسمات من خلالها.
- هذه النوعية من ألعاب الذكاء تساعد الطفل على التعرُّف إلى الأشكال والألوان وترتيبها وفرزها، وتساهم هذه اللعبة في تقوية الروابط بين الأهل والطفل، وستخلق عنده حس الإبداع والمقدرة على التخطيط وإعمال الفكر، وسينتظر الطفل من الأهل أن يكونوا سعداء بإنجازه ويكافئوه بطريقة ما.
- البازل والألغاز والحساب؛ إذ تفيد هذه الألعاب الطفل في زيادة ملكاته المتعلقة بالتفكير والتركيز، ونستطيع خلق نوع من التحدي في استكشاف حلول الألغاز، وبهذا نكون قد شجعناه على التفكير بشكل صحيحٍ وسلسٍ، وساعدناه على تحسين ملكاته المتعلقة بالاستنتاج والاستنباط.
- ألعاب الفيديو التعليمية؛ فمن الضروري جداً هنا أن نختار الألعاب التي لا تتضمن العنف، والتي تشتمل على المثابرة حتى الحصول على الهدف مع مجموعة من الزملاء.
ومن شأن هذه الألعاب أن تُنمِّي حبَّ المشاركة والتعاون عنده، والعمل على تنمية الثقة بالنفس حتى يصبح من الرابحين، وهنا يجب أن ننتبه إلى شرح معاني الربح والخسارة للطفل؛ وذلك كي يستطيع تقبُّل النتائج مهما كانت بروحٍ رياضيَّة إذا ما خسِر.
شاهد بالفيديو: 38 طريقة يومية صغيرة وفعّالة لتحفيز أطفالك
ألعاب الذكاء للأطفال بعمر الخمس سنوات:
تعمل هذه الألعاب على تنشيط الدماغ، وتحثُّ الطفل على التفكير بطرائق جديدة لإيجاد الحلول، وإليكم بعض الخيارات:
- ألعاب المكعبات: وهي من الألعاب الجميلة والممتعة للأطفال، وتعمل على مساعدة الطفل على تطوير مهاراته الذهنية والعقلية، وهنا يطلق الطفل العنان لخياله في ترتيب الألوان والأشكال وتنسيقها مع بعضها، والوصول إلى تصميم نهائي جميل؛ إذ يجب أن نقدم للطفل مجموعة متنوعة من المكعبات بأحجام وألوان مختلفة، ونتركه ليختار الأشكال التي يريدها، كي نزيد ثقة الطفل بنفسه.
- لعبة الذاكرة: وهي لعبة ذات أهمية كبيرة ضمن الألعاب العقلية المناسبة للأطفال، فهي تعمل على إشغال الذاكرة بشكل صحيح، وهدفها أن نكشف عن البطاقات المتشابهة على الشبكة، ويمكن في هذه اللعبة أن نكشف عن بطاقتين معاً في وقتٍ واحد كحدٍّ أقصى، وبعدها نخفي الصورة التي كُتِب عليها، وهذا في حال كانت البطاقات متشابهة فقط، وتساعد هذه اللعبة على تعزيز الانتباه عند الطفل وتنمية تركيزه.
- لعبة المتاهة: وهي من الألعاب التي يحبها الأطفال كثيراً، والهدف منها تلقين الأطفال مهارة حل المشكلات، وتحفيز العقل، ويعمل الطفل على الوصل بين نقطتين في البداية والنهاية، بطريقة ذكية لإيجاد حل المتاهة والعثور على الطريق الصحيح، وهذا يُمكِّنه من اختبار الخيارات الموجودة للوصول إلى النتيجة الأفضل.
- لعبة الألغاز: وهي لعبة ممتعة لأفراد الأسرة كافة، فهي طريقة جيدة لإدراك المكان والتنسيق وحل المشكلات، وتحسين مهارة المعرفة ومهارة تقديم الاقتراحات، وهذا ما يؤكد أنَّ الألغاز هامة لتطوير الدماغ.
يوجد الكثير من أنواع الألغاز للاختيار منها: تجميع الأشكال، وألغاز مرسومة للأطفال في المراحل السنية الصغيرة، وألغاز المنطق والسودوكو للأطفال في المراحل السنية الأكبر.
في الختام:
إنَّ زيادة اهتمام الأهل بأطفالهم يعطيهم الكثير من الفرص للتميُّز والتطوُّر وتحسين قدراتهم ومهاراتهم وتطوير الذكاء لديهم، وقد تحدثنا عن العناية بالأطفال وبألعابهم وعن ألعاب الذكاء للأطفال وعن فوائدها بالنسبة إلى الأطفال، كما ذكرنا مجموعة متنوعة من الأمثلة التي يمارسها الأطفال في حياتهم اليومية، وذكرنا العديد من ألعاب الذكاء التي نستطيع تثبيتها على الهواتف المحمولة ليستطيع الطفل أن يلعب بها، فيحقق بذلك المتعة والفائدة.