أشهر أنواع الصداع وطرق العلاج

يُعَدُّ الصداع إحدى الشكاوى الطبية الأكثر شيوعاً وإيلاماً وإزعاجاً للإنسان، وله أنواع عدَّة وبعضها يحتاج إلى العلاج؛ لذا من الضروري أن نعرف أكثر حول هذه الأنواع وأسبابها وطرائق علاجها.



أولاً: ما هو الصداع؟

الصداع هو ألم يُصيب الرأس في مناطق مختلفة منه، فقد يظهر في مقدمة الرأس أو مؤخرته أو على جانبيه أو جانب واحد فقط، ولكنَّه يُعطِّل حياة الإنسان ويجعله غير قادر على إكمال مهماته وأعماله، وقد يحرمه النوم أو التفكير في أي شيء آخر.

وتوجد عوامل تزيد احتمال الإصابة بالصداع:

  1. إجهاد العينين والرقبة نتيجة عمل معيَّن.
  2. الإفراط في تناول الكحوليات والكافيين.
  3. التدخين.
  4. الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية.
  5. المعاناة من الضغوطات النفسية والقلق والتوتر.
  6. ارتجاج المخ.
  7. صرير الأسنان في الليل.
  8. نوبات الهلع.
  9. ارتفاع ضغط الدم.

ثانياً: ما هي أنواع الصداع؟

توجد أنواع عدَّة من الصداع، وهي:

1. الصداع الأولي:

وينقسم إلى أنواع عدَّة وهي:

  1. صداع التوتر: يُعَدُّ صداع التوتر الشكل الأكثر شيوعاً للصداع الأولي؛ إذ يبدأ بشدة خفيفة ويزداد ألمه تدريجياً، وقد يستمر من 30 دقيقة إلى بعض الساعات، وأحياناً يستمر لأيام عدَّة، ومن أسبابه: شد عضلات فروة الرأس والرقبة نتيجة أداء أعمال معيَّنة تتطلب بقاء الرأس في وضعية واحدة لمدة طويلة، والتعرُّض إلى الجهد والتوتر ومواقف سيئة وقلة النوم، أمَّا أعراضه فتتمثل بـ: ضغط حول الرأس ووراء العينين، وجع على جانبي الرأس، وامتداد للألم من الجبهة إلى الرقبة، وحساسية عالية تجاه الصوت والضوء.
  2. الصداع النصفي: الصداع النصفي أو ما يُعرَف بالشقيقة؛ هو أيضاً من الأنواع الشائعة للصداع الأولي، وتُصاب به النساء بمعدل ثلاث مرات أكثر من الرجال نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث لهنَّ، وتتراوح مدته من ساعات عدَّة إلى 3 أيام، وما تزال أسباب الشقيقة غير معروفة حتى الآن، ولكن يوجد احتمال أن تؤدي العوامل الوراثية دوراً في الإصابة به، وعادة ما تظهر الشقيقة في سن المراهقة وتزداد شدتها في الثلاثينيات، ومن ثم تقل شدتها في العقود اللاحقة، ولكن توجد بعض الأشياء التي تثير نوبات الشقيقة مثل: الإضاءة الساطعة، والضوضاء، والتغيرات الهرمونية، وبعض أنواع الأطعمة، وقلة النوم، والتوتر، والقلق، وتتمثل أعراضها بـ: ألم نابض في جانب واحد من جانبي الرأس، ويترافق هذا الأمر مع تشويش في الرؤية، وشعور بالدوار والغثيان، وصعوبة في الكلام، وضعف في العضلات، وخدر في الأطراف.
  3. الصداع العنقودي: وهو من أكثر أنواع الصداع إيلاماً، وفي الغالب، يعاني منه المصاب خلال الليل ويتكرر كل يوم خلال الوقت نفسه، وتستمر نوبة الصداع العنقودي بين 15 دقيقة إلى 3 ساعات، وهو صداع موسمي يظهر لمدة شهر، ومن ثم يختفي لمدة 9 أشهر أو لسنوات، ويظهر بعدها بشكل متكرر. تتمثل أعراضه بـ: ألم شديد في جانب من الرأس وخلف العين، وانتفاخ جفن العين واحمرارها ودموعها، وسيلان الأنف واحتقانه.
  4. صداع النوم: صداع النوم من أنواع الصداع الأولي النادرة، ويُعرَف أيضاً بـ "الصداع المنبه"؛ وذلك لأنَّه يُوقظ الشخص خلال الليل في أثناء نومه، ويأتي على شكل نوبات تتكرر كل ليلة في الوقت ذاته، كما أنَّ أسبابه غير معروفة إلى الآن، وتتمثل أعراضه بـ: شعور بالغثيان، وحساسية للضوء، وألم نابض يتراوح بين خفيف إلى متوسط في جانبي الرأس.

شاهد: عادات خاطئة يجب أن تبتعد عنها بعد تناول الطعام

2. الصداع الثانوي:

وهو الصداع الناتج عن عوامل مختلفة مثل: الكحول، وجلطات الدم، والسكتة الدماغية، وورم في الدماغ، وارتجاج في الدماغ، والجفاف، وصك الأسنان في الليل، والتسمم بأول أوكسيد الكربون، والإنفلونزا، ونوبات الهلع، وتوجد أنواع مختلفة للصداع الثانوي مثل:

  1. الصداع المرتد: سُمي بالصداع المرتد؛ لأنَّه ناتج عن الارتداد والإفراط في تناول الأدوية التي تُستعمَل لتخفيف الصداع، ويأتي الصداع المرتد مع آلام في الرقبة، وأرق، واحتقان أنف، وقلة نوم.
  2. صداع الجيوب الأنفية: يكون صداع الجيوب الأنفية من أعراض التهاب الجيوب الأنفية، وتتمثل أعراضه في ألم حول العينين والجبهة، بالإضافة إلى الحساسية من الضوء والضوضاء والإفرازات الصفراء أو الخضراء.
  3. صداع الرعد: سُمِّي صداع الرعد بهذا الاسم لأنَّه يأتي بصورة مفاجئة وحادة، ويصل إلى أقصى درجات الشدة في أجزاء من الدقيقة، ويستمر لأكثر من 5 دقائق، ويترافق صداع الرعد مع حالات: التهاب السحايا، ونزف الدم داخل الدماغ، والسكتة الدماغية، وتمدُّد الأوعية الدموية، والتجلُّط الوريدي الدماغي.
  4. الصداع المرتبط بالكافيين: هو الصداع الناتج عن استهلاك كميات كبرى من الكافيين تتجاوز الحد الطبيعي المسموح به من القهوة وهو 4 أكواب يومياً، وقد يكون الصداع المرتبط بالكافيين نتيجة انسحاب الكافيين من الجسم؛ وذلك بسبب الانقطاع المُفاجئ عن استهلاك الكافيين والتوقُّف عن شرب القهوة لمدة تزيد عن الأسبوعين، وتتمثل أعراضه بـ: الغثيان، والتعب، وفقدان التركيز، والعصبية، وتقلبات المزاج، وتزول عموماً هذه الأعراض بعد معاودة تناول القهوة بساعة، أو بعد مرور 7 أيام من التوقف عن تناول الكافيين وانسحابه الكامل من الجسم.
  5. صداع الأيس كريم: ينتج صداع الأيس كريم عند تناول أو استنشاق شيء بارد، ويأتي على شكل ألم حاد في الجبين ويستمر بين 20 إلى 60 ثانية، ونادراً ما يستمر إلى أكثر من 5 دقائق.
  6. صداع الضغط الخارجي: صداع الضغط الخارجي أو ما يُعرَف بـ "صداع نظارة السباحة" أو "صداع خوذة كرة القدم" وأسماء أخرى ترتبط بالأداة التي تُحرِّض هذا الصداع، والذي يتمثل بالشعور بنوع من الضغط على أجزاء الرأس؛ لذا يكون عمال البناء والرياضيون وأفراد الجيش مُعرَّضين عرضة أكبر إلى الإصابة بصداع الضغط الخارجي.
  7. صداع العمود الفقري: ينتج صداع العمود الفقري عن تسرب بطيء للسائل الدماغي الشوكي، ويحدث هذا الصداع بصورة شائعة بعد "حقنة فوق الجافية" التي تُؤخذ في حالات الولادة والتخدير النخاعي.
  8. صداع عنقي المنشأ: سُمِّي الصداع عُنقي المنشأ بهذه التسمية لأنَّه ناتج عن مشكلات الرقبة، ومن أمثلته الصداع الناتج عن الإصابة بتنكس الأقراص الفقرية في الفقرات العنقية.
  9. صداع ما بعد الصدمة: يحدث صداع ما بعد الصدمة نتيجة التعرُّض إلى حادث اصطدام معيَّن؛ كالاصطدام بسيارة في أثناء عبور الطريق، أو حوادث الاصطدام التي تحدث عند التزلُّج على الجليد، وقد يترافق صداع ما بعد الصدمة مع دوخة ودُوار وتهيُّج ومشكلات في الذاكرة، وعادةً يبدأ الصداع بعد يوم أو يومين من التعرُّض إلى الصدمة، وقد يستمر لأشهر عدَّة.
  10. صداع الجفاف: يحدث صداع الجفاف بسبب فقدان الجسم للماء بكميات كبرى عبر التعرُّق أو التبول، ويتركز ألم صداع الجفاف في مقدمة أو مؤخرة الرأس أو في الجانبين أو في جميع أجزاء الرأس، وتكثر الإصابة بصداع الجفاف عند الأشخاص المسنين المصابين بأمراض مزمنة كداء السكري، وأمراض الكلى، وحديثي الولادة، وممارسي ألعاب القوى والرياضات القاسية.
  11. الصداع المرتبط بمرض معيَّن: كالصداع الناتج عن التهاب السحايا.
  12. صداع تورُّم الدماغ: صداع تورُّم الدماغ هو صداع تمدد الأوعية الدموية.
إقرأ أيضاً: عقار فيروجلوبين (Feroglobin): الفوائد، والأضرار، والأعراض الجانبية

ثالثاً: علاج الصداع بالأدوية

يُشخِّص الطبيب نوع الصداع بناءً على نوع ومكان الألم وعدد ونمط النوبات وتوقيتها، وفي الحالات المعقدة يُجري الطبيب الاختبارات كتحاليل الدم أو الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ويُوصِف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف أعراض الصداع والعلاج منه، مثل:

  1. مسكنات الألم: تساعد مسكنات الألم كـ "الباراسيتامول" و"الإيبوبروفين" على تخفيف ألم الصداع، وتُصرَف هذه الأدوية دون وجود وصفة طبية.
  2. التريبتانات: تعمل التريبتانات على عكس التغيرات في الدماغ، التي قد تكون هي السبب في حدوث الصداع.
  3. مضادات التقيُّؤ: كثيراً ما يترافق الصداع بالشعور بالغثيان؛ لذا تُوصَف مضادات التقيؤ لتخفيف الشعور بالغثيان.

شاهد أيضاً: 6 وسائل للتغلب على الإرهاق الذهني

رابعاً: طرائق طبيعية لتخفيف الصداع

قد يكون الصداع مؤشراً على فقدان الجسم للراحة أو الطعام أو الماء أو عناصر غذائية معيَّنة، وتوجد مجموعة من الأطعمة المفيدة في تخفيف الصداع، ومنها:

  1. الفواكه: يُعَدُّ الموز من أفضل أنواع الفواكه لعلاج الصداع؛ وذلك لأنَّه يحتوي على نسبة عالية من الماء، كما أنَّه غني بالبوتاسيوم والمغنيزيوم.
  2. الحبوب: تساعد الحبوب والكربوهيدرات الجيدة "بطيئة الهضم" على تنظيم مستويات السكر في الدم الذي هو من أكثر أسباب الصداع شيوعاً.
  3. الخضروات الورقية: تُعَدُّ الخضروات الورقية - كالسبانخ مثلاً - من الأغذية المفيدة في علاج وتخفيف أعراض الصداع؛ وذلك لغناها بالمغنيسيوم.
  4. البطاطا المخبوزة: البطاطا المخبوزة غنية بالبوتاسيوم؛ لذا فهي من الأطعمة المفيدة في تهدئة الصداع.
  5. الأسماك الدهنية: يساعد تناول الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة - مرة واحدة على الأقل خلال الأسبوع - على تخفيف الصداع وخاصة الصداع النصفي؛ وذلك بسبب وجود أحماض أوميغا 3 الدهنية.
  6. المكسرات والبذور: يفيد اللوز، والسمسم، والكاجو، والفاصولياء في تخفيف الصداع؛ وذلك لغناها جميعاً بالفيتامينات التي تساعد على استرخاء الأوعية الدموية.
  7. بذور الكتان: تُعَدُّ بذور الكتان من العلاجات الشائعة للصداع، فهي فعالة جداً في تخفيف أعراض الصداع؛ وذلك لغناها بالأوميغا 3.
  8. البروكلي: يُعَدُّ البروكلي من الأطعمة المفيدة في تخفيف وعلاج الصداع؛ وذلك لأنَّه غني بالبوتاسيوم.
  9. الثوم والبصل: للبصل والثوم تأثير كبير في تمييع الدم؛ وهذا يساعد على تخفيف آلام الصداع الذي قد يكون تخثر الدم أحد أسبابه.
  10. القهوة: أثبتت التجارب أنَّ تناول الكافيين بكميات محددة يُخفِّف من آلام الصداع؛ وذلك لأنَّ الكافيين يُضيِّق الأوعية الدموية وهو التأثير المضاد لحالة توسع الأوعية الدموية المرافقة للصداع.
  11. القرنفل: أثبتت العديد من الدراسات فوائد القرنفل في تخفيف الصداع؛ وذلك من خلال تناول زهرته المسحوقة مع السكر، أو من خلال شم رائحة القرنفل.
إقرأ أيضاً: 10 نصائح للتعامل مع الصداع النصفي

خامساً: نصائح لتجنُّب الصداع

  1. النوم لعدد ساعات كافٍ للراحة والاسترخاء.
  2. الابتعاد عن القلق والتوتر والتفكير السلبي.
  3. تجنُّب الجوع وتناول وجبات خفيفة خلال اليوم.
  4. علاج حالة الشخير.
  5. عدم التعرُّض إلى الإضاءة القوية.
  6. الجلوس في غرفة هادئة ومُظلمة عند الشعور بالصداع.
  7. يفيد تدليك الرقبة وفروة الرأس بالزيوت في تخفيف الصداع.
  8. يمكن وضع أكياس الثلج حول الرأس والرقبة؛ وهذا يساعد على زيادة تدفق الدم.
  9. يُنصَح بشرب كميات كافية من الماء تصل إلى 3 ليتر يومياً.
  10. الحمام الدافِئ من الأمور المفيدة في حالات الصداع.

سادساً: اتِّباع نمط حياة صحي هو الحل

نصيحتنا الأخيرة لتجنُّب الأمراض والصداع هي اتِّباع نمط حياة صحي؛ ويشمل الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات، وشرب الماء بكثرة، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وتجنُّب السلبية والقلق والتوتر، والتحلِّي بالهدوء والاسترخاء قدر الإمكان.

المصادر: 1،2،3،4




مقالات مرتبطة