أسرار التدريس المبدع

كلّ منّا لديه (خريطة) أو نموذج لهذا العالم أو افتراضات مقتنع بها، ولديه مسارات نجاح خاصة به يعرفها هو ومن خلال خريطته فقط كنبرة الصوت - سرعة الصوت - نظرات العيون - حركات الجسد - علو الصوت وانخفاضه - الحركة في قاعة التدريب - إشارات اليد ...الخ. وتتغيّر من خلال الخريطة الخاصة به على مستوى العقل الباطن في معظم الأحيان.



أولاً: افتراضات نافعة للمدربين والمعلمين

علم هندسة النجاح وضع افتراضات نافعة للمدربين والمعلمين تساعدهم كثيراً في تعديل مسار النجاح الخاص بهم وعلى مستوى التدريب أو الحياة.

1. معنى اتصالك ما تحصل عليه: أي ما أدركه جمهورك أو طلابك من معلومات أرسلتها إليهم وليس ما قلت أو علمته خلال الفترة  المحددة للتدريب.

2. الناس يستجيبون لخرائط واقعهم وليس الواقع: فأن تدخل في خريطة الإنسان أو النموذج الخاص به عن هذا العالم هو أغلى مفتاح للتأثير والتوجيه.

إقرأ أيضاً: ماهي الخرائط الذهنيّة وكيف نستخدمها لتسريع الحفظ وعلاج النسيان؟

3. الناس يعملون بإتقان لا أحد مخطئ أو غير سليم.

4. الناس تختار أفضل اختيار متاح لها في ذلك الوقت.

5. اتصالك متعدّد وزائد: أنت دائماً في حالة اتصال واتصالك عن طريق اللاشعور يصل إلى أكثر من 90%.

6. الاختيار أفضل من عدم الاختيار: تعدّد الاختيارات يعني أنّنا نعطي فرصة أكبر لإقناع وتعليم الآخرين، فعليك أن تعدّد الاختيارات وتدع الآخرين يختارون ما يناسبهم.

7. كل شخص يستطيع أن يعمل أي شيء: إذا كان الممكن لشخص ما أن يعمله فإنّ الآخرين يستطيعون أن يتعلموا كيف يعملونه.

8. لا وجود للفشل بل خبرات وتجارب ومعلومات راجحة: إنّ نسبة الانحراف في الصاروخ المنطلق نحو القمر تبلغ 98% عن مساره الصحيح إلّا أنّ المعلومات المراقبة هي التي ترجع الصاروخ إلى مساره الصحيح.

9. لكل سلوك نية ايجابية.

10. أكثرنا مرونة أكثرنا تأثيراً ونجاحاً: فإنّ قدرتك على الاتصال مع عدة خيارات بنجاح يؤدي إلى نجاحك.

11. ما تقلّده سوف تحصل عليه: فإنّنا كمدربين نقلّد نماذج متعدّدة في طريقة تدريسهم فنحن نعلم أنّ السلوك هو العنصر الفعال في التأثير.

12. نحن جميعاً نتعلّم مع بعض: نحن بدأنا في التعلّم ولدينا خبرات ممتازة من الماضي ونواصل هذا التعلّم الآن وفي المستقبل من بعضنا البعض.

13. كل خريطة هي نافعة وتقودنا نحو النجاح في رحلتنا جميعاً: كل عضو في المجموعة مدرس، ونحن جميعاً طلاب بقدر انفتاحي لتجارب الآخرين والاستفادة من خبراتهم بقدر ما أزيد في نجاح خريطتي الخاصة.

14. الأمان أساس التعلّم السريع الأول: الناس تتعلّم بشكل أفضل إذا وجدت بيئة تعطيها الاحترام والحب والمودة، إنّ القسوة وعدم التقدير والسخرية والمقارنة السلبية تعطّل عملية التعلم.

15: المجموعة تساندك باستمرار: نحن في موقع الدورة أو الدرس نضحك مع بعض لا على بعض، حينما نضحك مع بعض فنحن نساند ونشجّع بعضنا البعض، حينما نضحك على بعض ونسخر من بعضنا البعض يتعطّل التعليم والتدريب لا تتحقّق أهدافه، فالمدرب الناجح هو من يشجّع الضحك مع بعض لا على بعض.

16. ننقد بعضنا البعض بنجاح: أفضل ما نستفيده في الدورات أن يرشد بعضنا بعض بأخطائنا كل متعلّم في أول تعلّمه يخطئ، فالخطأ وعدم إدراك الخطوة الناجحة في التعلّم أول درجة من درجات النجاح للتمكّن والتعلّم الصحيح.

إقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع النّقد، قبول الملاحظات بصدر رحب

ثانياً: إشارات لمعرفة الطالب البصري والسمعي والحسي

1. الطالب البصري:

  • يلبس ملابس خفيفة.
  • يتابع المدرس إذا تحرك من مكانه.
  • يهتم بمظهره الخارجي.
  • يحب الصور.
  • يحب أن تشرح الموضوع بشكل عام قبل أن تدخل في التفاصيل.
  • يلاحظ تفاصيل الشيء أمامه ويعرف أين الخلل.
  • المساحة التي يجلس عليها في حياته تشكّل اهتمامه الخاص.
  • يلاحظ الأخطاء الإملائية المكتوبة.
  • يهتم بالملصقات الحائطية.
  • يحب الترتيب والتنظيم.
  • يحب أن يكون مكتبه نظيفاً.

2. الطالب الحسي:

  • يتحرّك كثيراً.
  • لا يحب الجلوس على الكرسي.
  • صامت معظم الأحيان.
  • يحب الأعمال اليدوية.
  • يتحدّث بنبرة هادئة.
  • يتأثّر بأي إشارة من المدرس أو من زملائه.
  • يلمس الآخرين للفت انتباههم.
  • يقترب كثيراً ممّن يتحدث معه.
  • يتعلّم من خلال التجربة بيده.

3. الطالب السمعي:

  • يتحدّث مع الآخرين كثيراً.
  • صوته يعلو قليلاً أثناء القراءة.
  • أسئلته كثيرة في الدرس.
  • يتحدّث مع ذاته ويقول للمدرس أنا لم أفهم الدرس.
  • لديه قدرة على حفظ الأسماء بسرعة.
  • يقلّد الآخرين وخاصة عند الإستهزاء بهم.
  • لديه القدرة على تقدير من يحترمه.
  • يتذكّر الأغاني، الأناشيد، الألحان بسهولة.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح تساعد المعلّم على غرس حب التعليم في الطلاب

ثالثاً: أفكار لكسب الجمهور وإحداث الألفة والمحبة

1. ابدأ بقصة عن نفسك (موقف محرج - حالة فشل ثم نجحت فيها).

2. تعرّف على جمهورك إن كان سمعي أو بصري أو حسي من خلال معرفتك الشخصية بهم.

3. خاطب جمهورك بشكل عام بشكل بصري / سمعي / حسي.

4. اقترب من جمهورك واكسر الحواجز الجغرافية لا تجلس خلف الطاولة بل اجلس بجوار الطاولة أو على الطاولة.

5. كن طبيعياً ولا تتصنّع، وقل لهم هذه طبيعتي (شفوياً وحركياً).

6. ابتعد عن افتتاحية الدورة بكلمات سلبية أو معارضة أو تكون في حالة غضب إذ أنّ هذه العناصر تكسر الألفة وتجعل الجمهور بعيداً عنك.

7. ارجع الجمهور إلى حالة نفسية محبّبة إليه، أيام الطفولة مثلاً واسألهم ما هو أطرف موقف مر في طفولتهم.

8. اشرح باستخدام العرائس والألعاب.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لاستخدام الألعاب التعليمية في التدريب

رابعاً: الأخطاء المعتادة في إلقاء المحاضرات

1. الحضور متأخراً.

2. ضعف الظهور الأول.

3. عدم وضع أهداف للمحاضرة.

4. المحاضرة مملّة وطويلة.

5. المحاضر جالس في مكان واحد.

6. لا توجد تعابير على وجه المحاضر.

7. لا توجد علاقات إنسانية واضحة بين المحاضر والجمهور (ابتسامة، ترحيب، مشاركة).

8. لا توجد مشاركات من الجمهور (المحاضر هو المتحدّث الوحيد).

9. لا توجد وسائل إيضاح.

10. ضعف التواصل البصري بين المحاضر والجمهور.

11. تحضير ضعيف.

12. ختام ضعيف.

13. المحاضر يتحدّث عن بطولاته.

إقرأ أيضاً: 6 أخطاء جسيمة قد يقع فيها المتحدثون أمام الجمهور

خامساً: نصائح لإلقاء محاضرة جيدة

1. لأول دقيقتين تذكّر ما هو الشيء  الذي ستقوله في بداية المحاضرة.

2. أحضَر مبكراً إلى قاعة المحاضرة (قبل الجمهور بربع ساعة).

3. ضع لك مخططاً للمحاضرة بصورة مختصرة.

4. تدرّب قبل المحاضرة.

5. استحضر من 5-3 كلمات أنت معتاد عليها وتكون هي مفتاح لبعض العبارات، واجعل هذه الكلمات مفتاح شخصيتك للجمهور.

6. تعرّف على المشاركين قبل البداية، تحدّث معهم.

7. خذ نفساً عميقاً.

8. لا تنساق وراء أوهامك، مثل: أنا ضعيف، لم أعدّ لهذه المادة بقوة، الناس لا يتقبلوني، كل هذه أوهام فأنت من الممكن أن ترجف مثل أوراق الشجر من الداخل بينما أنت صخرة من الخارج.

إقرأ أيضاً: خفة الظل أثناء الخطابة والإلقاء: محاذير وتنبيهات

سادساً: تنشيط المشاركين في المحاضرة

المخ يذهب إلى حالة الكسل والشرود بعد فترة زمنية من بداية المحاضرة تقاس بعدد سنوات عمر الإنسان مضافاً إليها العدد (3) ذلك حتى سن الثامنة عشر فعلى سبيل المثال طفل عمره (8) سنوات يبدأ المخ بالشرود بعد (8+3=11) دقيقة، أمّا الكبار تبدأ حالة الشرود بعد (20) دقيقة.

والمدرب الناجح يحتاج إلى تغيير حالة الشرود أو إذا أحسّ أنّ الجمهور يحتاج إلى إعادة الحيوية والنشاط وخاصة في بداية الدورة أو نهايتها أو في المنتصف بحسب الحاجة .

بعض الألعاب التعليمية التي تساعد على التنشيط:

1. اللعب بكرة صغيرة: حيث يتواجد من خمسة إلى سبعة طلاب في دائرة ثم تنتقل هذه الكرة من واحد إلى آخر على شرط أن الطالب الذي بملك الكرة يمكن أن: يسأل، يجاوب على السؤال، يقول كلمة ترحيبية، يقول نكتة، يتحدّث عن فائدة ما، يتحدّث عن خبر سعيد.

2. الوقوف وعمل تدليك لمنطقة الرقبة للزميل المجاور.

3. التحيّة المبدعة: حيث كل طالب يسلّم على زملائه بخمسة طرق جديدة.

4. لعبة سليمان: حيث يكون المدرب أمام الطلاب وعلى الطالب متابعة تعليمات المدرب الشفوية وعلى المدرب أن يلخبط الطلبة في أوامره الشفوية والجسدية، سليمان يقول ضع يدك اليمنى على أنفك ، والمدرب يضعها على رأسه، وهكذا.

5. غيّر أماكن جلوس الطلبة مع اخذ المذكرات والأقلام الخاصة.

6. إعادة ترتيب المكان.

7. تمرين دوائر النجاح: 

  • حدّد دائرة وهمية على الأرض.
  • تذكر خبر سعيد (رحلة، جائزة).
  • انظر وشاهد هذه الخبرة داخل هذه الدائرة.
  • تحرّك قليلاً من مكانك وادخل هذه الدائرة.
  • استرجع الخبرة السعيدة، فأنت في حالة إتحاد مع هذه الخبرة: اسمع ما كنت تسمعه، شاهد ما كنت تشاهده، أشعر بما كنت تشعر به.
  • خذ نفساً عميقاً ولربما تحب أن تغمض عينيك.
  • كثّف الخبرة السابقة.
  • عندما تكون في قمة السعادة والراحة النفسية اعمل منبه جسدي بيدك بكلمة تعطيك الثقة.
  • أخرج من الدائرة.
  • جدّد دائرة ثانية وكرّر التجربة السابقة مع تغيير الخبرات 3-4 مرات.
  • كرّر هذا التمرين يومياً لمدة 3 مرات.
  • اختبر يومياً الحركة المنبه والكلمة المنبه.
  • استخدم تمرين دوائر النجاح حينما تشعر بالقلق أو حينما تكون في حالة متوترة.

 

المصدر: د.نجيب الرفاعي




مقالات مرتبطة