أسباب التعرّق الزائد وأهم الحلول للتخلص منه

تعتبر مشكلة التعرّق الزائد من المشاكل الصحيّة التي يُعاني منها العديد من الأشخاص، فالبعض يشتكي من التعرّق الليلي خلال النوم، أو تعرّق الوجه الزائد خلال النهار، وغيرها من الحالات التي سنتحدث عنها وعن أهم طرق علاجها من خلال السطور التاليّة.



أولًا: تعريف التعرّق وأهميته للجسم

التعرّق هو عمليّة التخلّص من الإفرازات الجسميّة المُكوّنة من الماء وبعض الأملاح والمركبات الكيميائيّة، هذهِ المواد التي تندمج مع بعضها البعض لتشكّل ما يُسمى بالعرَق.

والعرق هو عبارة عن سائل منخفض التوتر شُكّل من بلازما الدّم، وهو مادة حمضيّة درجة حموضتها تتراوح بين 4 و6، ويتألف بشكلٍ أساسي من 99% من الماء، وبعض الأملاح المعدنيّة، مثل كلوريد الصوديوم، البوتاسيوم، والبيكربونات، بالإضافة لبعض المركبات غير العضوية مثل حمض اللاكتيك، اليوريا، الأمونيا، وبعض الفيتامينات كفيتامين C.

أمّا بالنسبة لأهميّة العرق فهي:

  1. تنظيم درجة حرارة الجسم: يُساعد العرق على تنظيم درجة حرارة الجسم، وجعلها ضمن المعدّل الطّبيعي الذي لا يتجاوز 37 درجة، وذلك لكي يقي الإنسان من مشكلة ارتفاع الحرارة التي تتسبّبُ بالعديد من المشاكل الصحية للإنسان.
  2. الوقاية من الحبوب والبثور: يعمل العرق على تنظيف المسام المنتشرة في جسم الإنسان، وذلك عن طريق التخلص من كل الغبار والأتربة التي تتجمع على سطح الجلد والتي تمنع المسام من التنفّس بشكلٍ سليم، مما يتسبب بظهور الحبوب والبثور.
  3. تنشيط الدورة الدموية: إنّ العرق يُساعد على تنشيط الدورة الدموية في جسم الإنسان، وذلك لأنّ الغدد العرقيّة عندما تتحرك لإنتاج العرق فإنّها تنشط الأوعية الدمويّة والشعيرات المتواجدة بقربها، مما يُساعد على تسريع تدفق الدّم إلى كافة أنحاء الجسم.
  4. تخليص الجسم من السموم: يتخلّص الجسم من كل أنواع السموم والمواد الضّارة عن طريق التعرّق، كالألومنيوم، المغنيزيوم، الزئبق، والرصاص، هذهِ المواد التي تُسبّب التسمّم للإنسان في حال بقيت فيهِ.
  5. تهدئة الأعصاب: إنّ العرق يُساعد على إفراز هرمون الإندورفين الذي يمنح الإنسان شعورًا بالاسترخاء والراحة، ويقضي على كل أشكال الاكتئاب والتوتر والأمراض النفسيّة.
  6. التخلّص من الوزن الزائد: تُساعد عملية التعرّق على حرق كميات كبيرة من الدهون الزائدة المنتشرة في جسم الإنسان، وبالتالي فهو يُساعد في الحصول على جسم مثالي وجميل.

ويجدر بالذكر بأنّ هذهِ الفوائد يحصل عليها الإنسان في حال كان التعرّق بمعدلٍ طبيعي، وغير مبالغ فيهِ، إذ أن التعرّق المفرط وخلال ساعات النوم بالتحديد قد يكون مؤشرًا على الإصابة بأحد الأمراض أو الحالات الصحيّة الخطيرة.

ثانيًا: تعريف الغدد العرَقيّة

يحتوي جسم الإنسان على نوعين من الغدد التي تقوم كل واحدة منها ببعض الوظائف المُهمّة لجسم الإنسان، وهي الغدد الفارزة التي تُغطي العديد من مناطق الجسم وتقوم بإفراز بعض المواد السائلة وذلك عند ارتفاع درجات الحرارة، والغدد العرقيّة التي توجد بالتحديد في المناطق التي تحتوي على بُصيلات الشعر مثل الإبطين، المنطقة الإربيّة عند الفخذ.


اقرأ أيضاً:
7 علامات تدل على اضطراب الهرمونات في جسمك


ثالثًا: أسباب فرط التعرّق

هناك ثلاثة أنواع أساسيّة من فرط التعرّق الذي يتعرّض له الإنسان، وهذهِ الأنواع هي:

1- فرط التعرّق الأولي: وفي هذهِ الحالة يكون السبب وراء التعرّق غير معروف بشكلٍ دقيق، وذلك لأنّ العرق فيه يكون موضعيًا، ومتمركزاً في منطقة واحدة فقط، وعادةً ما ينتج عن تعرّض الإنسان لأي نوع من الاستثارات العصبيّة أو المواقف والحالات الإنفعاليّة.

2- فرط التعرّق المتوسط: وهذا النوع من التعرّق عادةً ما يكون وراثيًا، وذلك بسبب وجود جين مُعيّن مُتوارث يُسبّب التعرّق الزائد، وهذهِ الحالة بالتحديد كثيرًا ما نراها منتشرة بين الأقارب في العائلة الواحدة.

3- فرط التعرّق الثانوي: وهو التعرّق الناتج عن وجود خلل معين في الجسم، ولهُ العديد من الأسباب مثل:

  1. ظروف الحمل والولادة: تتعرّض الحامل لبعض الاضطرابات الهرمونيّة التي تؤثر على عمل جهاز الغدد الصمّاء في جسم المرأة، وهذا ما يؤدي لاضطراب وظيفة منظّم حرارة الدماغ، والإصابة بمشكلة التعرّق الزائد.
  2. هبوط السكر في الدّم: يُعتبر التعرّق الزائد أحد أهم أعراض تعرّض الإنسان لمشكلة هبوط السكر في الدّم، وهذا التعرق عادةً ما يترافق مع الشعور ببرودة في منطقة العنق.
  3. اضطراب وظائف الغدّة الدرقيّة: عندما يتعرض الإنسان لأي مشكلة في عمل وإفراز الغدة الدرقيّة فإنّه سيُصاب حتمًا بمشكلة فرط التعرّق، وبشكلٍ خاص خلال الليل، وخلال ممارسة أي نوع من الإجهاد البدني.
  4. التعرّض لضربة الشمس: إنّ تعرّض الإنسان لأشعة الشمس القوية لساعاتٍ طويلة ومتواصلة في اليوم يؤثر سلبًا على صحّته ويتسبّب في زيادة إفراز الجسم لكمياتٍ كبيرة من العرق. اقرأ أيضاً: 6 أمراض تسبّبها أشعة الشمس في الصيف
  5. الإصابة بضعف الأعصاب: إنّ ضعف الجهاز العصبي في جسم الإنسان وخلل عملهِ يؤثر بشكلٍ سلبي على صحة الجسم وعمل الغدد المنتشرة فيهِ، كإصابة الإنسان بمرض باركنسون أو ما يُسمى بالشلل الرعاشي.
  6. سن اليأس: إنّ وصول المرأة لمرحلة سن اليأس، أو ما يسمى فترة انقطاع الدورة الشهريّة يؤثر سلبًا على صحة جسم المرأة ويُعرّضها لمشكلة اضطراب الهرمونات، وبالتالي التعرّق المفرط الذي يأتي بين كل فترةٍ وأخرى خلال اليوم.
  7. تناول الأدوية الطبيّة: هناك بعض الأنواع من الأدوية الطبيّة التي يتناولها الإنسان لفتراتٍ طويلة تؤثر بشكلٍ سيئ على درجة حرارة جسم الإنسان، وتعرّضه لمشكلة التعرّق المفرط، وبالتحديد الأدوية التي تتخذ لعلاج مرض السرطان، وأدوية البروستات. اقرأ أيضاً: الأدوية الطبية وتأثيراتها السلبية على صحة الإنسان
  8. السمنة الزائدة: إنّ السمنة الزائدة تؤثر على صحة الإنسان، وقدرة الغدد المنتشرة في الجسم بالعمل بطريقةٍ صحيّة بسبب تراكم الدهون الزائدة، لهذا فإنّه وبمجرد التخلّص من الوزن الزائد تنتهي هذهِ المشكلة.
  9. الإصابة ببعض الأمراض: إنّ إصابة الإنسان ببعض الأمراض الخطيرة يُعرّضه لمشكلة التعرّق الزائد، وبالتحديد مرض الإيدز، السل، بالإضافة لبعض الأمراض المُعدية التي تتسبّب في ضعف الجهاز المناعي.       

رابعًا: أكثر المناطق التي تتعرّض لمشكلة التعرّق المفرط

  1. منطقة الإبطين.
  2. راحة الكفين، أو ما يُسمى باطن اليدين.
  3. أخمص القدمين، أو ما يُسمى باطن القدمين.
  4. الوجه، وبالتحديد منطقة الجبهة.
  5. منطقة خلف الأذنين والرقبة.
  6. منطقة باطن الفخذين، والظهر.


اقرأ أيضاً:
أهم المعلومات عن رائحة العرق الكريهة


خامسًا: أسباب الإصابة بالتعرّق الليلي خلال النوم، وطرق العلاج

  1. الإصابة ببعض الأمراض القلبيّة، وبشكلٍ خاص التهاب صمامات القلب الداخليّة، أو الشغاف.
  2. الإصابة بالتهابات العظم ونُقي العظام.
  3. الإصابة ببعض الإلتهابات في الجسم، وبالتحديد الإلتهابات القيحيّة كالتهاب اللوزتين، التهاب البلعوم، والتهاب الجهاز التنفسي.
  4. الإصابة بمرض سرطان الدّم.
  5. التعرّض لمشكلة الاضطرابات الهرمونيّة.
  6. الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي الناتج عن تضيّق جدران الحلق.
  7. الإصابة ببعض المشاكل المعوية، وبالتحديد الارتجاع المعدي المريئي.

وتعالج مشكلة التعرّق خلال النوم عن طريق التقيُّد بالنصائح التاليّة:

  1. العناية بالغرفة المخصصة للنوم، كأن تكون ذات برودة معتدلة، أو استخدام المروحة الهوائيّة والمكيف الكهربئي، أو فتح النوافذ أثناء النوم لتجديد الهواء وللسماح للهواء الطبيعي بالدخول إلى الغرفة.
  2. النوم بملابس قطنيّة خفيفة وفضفاضة، وتجنّب الملابس المصنوعة من الخيوط الصناعيّة، والملابس الضيقة.
  3. استخدام الشراشف أو الأغطية القطنيّة الخفيفة والرقيقة.
  4. وضع مزيل عرق طبي في الأماكن التي تتعرّض لمشكلة التعرّق، كمنطقة تحت الإبطين، اليدين، الأقدام، وأعلى الفخذين.
  5. التوقف عن شرب الكحول، والمواد التي تحتوي على المُنبهات، وبشكلٍ خاص الشاي والقهوة، وبالتحديد قبل النوم.
  6. عدم تناول العشاء في وقتٍ متأخر، وعدم تناول وجبات دسمة على العشاء، والاكتفاء بطبق صغير وتناوله قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
  7. الحرص على ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء يوميًا قبل النوم بنصف ساعة.
  8. شرب كميات كبيرة من المياه خلال اليوم، بالإضافة لشرب السوائل الطبيعيّة الخالية من السكر، كعصير التفاح، عصير البرتقال، عصير العنب، والفراولة.
  9. المواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، وذلك لأنها تساعدُ في القضاء على مشكلة التعرّق الزائد خلال النوم.
  10. الحفاظ على الغذاء الصحي، وتجنّب الإصابة بالسمنة المفرطة، والابتعاد عن تناول أي نوع من التوابل.

سادسًا: نصائح عامة للتخلّص من مشكلة التعرق بشكلٍ نهائي

  1. التقليل من شرب الكافيين خلال اليوم، والاكتفاء بكوب واحد فقط من الشاي أو القهوة.
  2. التوقف عن التدخين الضّار بأنواعهِ المختلفة، وذلك لأنّ التدخين يُساهمُ في زيادة عمليّة التعرّق.
  3. ارتداء ملابس قطنيّة خفيفة وفضفاضة.
  4. الاستحمام بالماء الدافئ يوميًا في الصباح وقبل النوم.
  5. تجنّب استخدام الماء البارد لأنّه يُحرّض على زيادة عمليّة التعرّق.
  6. زيارة الطبيب المختص، لعلاج أي مشكلة تساهم في زيادة عمليّة التعرّق.
  7. استخدام العلاج الحديث الذي يعتمد على حقن البوتوكس، حيث تساعد هذه العمليّة على تعديل مستوى التعرّق للحد الطبيعي.
  8. تناول بعض الأنواع من الأدويّة الطبية التي تخفف عمليّة إنتاج الجسم للعرق، وذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
  9. استخدام مزيلات العرق، والبودرة الطبيّة التي يصفها الطبيب المختص.


اقرأ أيضاً:
تخلّص من التعرّق الليلي بسبعة علاجات طبيعية


سابعًا: نصائح فعّالة لعلاج مشكلة رائحة العرق بشكلٍ نهائي

  1. المحافظة على موضوع النظافة الشخصيّة، كالاستحمام بشكلٍ يومي، واستخدام نوع خاص من الصابون المخصص لقتل البكتيريا المسببة للروائح الكريهة والتعرّق.
  2. تجفيف الجسم بشكلٍ جيد بعد الاستحمام، وعدم تركه معرضًا للرطوبة التي تسمح بتراكم البكتيريا المُسببة للتعرق والروائح الكريهة.
  3. الحفاظ على نظافة الملابس، وغسلها جيدًا، ونشرها تحت أشعة الشمس، للتخلّص من مشكلة الرطوبة.
  4. تجنّب كل أنواع الأطعمة التي تسبب رائحة العرق الكريهة، كالتوابل بأنواعها المختلفة وبالتحديد التوابل الحارة، وبعض الأنواع من الأطعمة الأخرى كالبصل والثوم، وكل المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  5. إزالة الشعر من كل مناطق الجسم بشكلٍ دائم، بالإضافة لتنظيف الشعر من المناطق الحساسة ومنطقة تحت الإبطين، وذلك لتجنّب نمو البكتيريا المسببة للروائح الكريهة.


اقرأ أيضاً:
5 نصائح تُساعد في منع ظهور بقع العرق على الملابس


ثامنًا: وصفات طبيعيّة للتخلّص من مشكلة فرط التعرّق

1- وصفة خلّ التفاح:

وتستخدم هذه الوصفة عن طريق غمس قطعة من القطن بخل التفاح الطبيعي، ومسح منطقة تحت الإبطين بالخل، وتكرر الوصفة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.

2- وصفة الخيار:

يحتوي الخيار على كميّة وفيرة من المغنيسيوم الذي يُساعد في علاج مشكلة فرط التعرق، وتستخدم الوصفة عن طريق أخذ لب التفاح وفرك منطقة التعرق جيدًا لعدة دقائق، وتكرر الوصفة في الصباح والمساء.

3- وصفة البطاطا:

تحتوي البطاطا على كميّةٍ وفيرة من العناصر التي تساعد على تجفيف المناطق الرطبة، ووقايتها من التعرّض لمشكلة التعرّق الزائد، وتستخدم الوصفة عن طريق تقشير البطاطا وتقطيعها إلى نصفين، وفرك المنطقة التي تتعرّض للتعرّق لعدة دقائق، وتكرر الوصفة ثلاث مرّات في اليوم.

وفي النهاية نتمنى عزيزي أن تستفيد من كل النصائح التي قدّمناها لك، لتتخلّص من مشكلة فرط التعرق، ولتنعم بحياةٍ صحيّةٍ ومريحة.

 

المصادر:

  1. هل تعاني من التعرّق الشديد؟ إليك الأسباب!
  2. ما هو سبب التعرق أثناء النوم
  3. ويكيبيديا  
  4. وصفات طبيعية لمنع فرط التعرق



مقالات مرتبطة