8 فوائد تدفعك لإكمال تعليمك الجامعي

يُعَدُّ الحصول على شهادة جامعية خطوة هامة في الحياة، كما أنَّها تمثِّل حلماً بالنسبة إلى الشباب. تبدأ مسيرة الحياة بالنسبة إلى الكثيرين بارتيادِ الجامعة، فهي الخطوة التي تمهِّد الطريق للحصول على وظيفة، ومن ثم تحقيق باقي الرغبات التي ربما يكون تحقيقها صعباً، لكن يبقى التعليم الجامعي بشكل عام هو الخطوة الأولى.



تنبع أهمية الحصول على شهادة جامعية عملياً من أنَّها تفتح الأبواب على الكثير من الفرص في الحياة، فالتعليم الجامعي هو ما يؤهِّلك فكرياً واجتماعياً إلى الحياة المهنيَّة وتحمُّل المسؤوليات.

تشمل فوائد التعليم الجامعي تحسين نوعية الفرص الوظيفية من حيث الراتب، ومنح الشخص الفُرصَ للوظائف التي تتطلَّب مهارات أكاديمية، بالإضافة إلى أنَّ الأبحاث أظهرت أنَّ حصول الفرد على شهادة جامعية يزيد من سعادته وقدرته على عيش حياة مستقرة.

في حين يريد الكثيرون الالتحاق بالجامعة، إلَّا أنَّهم يجهلون السبب الذي يدفعهم إلى ذلك أو بالأحرى هم يجهلون الفوائد التي سيجنونها من الحصول على شهادة جامعية.

فيما يلي بعض الفوائد للحصول على شهادة جامعية:

1. وظيفة براتب أعلى:

بالنسبة إلى معظم الناس فإنَّ القدرة على كسب المزيد من المال هي السبب الأساسي بارتياد الجامعة.

شهادة التعليم العالي - سواء كانت بكالوريوس أم ماجستير أم دكتوراه - هي الطريق الأكثر شيوعاً للحصول على وظائف تتطلَّب مهارات أعلى وفي نفس الوقت تَمنَح رواتب أعلى.

تُشير الدراسات إلى أنَّ الحائزين على شهادات جامعية يكسبون أموالاً أكثر بكثير خلال حياتهم من الأشخاص الحاصلين على التعليم الثانوي فقط.

وفقاً لتقرير أمريكي صادر عن منظمة "ستيت هاير إيدجوكيشن أيكسكيوتيف أوفيسرز" (State Higher Education Executive Officers)؛ يُعادِل الدخل السنوي لخريجي المدارس الثانوية في أمريكا ما يقارب 30 ألفَ دولارٍ، في حين يكسب الحاصلون على شهادة البكالوريوس ما يزيد قليلاً عن 50000 دولارٍ سنوياً، ويبلغ متوسط دخل الحاصلين على درجة ماجستير أو دكتوراه أو شهادة أول درجة مهنية ما يقارب 70 ألفَ دولارٍ سنوياً، ويُوضِّح هذا التقرير علاقة مستوى التعليم بالفارق الهائل في الدخل مدى الحياة.

تختلف إمكانية تحقيق الأرباح باختلاف مجالات العمل؛ على سبيل المثال لا يتقاضى الحاصلون على درجة الماجستير في التعليم أو التمريض نفس الرواتب التي يتقاضاها الحائزون على ماجستير في الهندسة أو إدارة الأعمال.

مع ذلك فإنَّ التعليم والتمريض مهنتان من أكثر المهَن المطلوبة في كل مكان من العالم تقريباً، ويمكن أن يحصل الخريجون في هذا المجال على وظائف جيدة ولو لم يكُن الدخل الذي يتقاضونه عالياً مثل دخل المهندسين أو خريجي كليات إدارة الأعمال.

تؤدي أيضاً الفروقات بين الجنسين والأعراق دوراً في تفاوت الدخول، فغالباً ما يجني الرجال البيض في الولايات المتحدة أكثر من أقرانهم الملونين، لكن بشكل عام فإنَّ الشهادة الجامعية تزيد بشكل هائل من فُرص الحصول على دخل أعلى بغض النظر عن باقي العوامل.

2. الاستقرار الاجتماعي:

من الواضح أنَّ الدخل المرتفع هو الفائدة الأكبر التي يحققها الحصول على شهادة جامعية، لكن تُوفِّر معظم الوظائف التي تتطلَّب درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه أو أول درجة مهنية المزيد من الفوائد.

يمكن أن يشملَ ذلك الرعاية الصحية والراتب التقاعدي وتأمين نفقات السفر وامتيازات أخرى، ونادراً ما تُقدَّم هذه الأنواع من المزايا للوظائف على مستوى المدرسة الثانوية.

توفِّر هذه المزايا بالإضافة إلى الدخل المرتفع الاستقرار لعائلتك، وخاصةً مزيَّة الرعاية الصحية، وفي الواقع لا يمكن فصل هذه المزايا عن الدخل؛ بل حتى قد تتجاوز في بعض الحالات قيمة الراتب الذي يتقاضاه الموظف.

تتجاوز فوائد التعليم الجامعي الجانب الشخصي للموظف وتشمل عائلته بأكملها، فصحيح أنَّ عائلات خريجي الجامعات أفضل بشكل عام اقتصادياً واجتماعياً، لكن توجد فائدة أخرى وهي أنَّه غالباً ما يحذو أبناء خريجي الجامعات حذو آبائهم ويلتحقون بدورهم بالجامعات؛ مما يعني أنَّه يمكنك النظر إليه على أنَّه استثمار ممتاز في مستقبل عائلتك.

إقرأ أيضاً: كيف تجد وظيفة أحلامك؟

3. فرص عمل أفضل:

كما ذكرنا آنفاً يُعَدُّ الحصول على شهادة جامعية هو المسار الأكثر شيوعاً للحصول على حياة مهنية أفضل.

لا يعرف الجميع في بداية الدراسة الجامعية ما الذي سيفعلونه بالضبط بعد التخرُّج، ولكنَّ معظمهم يعلمون أنَّ هدفهم هو الحصول على وظيفة أفضل، ليس فقط من ناحية الراتب؛ بل من حيث الشعور بالأمان والرضى، وهذه الفوائد مجتمعة هي السبب باستثمار الكثيرين لوقتِهم ومالهم في الدراسة الجامعية.

في كثير من الأحيان لا يهمُّ ما درسته بالضبط بقدر ما يهمُّ أنَّك درستَ منهاجاً أكاديمياً؛ أي بمعنى أنَّه وبصرف النظر عن الخبرة العملية التي حصلتَ عليها من خلال دراستك الجامعية، فإنَّ الدراسة الجامعية بكافة تخصصاتها تُدرِّبك على التفكير بطريقة تحليليه، وفهم الموضوعات المعقدة، والتعبير بشكل واضح عن الأفكار النقديَّة الخاصة بهذه الموضوعات.

كما أنَّك تتعلَّم مهارات هامة مثل التنظيم والانضباط الذاتي والقدرة على متابعة العمل على المهام حتى إنجازها، وبشكل عام تساعدك الدراسة الجامعية على أن تصبحَ شخصاً أكثر مهنيَّة.

نظراً إلى المهارات الكثيرة التي يكتسبها الشخص في أثناء دراسته الجامعية، فإنَّ الكثيرين من هؤلاء يستطيعون اختيار مجالات للعمل مختلفة عن التخصص الذي درسوه في الجامعة، وتؤدي الدراسة الجامعية إلى فرصٍ غير مُتوقَّعة لا يحصل عليها عادةً الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليماً عالياً.

في اقتصاد اليوم؛ لا يملك معظم خريجي الثانويات الكثير من الخيارات فيما يتعلق بالوظائف، وتعمل الغالبية العظمى من هؤلاء في مجال الخدمات وفي وظائف منخفصة الأَجر؛ والتي لا توفِّر الكثير من فُرص التقدُّم في الحياة المهنية، وفي المقابل يمتلك خريجو الجامعات غالباً مهارات تؤهلهم إلى شغلِ الكثير من الوظائف في مجالات توفِّر لهم المزيد من فرص الارتقاء الوظيفي.

شاهد بالفديو: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح

4. الأمان الوظيفي:

عادةً ما يعزز الحصول على شهادة جامعية عامل الأمان الوظيفي، وحتى نكون واقعيين فإنَّ افتقارك إلى الشهادة قد يعني أنَّك لستَ ذا قيمة بالنسبة إلى رب العمل، ومن السهل جداً استبدالك بشخصٍ آخر حائز على شهادة الثانوية فقط عندما تسوء الأمور.

في الواقع يُعَدُّ الموظفون الحائزون على شهادات عليا هامين للغاية بالنسبة إلى بعض الشركات لدرجة أنَّ بعضها تتكفل برسوم دراسة الموظف؛ وبذلك تكون الشهادة الجامعية قيِّمةً جداً؛ إذ يُنظَر إليها على أنَّها استثمار يحقق مكاسب كبيرة ليس فقط للموظف؛ بل للشركة أيضاً.

تُظهر البيانات أنَّه في حالة الركود الاقتصادي يكون خريجو الجامعات أقل عرضة إلى التسريح من العمل، في حين يكون الموظفون أصحاب الشهادات الثانوية أو الأدنى منها أكثر عرضة إلى التسريح، وصحيح أنَّه لا توجد ضمانات مُطلقة، لكن بشكل عام إذا كنتَ حائزاً على تعليم عالٍ، فستقُلُّ احتمالية معاناتك من البطالة طويلة الأمد.

بصفتك خريجاً جامعياً، فمن المرجَّح أيضاً أنَّك ستستمتع بعملك، فجميع العوامل المذكورة أعلاه من دخل مرتفع ومزايا الوظيفة والأفق الواسع في المسيرة المهنية تؤدي إلى ازدياد الرضى الوظيفي، وليس هذا فحسب؛ بل تمنحك الشهادة الجامعية أيضاً المزيد من الحرية في اختيار المهنة التي تُثير اهتمامك وتُلهمك أيضاً.

5. النجاح في المسيرة المهنيَّة:

تتطلَّب الدراسة في الجامعة الكثير من الوقت والمال، ولكنَّها خطوة كبيرة نحو النجاح، وسيساعدك الحصول على شهادتك الجامعية على تحقيق أهدافك في حياتك المهنية وكذلك الحياة بشكل عام، فصحيحٌ أنَّ الحصول على شهادة جامعية يتطلَّب الكثير من الجهد، لكن ستؤهلك نتائج هذا الجهد إلى حياة مهنية مليئة بالمستجدات والمكاسب والنجاح.

إقرأ أيضاً: كيف تكون منظماً لتتحكّم بيومك كما تريد؟

6. العلاقات المهنية المفيدة:

من الواضح جداً ما تمنحه الشهادة الجامعية؛ من فوائد في المستقبل وفُرص في الترقية، لكن قليلاً ما يتم الحديث عن دور العلاقات الاجتماعية في فُرص الترقية هذه، ويحصل الأشخاص على الوظائف غالباً بناءً على تزكيات الأصدقاء، ولكنَّ الميزة التي تضيفها الشهادة الجامعية على صعيد العلاقات التي تؤدي إلى الحصول على وظائف هي أنَّ امتلاكك لشبكة من العلاقات المهنية بحكم كونك مُجازاً جامعياً سيساعدك على معرفة فُرص الترقية المُتاحة قبل الآخرين.

الحقيقة أنَّ إنشاء علاقات مهنيَّة يمكن أن يؤدي دوراً حاسماً في جعلِكَ تحصل على وظيفة أو تحصل على ترقية، وتُكوَّن هذه العلاقات المهنية في الجامعة.

ما يحدد قدرتك على إنشاء علاقات مفيدة لمستقبلك المهني هو أسلوبك في التعامل مع زملائك في الجامعة، فإما أن تكون نشطاً من الناحية الاجتماعية أو انطوائياً.

توجد الكثير من الجمعيات التطوعية والمهنية في الجامعات وهي فُرص ممتازة للتعرُّف إلى أشخاص آخرين في مجال عملك المستقبلي، وقد تحصل على الفُرص منذ وجودك في الجامعة من خلال هذه العلاقات، كما قد تؤدي هذه الفرص إلى حصولك على تدريب عملي أو نوع آخر من الممارسة الفعليَّة للعمل؛ وهو ما سيضيف قيمة كبيرة لسيرتك الذاتية.

قد تستفيد من هؤلاء الأشخاص في إيصالك إلى الموارد التي تساعدك على تحسين فهمك لمجال دراستك؛ فمثلاً يمكنك من خلال التواصل مع هؤلاء الأشخاص فَهم مجال دراستك بسرعة أكبر في أثناء حياتك الجامعية، وقد يساعدونك على الحصول على الكتب أو التواصل مع المحترفين في مجالك؛ والذين بدورهم يساعدونك على فَهم مجال العمل الذي تريد دخوله.

بطبيعة الحال فإنَّ الجانب الأكثر فائدة من هذه العلاقات هو على الأرجح التزكيات التي سيقدِّمها هؤلاء الأشخاص لأرباب العمل عندما يقترحونك لشَغلِ وظيفة ما.

من المألوف في مجال الأعمال أن يطلب المديرون من موظفيهم الحاليين اقتراح أسماء أو تقديم تزكيات لشغل وظائف شاغرة، وقد تتمكَّن من خلال علاقاتك المهنية من الحصول على تزكية عندما تفتح الشركة باب التوظيف؛ الأمر الذي يمنحك بلا شك ميزة العمل في شركة تعمل بمجال عملك.

7. مهارات النجاح في العمل والحياة الشخصية:

تُعَدُّ الشهادة الجامعية مفيدة للعديد من الأسباب العمليَّة، بدءاً بالمهارات التي تساعدك على المنافسة في مجال العمل إلى زيادة احتمالية حصولك على ترقية في وظيفتك.

مع ذلك يقلل الأشخاص من أهمية الشهادة الجامعية على صعيد تطوير قدراتهم الشخصية في أثناء مسيرتهم الدراسية في الجامعة.

يتطلَّب التعليم الجامعي من الطلاب التغلُّب على جميع أنواع الصعوبات وتأهيلهم ليس فقط إلى العمل؛ وإنَّما أيضاً إلى التعامل مع مختلف صعوبات الحياة، ومن ذلك مثلاً إدارة وتنظيم الوقت وهما مجرد مهارتين من العديد من المهارات التي من المُحتمَل أن تكتسبها خلال فترة دراستك الجامعية، وهما على قدر كبير من الأهمية للنجاح في الدورات التدريبية التي تلتحق بها في أثناء دراستك الجامعية، بالإضافة إلى التعامل مع المهام التي تُطلَب منك.

يمكن أن تصبحَ مواعيد الاختبارات والواجبات المنزلية أمراً مربكاً مع وجود العديد من الفصول الدراسية، وهنا يأتي دور مهارة التنظيم؛ إذ تساعدك الدراسة في الجامعة على تنظيم مسؤولياتك، وتستمر بالاستفادة منها حتى بعد التخرُّج من الجامعة.

الحقيقة أنَّك لن تستفيد من هذه المهارة في العمل فقط؛ وإنَّما أيضاً في إدارة مسؤولياتك الشخصية في المنزل.

حتى المهام البسيطة مثل دفع الفواتير تصبح أسهل عندما تبقى على اطِّلاع على فواتيرك ومواعيد دفعها، وطبعاً على مستوى أهم يكون للمهارات الشخصية التي تكتسبها في الجامعة دور كبير في التغلُّب على الصعوبات؛ والسبب أنَّ الدراسة في الجامعة تتطلَّب التغلُّب على صعوبة تلو الأخرى بدءاً من المسؤوليات المالية إلى النجاح في الاختبارات وإنجاز المشاريع.

ستحتاج بالإضافة إلى الذكاء إلى مهارة التنظيم والانضباط حتى تحصل على شهادتك الجامعية، وغالباً ما تتطور هذه المهارات بالتدريج خلال مرحلة الدراسة في الجامعة.

بينما تتعلَّم كيف تتعامل بشكل أفضل مع التوتر والصعوبات، فإنَّك ستطوِّر تدريجياً مهارة التعامل مع مختلف الصعوبات في الحياة.

8. الفرص الوظيفية والمزايا الكبيرة:

تزداد الصعوبة التي تواجهها الشركات لاستقطاب المواهب الفذة مع تطوُّر الاقتصاد؛ والسبب بذلك أنَّه مع التطور الاقتصادي تحتاج الشركات إلى المزيد من الموظفين؛ الأمر الذي يرفع الطلبَ على الموظفين ذوي الكفاءات العالية الذين يستطيعون الاختيار بين عدَّة شركات تتنافس في الحصول عليهم.

ينطبق هذا الوضع على الحاصلين على شهادات جامعية أكثر من غيرهم؛ وذلك لانَّ التعليم الجامعي يمنح الشخص عدداً من المهارات التي تجعله أكثر كفاءَة.

كلما ازدادت مهارة الشخص، ازداد الطلب عليه في سوق العمل، ولكي تستقطب الشركات هؤلاء الموظفين البارعين؛ تُحاوِل إغراءَهم بالمزايا والحوافز فضلاً عن الرواتب المجزية.

من هذه المغريات التي تقدِّمها الشركات؛ الإجازات الطويلة ومزايا الرعاية الصحية، وإحدى أفضل الفوائد التي تمنحها الشهادة الجامعية هي هذه المزايا والحوافز الممتازة.

يغطي أرباب العمل غالباً الكثير من نفقات الرعاية الصحية الخاصة بالموظفين الجامعيين، أو يقدِّمون لهم إجازات أطول، وكل ذلك بهدف استقطابهم للعمل في شركاتهم.

ويقدِّمون في حالات أخرى الكثير من المزايا فيما يتعلق بالراتب التقاعدي، وتجعل هذه المزايا حياة الموظف بعد تقاعده أسهل بكثير.

إحدى هذه المزايا هي تولِّي الشركة مسؤولية الادِّخار نيابةً عن الموظف تحسُّباً للأوقات التي يتوقف فيها دخله أو ينخفض عن المُعتاد.

غالباً ما يكون الموظفون الجامعيون في وضع اقتصادي أفضل؛ والسبب بذلك ليس فقط أنَّ رواتبهم أفضل؛ بل ولأنَّهم لا ينفقون الكثير من دخلهم على الرعاية الصحية أو الادِّخار للتقاعد، وحتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يخططون للزواج وتكوين أسرة، فإنَّ مزايا الادِّخار هذه تُسهِّل عليهم توفير المال للاستمتاع الشخصي؛ مثل السفر أو ممارسة الهوايات.

شاهد بالفديو: 5 خطوات فعالة تساعدك على تنظيم وقتك

علاقة نوع التخصُّص بالمزايا المذكورة:

قد لا يؤدي الحصول على شهادة في الفنون إلى نيل وظيفة ذات راتب عالٍ، لكن بطبيعة الحال لا يمكن أن نتخيَّل مجتمعاً يعمل كل مَن فيه في مجال الهندسة مثلاً، فالمجتمعات تحتاج إلى مختلف أنواع المهن.

السؤال هو: هل يؤدي التخصص الجامعي الذي تسعى إلى الحصول عليه دوراً في الحصول على فوائد الشهادة الجامعية؟

في الواقع لم يكُن يعتقد الناس بأهمية التخصُّص حتى وقت قريب، لكن نظراً إلى انخفاض معدَّل توظيف الخريجين وارتفاع تكلفة التعليم، بدأ الكثيرون بإعادة التفكير في مردود التخصص الجامعي والبرامج التعليمية من الناحية المادية.

يُجري العديد من الباحثين دراسات للتعرُّف إلى التخصصات التي توفِّر راتباً جيداً مقارنةً بالتخصصات التي تنخفض فيها الراوتب، وقد اكتشف الباحثون ازدياد فرص الطلاب الذين يتخصصون في مجالات العلوم التطبيقية والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا  في الحصول على الوظائف، كما أنَّهم يتقاضون رواتب أعلى ويعيشون استقراراً وظيفياً أفضل مقارنةً بالأشخاص الحاصلين على شهادات جامعية في مجالات الفنون والعلوم الإنسانية.

أيضاً قد يواجه الخريجون الجدد الذين يكونون حائزين على شهادات علمية في العلوم الاجتماعية أو العلوم الإنسانية أو الفنون صعوبةً في إيجاد وظائف مجزية، وخاصةً في سوق العمل محدود الخيارات، أو في فترات الركود الاقتصادي.

في حين يجد الكثيرون أنَّ حل هذه المشكلة هو اختيار التخصص الجامعي الذي يوفِّر دخلاً عالياً في المستقبل، يرى بعض الأشخاص أنَّ هذا الحل ليس مناسباً أبداً.

يقترح عدد قليل من المدرِّسين في جامعة ولاية أوريغون (Oregon State University) أنَّ إجبار الناس على تخصصات معينة - مثل علوم الحاسوب - فقط لأنَّه يؤدي إلى وظائف مجزية مادياً مقارنةً بغيرها قد يؤدي إلى نقص في التخصصات اللازمة لشغل وظائف لا تقلُّ أهميتها على المستقبل الاقتصادي للعالم عن الوظائف الأخرى.

يؤكِّد هؤلاء المدرسون أيضاً أنَّ إجراء مقارنة بين تخصصات العلوم التطبيقية والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع العلوم الإنسانية أو التخصصات في مجال الفنون مقارنة غير منصفة؛ وذلك نظراً إلى أنَّ الطلاب المهتمين بالتحصيل العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية والفنون قد يسعون إلى مكاسب شخصية وليست مالية فقط.

صحيح أنَّه ليست جميع الشهادات متماثلة، لكن قد تُفاجِئنا الفروقات في أهمية الشهادات، وهذا ما كشف عنه تقرير حديث نشره معهد "جورج تاون بابليك بوليسي إنستيتيوت" (Georgetown Public Policy Institute)؛ وهو برنامج رائد في مجال السياسة العامة في جامعة جورج تاون (Georgetown University)، ويقول التقرير إنَّ التخصصات المرتبطة بأحد أدنى معدلات البطالة هي الكيمياء والاقتصاد والتمريض.

بينما بقيَت معدلات البطالة في الوظائف التي يشغلها خريجو الهندسة والرياضيات وعلوم الحاسوب في الحدود الوسطى، وجدير بالذكر أنَّ الخريجين الجدد في هذه التخصصات يطلبون رواتب في بدء التعيين تبلغ 56 ألفَ دولارٍ سنوياً.

ربما ليس مفاجئاً أن يُظهِر التقرير أنَّ معدلات البطالة بين خريجي الأنثروبولوجيا "علم الإنسان" والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي بلغت مستويات عالية، ولكنَّ الجدير بالذكر أنَّ خريجي الهندسة المعمارية والمعلوماتية يعانون أيضاً من معدلات بطالة مرتفعة نسبياً، ويُظهِر التقرير أيضاً أنَّ أدنى الرواتب عند بدء التعيين يحصل عليها الطلاب المتخصصون في الفنون.

أَظهرَت دراسة أعدَّتها هيئة التوظيف بولاية أوريغون (Oregon Employment Department) - والتي نشرها معهد جورج تاون - أنَّ فرصَ التوظيف لخريجي الهندسة والتمريض وعلوم الحاسوب كانت أكبر بكثير من فرص التوظيف لخريجي الهندسة المعمارية والفنون والمجالات ذات الصلة بهاتين الشهادتين.

على الرغم من كل هذه الأدلة والصعوبات التي تواجه الشخص في سوق العمل، والتكاليف المتزايدة للالتحاق بالجامعة، ما يزال الكثيرون من الأشخاص يتجهون إلى تخصصات العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والفنون.

في بعض الولايات في أمريكا يفوق عددُ الطلاب الملتحقين بكليات العلوم الاجتماعية والإنسانية والفنون الجميلة أعدادَ الطلاب الذين يدرسون الهندسة والعلوم التطبيقية والتكنولوجيا والرياضيات بعشرة أضعاف.

يقترح بعض الأشخاص أنَّ تلقِّي تعليم جيِّد في مجال العلوم الإنسانية والآداب والفنون يمكن أن يمنح الشخص مهارات تُمكِّنه من النجاح في عدد كبير من الوظائف.

بينما يقول رأي آخر بأنَّ السبب بسعي الكثيرين إلى هذه التخصصات هو أنَّها أسهل في الدراسة ولا تتطلَّب الكثير من الجهد للحصول على درجات جيدة.

لكن يتَّفق الرأيان على أنَّ اكتساب مهارات القيادة والتواصل والتحليل وحل المشكلات من خلال الدراسة الجامعية هو العامل الأساسي للنجاح في المستقبل بغضِّ النظر عن التخصُّص.

النتيجة أنَّه وبغضِّ النظر عن التخصص الذي تسعى إليه، يوجد أمر لا يمكن تجاهله؛ وهو أنَّك يجب أن تكون مستعداً للدخول في منافسة قوية عند البحث عن وظيفة، وتحويل تأهيلك الأكاديمي إلى فرصة للنجاح.




مقالات مرتبطة