كانت الإدارة في القرن التاسع عشر ميلادي عبارة عن مهارات يمتلكها الأفراد تُطبَّق من قبل هؤلاء من خلال وظائفهم ومهامهم ولم يكن هناك شيء مُمنهج ومدوَّن.
اعتُمِدت المبادئ والأسُس التي كان لها الأساس في تعزيز التطبيق العملي والعلمي للإدارة عند ظهور رجل الأعمال فردريك تايلور، والذي كان له الفضل في إنشاء وتأسيس منهج اختصاصي في علم الإدارة مع بداية ظهور إدارة الأعمال وأخذها صفة من علوم الإدارة الحديثة؛ وذلك من خلال معرفة العوامل المؤثرة التي يكون لها أثر واضح على بيئة العمل وطبيعته؛ يترافق هذا مع زيادة الإنتاج في مؤسسة ما ودرجة تطور الخدمات التي يتم تقديمها من قبل القطاعات العامة.
سنتحدث في مقالنا هذا عن إدارة الأعمال وما هي الأقسام والفروع التي يحتويها هذا العلم، كذلك سنذكر أهم الوظائف التي تتعلق تعلقاً مباشراً بإدارة الأعمال.
إدارة الأعمال:
بإدارة الأعمال إدارةَ العمليات التجارية في المؤسسة أو الشركة، والتي قد تكون ذات قرارات هامة ومصيرية فيما يخص العملية التجارية أو الخدمية بحسب طبيعة عمل الشركة أو المؤسسة، وعندما نقول أنَّها تشمل الكفاءة التنظيمية للموظفين والعاملين في هذه الشركة أو المؤسسة، أي يُمكن القول: إنَّها عملية توجيه أنشطة العمل التجاري نحو تحقيق الأهداف الموضوعة من قبل الإدارة.
استُخدِم هذا المصطلح في كافة المؤسسات والشركات ضمن قائمة الهرم الوظيفي، والذي نراه في رأس ذلك الهرم والذي تكون مهامه تقديم خدمات التمويل وشؤون الموظفين، وكذلك نظم المعلومات الإدارية والكثير من المهام الوظيفية التي تستند عليه.
أقسام إدارة الأعمال:
تعدُّ إدارة الأعمال من التخصصات المرغوبة جداً على مستوى العالم كونها تضم عدة أقسام يُكمل بعضها بعضاً، وأهمها:
1. العلاقات العامة:
تعدُّ العلاقات العامة إحدى أقسام إدارة الأعمال المشهورة والمهمة والتي تعبر عن الأنشطة التي تقوم بها المنظمة أو الشركة لتُعرِّف الناس بطبيعة عمل تلك المنظمة أو الشركة، من خلال أدواتها الخاصة وقنواتها المتنوعة والتي بدورها تفيد في عملية تطور أداء الشركة.
2. التسويق:
يعد التسويق من أهم أقسام إدارة الأعمال وهو حجر الزاوية لكل شركة أو منظمة والتي من مهامها كقسم في الشركة تحديد قنوات التسويق المناسبة وتحديد الشريحة التي تهدف الشركة لاستهدافها وكذلك المنطقة الجغرافية المستهدفة.
يُمكن القول: إنَّ التسويق يحدد الأهداف تحديداً واضحاً ويبين ما هو مُمكن وما هو غير مُمكن تحقيقه من هذه الأهداف، وتجدر الإشارة إلى أنَّ التسويق يأخذ نسبة من الميزانية قد تتجاوز 50% لأهميتهِ بالنسبة للعمل.
3. الدعاية والإعلان:
تعد الدعاية والإعلان جزء من عملية التسويق المهمة؛ لذلك خُصِّصت كقسم خاص وذلك لأنَّها المسؤولة عن عملية ترويج الخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة واستخدام الأدوات اللازمة من أجل عملية الترويج والإعلان.
4.التمويل:
يختص هذا القسم من إدارة الأعمال بكافة عمليات التمويل التي تحتاجها الشركة، ورسم الخطط المُستقبلية من ناحية التمويل ودراسة الوضع الراهن والكثير من المهام الخاصة بالمال.
5. عمليات التوريد (اللوجستية):
يعد هذا القسم التابع لإدارة الأعمال من الأقسام التي تساعد على الموارد المادية وكُل ما يلزم بطريقة مُحكمة، وذلك باستخدام الأدوات الخاصة بعملية التوريد.
6. الموارد البشرية HR:
أيضاً يعد قسم إدارة الموارد البشرية من الأقسام المهمة جداً من إدارة الأعمال؛ حيث يهتم مدير الموارد البشرية بكل ما يخص العاملين والموظفين المتواجدين في المنظمة أو الشركة، وكذلك يساعد في استقطاب الكفاءات التي تحتاجها الشركة من أجل تقديم الخدمات أو المنتجات على أكمل وجه، وكذلك يعد مسؤولاً عن العاملين فيما يخص الإجازات والترقيات مع التنسيق مع الإدارات الأخرى.
7. الاقتصاد:
يقصد بهذا القسم النظريات الاقتصادية ومبادئها من اقتصاد جزئي واقتصاد كُلي، حيث يكون العرض والطلب وسياسة التسعير ومتابعة كُل محفل اقتصادي عالمي وتقديم النظريات من صلب مهام الرجل الاقتصادي.
8. تكنولوجيا المعلومات:
يهتم هذا القسم بكل ما يخص التكنولوجيا التي تخدم المؤسسات من الأتمتة وعملية تسهيل الإدارة، ويُمكن القول: إنَّ المسؤول في هذا القسم هو عبارة عن مدير يدرك أهمية التكنولوجيا في عالم الإدارة ويحاول أن يجعل كُل شيء في المنظمة أو الشركة مؤتمتاً وخاضعاً للتكنولوجيا.
مجالات إدارة الأعمال:
هناك مجالات كثيرة ومهمة لكل مَن درس إدارة الأعمال؛ حيث إنَّ اختصاصاتها - كما ذكرنا سابقاً - متنوعة، ومن هذه المجالات:
1. التخطيط:
تعد عملية التخطيط من أسس الإدارة وركيزتها من أجل إنجاح العمل بطريقة مُخططة مسبقاً، مع العلم أنَّ عملية التخطيط هي من تُحدد الأطر العامة لبقية الأقسام حيث يُمكن القول: إنَّ من مهام التخطيط ما يلي:
- تحديد الأهداف بدقة وذلك يكون من خلال الأدوات المُتاحة لهذا القسم.
- دراسة الكثير من الخيارات وتحديد البدائل المُمكنة لتحقيق الأهداف.
- دراسة آلية التنفيذ وخياراته من أجل وضع الخطوات المناسبة لعملية التنفيذ، والتي تكون محددة بوقت زمني معين يلتزم به كُل الأفراد العاملين في المؤسسة، وخصوصاً المعنيين بالتنفيذ.
- دراسة وتحديد الاحتياجات الخاصة بالموارد البشرية والمادية من كافة النواحي النوعية والكمية.
- وضع المعايير التي تساعد في عملية تقييم ما هو مُنجز من أعمال، والتي على أساسها تكون التغذية الراجعة التي بضوئها يُحدد ما إذا كانت تتماشى مع الأهداف أم لا.
ليست وظيفة التخطيط بالأمر السهل، فهي عصب المشروع الذي يُراد إنجازه، حيث يبدأ قبله ويستمر معه حتى آخر لحظة، لذلك فهو يدرس ما هي الأعمال التي يجب أن تؤدي لتحقيق الأهداف، وما هي الآلية المُتبعة التي يؤدى بها العمل، وكذلك الوقت الذي يؤدى به العمل ومتى يُباشر به، وكذلك أين ستؤدي هذه الأعمال ولماذا، كُل هذه الأمور تأتي من ضمن مهام مسؤول التخطيط.
3. التنظيم:
إنَّ عملية التنظيم مكملة ومرافقة لعملية التخطيط؛ حيث إنَّها تختص بتحديد الموارد اللازمة من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة، كما يُحدد التنظيم المسؤوليات والمهام وتوزيعها على العاملين في الشركة كما حُددت من قبل قسم التخطيط، وتُحدد العلاقات ضمن الأقسام من قبل الرئيس ومن المرؤوس، كما تُحدد السلطة لكل فرد ضمن صلاحياته التي سيضعها مسؤول التنظيم كي يتمكن الموظف من تأدية عمله بالشكل الصحيح، مثل تحديد مسؤوليات وصلاحيات المدير المالي بأنَّه يحق له إصدار الشيكات.
4. التوجيه:
يتم في هذا القسم تحريك العاملين والموظفين نحو تحقيق الأهداف، وفي حال الانزياح عن المسار يتم تداركه من خلال المسؤول عن التوجيه، ومن خلال هذا القسم يُوفَّر كامل الدعم من مناخ ومحفزات للعاملين من أجل توجيه الأفراد نحو تحقيق الأهداف بما نُظِّم من قبل قسم التنظيم لما هو مُخطط له.
5. الرقابة:
تعد عملية الرقابة من المهام الرئيسة لأيِّ عمل، وهي عبارة عن إجراء مقارنات بين ما هو مُخطط له وما نُفِّذ، فهي تقوم بمراقبة الأهداف التي حُدِّدت مُسبقاً، وما هو الإنجاز الذي تحقق تحققاً فعلياً على أرض الواقع، وما تم خلال الأنشطة من انحرافات ومعرفة الأسباب المؤدية لتلك الانحرافات.
هناك الكثير من المناصب التي تحتاج مختصين في إدارة الأعمال، منها المحاسبة والتمويل والتسويق بكافة فروعهِ وإدارة الموارد البشرية والكثير التي تعتمد اعتماداً رئيساً على إدارة الأعمال في عملها.
يُمكن القول أخيراً:
إنَّ إدارة الأعمال هي علم قائم بحد ذاته ولا يُمكن تخيل أيَّة مؤسسة أو شركة دون إدارة، وكذلك الأقسام التي تحتويها المؤسسة أو الشركة لا بد أن يكون المسؤول عنها شخص مُلم لديه الخبرة في الإدارة.
لقد تحدثنا في مقالنا هذا عن إدارة الأعمال بشكل عام وكيف بدأت وما هي الأقسام التي تضمها من علاقات عامة وتسويق وتمويل وموارد بشرية والكثير من الاختصاصات التابعة لإدارة الأعمال (والتي لا يسعنا ذكرها جميعاً).
كذلك تناولنا في الختام مجالات عمل إدارة الأعمال والتي تضم الكثير من مجالات العمل ولكن ذكرنا أهم الأقسام التي يتولاها من اختص بإدارة الأعمال.
أضف تعليقاً