نظراً لتطور التكنولوجيا المعتمدة على الحواسيب بشكل متزايد، وتوفُّرها على نطاق واسع، ليس من المستغرب أن يجد أرباب الأعمال طرائق لتقديم أحدث التقنيات للتعامل مع المشكلات الصحية من جميع الأنواع، سيجني أولئك الذين ينجحون منهم في هذا فوائد هائلة لأنفسهم وللمجتمع ككل لسبب بسيط وهو أنَّ الصحة الجيدة هي من الأشياء التي يدفع الأفراد وتدفع المجتمعات والدول أغلى ما يملكون من أجلها، وسنورد للمستثمرين وأرباب الأعمال والعملاء الذين يرغبون في الاطلاع على هذا المجال بعض التقنيات التي كان لها أكبر تأثير في قطاع الرعاية الصحية:
1. الطب الإلكتروني (Telehealth):
قد يبدو من المثير للسخرية أنَّ التغيرات الكبيرة التي شهدها قطاع الرعاية الصحية كانت بفعل أزمة من أعظم الأزمات الصحية التي شهدها العالم، ولكنَّ الأمر في الحقيقة ليس كذلك، فأرباب الأعمال المختصة بمجال التكنولوجيا والتقنية يتدخلون دائماً لتقديم حلولٍ للمشكلات، على الرغم من أنَّ مفهوم الاتصال أو عقد المؤتمرات عن بعد مع الطبيب ليس جديداً، إلا أنَّ قيود التنقل الحالية قد حوَّلَت المفهوم من كونه مجرد ابتكار إلى ضرورة.
هناك مجموعة متنوعة من المنصات التي تسمح للأشخاص بإجراء مكالمات الفيديو مع طبيبهم في يومنا هذا، حيث يمكِن للطبيب إجراء تحليل شامل لأعراضهم، وإعطاء التشخيص، وحتى وصف الأدوية أو الإجراءات اللازمة، كما تحوَّلَت معظم المستشفيات إلى اتباع نموذج الرعاية الهجينة الذي أصبح شائعاً بشكل متزايد للاستشارات الأساسية، بحيث أصبحَت الرعاية الشخصية وجهاً لوجه مخصصة للمتابعة والإجراءات العاجلة، وقد كان استخدام نظام الرعاية الصحية الهجينة فعَّالاً للغاية، كما شَهِدَت العديد من المؤسسات الكبيرة، بما في ذلك كلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School)، نتائج ناجحة للمرضى، حيث قللَت التكاليف بشكل كبير، وسهَّلَت الوصول إلى الرعاية الصحية نتيجة لذلك.
2. الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (Machine Learning):
زاد انتشار الأجهزة القابلة للارتداء سنةً بعد أخرى، وقدَّمَت الكثير من البيانات المفيدة للأشخاص لمراقبة صحتهم، وشكَّلَت هذه البيانات مصدراً ثميناً للمعلومات لمُقدِّمي الرعاية الصحية أيضاً، فأصبح من الممكن لمقدمي الرعاية الصحية الاستفادة من البيانات للحصول على لمحة شاملة عن صحة الشخص على مدار سنوات، وصولاً إلى اليوم والساعة والدقيقة، مما يمكَِّن العاملين في الحقل الطبي من إجراء تشخيصات أسرع وأكثر دقةً من خلال تطبيق الخوارزميات المتقدمة على مجموعات البيانات هذه.
يُطبَّق الذكاء الاصطناعي بالفعل في مجالات مختلفة من الرعاية الصحية، بما في ذلك تطوير اللقاحات، واكتشاف الأدوية التي تعتمد على المحاكاة والفحص الحراري، وتطبيقات التشخيص، ومن أعظم الأمثلة على تطبيق الذكاء الاصطناعي: إنشاء أجهزة متطورة لجعل الرعاية الذاتية أكثر ملاءمةً وفاعلية، بما في ذلك منتجات مثل: القمصان المُزوَّدة بأجهزة استشعار صحية وأجهزة العناية بالأسنان التي تُوفِّر فرشاة أسنان أوتوماتيكية لكامل الفم، بالإضافة إلى التكنولوجيا الصحية، من المحتمل أيضاً استخدام التنبؤ المستند إلى البيانات والمدفوع بالذكاء الاصطناعي من قِبَل المزيد من شركات التأمين لتحديد المخاطر بشكل أفضل وتحسين الخطط التي تُقدِّمها، ومن بين التطبيقات الأخرى في هذا المجال، تطبيق التعلم الآلي من أجل قراءة الأشعة السينية وتطوير الخوارزميات التي تساعد أطباء الأورام على تقديم رؤىً عميقة حول قراءات الخزعة أيضاً.
3. الواقع الافتراضي (Virtual Reality):
لطالما كان الواقع الافتراضي مملكة محبي ألعاب الفيديو، ويربط معظم الناس بشكل غريزي التكنولوجيا بالألعاب والترفيه بشكل عام، إلا أنَّ هناك عدد غير قليل من التطبيقات الصحية، بما في ذلك الرعاية الصحية لكبار السن، والتي تستخدم الواقع الافتراضي، حيث أنَّه من الممكن أن يساعد الواقع الافتراضي كبار السن على زيارة أماكنهم المفضلة والأحياء التي أمضوا فيها طفولتهم، والاستمتاع بالمناظر الخلابة، وهو بمثابة شكل من أشكال علاج مشكلات الذاكرة، كما أنَّه مفيد للغاية في تقوية الحياة الاجتماعية والصحة النفسية بشكل عام بين كبار السن.
يُستخدَم الواقع الافتراضي أيضاً كنوع من التخدير التقني، مما يساعد على تشتيت انتباه المرضى الذين يخضعون لعلاجات مؤلمة في المواقف التي لا يكون فيها استخدام التخدير التقليدي أمراً مثالياً، كما يُستخدَم أيضاً لتوفير التعليم، من خلال إجراء جولات حية في جسم الإنسان (أو حتى الأورام) لشرح الإجراءات للمرضى وعائلاتهم، وازداد استخدامه في التخطيط للعمليات الجراحية المعقدة، حيث يمكِن للموظفين المشاركين في الجراحة استخدام الواقع الافتراضي لضمان سير العمليات بسلاسة ولاستكشاف أعضاء المريض المُجسَّدة تجسيداً مرئيَّاً، مما يساعدهم على الاستعداد للعقبات المحتملة، ومنع الخسائر في الأرواح، وزيادة فرص نجاح العملية.
أضف تعليقاً