7 نصائح لإيجاد المزيج الناجح من السعادة والنجاح المهني

نظراً لتسبُّب حالات الإصابة بفيروس كورونا (COVID-10) في وضع مزيد من القيود، كافحت الدول للتعامل مع العزلة الاجتماعية وإغلاق المدارس وإلغاء الاحتفالات والعمل عن بُعد، وتسبَّبت هذه القيود في حدوث تحديات للصحة الذهنية وأعاقت السعادة والسلامة والإنتاجية على نطاق واسع، كما ارتفعت حالات الإرهاق الوظيفي ومشكلات الصحة الذهنية في أثناء الجائحة، نظراً لقضاء الموظفين وقتاً طويلاً في العمل من منازلهم على أجهزة الحاسوب أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعيدين عن شركاتهم.



لحسن الحظ، اكتشف العلماء حلاً بسيطاً وقابلاً للتطبيق يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في أيام العمل؛ ففي حين أنَّ قدراً معيناً من العزلة الاجتماعية ضروري للسلامة الجسدية وإنتاجية العمل، إلا أنَّ مغادرة المنزل تبعدنا عن العالم المصطنع الذي تخلقه وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، وتهدئنا وتريحنا وتعيد شحن طاقاتنا.

يزعم العلماء بأنَّ الخروج في الهواء الطلق هو الدواء الذي يقلل التوتر ويعيد النشاط إلى صحتنا الذهنية والبدنية ويحسِّن أداءنا الوظيفي؛ حيث تشير مجموعة كبيرة من الأبحاث إلى أنَّ قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة مثل الحدائق والغابات والجبال والشواطئ له خصائص علاجية، وتؤكد على أهمية الطبيعة في السلامة العاطفية والسعادة والإنتاجية حتى الصحة الجسدية خلال القيود التي فرضتها جائحة كورونا؛ لذا يرتبط العيش في المدن التي تحافظ على مظاهر الطبيعة الخضراء بانخفاض حالات الإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكري والربو والضائقة النفسية ومعدل الوفيات.

فوائد الطبيعة للصحة الذهنية والإنتاجية:

وجدت دراسة نشرتها مجلة ساينتيفيك ريبورتس (Scientific Reports) العلمية أنَّ قضاء ما لا يقل عن ساعتين في الأسبوع في الطبيعة كالحدائق أو الغابات أو الشواطئ يعزز الصحة البدنية والعقلية والسلامة ويجعلك تنظر إلى ظروفك نظرةً أشمل.

وفقاً للدراسة، تمتَّع الذين قضوا 120 دقيقة أسبوعياً في الطبيعة بصحة وسلامة نفسية أفضل، مقارنة بغيرهم ممن لم يقضوا أيَّ وقت في الطبيعة أو الذين قضوا أقل من 120 دقيقة في الأسبوع، فيمكنك فعل ذلك من خلال تخصيص يوم واحد في الأسبوع للاستمتاع في الطبيعية، أو تقسيم هذا النشاط على فترات على مدار الأسبوع بأكمله للحصول على الفائدة، ولا فرق في نوع النشاط الذي تمارسه طالما أنَّك تفعل ذلك في الهواء الطلق كالإبحار أو ركوب الدراجات أو التجديف بالزورق أو المشي أو لعب التنس.

تشير دراسة جديدة إلى أنَّ التوسع العمراني المتزايد يمثل تهديداً لكل من التنوع البيولوجي والصحة الذهنية، ووجدت أنَّ السكان الذين يعيشون على بعد متر واحد من الحدائق لديهم معدل أقل من الاكتئاب، وتوصَّل الباحثون إلى أنَّ عدد أشجار الشوارع المجاورة للمنزل عنصر هام للوقاية من الاكتئاب.

هذه النتائج مدعومة بدراسات أخرى تُظهر أنَّ المشي على طول الشوارع المزروعة بالأشجار يحسِّن الصحة النفسية، مقارنة بالمشي على طول طريق خالٍ منها، وقد أظهرت دراسات أنَّ أوراق الشجر الخضراء تمنح الاسترخاء وتحسِّن الصحة العاطفية، وينتج عنها مشاعر إيجابية مثل الهدوء والراحة.

وجدت دراسة جديدة نُشرت في كانون الثاني من عام 2021 ارتباط قضاء وقت طويل يومياً أمام الشاشات والعزلة، بالتعاسة وتراجع السلامة، في حين يرتبط إيقاف تشغيل الأجهزة والخروج في الهواء الطلق بسلامة وسعادة عاطفية أعلى ويخفف من الآثار الضارة للوِحدة نتيجة لقيود التباعد الاجتماعي خلال الجائحة.

لا تقلق من قدوم الشتاء وقِصر ساعات النهار واشتداد البرودة اللَّذَين يحرمانك من الخروج من منزلك، فقد وجد العلماء اليابانيون ارتباط النافذة التي تطل على الخُضرة بزيادة الثقة بالنفس والرضا عن الحياة والسعادة بالإضافة إلى انخفاض حالات الاكتئاب والقلق والشعور بالوِحدة.

لطالما اعتُقِد أنَّ الممارسة اليابانية القديمة المتمثلة في "حمَّام الأشجار" أو المعروفة باليابانية باسم شيرين يوكو (shinrin-yoku)؛ والتي تعني "الاستيلاء على الغابة" تحدُّ من التوتر وتعطي الاسترخاء وتمنحنا نظرة أعمق للحياة، فعند دراسة هذه الظاهرة، اكتشف العلماء أنَّ حمام الأشجار يقلل من هرمون الكورتيزول والاكتئاب لدى الراشدين، ويعزز نشاط الخلايا القاتلة التي تقاوم العدوى والسرطان.

أحدثت ظاهرة أخرى - ذات صلة - ضجةً علمياً، وهي "نزهة الإجلال" (Awe walk) وهي نزهة في الطبيعة تحوِّل فيها انتباهك عن قصد عمَّا يعتمل داخلك إلى الخارج بقصد مراقبة الطبيعة، فتُبعِد ذهنك عن التفكير في الموعد النهائي القريب أو المشروع غير المكتمل أو التوتر في علاقتك مع مديرك في العمل؛ حيث أفاد العلماء أنَّ جرعة منتظمة من نزهة الإجلال تقلل من توترك وترفع مستوى سعادتك وتعزز التعاطف والامتنان لديك.

إقرأ أيضاً: 6 طرق طبيعية لزيادة هرمون الدوبامين وتعزيز الصحة النفسية

7 نصائح لرفع مستويات السعادة والإنتاجية لديك:

1. اخرج إلى الهواء الطلق خلال يوم عملك: بدلاً من تناول الغداء في مكتبك، اذهب إلى الحديقة أو الطبيعة لتناول الطعام؛ حيث يساعد قضاء الوقت في الهواء الطلق على تحفيز الإبداع لديك وإيجاد الحلول الناجعة عندما تكون في حيرة من أمرك بشأن مشكلة في العمل، أو يثقل كاهلك مشروع ما، أو تكون قد وصلت إلى طريق مسدود.

2. اخرج في نزهة جميلة: تقلل عشر دقائق من المشي السريع في حديقة أو في الطبيعة من التوتر، وتحافظ على مستوى الطاقة لديك، فعندما تحين فترة استراحتك، هرول في الحي أو الطبيعة، ستعود إلى مكتبك مشحوناً بالطاقة ومفعماً بالحيوية وصافي الذهن.

3. أعِد تنظيم مكتبك: واجعل طاولتك في مواجهة النافذة المطلة على المناطق المشجرة أو الأنهار أو غروب الشمس أو المناظر الطبيعية أو الحياة البرية؛ حيث تضفي النافذة التي يتخللها نسيم عليل وهمس الطبيعة لمسة عذبة على مكان العمل، وإذا لم يتمتع مكتبك بإطلالة، فضع صوراً أو لوحات للطبيعة على جدرانه.

4. استقبل الطبيعة في مكتبك: يقلل جلب الطبيعة إلى الداخل من توتر العمل، ويمنحك مزيداً من الهدوء والوضوح، فيمكنك وضع أصيص نبات أو زهور أو حوض زجاجي للزراعة، كما يمكنك إضافة نافورة أو حوض سمك أو تشغيل موسيقى أصوات الطبيعة، للتخفيف من حدة التوتر وبث الحيوية.

إقرأ أيضاً: 10 طرق تقوم بتحسين مزاجك في العمل

5. تمتع بجمال المناظر الطبيعية من النافذة: تقلل مشاهدة المناظر الطبيعة من نافذة مكتبك التوتر وتبعث فيك السعادة؛ لذا انظر من النافذة وراقب الحيوانات وهي تعدو بين الأشجار والطيور وهي تبني أعشاشها أو غروب الشمس الذي يلوِّن السماء بأبهى الألوان.

6. شاهد فيلماً وثائقياً عن الطبيعة لتحسين مزاجك ورفع مستويات الإنتاجية لديك: اكتشف العلماء أنَّه باستطاعتنا الحصول على فوائد الطبيعة ونحن في عُقر دارنا، فمشاهدة برامج الطبيعة تمنحنا الحيوية والسعادة وتقلل من التوتر كما يفعل الهواء الطلق.

7. اسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى مكتبك: تزيد الإضاءة الاصطناعية مثل مصابيح الفلورسنت من مستويات هرمون الكورتيزول، في حين يمكن للإضاءة الطبيعية تحويل مكتبك إلى منطقة أكثر راحة وخالية من التوتر، كما تمنحك أضواء الليد فوائد الإضاءة الطبيعية وتحسِّن مزاجك، كما يسمح فتح الستائر وغسل النوافذ من الداخل والخارج بدخول ضوء الشمس إلى داخل مكتبك.

المصدر




مقالات مرتبطة