7 طرق لحماية نفسك من الطاقة السلبية للآخرين

يمكن أن يكون التعامُل مع السلبية أمراً محبطاً للغاية، ذات مرة كان لدي زميلة في العمل كانت طاقتها السلبية تغمرني يومياً؛ ففي محادثاتنا كانت تشتكي دائماً من كل شيء، من مهام العمل والأسرة والأصدقاء والصحة وأي شيء آخر يمكن أن تفكر فيه، كانت أيضاً تشكك كثيراً في الآخرين، وغالباً ما كانت تشكُّ في نواياهم وتطلق عليهم أحكاماً قاسية، لم يكن التحدث إليها تجربة ممتعة أبداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة آنجل كرنوف (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن طرائق لحماية أنفسنا من الأشخاص السلبيين.

في المرة الأولى التي عقدنا فيها اجتماعاً شعرتُ بالإرهاق التام، على الرَّغم من أنَّنا تحدَّثنا لمدة 30 دقيقة فقط، إلا أنَّه لم يتبق لدي أي طاقة بعد محادثتنا، وشعرتُ كما لو أنَّ شخصاً ما قد امتص طاقتي واحتجت إلى بضع ساعاتٍ للتخلص من آثار الاجتماع، كما حدث الشيء نفسه في المرات القليلة التالية التي تحدثنا فيها أيضاً، أدركتُ بسرعة أنَّني بحاجة إلى وضع خطة عمل للتعامل مع هذا النوع من الطاقة السلبية، فبعد كل شيء لن تكون الشخص السلبي الوحيد الذي كنت سأواجهه في حياتي.

لقد طوَّرتُ تدريجياً طرائق عدة أساسية للتعامل مع الأشخاص السلبيين تعاملاً فعالاً، لقد حقَّقَتْ تلك الاستراتيجيات معجزات في حياتي الخاصة، والآن نستخدمها أنا وزوجي مارك (Mark) لمساعدة مئات من متلقي الكوتشينغ الذين نتفاعل معهم كل أسبوع، وأتمنى أن تجدوا قيمة فيها أيضاً:

1. وضع حدودٍ واضحة:

يصعب التعامل مع الأشخاص السلبيين الذين يغرقون في مشكلاتهم ويفشلون في التركيز على الحلول، إنَّهم يريدون أن ينضم الناس إلى حفلة النحيب التي يعقدونها طوال الوقت حتى يتمكنوا من الشعور بالرضى عن أنفسهم، وقد تشعر بالضغط لأنَّك تضطر إلى الاستماع إلى شكواهم لمجرد أنَّك لا تريد أن يُنظر إليك على أنَّك قاسٍ أو وقح، لكن يوجد خيط رفيع بين أن تكون مُستَمِعاً متعاطِفاً وبين أن تغرق في قصصهم العاطفية السلبية.

يمكنك تجنب قصص المآسي هذه بوضع حدود والتنحي عند الضرورة؛ فكِّر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كان الشخص السلبي يدخِّن السجائر بشراهة وباستمرار، فأنت لن تجلس بجانبه طوال اليوم وتستنشق دخان سجائره؛ بل ستبتعد بكل بساطة؛ لذا انطلق وامنح نفسك متنفساً عندما تحتاج إلى ذلك.

إذا كان التنحي أمراً مستحيلاً على الأمد القريب، فتوجد طريقة رائعة أخرى لرسم الحدود وهي أن تسأل شخصاً سلبياً كيف ينوي إصلاح المشكلة التي يشكو منها، في كثير من الأحيان سوف يهدؤون أو يغيرون مسار المحادثة إلى اتجاه أكثر ودَّاً، على الأقل مؤقتاً.

2. التصرف بوعي والابتعاد عن ردود الفعل العاطفية:

رد الفعل هو فورة عاطفية آنية وطائشة يحركها عادةً غرور الشخص (ونحن بوصفنا بشراً يزيد احتمال أن نبدي ردود أفعال عندما نكون منفصلين عن عقلنا المنطقي الواعي)، وقد يستمر هذا لجزء من الثانية فقط قبل أن يبدأ حدسك بالعمل ويقدم لك منظوراً مختلفاً، أو قد يسيطر عليك للدرجة التي يتحكم بها بتصرفاتك، وعندما تشعر بالغضب أو الارتباك بعد التعامل مع شخص سلبي، فهذه علامة على أنَّك قمت برد فعل بدلاً من التجاوب بوعي وانتباه، ستجعلك الاستجابة الواعية تشعر كأنَّك تعاملت مع الأشياء بنزاهة واتزان.

خلاصة القول: عندما تواجه شخصاً سلبيَّاً لا تُهِنه، حافظ على كرامتك ولا تَنزِل إلى مستواه، فالقوة الحقيقية هي أن تكون جريئاً بما يكفي للابتعاد عن هذا الهراء والاعتزاز بالنفس.

شاهد بالفيديو: 6 طرائق فعالة لتحمي نفسك من الطاقة السلبية

3. اقتراح موضوعات بسيطة للمناقشة:

تنطلق المواقف السلبية لبعض الأشخاص من خلال فتح موضوعات محددة قد تبدو غير ضارة، على سبيل المثال، تتحول إحدى صديقاتي إلى شخصٍ سام يؤدي دور الضحية كلَّما تحدَّثنا عن وظيفتها، ومهما قلت تظل تشتكي من كل ما يتعلق بوظيفتها، وعندما أحاول التدخل بتعليقات إيجابية فإنَّها تتجاهلها وتزداد سلبيَّةً، من الواضح أن هذا يعوق محادثتنا.

إذا وجدتَ نفسك في موقف مشابه، وكان الشخص الذي تتحدث معه مشغولاً بموضوعٍ يحبطك، فأدرك أنَّ مشاعره السلبية قد تكون متجذرة للغاية؛ إذ لا يمكن معالجتها في محادثة واحدةٍ، وأفضل حل هو طرح موضوع جديد لتعديل الحالة المزاجية؛ فالأشياء البسيطة مثل الذكريات المضحكة والصداقات المتبادلة وقصص النجاح الشخصية وأنواع أخرى من الأخبار السعيدة تجعل المحادثة خفيفة؛ لذا حاول إبقاء النقاش في حدود الأمور التي يشعر الشخص بإيجابية تجاهها.

إقرأ أيضاً: ما الذي يعيقنا عن عيش الحياة التي نريدها؟

4. التركيز على الحلول وليس على المشكلات:

يحدد الموضوع الذي تركز عليه انتباهك حالتك العاطفية، عندما تركز على المشكلات التي تواجهها، فإنَّك تعزز المشاعر السلبية والتوتر وتساعد على نموهما، لكن عندما تحول تركيزك نحو الإجراءات التي يمكن أن تحسن ظروفك، فإنَّك تثير إحساساً بالكفاءة الذاتية ينتج عنه مشاعر إيجابية ويقلل التوتر.

ينطبق المبدأ نفسه بالضبط عند التعامل مع الأشخاص السلبيين، التركيز على مدى التوتر والصعوبة التي يتعرضون لها يزيد من معاناتك من خلال بسط سيطرتهم عليك؛ لذا توقف عن التفكير في مدى انزعاج هذا الشخص، وركز بدلاً من ذلك على الطريقة التي ستتعامل بها مع سلوكه بطريقة إيجابية، فهذا يجعلك أكثر فاعلية من خلال تولِّيك زمام الأمور، وسيقلل تقليلاً كبيراً مقدار التوتر الذي تتعرض له عندما تتفاعل معهم.

5. ترك مسافة عاطفية بينك وبين آراء الآخرين:

يعد ترك مسافة أمان عاطفية أمراً أساسيَّاً لإبقاء التوتر بعيداً، إنَّ عدم السماح للأشخاص السلبيين (أو أي شخص) بإثقال كاهلك بعيوبهم أمر حيوي لصحتك العاطفية وسعادتك، كل ذلك يتعلق بكيف تقدِّر نفسك؛ ومن ثَمَّ تؤمن بنفسك.

الأشخاص الذين يديرون حياتهم بفاعلية هم عموماً أولئك الذين يُحسنون التعامل مع العامل النفسي؛ أي يعرفون أنَّ النجاح والعافية ينبعان من الداخل (مركز السيطرة لديهم داخلي)، ويتأثر الأشخاص السلبيون بشكل عام في العوامل الخارجية؛ أي يلقون باللوم على الآخرين أو الأحداث الخارجية لكل ما يحدث أو لا يحدث (مركز السيطرة لديهم خارجي).

عندما يكون إحساسك بالرضى وتقدير الذات مستمداً من آراء الآخرين، فأنت لم تعد تتحكم بسعادتك، تذكَّر دائماً أنَّه عندما يشعر الأشخاص الأقوياء عاطفياً بالرضى عن شيء فعلوه فإنَّهم لا يسمحون لآراء أيِّ شخص أو لأيِّ ملاحظات حاقدة بتغيير شعورهم.

في الحقيقة، لن تكون أبداً جيداً للدرجة التي يقولها الجميع عندما تكون منتصراً، ولن تكون سيئاً أبداً للدرجة التي يخبرونك بها عندما تكون خاسراً، الهام هو ما تعلمته وماذا تفعل به.

6. التخلِّي عن الرغبة في تغيير الميول السلبية للآخرين:

يمكنك مساعدة بعض الأشخاص من خلال كونك مثالاً جيداً لهم؛ لكنَّ بعضهم الآخر لا ينفعهم ذلك؛ لذا تعرَّف إلى الفرق بين الطرفين حتى تحافظ على توازنك، ولا تنجذب إلى مصاصي الطاقة والمتلاعبين والمبتزين العاطفيين من خلال محاولة يائسة للسيطرة على ما هو خارج عن سيطرتك ألا وهو سلوك الآخرين.

إذاً في حال كان لدى شخص تحبه سلوك معين وتأمل أن يتغير بمرور الوقت، فمن المحتمل ألا يحدث ذلك، وإذا كنت حقاً بحاجة إلى تغييره لسبب جوهري، فكن صريحاً وقل كل ما لديك بوضوح حتى يعرف هذا الشخص ما تشعر به ولماذا.

مع ذلك، فإنَّك بشكل عام لا يمكنك تغيير الأشخاص، ويجب ألا تحاول، إمَّا أن تقبل من هم أو تختار العيش دونهم، وقد يبدو الأمر قاسياً بعض الشيء؛ لكنَّه ليس كذلك، عندما تحاول تغيير الأشخاص فإنَّهم غالباً ما يقاومون ويظلُّون على حالهم، لكن عندما لا تحاول تغييرهم وعندما تدعمهم وتسمح لهم بالاستقلالية ليكونوا كما هم، فإنَّهم يتغيرون تدريجياً بطرائق لا يتصورها عقل، لأنَّ ما يتغير حقاً هو نظرتك أنت لهم.

شاهد بالفيديو: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟

7. تخصيص وقتٍ كافٍ كل يوم لتهتم بنفسك:

ليس عليك إهمال نفسك لمجرد أنَّ الآخرين يفعلون ذلك، إذا كنت مضطرَّاً فعلاً إلى العيش أو العمل مع شخص سلبي، فتأكد من حصولك على الوقت الكافي وحدك للراحة والتعافي، وقد يكون الاضطرار إلى لعب دور "الشخص البالغ شديد التركيز والعقلاني" في مواجهة السلبية المستمرة أمراً مرهقاً، وإذا لم تكن حريصاً فقد تنهكك السلبية.

يمكن للأشخاص السلبيين إبقائك مستيقظاً في الليل وأنت تسأل نفسك باستمرار:

  • "هل أفعل الشيء الصحيح؟".
  • "هل أنا فظيع حقاً لدرجة أنَّهم يتحدثون معي بهذه الطريقة؟".
  • "لا أستطيع أن أصدق أنَّه فعل ذلك!".
  • "أنا متألم جداً!".

مثل هذه الأفكار يمكن أن تجعلك تتألم لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات، وللأسف في بعض الأحيان يكون هذا هو هدف الشخص السلبي؛ أي أن يدفعك إلى الجنون ويجعلك تنزل إلى مستوى تفكيره حتى لا يتخبَّط وحده، ونظراً لأنَّك لا تستطيع التحكم بما يفعلونه فمن الهام أن تعتني بنفسك حتى تظل متماسكاً، وتشعر بصحة جيدة ومستعداً للعيش حياة إيجابية في مواجهة سلبيتهم عندما يتعين عليك ذلك.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب تفسِّر ضرورة الاعتناء بالنفس

في الختام:

على الرَّغم من أنَّه قد يكون من الصعب الاعتراف، إلا أنَّ الشخص السلبي هو أنت في بعض الأحيان، أحياناً تكون سلبيتك هي التي تؤذيك أكثر من أي شيء آخر.

إذا كان ناقدك الذاتي الداخلي يبذل أقصى ما في وسعه لينال من أفضل ما لديك، فحاول التخلي عن كل الأفكار والتأملات التي تجعلك تشعر بالسوء - أو حتى بعضها فقط - لبقية اليوم، وانظر كيف يؤدي ذلك إلى تغيير حياتك، أنت لا تحتاج إلى هذه الأفكار السلبية التي لم تقدم لك سوى شخصية مزيفة تعاني دون سبب.




مقالات مرتبطة