7 دروس هامة يمكنك تعلمها من الفشل

يُعدُّ التعرض لفشل كبير من أسوأ التجارب التي يمكن أن يخوضها المرء في حياته؛ فهو يغمرك بالمشاعر السلبية، ويجعلك تشعر بأنَّك بلا قيمة؛ لذا، يفعل معظم الناس ما في وسعهم لتجنب الفشل، حتى لو كان ذلك يعني عدم تجربة أيِّ أمر جديد.



ولكن على الرغم من الطاقة السلبية التي تصحبه، إلَّا أنَّ للإخفاق جانباً إيجابيَّاً أيضاً؛ حيث يمكن أن يعلمك التعرض للفشل دروساً لم تكن لتتعلمها لولا ذلك. وفي الواقع، لم يكن ليتمكن بعضٌ من أنجح الأشخاص في العالم من تحقيق النجاح لولا تلك الدروس التي تعلَّموها من إخفاقاتهم السابقة.

فهل واجهك فشل كبير مؤخراً؟ إذا كان جوابك نعم، فإليك 7 دروس هامة يمكنك تعلمها من الفشل.

1. النجاح ليس مضموناً دائماً:

حينما نهمُّ بتجربة أمر جديد، سواء كان ذلك إطلاق عمل تجاري عبر الإنترنت، أم التقدم لوظيفة أحلامنا، أم إنشاء مدونة، أم حتى الدخول في علاقة جديدة؛ فإنَّ الجميع يريد تحقيق النجاح؛ ولكن لسوء الحظ، قد تكون هذه الرغبة في النجاح عائقاً في طريقك أحياناً.

على سبيل المثال، قد يرغب بعض الأشخاص في إطلاق عملهم التجاري الخاص، ولكنَّهم لا يقدِمون على هذه الخطوة أبداً لأنَّهم غير متأكدين ممَّا إذا كانوا سيحققون النجاح أم لا؛ فيقعون ضحية الشلل التحليلي، وينتظرون الوقت المثالي الذي للأسف لا يأتي أبداً؛ إذاً، فرغبتهم في النجاح تُعيقهم عن تحقيق حلمهم.

وعلى الجانب الآخر، يدرك الشخص الذي عانى من الفشل أنَّ النجاح غير مضمون أبداً؛ فقد تخفق أحياناً بسبب عوامل خارجة عن إرادتك؛ لذا، حينما تتعرض لفشل كبير، فأنت تدرك أنَّ الأمور قد تسوء بغض النظر عن الجهد الذي تبذله؛ وحينما تدرك أنَّ الإخفاق أمر محتمل دائماً، ستتعلم ألَّا تسمح للخوف من الفشل بأن يعيقك.

يدفعك اختبار الفشل إلى السعي وراء أحلامك، ويعلِّمك أن تحاول مراراً وتكراراً حتى تبلغ هدفك، والذي سيقودك إلى النجاح في نهاية المطاف. وكما قال ونستون تشرشل (Winston Churchill) ذات مرة: "النجاح هو أن تنتقل من فشل إلى آخر دون أن تفقد حماستك".

إقرأ أيضاً: أقوال مُلهمة تساعدك على الانتقال من الفشل إلى درب النجاح

2. تقبُّل التغيير:

حينما تتعرض للفشل، فكأنَّ الكون يخبرك أنَّ ثمة خطب ما فيما تفعله. على سبيل المثال، إذا رسبت في اختباراتك، فقد يخبرك هذا الفشل أنَّك لم تولِ اهتماماً كافياً لدراستك؛ كما أنَّ إخفاقك في عملك قد يخبرك أنَّك لم تضع بعض عوامل العمل في عين الاعتبار.

وكما تقول المقولة الشهيرة لألبرت أينشتاين (Albert Einstein): "الجنون هو أن تفعل الشيء ذاته مرةً بعد أخرى، وتتوقع نتيجةً مختلفة"؛ فإذا واصلت القيام بكل شيء بالطريقة نفسها التي كنت تفعلها من قبل، فستظل تواجه الفشل.

هذا يعني أنَّه عليك إجراء تغيير ما في حياتك للتغلب على فشلك من خلال إعادة النظر في إخفاقاتك، واكتشاف الأخطاء التي اقترفتها، ثم تحديد التغييرات التي تحتاج إلى إجرائها لتحقيق النجاح في المرة القادمة؛ وبالتالي، سيعلِّمك الفشل أنَّ السبيل الوحيد للتغلب عليه هو تقبُّل التغيير.

3. الفشل مصدرٌ للتحفيز:

يثبط الفشل عزيمة معظم الناس، ويجعلهم يرغبون في الاستسلام، ولكنَّه يمكن أن يكون مصدراً كبيراً للتحفيز بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بطريقة تفكير صحيحة.

يُعدُّ أسطورة كرة السلة مايكل جوردان (Michael Jordan) مثالاً رائعاً لهؤلاء الأشخاص، فقد أراد أن ينضم إلى فريق كرة السلة في المدرسة الثانوية بشدة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره؛ ولكن لسوء الحظ، لم يعتقد مدربه في المدرسة الثانوية أنَّه كان يستحق أن يكون جزءاً من الفريق، لا سيما أنَّ طوله كان 178 سم، ولم يتمكن حتى من أداء رميةٍ ساحقة (دانك).

لقد حطَّم التعرضُ لهذا الإخفاق اللاعب الشاب بشدة؛ فقد عاد إلى المنزل في ذلك المساء، وبكى في غرفته؛ لكن ودلاً من السماح لهذه التجربة بأن تقتل حلمه، كان مايكل (Michael) مصمِّماً على أن يُثبت للمدرب أنَّه يستحق أن ينضم إلى الفريق.

لقد تدرَّب بأقصى ما يستطيع، واتَّخذ من ألم الفشل في الانضمام إلى الفريق دافعاً له يحفِّزه؛ وفي نهاية الأمر، نال مقعداً في فريق المدرسة الثانوية، واستمر في مشواره إلى أن أصبح أفضل لاعب كرة سلة على الإطلاق.

لقد كان ذلك مثالاً على التحفيز الداخلي الذي يثيره الفشل لتحقيق هدف يثير شغفك.

وكما فعل مايكل جوردان تماماً، يمكنك تحويل فشلك إلى مصدر تحفيز؛ فبدلاً من أن تسمح للإخفاق بأن يحطمك، دع الألم الناتج عن عدم بلوغ هدفك يدفعك إلى العمل بجد أكبر حتى تحقق أحلامك.

4. الإخفاق ليس نهاية العالم:

بعد التعرض لفشل كبير، قد تشعر أنَّ كل شيءٍ في عالمك قد انتهى وولَّى، ولا تشعر أنَّك تتمتع بالقدرة والجرأة لتحقيق أحلامك، أو أيِّ أمر يستحق العناء في هذا الصدد، وقد يصل الأمر إلى أن يستسلم بعض الناس كلياً.

ومع ذلك، إذا كان ثمة درس واحد يمكنك تعلُّمه من إخفاقات بعض أكثر الأشخاص نجاحاً في العالم، فهو أنَّ الفشل لا يعني نهاية العالم؛ فعلى سبيل المثال، حينما طُرِد ستيف جوبز (Steve Jobs) من الشركة التي أنشأها في مرآب في منزل والديه، شعر أنَّ العالم قد انتهى بالنسبة له؛ ومع ذلك، جمع شتات نفسه، وأنشأ شركات أخرى، ثم عاد في النهاية ليكون المدير التنفيذي لشركة آبل (Apple)، التي كانت تعاني من الاضطراب في ذلك الوقت، ليحوِّلها إلى شركة تبلغ قيمتها تريليون دولار اليوم.

وبنفس الطريقة، تعرَّض والت ديزني (Walt Disney) لأول إخفاق في حياته بعد أن طُرِد من إحدى الصحف لأنَّه "لم يكن مبدعاً بما يكفي"، ثم أسس شركةً باءت بالفشل أيضاً؛ غير أنَّ ذلك لم يثبط عزيمته أبداً، لينشئ بعدها الشركة التي تحمل اسمه، والتي حققت نجاحاً بارزاً.

ثمة العديد من الأشخاص الناجحين الآخرين الذين فشلوا في طريقهم نحو النجاح، وما عليك أن تتعلمه من إخفاقاتهم هو أنَّ الفشل ليس نهاية المشوار؛ فمن الممكن أن تتغلب على فشلك، وتمضي قدماً لتحقيق نجاح أكبر ممَّا كنت تتصوره.

تمنحك فكرة أنَّه لا يزال بإمكانك أن تستجمع قواك، وتحقق النجاح مجدداً الثقة بنفسك، والتي تُعدُّ من أهم المهارات الداعمة للنجاح.

إقرأ أيضاً: 10 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

5. رؤية الحياة من زاويةٍ أوسع:

قد ننهمكُ في السعي وراء تحقيق أهدافنا أحياناً لدرجة أنَّنا ننسى وجود أمور هامة أخرى في حياتنا؛ فقد تصب كامل تركيزك على تنمية عملك لدرجة أنَّك ترهق نفسك، وتنسى أموراً هامة في حياتك، مثل عائلتك أو حتى صحتك.

شاهد بالفديو: 6 وسائل للتغلب على الإرهاق الذهني

على سبيل المثال، ربما تكون قد قررت إدارة عمل مستقل لتحقق توازناً أفضل بين حياتك وعملك، وقضاء المزيد من الوقت مع عائلتك؛ ولكن مع مرور الوقت، تدرك أنَّك تقضي وقتاً في العمل على مشروعك المستقل أكثر ممَّا كنت تقضيه في وظيفة دوامها 8 ساعات؛ وحتى بعد كل سعيك وجهدك، تدرك أنَّ عملك لا يدرُّ عليك الأرباح، وتقرر إغلاقه، وتتقبَّل فشلك رغماً عنك.

يمنحك التعرض إلى مثل هذا الفشل فرصةً لإعادة النظر فيما تفعله في حياتك، وإعادة تحديد ما هو هام بالنسبة لك، وستدرك حينها أنَّك كنت مركِّزاً على إنجاح عملك لدرجة أنَّك نسيت السبب الرئيس الذي دفعك لإطلاقه؛ ألا وهو تحقيق توازن أفضل بين حياتك الشخصية والمهنية.

تتيح لك إعادة تقييم حياتك بعد التعرض لفشل كبير توسيع منظورك للحياة، والتركيز على أمور أخرى قد تجلب لك المزيد من السعادة والرضا عن الأهداف التي كنت تسعى لتحقيقها سابقاً.

6. التواضع:

النجاح معلمٌ سيءٌ للغاية؛ فبعد تحقيق سلسلة من النجاحات أحياناً، يسمح معظم الناس للنجاح بالسيطرة على تفكيرهم، ممَّا يجعلك تشعر بأنَّك لا تُقهر، وأنَّ كل ما تفعله مقدر له النجاح.

ولكن لسوء الحظ، غالباً ما يؤدي هذا الأمر إلى الغرور؛ حيث يدفعك ذلك إلى المخاطرة أكثر لأنَّك تعتقد أنَّ لا شيء قادرٌ على إيقافك، الأمر الذي يهيئك للفشل في النهاية؛ وعند تعرُّضك للفشل، فلن تسمح للذة النجاح بأن تتحكم بك، وحتى حينما تسير الأمور على ما يرام، فأنت تعلم أنَّها يمكن أن تسوء في أيَّة لحظة؛ حيث سيذكرك ذلك بإنسانيتك، ويبقيك متواضعاً.

كما يسهِّل عليك التعامل مع الوضع في حال واجهتَ الفشل في المستقبل، ولكن يصعب التعامل مع الفشل إذا كنت دائماً ما تحقق النجاح في كل ما تسعى إليه، وتعتقد بغرور أنَّك لا يمكن أن تفشل.

إقرأ أيضاً: 30 قول وحكمة عن أهمية التواضع

7. لا تستحق كل فكرة السعي وراءها:

قد لا تواجه الفشل أحياناً لأنَّك لم تبذل قصارى جهدك، بل لأنَّك كنت تسعى وراء فكرة خاطئة؛ فحينما تجري الأمور لصالحك، قد تتفاءل كثيراً، وترغب في تطبيق كل فكرة تخطر في بالك.

يذكِّرك الفشل بأنَّ الأفكار التي تخطر في بالك ليست كلها رائعة، ويعلِّمك بأن تتفحص أفكارك، وتُجري تقييماً شاملاً لها، وتعمل على تطوير تلك التي تبدو واعدة فقط.

على سبيل المثال، حينما عاد ستيف جوبز (Steve Jobs) إلى شركة أبل (Apple) في عام 1996، كانت الشركة في حالة يُرثى لها، وقد كان أحد أكثر التدابير التي اتخذها صرامةً لإعادة أرباح الشركة هو إلغاء عشرات الأفكار المتعلقة بمنتجات كانت تعمل عليها الشركة.

لقد صبَّ جوبز (Jobs) تركيز الشركة على حفنة من أفكار لمنتجات واعدة، وهو ما حوَّل شركة أبل (Apple) من شركة تعاني من عدة أزمات إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم.

ومثلما حدث مع جوبز (Jobs) الذي عانى من فشل كبير عندما طُرِد من شركة آبل (Apple)، فإنَّ التعرض للإخفاق يمكن أن يعلِّمك أنَّ الأفكار لا تستحق جميعاً السعي وراءها.

الخلاصة:

إنَّ الفشل تجربة مؤلمة لا يرغب أحد في خوضها، ولكنَّ الحقيقة المُرَّة هي أنَّ الفشل أمر لا مفر منه؛ فطالما أنَّك تحاول تجربة أمر لم تجرِّبه من قبل، أو تواصل السعي وراء أحلامك، فلا يمكنك تجنب الفشل تماماً.

وعلى الرغم من قساوة الألم الذي يصحب الفشل، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ الإخفاق ليس له جانب إيجابي؛ فإذا أعرتَ انتباهك جيداً، يمكن أن يعلِّمك الفشل دروساً ثمينةً للغاية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة