بغض النظر عن نظرتك إلى التجسيد، هناك بعض الخطوات العملية والقابلة للتنفيذ التي يمكنك استخدامها لتجسيد أي شيء تريده؛ لذا تابع قراءة المقال لتتعلم طريقة القيام بذلك:
1. امتلاك الوضوح الكافي:
تتمثل الخطوة الأولى في عملية التجسيد في امتلاك الوضوح الكافي؛ وسواء كنت ترى أنَّه عملية روحية أم قابلة للتنفيذ، يبقى المفهوم الأساسي للتجسيد كما هو: "أنت تجذب ما تريده إلى حياتك"؛ فإذا لم تكن واضحاً بشأن أمر ما، فكيف تتوقع تجسيده على أرض الواقع؟
قد يشبه ذلك القيام برحلة على أمل الوصول إلى وجهة معينة دون أن تحدد مكانها بدقة.
لا يبدو هذا الأمر منطقياً، أليس كذلك؟ حسناً، إذا كنت تريد تجسيد نتيجة معينة دون معرفة ما هي، فكيف ستعرف أنَّك قد جسدتها فعلياً؟
إنَّك تحدد وجهتك من خلال توضيح الأمور جيداً، وتتخلَّص من فكرة التخمين فيما إذا كنت قد جسدت رغبتك فعلاً، كما تضع لنفسك هدفاً واضحاً؛ بالإضافة إلى ذلك، يساعدك هذا الأمر في التخلص من عوامل التشتت، ويسمح بتركيز انتباهك على النتيجة المرجوة.
سيبدأ نظام التنشيط الشبكي لديك (RAS) -وهو جزء من دماغك يعمل كمرشح- في التركيز على المعلومات المتعلقة بهدفك، ويتجاهل المعلومات غير المناسبة؛ فعندما تكون واضحاً تماماً بشأن ما تريد تجسيده، فإنَّك تترك دماغك يتعامل مع الأمر بينما تقوم بعملك بشكل واعٍ.
2. التوافق مع الأهداف:
إنَّه لمن الجيد وضع قائمة بالأمور التي ترغب في تجسيدها؛ ومع ذلك، إذا لم تكن متوافقاً مع الخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك، فستكون قائمتك عبارة عن أمنيات ليس إلَّا؛ وإذا كنت تريد فهم طريقة تجسيد أي شيء تريده، عليك أن تفهم معنى التوافق، والذي يعني التأكد من أنَّ أخلاقك وقيمك وسلوكاتك وطاقتك تتماشى مع النتائج المرجوة.
على سبيل المثال: إذا كنت تريد الحصول على مبلغ كبير من المال ولكنَّك تؤمن أنَّ المال هو أساس الشر، فأنت لا تتوافق مع ما تريد تجسيده حقاً؛ وكذلك إذا كنت تريد امتلاك جسم صحي ورياضي، ولم تكن مستعداً نفسياً وعقلياً لبذل جهد إضافي لتحقيق النتيجة المرجوة، فلن تحصل على ذلك.
لذلك، إذا أردت تجسيد شيء ما في حياتك، عليك التأكد من أنَّك تتوافق مع أهدافك أولاً؛ وإلَّا ستجد نفسك محبطاً، وتفتقر إلى التحفيز، وتُدمِّر ذاتك في السعي نحو أهدافك.
3. الإيمان بقدراتك:
أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس عندما يحاولون تجسيد شيء ما في حياتهم، هو عدم امتلاكهم الثقة بأنفسهم؛ فهم يريدون تحقيق حلم ما بالتأكيد، إلَّا أنَّهم لا يعتقدون أنَّ بإمكانهم القيام بذلك فعلياً، وهنا تكمن المشكلة.
عندما تسعى إلى تجسيد شيء ما في حياتك، عليك أن تؤمن بإمكانية حدوثه؛ ولا نقصد هنا أنَّ عليك عدم محاولة تجسيد الأشياء التي تعتقد أنَّك لا تستطيع إنجازها بشكل كامل.
يُعدُّ التجسيد -كما تحقيق الأهداف- عملية نمو، حيث يجب أن تصبح نسخة أكثر تطوراً من نفسك من أجل تجسيد ما تريده، ولا بد من وجود مستوى معين من عدم الراحة عند اتخاذ قرار بشأن ما تريد تجسيده؛ ولكن ما يزال بإمكانك أن تكون واثقاً من نفسك لتُظهِر ذلك، وتقوم بالعمل اللازم لرؤية أهدافك تتحقق بينما تشعر بالإرهاق قليلاً؛ أمَّا إذا كنت لا تؤمن بقدراتك، فأنت تُهيِّئ نفسك لخيبة أمل.
4. جعل اندفاعك يفوق ترددك:
يرتبط الكثير من عملية التجسيد وتحقيق الأهداف بطريقة تفكيرك ومثابرتك لتحقيقها.
ينسى الكثير من الناس أنَّ التجسيد هو عبارة عن عملية تستغرق وقتاً طويلاً، ويقع الكثير منهم ضحايا الاعتقاد بأنَّ الأشياء يجب أن تأتي بسهولة وسرعة؛ لكن في الحقيقة، قد يستغرق الأمر وقتاً وجهداً كبيرين لتجسيد أعظم رغباتك؛ لذلك من الضروري الحفاظ على اندفاعك.
نقدم فيما يأتي بعض النصائح التي تساعد في ذلك:
- حسِّن بيئتك بما يتناسب مع حالتك المزاجية والعواطف التي تريد الشعور بها.
- تخلص أو ابتعد عن الأشخاص الذين يثبطون من اندفاعك وعزيمتك ويضعونك في حالة سلبية.
- تأمل.
- مارس الرياضة.
- خصص وقتاً للأنشطة التي تجلب لك السعادة والفرح.
- احصل على قسط كافٍ من النوم.
عند قيامك ببعض هذه الأمور أو كلها، ستجد أنَّه من السهل جداً الحفاظ على اندفاعك؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تواجه مقاومة داخلية أو خارجية، حيث تساعدك النصائح المذكورة أعلاه أيضاً في التخلص من المقاومة التي تمنعك من السعي قدماً إلى تحقيق أهدافك أو امتناعك عنها؛ مثل: بعض القصص المقيدة، والإرهاق الجسدي، والأشخاص السلبيين، وغيرها الكثير؛ فبغض النظر عن مصدر هذه الأمور، يجب عليك تقليل مقاومتك لها من أجل تجسيد رغباتك الكبرى.
5. تتبُّع تقدُّمك ثمَّ الاحتفاء بتحقيق أهدافك المرجوة:
توجد طريقة أخرى جيدة للحفاظ على الاندفاع والاستمرار في عملية التجسيد، وهي من خلال تتبع تقدمك والاحتفال به.
نركز في كثير من الأحيان على النتيجة النهائية، ونتبنَّى عقلية التفكير "إمَّا كل شيء أو لا شيء" عندما نسعى وراء تحقيق أهدافنا أو تجسيد شيء ما في حياتنا؛ وتكمن المشكلة في عدم معرفتك فيما إذا كنت قد أحرزت تقدماً، فتصاب بالإحباط نتيجة لذلك؛ ومع ذلك يستغرق التجسيد بعض الوقت.
شاهد بالفديو: 7 أمور تحفّزك لتحقيق أهدافك
على سبيل المثال: توجد في أغلب ألعاب سباق السيارات، نقاط مراقبة على طول الطريق تحدد ما إذا كان اللاعبون على المسار الصحيح، وتُعلِمهم عن مدى قربهم من خط النهاية.
وكذلك الأمر في الحياة الواقعية؛ فعندما تعتقد بأنَّك ستتابع تقدمك وتجسد رغباتك، يمكنك مساعدة نفسك عقلياً وعاطفياً وروحياً من خلال وضع أهداف مرحلية أو "نقاط مراقبة"؛ حيث تُذكِّرك هذه النقاط أنَّك لا تزال على المسار الصحيح لتجسيد ما تريده، وكلَّما وصلت إلى إشارة معينة، احتفل بتقدمك.
بصفتنا أشخاصاً ناجحين، غالباً ما نحتفي بتخطي هدف مرحلي من خلال الانتقال مباشرة إلى المرحلة التالية. يعدُّ هذا الأمر خطيراً؛ ذلك لأنَّك عندما لا تحتفي بهذا الإنجاز، تُوقِف استجابة جسدك الفطرية لتحقيق الأهداف بسبب تثبيط تحرير الدوبامين -الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة والرضا- من دماغك.
عندما يحدث ذلك، فإنَّك ستدخل في حلقة مفرغة من عدم الاكتفاء وعدم الشعور بالرضا؛ لذا حاول تجنب ذلك، واحتفل كلَّما حققت تقدماً على طول الطريق.
الخلاصة:
تتمثل الخطوة الأولى في عملية التجسيد في توضيح ما تريد تجسيده؛ حيث سيمنحك ذلك راحة البال، ويسمح لنظام التنشيط الشبكي لديك (RAS) بالعمل بشكل صحيح.
بعد امتلاكك الوضوح الكافي، تأكَّد من أنَّك تتوافق بالفعل مع ما تريد تجسيده؛ فإذا لم يكن الأمر كذلك، ستشعر بأنَّ تحقيق أحلامك مَهمَّة صعبة للغاية.
تتمثل الخطوة التالية في امتلاك ثقة بنفسك من أجل تجسيد ما تريده في حياتك؛ لذا عليك أن تؤمن أنَّه يمكنك القيام بذلك، وأن تكون صادقاً وتسأل نفسك فيما إذا كنت تؤمن حقاً بما تفعله؛ كما عليك الحفاظ على اندفاع عالٍ ومقاومة واضحة، حيث يعدُّ التجسيد عملية يمكن أن تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين؛ وإذا لم تحافظ على اندفاعك خلال سعيك إلى تحقيق أهدافك، سيكون من الصعب عليك تجسيد ماتريده.
أخيراً، من أجل تجسيد ما تريده على أرض الواقع، حاول وضع "إشارات تتبع" لمراقبة تقدمك، ثمَّ احتفل بتحقيق أهدافك المرحلية على طول الطريق؛ فهذه هي الطريقة التي يمكنك فيها تجسيد ما تريده في الحياة؛ لذا اتبعها، ولن تندم مطلقاً.
أضف تعليقاً