ما هو التعاطف؟
التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر شخص آخر والإحساس بها، ولا يعني التعاطف معرفة ما يشعر به شخص ما وحسب، بل يعني أيضاً فهم تجربته إلى حد ما، فهو يساعدنا على التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق.
التعاطف موجود في جميع جوانب الحياة، ومن ذلك العلاقات الشخصية والمهنية والمعاملات مع الغرباء، في حين أنَّ بعض الأشخاص يتمتعون بقدر كبير من التعاطف، فإنَّه ليس بالضرورة مهارة فطرية، إذ يستطيع أي شخص بالممارسة والوعي الذاتي بناء مهارات التعاطف وتعزيزها.
أنواع التعاطف:
يتفق معظم خبراء علم النفس على وجود ثلاثة أنواع من التعاطف، وعلى الرغم من أنَّ لكل نوع دوراً مختلفاً، فإنَّها جميعها تبيِّن أهمية التعاطف:
1. التعاطف المعرفي:
يمكِّنك هذا النوع من التعاطف من إدراك عواطف شخص ما وفهمها دون الإحساس بها جسدياً.
2. التعاطف الوجداني:
يشير التعاطف الوجداني إلى القدرة على الإحساس عاطفياً وجسدياً بعواطف شخص آخر كما لو كانت عواطفك.
3. التعاطف الرحيم:
يسمى أيضاً الاهتمام العاطفي، وهذا التعاطف يجعلك تتخذ إجراءات للتخفيف من معاناة شخص آخر بناءً على فهم عواطفه.
أهمية التعاطف:
يتيح لك التعاطف التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق ويساعدك على بناء علاقات أفضل مع الأصدقاء والعائلة والزملاء وحتى الغرباء، على سبيل المثال، يجعلك اتباع نهج التعاطف في قيادة الموظفين قائداً أفضل.
عندما تفهم عواطف الآخرين، يتسنى لك اتخاذ قرارات تراعي مصلحتهم، ويساعدك نهج التعاطف أيضاً على حل النزاعات والخلافات بكفاءة، ويضمن التعاطف أن يشعر الجميع بالتقدير والاحترام، وهي جوانب هامة لنجاح العلاقات، فعندما تفهم وجهات نظر الآخرين، فإنَّك تجني فوائد التعاطف الآتية:
1. علاقات أقوى:
يتيح لك التعاطف بناء علاقات قائمة على الدعم والتفاهم المتبادلَين.
2. تعزيز التواصل:
يعزز التعاطف الإصغاء النشط وتأكيد صحة مشاعر الآخرين لتحقيق تواصل أوضح وأجدى.
3. مهارات حل النزاعات:
يساعدك فهم وجهات نظر الآخرين وعواطفهم على حل النزاعات سلمياً عن طريق إيجاد أرضية مشتركة.
4. تعزيز التفاهم:
يحفزك التعاطف على أن تكون رحيماً ولطيفاً تجاه الآخرين، وهذا يسهم في تعزيز التفاهم.
كيف تصبح أكثر تعاطفاً؟
التعاطف ليس مهارة فطرية، فيمكن للجميع صقل مهاراتهم ليكونوا أكثر تعاطفاً تجاه الآخرين، حتى أولئك الذين يتمتعون بقدر أكبر من التعاطف بالفطرة، فلا يوجد طريق مختصر لتصبح أكثر تعاطفاً ورأفة، فالأمر يتطلب الوقت والوعي الذاتي والممارسة.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين
7 طرائق لتعزيز التعاطف:
1. ممارسة الإصغاء النشط:
عندما تمارس الإصغاء النشط، فأنت لا تستمع فقط لترد، بل تستمع لتفهم، ويمكنك ممارسة الاستماع النشط في كل محادثة سواء مع شريك الحياة أم مع البقال، ولتحقيق ذلك، امنح الآخرين اهتمامك الكامل وأظهر الاهتمام بما يقولونه واطرح أسئلة توضيحية، وعليك أيضاً تجنب المقاطعة أو التسرع في طرح أفكارك وآرائك.
2. تنمية الفضول:
يجعلك الفضول تجاه تجارب الآخرين ومشاعرهم أكثر تعاطفاً، ولتنمية الفضول في علاقاتك، اطرح أسئلة مفتوحة لا يمكن الإجابة عنها بـ "نعم" أو "لا"، فيشجع طرح أسئلة مفتوحة الشخص الآخر على مشاركة قصته، ويتيح لك معرفة مزيدٍ من المعلومات عن وجهة نظره، ومع ذلك، تجنَّب طرح الأسئلة الاستدراجية التي تفرض إجابة أو رأياً معيناً.
3. تبنِّي وجهة نظر الآخرين:
يعني تبني وجهة نظر الآخرين أن تضع نفسك مكانهم وتتخيل ما يشعرون به تجاه موقف ما، ويمكنك ممارسة هذه المهارة عن طريق تأدية الأدوار أو التمرينات الكتابية أو من خلال التفكير في سيناريوهات مختلفة من وجهات نظر متعددة.
4. تأكيد صحة عواطف الآخرين:
إحدى أسهل الطرائق لتحسين مهارات التعاطف لديك هي تأكيد صحة عواطف الآخرين، حتى في المحادثات العادية؛ ويعني تأكيد صحة عواطف شخص ما عموماً الإقرار بما يشعر به دون انتقاده.
على سبيل المثال، يمكنك التحدث إلى صديق يشعر بالتوتر بشأن مشروع كبير في العمل والرد عليه: "يبدو هذا موقفاً صعباً، أستطيع أن أتخيل مدى التوتر والقلق الذي تشعر به حيال ذلك"، ومع ذلك، احرص على أن تكون صادقاً عند ذلك.
5. البحث عن تجارب شخصية جديدة:
من الصعب جداً أن تنمو إذا كنت لا تختلط بالناس، فيفهم الأشخاص المتعاطفون أنَّهم جزء صغير من مجتمع أكبر بكثير، وعليهم البحث عن تجارب جديدة للنمو، فيمكنك أن تصبح أكثر تعاطفاً بالبحث عن الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر وخلفيات مختلفة عنك والتواصل معهم.
حتى لو لم تكن لديك إمكانية الوصول المباشر إلى أشخاص من خلفيات مختلفة، يمكنك العثور عليهم عبر الإنترنت، ويمكنك الاستماع إلى مدونة صوتية تستضيف ضيوفاً من ثقافات مختلفة أو قراءة مقالات رأي لشخص لديه وجهات نظر مختلفة عن وجهة نظرك لفهم مشاعره فهماً أفضل، وليس من الضروري أن تعرف شخصاً ما أو تكون على اتصال به لتتعاطَف معه.
6. طلب تغذية راجعة:
كما هو الحال مع معظم المهارات، تساعدك التغذية الراجعة من الآخرين على التحسُّن، وعلى الرغم من أنَّ طلب تغذية راجعة عن التعاطف من الغرباء ليس أمراً عملياً، فمن المحتمل أن يكون لديك العديد من الأشخاص المقربين إليك في حياتك، فاطلب منهم تغذية راجعة عن ردود فعلك الأخيرة.
هل شعروا أنَّك تصغي إليهم؟ هل انتهت المحادثة بطريقة سلبية عندما اختلفت معهم؟ كيف كان شعورهم بعد الحديث معك؟ خذ تغذيتهم الراجعة في الحسبان عند الحوار التالي معهم لتكون أكثر وعياً بذاتك في أثناء ذلك.
7. ممارسة التأمل الذاتي:
يعدُّ التأمل الذاتي أداة قوية لتعزيز مهارات التعاطف، ويتيح لك تخصيص وقت للتأمل التعمق في أفكارك وعواطفك وتجاربك لفهم نفسك فهماً أفضل، كلما فهمت عواطفك أكثر، سهُل عليك فهم عواطف الآخرين.
يمكنك أيضاً تجربة تدوين يومياتك وطرح أسئلة مدروسة للكشف عن تحيزاتك أو محفزاتك أو وجهات نظرك الكامنة التي تؤثِّر في قدرتك على التعاطف، فاحرص أيضاً على الاعتراف بنجاحاتك في التعاطف والاحتفاء بها، مثل حل النزاعات بنجاح.
أضف تعليقاً